بقلم : سامي مهدي
أشعر اليوم بارتياح كبير ، لأنني أتممت مراجعة مسودة كتاب أعدته ابنتي الحبيبة الدكتورة نوار سامي . ونوار مهندسة معمارية ، محبة للفن والأدب مثل كل المهندسين المعماريين ، حصلت على الماجستير من جامعة بغداد ، وعلى الدكتوراه من جامعة القاهرة ، وأرادت أن تكرم أمها وأباها فقامت بإعداد هذا الكتاب من أرشيف كانت أمها قد أعدته خلال العقود الخمسة الماضية .
ويضم هذا الأرشيف دراسات ومقالات نقدية رصينة كتبها نقاد عراقيون وعرب عن شعري وقامت أم نوار بجمعها وتوثيقها وأرشفتها ، بمبادرة منها ، منذ أول مقال كتب عن مجموعتي الشعرية الأولى حتى آخر ما كتب عن شعري في أيامنا هذه ، جمعتها بدأب ومتابعة دقيقة دون أن تفتر همتها ، ولم يكن لي من دور في ما قامت به سوى تأمين ما لا تستطيع الوصول إليه بنفسها من الصحف والمجلات .
بمرور الزمن أصبح أرشيف أم نوار يتكون من قصاصات مختلفة الأحجام والألوان تعد بمئات كثيرة ، ولم يقتصر هذا الأرشيف على ما كتب عن شعري بل شمل ما أجري معي من حوارات صحفية حول الشعر والأدب والثقافة ، وأشياء أخرى رأت أنها من لوازم اكتماله . وكانت طوال السنوات الماضية تزود الباحثين والدارسين بنسخ مصورة مما يطلبونه من موجوداته ، تزودهم بها بكل أريحية ، ودون أي طلب مني .
ولكن هذا الأرشيف قد تضخم ، والطلبات تزايدت عليه في السنوات الأخيرة ، وصار بعضها يأتي من خارج العراق ، فثقل العبء ، ولم يعد الاحتفاظ بالأرشيف الورقي وتصوير قصاصاته بالأمر العملي ، فجاءت المبادرة هذه المرة من ابنتنا نوار ، فكرت بإعداد كتاب إليكتروني منه ونشره في كتاب ورقي ، ليكون بين أيدي الباحثين . ولكنني ترددت في الموافقة على الفكرة في البدء ، ثم وافقت حين تكشفت لي ورأيت كم هي عملية ومفيدة . وهكذا قامت نوار ، بالتعاون مع أمها ، على إعداد الكتاب وتبويبه وتوثيق محتوياته ثم التقديم له ، بمشورات قليلة مني .
الكتاب بعنوان : في شعرية سامي مهدي ، وهو يتكون من أكثر من 400 صفحة مرقونة من القطع الكبير ، وقد قمت خلال الأسبوع الماضي بمراجعته وتصحيح ما وقع فيه من أخطاء طباعية ، وهو الآن جاهز للنشر بالتمام والكمال ، فعسى أن نتمكن من نشره ورقياً في وقت لاحق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق