ذكريات الشاعر سامي مهدي الحلقة 26 بعنوان :"كتاب فقدته "
القسم الثاني من الحلقة 26 بعنوان :" كتاب فقدته" *
بحثت أمس في مكتبتي عن كتاب يهمني فلم أجده ، والكتاب هو مختارات من شعر الراحل بدر شاكر السياب ترجمها إلى الفرنسية المستعرب الفرنسي " أندريه ميكيل " .
لا أتذكر أي القصائد ضمت هذه المختارات ، ولكن عددهها قليل ، كلها ، وربما أغلبها ، من ديوان السياب الشهير " أنشودة المطر " .
وأذكر أن هذا الكتاب صدر بعد تسلمي العمل مديراً للمركز الثقافي العراقي في باريس عام 1977 بمدة وجيزة .
علمت بصدور هذه المختارات مصادفة ، فاتصلت هاتفياً بالأستاذ ميكيل ، وشكرته على مبادرته هذه فسر الرجل ، ولما سألته عن دار النشر أخبرني باسمها فقررت زيارتها والتعرف على مديرها ومنشوراتها .
كان ميكيل يشغل يومئذ كرسي اللغة العربية والأدب العربي في الـ " كوليج دو فرانس College de France " . وكانت دار النشر التي نشرت المختارات تحمل اسم صاحبنا السندباد ( دار السندباد ) وهي دار نشر صغيرة مهتمة بنشر مختارات مترجمة إلى الفرنسية من الأدب العربي .
ذهبت لزيارة هذه الدار بصحبة أحد مساعديَّ في إدارة المركز ، ولكننا ضللنا الطريق فتأخرنا عن موعد الزيارة المتفق عليه بنحو ربع ساعة ، والتقينا مديرها عند الباب وهو يريد الخروج ، فاعتذرنا له وذكرنا له سبب التأخر ، فقبل الرجل اعتذارنا ورحب بنا .
بدت الدار متواضعة في مبناها وفي مكاتبها . حييت مديرها وشكرته على مبادرته في نشر مختارات شاعر عراقي كبير من شعرائنا المعاصرين . ولما سألته عن مبيعات الكتاب أوضح لي أن مبيعات هذا النوع من الكتب عادة ما تكون قليلة وبطيئة ، فخطر لي في اللحظة أن أستخدم صلاحياتي وأشتري للمركز مائة وخمسين نسخة بسعر الغلاف تعضيداً للدار وتكريماً لمبادرتها ، وتشجيعاً لها على نشر المزيد من المؤلفات العربية .
حين تسلمنا النسخ قمنا دون تلكؤ بتزويد مكتبات الجامعات الفرنسية المعنية بالثقافة العربية ببعضها ، ، وأرسلنا بوساطة البريد مجوعة كبيرة منها إلى أصدقاء المركز ، وأصدقاء السفارة ، واحتفظنا بالبقية الباقية . وبعد استحصال موافقة وزارة الثقافة والإعلام وجهنا دعوة لمترجم المختارات ، الأستاذ ميكيل ، لزيارة العراق فلبى الدعوة بسرور ، وأظنها كانت أول زيارة له .
ولد أندريه ميكيل Andre Miquel عام 1929 . وهو من تلاميذ المستعرب الفرنسي المعروف : ريجي بلاشير Regis Blachere صاحب كتاب : تاريخ الأدب العربي . ومن أهم مؤلفات ميكيل كتاب : جغرافية دار الإسلام ، وكتاب : الإٍسلام وحضارته ، وكتاب : المجنون وليلى _ العشق الأفلاطوني . ومن أهم ترجماته كتاب : ألف ليلة وليلة ، وكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع ، وكتاب : أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي ، وله مختارات من الشعر العربي .
*الحلقات من 1-25 متوفرة في مدونة الدكتور ابراهيم العلاف
**********************************************************************
الحلقة 27
القسم الثاني من الحلقة 26 بعنوان :" كتاب فقدته" *
بحثت أمس في مكتبتي عن كتاب يهمني فلم أجده ، والكتاب هو مختارات من شعر الراحل بدر شاكر السياب ترجمها إلى الفرنسية المستعرب الفرنسي " أندريه ميكيل " .
لا أتذكر أي القصائد ضمت هذه المختارات ، ولكن عددهها قليل ، كلها ، وربما أغلبها ، من ديوان السياب الشهير " أنشودة المطر " .
وأذكر أن هذا الكتاب صدر بعد تسلمي العمل مديراً للمركز الثقافي العراقي في باريس عام 1977 بمدة وجيزة .
علمت بصدور هذه المختارات مصادفة ، فاتصلت هاتفياً بالأستاذ ميكيل ، وشكرته على مبادرته هذه فسر الرجل ، ولما سألته عن دار النشر أخبرني باسمها فقررت زيارتها والتعرف على مديرها ومنشوراتها .
كان ميكيل يشغل يومئذ كرسي اللغة العربية والأدب العربي في الـ " كوليج دو فرانس College de France " . وكانت دار النشر التي نشرت المختارات تحمل اسم صاحبنا السندباد ( دار السندباد ) وهي دار نشر صغيرة مهتمة بنشر مختارات مترجمة إلى الفرنسية من الأدب العربي .
ذهبت لزيارة هذه الدار بصحبة أحد مساعديَّ في إدارة المركز ، ولكننا ضللنا الطريق فتأخرنا عن موعد الزيارة المتفق عليه بنحو ربع ساعة ، والتقينا مديرها عند الباب وهو يريد الخروج ، فاعتذرنا له وذكرنا له سبب التأخر ، فقبل الرجل اعتذارنا ورحب بنا .
بدت الدار متواضعة في مبناها وفي مكاتبها . حييت مديرها وشكرته على مبادرته في نشر مختارات شاعر عراقي كبير من شعرائنا المعاصرين . ولما سألته عن مبيعات الكتاب أوضح لي أن مبيعات هذا النوع من الكتب عادة ما تكون قليلة وبطيئة ، فخطر لي في اللحظة أن أستخدم صلاحياتي وأشتري للمركز مائة وخمسين نسخة بسعر الغلاف تعضيداً للدار وتكريماً لمبادرتها ، وتشجيعاً لها على نشر المزيد من المؤلفات العربية .
حين تسلمنا النسخ قمنا دون تلكؤ بتزويد مكتبات الجامعات الفرنسية المعنية بالثقافة العربية ببعضها ، ، وأرسلنا بوساطة البريد مجوعة كبيرة منها إلى أصدقاء المركز ، وأصدقاء السفارة ، واحتفظنا بالبقية الباقية . وبعد استحصال موافقة وزارة الثقافة والإعلام وجهنا دعوة لمترجم المختارات ، الأستاذ ميكيل ، لزيارة العراق فلبى الدعوة بسرور ، وأظنها كانت أول زيارة له .
ولد أندريه ميكيل Andre Miquel عام 1929 . وهو من تلاميذ المستعرب الفرنسي المعروف : ريجي بلاشير Regis Blachere صاحب كتاب : تاريخ الأدب العربي . ومن أهم مؤلفات ميكيل كتاب : جغرافية دار الإسلام ، وكتاب : الإٍسلام وحضارته ، وكتاب : المجنون وليلى _ العشق الأفلاطوني . ومن أهم ترجماته كتاب : ألف ليلة وليلة ، وكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع ، وكتاب : أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي ، وله مختارات من الشعر العربي .
*الحلقات من 1-25 متوفرة في مدونة الدكتور ابراهيم العلاف
**********************************************************************
الحلقة 27
ذكريات (27)
ذلك الدفتر السميك
ذكرني منشور فيسبوكيّ للصديق الأستاذ عبد الرحمن كاظم زيارة بشاب سوري زارني في مكتبي في المركز الثقافي العراقي في باريس أيام كنت مديراً له . كان ذلك عام 1978 أو عام 1979 وكان الشاب في مطلع عشرينياته ، جاءني وهو يحمل دفتراً سميكاً ويشدّ عليه بحرص وكأنه يخشى أن يطير من يده أو ينشله نشّال .
عرّفني بنفسه . قال إنه يدعى : رائق النقري ، وإنه سوري ، وقد عرفت ذلك من لهجته قبل أن يخبرني . ما لفت نظري فيه ، بعد دفتره ، غرابة إسمه . ووجه الغرابة فيه أنني لم أعرف يوماً أحداً يحمل إسماً كاسمه من أبناء زماننا : رائق ! ثم زادني لقبه ( النقري ) غرابة ، فهو غير مألوف لدي ، حتى ظننت ، في الوهلة الأولى ، أن لقبه ( النفّري ) كلقب المتصوف المعروف قبل أن يصحح لي نطقه .
قال لي إنه طالب في إحدى الجامعات الفرنسية . ولما سألته عما يريده مني قال إنه ألف كتاباً في المنطق ينسف المنطق الأرسطي ، وإنه يطلق على منطقه هذا اسم ( المنطق الحيوي ) وأن ثمة أستاذاً جامعياً سورياً شجعه على تأليفه ، وهو يريد أن ينشر كتابه هذا قبل أن تسرق منه أفكاره ، لأن هناك من يحاول سرقتها منه .
ورغم أنه صدمني بأقواله هذه جاريته وسألته :
_ وأين هو الكتاب ؟
فردَّ عليّ :
_ هنا في هذا الكشكول .. هذه هي مسوّدته .
_ أتسمح لي بقراءته ؟
_ هذا يعني أنك تريد أن أتركه عندك .. وهذا غير ممكن .. يمكنك تصفحه .
ثم مدّ يده بحذر وتردد ، وقدم لي الدفتر ، فأخذته منه ورحت أتصفحه . ولم يمهلني طويلاً لأقرأ صفحة منه أو أكثر ، بل استرده مني ، وراح يوجز لي أفكاره . غير أنه لم يكن ممكناً أن أحكم عليها دون أن أقرأ ما في الدفتر قراءة كاملة .
بدا لي في تلك اللحظة أنه شاب صغير يتحمس لاكتشاف يظن أنه سبق به الأولين والآخرين ، فاستخففت به في سرّي ، ولكنني عاملته بلطف ، واعتذرت له وقلت : يؤسفني أن أخبرك بأن نشر الكتب ليس من مهام المركز ولا من برامجه . فانصرف وعلامات الخيبة ظاهرة على وجهه .
و اليوم ، وقد ذكرني به منشور الأستاذ زيارة ، بحثت عنه في ( الغوغل ) فعلمت أنه حصل على شهادة الدكتوراه وأصبح أستاذاً جامعياً له مؤلفات ، واتضح لي أنه من المعارضة السورية في الجنوب ، وهو يقيم حالياً في الولايات المتحدة ، وبينه وبين آخرين ، منهم الأستاذ زيارة ، جدل حول ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل .
كم هو صغير هذا العالم !
***********************************************************************
ذكريات (28)
هَجّة قديمة جديدة
ذكرتني أبيات شعرية نشرها ، على صفحته في هذا الفضاء ، صديقي الأستاذ المتمرس الدكتور إبراهيم العلا ف بحكاية قديمة تعود إلى أيام طفولتي المبكرة ، حكاية طالما سمعت جدي لأمي يرويها لنا مرة بعد مرة .
الأبيات هي من قصيدة للشاعر معروف الرصافي يقول في أحدها :
أيها الإنكليز لن تناسى بغيكم في مساكن " الفلوجة "
كان للرصافي يومئذ بيت في " الفلوجة " يعلو سدة عند نهر الفرات ، وكان يخدمه في هذا البيت صبي يدعى ( صالح ) .
أما حكاية جدي لأمي فهي ذات علاقة وثيقة بالأبيات التي أوردها صديقي الدكتور العلاف . ذلك أن أبناء " الفلوجة " أعلنوا العصيان عام 1941 مناصرة للثورة المعروفة بإسم " ثورة رشيد عالي " التي أعلنت في 2 مايس من ذلك العام . فما كان من الإنكليز ، الذين تصدوا لهذه الثورة ، وأخمدوها إلا الزحف على هذه المدينة واجتياحها .
كانت " الفلوجة " يومئذ بلدة صغيرة ( ناحية ) في مساحتها وعدد سكانها ، ولم يكن فيها سوى شارع معبد قصير واحد لا يزيد طوله عن كيلومترين ، يمتد من مدخلها حتى جسرها القديم على الفرات . وقام الإنكليز في هذا الإجتياح بتمشيطها بيتاً فبيتاً . كانت البيوت خالية من سكانها . فقد هجرها أهلوها ولجأوا ، ومعهم ما خف حمله ، إلى القرى المجاورة ، وخاصة " الصقلاوية " و " الكرمة " ولم يعودوا إليها إلا بعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن .
ويروي جدي لأمي أنهم لما عادوا وجدوا كل ما تركوه في بيوتهم مدمراً تالفاً . فقد دمّر الإنكليز كل ما وجدوه في هذه البيوت . فهم حطموا كل ما هو قابل للتحطيم من مملتكاتهم ، وأتلفوا كل ما هو قابل للتلف . فقد خلطوا المؤونة ( من طحين ورز وسمن وغيرها ) بعضها ببعض في باحاتها ، وثقبوا القدور ، وكسروا الأواني بمختلف أنواعها ، وتركوا في كل بيت فوضى شاملة . وإلى هذه الفوضى يشير الرصافي في بيته المذكور :
أيها الإنكليز لن نتناسى ( بغيكم في مساكن الفلّوجة )
وقد عرفت هجرة أهل الفلوجة هذه عند قداماهم باسم ( الهجّة ) . وحكاية هذه ( الهجة ) ظلت تروى سنوات وسنوات .
ذكريات (29)
وسام لينين
زرت موسكو ثلاث مرات ، وفي كل مرة كنت مدعواً لسبب . زيارتي الأولى كانت دعوة لحضور احتفالات الإتحاد السوفييتي بالذكرى المئوية لميلاد لينين .
ولد فلاديمير أوليانوف لينين في 22 نيسان عام 1870 وتوفي عام 1924 وهو ، كما يعلم الجميع ، قائد ثورة 17 أوكتوبر ، وزعيم الحزب الشيوعي الروسي ، قبل ستالين .
كانت الزيارة في نيسان عام 1970 . والدعوة كانت موجهة إلى وزارة الثقافة والإعلام ،وكنت يومئذ مدير الصحافة في الوزارة فرشحتني لحضور المناسبة ، وكان المرشح الثاني وزميلي في الزيارة الدكتور مكرم الطالباني ، وهو يومئذ قيادي بارز في الحزب الشيوعي العراقي .
كان ( كاك مكرم ) زميل سفر رائع : صبوراً ، حكيماً ، حليماً ، متواضعاً ، جاداً ، مبدئياً ، قليل الكلام ، وإذا ابتسم ، وهذا قلما يحدث ، فابتسامته خفيفة شفيفة . وكنت شاباً في الثلاثين من عمري وهو يكبرني بنحو ستة عشر عاماً ( ولد عام 1924 ) . وكثيراً ما كنت أسأله أسئلة فكرية مشاكسة ، لأنني كنت لا أخلو من بعض الطيش ، فيجيبني بجد ويحاول جهده أن يقنعني بأجوبته . كان يرعاني في تلك السفرة كما يرعى الأخ الكبير أخاه الصغير ، فألف تحية له في شيخوخته .
سافرنا معاً على متن طائرة روسية ، وأنزلنا مضيفونا في موسكو في فندق ( راسيّا ) الشهير ، وهو فندق حديث كبير مخصص للضيوف والزوار الأجانب ، وكان هذا الفندق يقع في مكان غير بعيد عن الكريملين ، وعلى مقربة من الساحة الحمراء ، وكانت شابة روسية جميلة جاوزت العشرين من عمرها مكلفة بمرافقتنا ، وعدنا إلى بغداد بعد أسبوع هو مدة الدعوة ، وتخللت هذا الأسبوع سفرة ممتعة بالقطار من موسكو إلى لنينغراد ( بطرسبورغ ) وأهم ما تحقق لي في لنينغراد زيارة القصر الصيفي لقيصر روسيا ومتحف الأرميتاج الشهير .
كنت وكاك مكرم زميلين متلازمين ملتزمين في هذه السفرة ، نخرج معاً في المواعيد المقررة في برنامج الزيارة ، ونتناول وجبات طعامنا معاً ، ولا نفترق إلا إذا أراد هو الإنفراد بنفسه أو يذهب وحده لشأن خاص به . وعندئذ كنت أنفرد بصحبة المرافقة الروسية ، فتذهب بي إلى هذا المكان أو ذاك ، فزرنا معاً متحفاً للفن الحديث ، ومتحف الشاعر بوشكين ، وأرتني تمثالاً للشاعر مايكوفسكي في إحدى ساحات المدينة ، وأخذتني إلى الساحة الحمراء ، وأرتني هناك جثمان لينين الذي كان مسجى بملابسه في صندوق زجاجي أو مغطى بالزجاج . فنشأت بيننا صداقة جميلة ، بريئة وعابرة .
كانت مرافقتنا الجميلة هذه تدرس في معهد ما ( اللهجة العراقية ) وكان همها الأول أن تتعلم نطق مفردات لهجتنا ، فتحاول أن تكلمني بها ، وكنت أصحح لها نطقها حتى تعلمت مني نطق عشرات المفردات ، وتعلمت منها بعض المفردات الروسية ، وكثيراً ما كنا نضحك معاً من طرائق نطقنا المفردات العراقية والروسية . كان اسم هذه الشابة ( لوبا ) ومعنى هذه الكلمة بالعربية هو ( الحب ) وهو اسم قد يوحي بالكثير ، ولكن لم يحدث بيننا شيء مما يوحي به . غير أنني كتبت عنها قصيدة معنونة باسمها ، ولم أنشر هذه القصيدة إلا بعد سنوات ، نشرتها في مجموعتي الشعرية الثالثة ( أسفار جديدة ) الصادرة عام 1976 .
من أغرب ما أرتنيه ( لوبا ) كتاب مستنسخ خاص بـ ( قواعد اللهجة العراقية ) وأخبرتي بأن من وضع الكتاب ( أرمني عراقي ) لا أتذكر إسمه . فهذه أول مرة أعرف فيها أن للهجة العراقية قواعد خاصة وأن هناك من وضع كتاباً عنها . كان هذا الكتاب يلازمها في أثناء مرافقتي ، وكانت تتطلع فيه وتسألني عن نطق هذه الكلمة أو تلك ، وكنت أجيبها بسرور ، ودون أي ضجر ، ولم لا : أليست امرأة جميلة جديرة بالصحبة ؟!
فاتني أن أذكر أنني تعرفت في هذه السفرة على الروائي الراحل ( والمترجم ) غائب طعمة فرمان ، فقد زارنا الرجل في الفندق ، ودعاني بمفردي إلى عشاء في مطعم ومشرب روسي جميل وصاخب ، واكتشفت خلال هذه الدعوة كم هو كريم ولطيف المواطن الروسي ، وخاصة حين يثمل . فقد قام أحد المواطنين الروس من مكانه خلف مائدته القريبة وأكرمنا بقنينة فودكا ممتازة وهو لا يكف عن الترحيب بنا ، لأنه سمعنا نتحدث بلغة لم يسمعها من قبل .
في اليوم الأخير من أيام هذه السفرة كرم مضيفونا كلاً منا ( كاك مكرم وأنا ) بوسام ذهبي اللون في علبة أنيقة من القطيفة الحمراء ، تجادلنا معاً طويلاً حول ما إذا كان طلاء الوسام ذهباً أم نحاساً ، ثم قررنا بعد هذا الجدل أن الطلاء ذهبي ، ولكنني اكتشفت بعد سنوات طويلة أنه من نحاس !
وفاتني أن اذكر أيضاً أننا زرنا بإذن خاص المكتب الذي كان يعمل فيه لينين في الكريملين .
ولكن من أطرف ما حصل خلال أيام هذه السفرة أنني حين عدت لم أجد أم نوار في البيت ، ولما سألت بناتي عنها قلن لي إنها ذهبت إلى بيت أهلها ، ولما سألتهن عن سيارتي قلن لي إنها ذهبت بها ، فاستغربت وقلقت لأن عهدي بها لا تعرف السياقة ، وظهر لي حين عادت بعد قليل أنها تعلمت السياقة خلال أيام سفري ، تعلمتها بسرعة وبإتقان فاقتني به ، أنا الذي صدمت السيارة مرات قبل أن أتقنها .
كانت سيارة فستقية اللون من نوع ( فولكس واكن / عكركّة ) . اشتريتها بـ ( 300 ) دينار من امرأة عراقية كريمة ، وبقيت عندي حتى اشتريت ، بعد ست سنوات سيارة ( نصر ) مصرية .
ألا سقياً لتلك الأيام !
ذلك الدفتر السميك
ذكرني منشور فيسبوكيّ للصديق الأستاذ عبد الرحمن كاظم زيارة بشاب سوري زارني في مكتبي في المركز الثقافي العراقي في باريس أيام كنت مديراً له . كان ذلك عام 1978 أو عام 1979 وكان الشاب في مطلع عشرينياته ، جاءني وهو يحمل دفتراً سميكاً ويشدّ عليه بحرص وكأنه يخشى أن يطير من يده أو ينشله نشّال .
عرّفني بنفسه . قال إنه يدعى : رائق النقري ، وإنه سوري ، وقد عرفت ذلك من لهجته قبل أن يخبرني . ما لفت نظري فيه ، بعد دفتره ، غرابة إسمه . ووجه الغرابة فيه أنني لم أعرف يوماً أحداً يحمل إسماً كاسمه من أبناء زماننا : رائق ! ثم زادني لقبه ( النقري ) غرابة ، فهو غير مألوف لدي ، حتى ظننت ، في الوهلة الأولى ، أن لقبه ( النفّري ) كلقب المتصوف المعروف قبل أن يصحح لي نطقه .
قال لي إنه طالب في إحدى الجامعات الفرنسية . ولما سألته عما يريده مني قال إنه ألف كتاباً في المنطق ينسف المنطق الأرسطي ، وإنه يطلق على منطقه هذا اسم ( المنطق الحيوي ) وأن ثمة أستاذاً جامعياً سورياً شجعه على تأليفه ، وهو يريد أن ينشر كتابه هذا قبل أن تسرق منه أفكاره ، لأن هناك من يحاول سرقتها منه .
ورغم أنه صدمني بأقواله هذه جاريته وسألته :
_ وأين هو الكتاب ؟
فردَّ عليّ :
_ هنا في هذا الكشكول .. هذه هي مسوّدته .
_ أتسمح لي بقراءته ؟
_ هذا يعني أنك تريد أن أتركه عندك .. وهذا غير ممكن .. يمكنك تصفحه .
ثم مدّ يده بحذر وتردد ، وقدم لي الدفتر ، فأخذته منه ورحت أتصفحه . ولم يمهلني طويلاً لأقرأ صفحة منه أو أكثر ، بل استرده مني ، وراح يوجز لي أفكاره . غير أنه لم يكن ممكناً أن أحكم عليها دون أن أقرأ ما في الدفتر قراءة كاملة .
بدا لي في تلك اللحظة أنه شاب صغير يتحمس لاكتشاف يظن أنه سبق به الأولين والآخرين ، فاستخففت به في سرّي ، ولكنني عاملته بلطف ، واعتذرت له وقلت : يؤسفني أن أخبرك بأن نشر الكتب ليس من مهام المركز ولا من برامجه . فانصرف وعلامات الخيبة ظاهرة على وجهه .
و اليوم ، وقد ذكرني به منشور الأستاذ زيارة ، بحثت عنه في ( الغوغل ) فعلمت أنه حصل على شهادة الدكتوراه وأصبح أستاذاً جامعياً له مؤلفات ، واتضح لي أنه من المعارضة السورية في الجنوب ، وهو يقيم حالياً في الولايات المتحدة ، وبينه وبين آخرين ، منهم الأستاذ زيارة ، جدل حول ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل .
كم هو صغير هذا العالم !
***********************************************************************
ذكريات (28)
هَجّة قديمة جديدة
ذكرتني أبيات شعرية نشرها ، على صفحته في هذا الفضاء ، صديقي الأستاذ المتمرس الدكتور إبراهيم العلا ف بحكاية قديمة تعود إلى أيام طفولتي المبكرة ، حكاية طالما سمعت جدي لأمي يرويها لنا مرة بعد مرة .
الأبيات هي من قصيدة للشاعر معروف الرصافي يقول في أحدها :
أيها الإنكليز لن تناسى بغيكم في مساكن " الفلوجة "
كان للرصافي يومئذ بيت في " الفلوجة " يعلو سدة عند نهر الفرات ، وكان يخدمه في هذا البيت صبي يدعى ( صالح ) .
أما حكاية جدي لأمي فهي ذات علاقة وثيقة بالأبيات التي أوردها صديقي الدكتور العلاف . ذلك أن أبناء " الفلوجة " أعلنوا العصيان عام 1941 مناصرة للثورة المعروفة بإسم " ثورة رشيد عالي " التي أعلنت في 2 مايس من ذلك العام . فما كان من الإنكليز ، الذين تصدوا لهذه الثورة ، وأخمدوها إلا الزحف على هذه المدينة واجتياحها .
كانت " الفلوجة " يومئذ بلدة صغيرة ( ناحية ) في مساحتها وعدد سكانها ، ولم يكن فيها سوى شارع معبد قصير واحد لا يزيد طوله عن كيلومترين ، يمتد من مدخلها حتى جسرها القديم على الفرات . وقام الإنكليز في هذا الإجتياح بتمشيطها بيتاً فبيتاً . كانت البيوت خالية من سكانها . فقد هجرها أهلوها ولجأوا ، ومعهم ما خف حمله ، إلى القرى المجاورة ، وخاصة " الصقلاوية " و " الكرمة " ولم يعودوا إليها إلا بعد أن هدأت الأحوال واستتب الأمن .
ويروي جدي لأمي أنهم لما عادوا وجدوا كل ما تركوه في بيوتهم مدمراً تالفاً . فقد دمّر الإنكليز كل ما وجدوه في هذه البيوت . فهم حطموا كل ما هو قابل للتحطيم من مملتكاتهم ، وأتلفوا كل ما هو قابل للتلف . فقد خلطوا المؤونة ( من طحين ورز وسمن وغيرها ) بعضها ببعض في باحاتها ، وثقبوا القدور ، وكسروا الأواني بمختلف أنواعها ، وتركوا في كل بيت فوضى شاملة . وإلى هذه الفوضى يشير الرصافي في بيته المذكور :
أيها الإنكليز لن نتناسى ( بغيكم في مساكن الفلّوجة )
وقد عرفت هجرة أهل الفلوجة هذه عند قداماهم باسم ( الهجّة ) . وحكاية هذه ( الهجة ) ظلت تروى سنوات وسنوات .
ذكريات (29)
وسام لينين
زرت موسكو ثلاث مرات ، وفي كل مرة كنت مدعواً لسبب . زيارتي الأولى كانت دعوة لحضور احتفالات الإتحاد السوفييتي بالذكرى المئوية لميلاد لينين .
ولد فلاديمير أوليانوف لينين في 22 نيسان عام 1870 وتوفي عام 1924 وهو ، كما يعلم الجميع ، قائد ثورة 17 أوكتوبر ، وزعيم الحزب الشيوعي الروسي ، قبل ستالين .
كانت الزيارة في نيسان عام 1970 . والدعوة كانت موجهة إلى وزارة الثقافة والإعلام ،وكنت يومئذ مدير الصحافة في الوزارة فرشحتني لحضور المناسبة ، وكان المرشح الثاني وزميلي في الزيارة الدكتور مكرم الطالباني ، وهو يومئذ قيادي بارز في الحزب الشيوعي العراقي .
كان ( كاك مكرم ) زميل سفر رائع : صبوراً ، حكيماً ، حليماً ، متواضعاً ، جاداً ، مبدئياً ، قليل الكلام ، وإذا ابتسم ، وهذا قلما يحدث ، فابتسامته خفيفة شفيفة . وكنت شاباً في الثلاثين من عمري وهو يكبرني بنحو ستة عشر عاماً ( ولد عام 1924 ) . وكثيراً ما كنت أسأله أسئلة فكرية مشاكسة ، لأنني كنت لا أخلو من بعض الطيش ، فيجيبني بجد ويحاول جهده أن يقنعني بأجوبته . كان يرعاني في تلك السفرة كما يرعى الأخ الكبير أخاه الصغير ، فألف تحية له في شيخوخته .
سافرنا معاً على متن طائرة روسية ، وأنزلنا مضيفونا في موسكو في فندق ( راسيّا ) الشهير ، وهو فندق حديث كبير مخصص للضيوف والزوار الأجانب ، وكان هذا الفندق يقع في مكان غير بعيد عن الكريملين ، وعلى مقربة من الساحة الحمراء ، وكانت شابة روسية جميلة جاوزت العشرين من عمرها مكلفة بمرافقتنا ، وعدنا إلى بغداد بعد أسبوع هو مدة الدعوة ، وتخللت هذا الأسبوع سفرة ممتعة بالقطار من موسكو إلى لنينغراد ( بطرسبورغ ) وأهم ما تحقق لي في لنينغراد زيارة القصر الصيفي لقيصر روسيا ومتحف الأرميتاج الشهير .
كنت وكاك مكرم زميلين متلازمين ملتزمين في هذه السفرة ، نخرج معاً في المواعيد المقررة في برنامج الزيارة ، ونتناول وجبات طعامنا معاً ، ولا نفترق إلا إذا أراد هو الإنفراد بنفسه أو يذهب وحده لشأن خاص به . وعندئذ كنت أنفرد بصحبة المرافقة الروسية ، فتذهب بي إلى هذا المكان أو ذاك ، فزرنا معاً متحفاً للفن الحديث ، ومتحف الشاعر بوشكين ، وأرتني تمثالاً للشاعر مايكوفسكي في إحدى ساحات المدينة ، وأخذتني إلى الساحة الحمراء ، وأرتني هناك جثمان لينين الذي كان مسجى بملابسه في صندوق زجاجي أو مغطى بالزجاج . فنشأت بيننا صداقة جميلة ، بريئة وعابرة .
كانت مرافقتنا الجميلة هذه تدرس في معهد ما ( اللهجة العراقية ) وكان همها الأول أن تتعلم نطق مفردات لهجتنا ، فتحاول أن تكلمني بها ، وكنت أصحح لها نطقها حتى تعلمت مني نطق عشرات المفردات ، وتعلمت منها بعض المفردات الروسية ، وكثيراً ما كنا نضحك معاً من طرائق نطقنا المفردات العراقية والروسية . كان اسم هذه الشابة ( لوبا ) ومعنى هذه الكلمة بالعربية هو ( الحب ) وهو اسم قد يوحي بالكثير ، ولكن لم يحدث بيننا شيء مما يوحي به . غير أنني كتبت عنها قصيدة معنونة باسمها ، ولم أنشر هذه القصيدة إلا بعد سنوات ، نشرتها في مجموعتي الشعرية الثالثة ( أسفار جديدة ) الصادرة عام 1976 .
من أغرب ما أرتنيه ( لوبا ) كتاب مستنسخ خاص بـ ( قواعد اللهجة العراقية ) وأخبرتي بأن من وضع الكتاب ( أرمني عراقي ) لا أتذكر إسمه . فهذه أول مرة أعرف فيها أن للهجة العراقية قواعد خاصة وأن هناك من وضع كتاباً عنها . كان هذا الكتاب يلازمها في أثناء مرافقتي ، وكانت تتطلع فيه وتسألني عن نطق هذه الكلمة أو تلك ، وكنت أجيبها بسرور ، ودون أي ضجر ، ولم لا : أليست امرأة جميلة جديرة بالصحبة ؟!
فاتني أن أذكر أنني تعرفت في هذه السفرة على الروائي الراحل ( والمترجم ) غائب طعمة فرمان ، فقد زارنا الرجل في الفندق ، ودعاني بمفردي إلى عشاء في مطعم ومشرب روسي جميل وصاخب ، واكتشفت خلال هذه الدعوة كم هو كريم ولطيف المواطن الروسي ، وخاصة حين يثمل . فقد قام أحد المواطنين الروس من مكانه خلف مائدته القريبة وأكرمنا بقنينة فودكا ممتازة وهو لا يكف عن الترحيب بنا ، لأنه سمعنا نتحدث بلغة لم يسمعها من قبل .
في اليوم الأخير من أيام هذه السفرة كرم مضيفونا كلاً منا ( كاك مكرم وأنا ) بوسام ذهبي اللون في علبة أنيقة من القطيفة الحمراء ، تجادلنا معاً طويلاً حول ما إذا كان طلاء الوسام ذهباً أم نحاساً ، ثم قررنا بعد هذا الجدل أن الطلاء ذهبي ، ولكنني اكتشفت بعد سنوات طويلة أنه من نحاس !
وفاتني أن اذكر أيضاً أننا زرنا بإذن خاص المكتب الذي كان يعمل فيه لينين في الكريملين .
ولكن من أطرف ما حصل خلال أيام هذه السفرة أنني حين عدت لم أجد أم نوار في البيت ، ولما سألت بناتي عنها قلن لي إنها ذهبت إلى بيت أهلها ، ولما سألتهن عن سيارتي قلن لي إنها ذهبت بها ، فاستغربت وقلقت لأن عهدي بها لا تعرف السياقة ، وظهر لي حين عادت بعد قليل أنها تعلمت السياقة خلال أيام سفري ، تعلمتها بسرعة وبإتقان فاقتني به ، أنا الذي صدمت السيارة مرات قبل أن أتقنها .
كانت سيارة فستقية اللون من نوع ( فولكس واكن / عكركّة ) . اشتريتها بـ ( 300 ) دينار من امرأة عراقية كريمة ، وبقيت عندي حتى اشتريت ، بعد ست سنوات سيارة ( نصر ) مصرية .
ألا سقياً لتلك الأيام !

تحية الحياة وبعد
ردحذفتقول وعمر السامعين يطول:
" ، واتضح لي أنه من المعارضة السورية في الجنوب ، وهو يقيم حالياً في الولايات المتحدة ، وبينه وبين آخرين ، منهم الأستاذ زيارة ، جدل حول ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل .
كم هو صغير هذا العالم !"
نعم أنا مؤسس المعارضة الحيوي في سوريا المستهدفة من المعارضة التقليدية والنظام بأن واحد كما كان حلي في بغداد حيث كنت سجينا مع عائلتي وهربت من الإقامة الجبرية الى السفارة الجزائرية .. ةالقصة تطول
وأنا في دمشق حاليا
وطبعا يفترض بي أن لااخبرك بذلك لكونك عنذئذ بوصفك موظفا عراقيا ستخاف من لقائي
أما أن أكلب منك وأنت مدير مرز ثقافي عرقي أن تنشر لي كتابا فهذا أغرب فلا المركز دار نشر ولا العراق يتشر لي
ولمن للعلم صد لي كتاب في باريس بعنوان عقل العقل 1260 صفحة من القطع الكبير 4 اجزتءعام 1987 فإين كنت وقتها ؟
أما أن أخاف على أفكاري من السرقة فأنا صاحبة رسالة وابحث عمن يعرفها وليس نقالة شهرية ملطزشة
طبعا أنت معذور بأنك لاتفهم " ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل ." ولكن لماذا لم تفسر - إن كان ذلك قد حصل فعلا - أنني اشفقت عليك من هكذا قراءة ؟
وطبعا بوصفك صديق للص بغداد الظريف أو فأر تحارب مدرسة دمشق ..كان بامكانك اخذ اميلي منه أو عنوان مواقع مدرسة دمشق ..او تجري بحثا صغيرا .. عندئذ ستجدني وسأفرح بلقلئك في كل الاحوال
ولذلك أشكر زيارة لكونه السبب بانعاش ذاكراتك وأشكر صاحب المدونة التي ينشر لك هذه الذكريات
وعندما ترسل لي عنوانك البريد سأرسل فصلا عن الصديق المرحوم طه الجزرواي وسأتابع الحوار لآسأل عن شخص من أل الربيعي كان هناك ..
وفقك الله ودمتم لتحقيق أرادة الحياة
من أجل الإطلاع أكثر على رائق النقري سأرسل لك بعض الروابط لتعرف أن رائق ليس مجرد اسم غير مسبوق ..
دمتم لتخقيق ارادة الحياة : الحرية
http://damascusschool.wordpress.com/2014/03/30/%D9%85%D9%86-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D8%A3%D9%86%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D8%A3%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D9%8A%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%8B/#comment-8018
كم هو صغير هذا العالم ؟, on 30/03/2014 at 10:42 م said: تحرير التعليق
ردحذفالسيد سامي
تحية الحياة وبعد
تقول وعمر السامعين يطول:
” ، واتضح لي أنه من المعارضة السورية في الجنوب ، وهو يقيم حالياً في الولايات المتحدة ، وبينه وبين آخرين ، منهم الأستاذ زيارة ، جدل حول ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل .
كم هو صغير هذا العالم !”
نعم أنا مؤسس المعارضة الحيوي في سوريا المستهدفة من المعارضة التقليدية والنظام بأن واحد كما كان حلي في بغداد حيث كنت سجينا مع عائلتي وهربت من الإقامة الجبرية الى السفارة الجزائرية .. ةالقصة تطول
وأنا في دمشق حاليا
وطبعا- في ذلك الوقت قبل 35 عاما ماكان يفترض بي أن اخبرك عما يمكن أن يخيفك بذلك لكونك عنذئذ كنت موظفا عراقيا وستخاف من لقائي
أما أن أطلب منك وقتها وأنت مدير مركز ثقافي عراقي أن تنشر لي كتابا فهذا أغرب فلا المركز دار نشر ولا العراق يتشر لي
ولمن للعلم صد لي كتاب في باريس بعنوان عقل العقل 1260 صفحة من القطع الكبير 4 اجزتءعام 1987 فإين كنت وقتها ؟
أما أن أخاف على أفكاري من السرقة فأنا صاحب رسالة وابحث عمن يعرفها وليس
فيها اسرار لكونها منشورة منذ 1979 في مجموعة كتب باسم الايديولوجيا الحيوية
طبعا أنت معذور لكونك لاتفهم ” ( الشكل الحيوي ) و( المنطق الحيوي ) وهذا أمر لا باع لي فيه ، وليس لي في شأنه ناقة ولا جمل .” ولا بد أنني لاحظت ذلك وأرحتك ..ولكن لماذا لم تفسر – إن كان ذلك قد حصل فعلا – أنني اشفقت عليك من هكذا قراءة ؟
وطبعا بوصفك صديق للمذيع والنائب السابق كاظم زيارة فإني أحيه بالمنسبة بوصفه لص بغداد الظريف أو فأر تحارب مدرسة دمشق ..
كان بامكانك اخذ اميلي منه
وهو
raiek7@gmail.com أو عنوان مواقع مدرسة دمشق ..
او تجري بحثا صغيرا .. عندئذ ستجدني وسأفرح بلقلئك في كل الاحوال
ولذلك أشكر زيارة لكونه السبب بانعاش ذاكراتك وأشكر صاحب المدونة التي ينشر لك هذه الذكريات
وعندما ترسل لي عنوانك البريد سأرسل فصلا عن الصديق المرحوم طه الجزرواي وسأتابع الحوار لآسأل عن شخص من أل الربيعي كان هناك ..
وفقك الله ودمتم لتحقيق أرادة الحياة
من أجل الإطلاع أكثر على رائق النقري سأرسل لك بعض الروابط لتعرف أن رائق ليس مجرد اسم غير مسبوق ..
دمتم لتخقيق ارادة الحياة : الحرية
للمزيد عن مدرسة دمشق المنطق الحيوي من الموضوعات الأكادمية والأطروحات غير المسبوقه: http://www.damascusschool.com/ رأي روجيه غارودي http://www.damascusschool.com/page/0_1.htm أعمال اكادمية في الذكاء الإصطناعي http://www.damascusschool.com/page/5.htm هندسة وادارة المعرفه الحيويه http://www.damascusschool.com/page/2.htm منظومات منطقيه وفئويه http://www.damascusschool.com/page/3.htm هل نحتاج الى معجزة ام الى بداهه؟؟ http://www.damascusschool.com/page/1.htm الميثاق الحيوي للاسلام السياسي http://www.damascusschool.com/page/4.htm دروس في المنطق الحيوي http://mason.gmu.edu/~ralnakar/ انتقادات _وثائق http://www.damascusschool.com/page/6.htm رأي وهيب الغانم http://www.damascusschool.com/page/0_7.htm أساتذة الفلسفة في جامعة دمشق http://www.damascusschool.com/page/0_8.htm رأي جودت سعيد http://www.damascusschool.com/page/0_2.htm وموضوعات وحورات كثيرة أخرى