والشعر يأتي هكذا عفوا ، ويأتي هكذا طفوا

كتب الاستاذ الدكتور أحمد زكي 1894- 1975 عالم الكيمياء المصري ورئيس تحرير مجلة (العربي ) الكويتية مقالة علمية جاء فيها :" كشوف فاجأت العلماء على قارعة الطريق ،غير كشوف خططوا لها ، ودبروا تدبيرا ...فالشعر العربي يحفظه الحافظ، ثم ينساه وهو إذ يحفظه أول مرة يلتذ به معنى ، ويلتذ به نغما ثم يذهب فكأنما ما كان .وأنت قد تحسب وقد إنطوى ذلك الشعر بالنسيان ان جهدا بذلته فيه ضاع كما تضيع الايام مع الزمان 
ولكن كثيرا ما يحل الانسان من الاحداث موضعا ، يجد فيه ان هذا الشعر الذي هبط في أعماق نفسه حتى غرق ومع الغرق مات ، مايصعد حتى يبلغ سطح النفس ، واذا هو لفظ واذا هو نغم على اللسان وهو يناغم الاحداث التي أنت فيها من احداث تسر واحداث تسوء ومن احداث لاسوء فيها ولاسرور .

والشعر يأتي هكذا عفوا ، ويأتي هكذا طفوا ولست أنت الذي تطلبه ، وانما هو الذي يطلبك والعجيب فيه مجانبته لما انت فمن اختاره ؟ ثم من أطلقه من هذه الاعماق ومنه ماقدم به العهد حتى أنك نسيت انه من بعض ما اختزنه الخازن في خزانتك " .