السبت، 23 أغسطس 2025

معركة جالديران في ذكراها ال ( 511) عاما


 



معركة جالديران في ذكراها ال ( 511) عاما
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في 23 من آب - اغسطس سنة 1514م ، أي في مثل هذا اليوم وقبل (511) سنة ، وقعت واحدة من أبرز المعارك التي تركت اثرا كبيرا في تاريخ الشرق الادنى الحديث ، وهي (معركة جالديران) بين (القوات العثمانية التركية) و( القوات الصفوية الفارسية ) ، وقعت بالقرب من مدية تبريز في اذربيجان ونجم عنها انتصار العثمانيين وبدء سيطرتهم على الوطن العربي ، وكانت مدينة الموصل اول المدن التي وقعت تحت سيطرتهم .
وفي كتابي ( تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني1516-1916) الصفحة 24-25 ، وقد صدر عن مطبعة جامعة الموصل 1982 ، تحدثت ُعن هذه المعركة ، وقلت ان الاختلاف المذهبي لم يكن سببا للصراع بين الدولتين العثمانية التركية والصفوية الفارسية كما يشير بعض المؤرخين وانما يمكن ان نرد ذلك الى موافقة سياسة التعصب المذهبي للنوايا السياسية التوسعية لكل من الشاه اسماعيل الصفوي والسلطان العثماني سليم وليس ادل على ذلك من ان الشاه اسماعيل تعاون مع الدولة المملوكية في مصر والشام وامارة ذي القدر (دلغادر) شمال بلاد الشام وملك جورجيا ضد الدولة العثمانية وتبعد سياسة المحالفات هذه العامل المذهبي والديني ، فالدولة المملوكية كانت تعد نفسها حامية الحرمين الشريفيبن وملك جورجيا كان مسيحيا ، وكان هدف الشاه اسماعيل الصفوي عزل الدولة العثمانية .
في معركة جالديران قاد السلطان سليم الجيش العثماني ، واتجه في ربيع سنة 1514 باتجاه الشرق ، وكان الشاه اسماعيل يريد جره الى داخل الاراضي الايرانية .
وفي 23 اب شنة 1514 وعند وادي جالديران قرب تبريز في منطقة جبلية تقع عند الحدود الغربية لايران التحم الجيشان في معركة فاصلة واحتل السلطان سليم مدينة تبريز عاصمة الدولة الصفوية ولم يكن في خطة السلطان سليم التوغل داخل الاراضي الايرانية لإسباب اقتصادية تموينية فقرر العودة الى بلاده ، واحتلال المناطق التي في طريقه والمتاخمة للحدود مع بلاده ومنها الموصل وسنجار وتلعفر وجزيرة ابن عمر والعمادية واربيل وكركوك سنة 1515 ميلادية بعد ان خاض معركة حاسمة قادها فرهاد باشا احد قواده .
طبعا الحكم العثماني في هذه المناطق ، ظل قلقا بسبب الموقف السلبي الذي اتخذه السكان من العثمانيين آنذاك ، واحتاج العثمانيين الى عدد من السنوات ، والى ان جاء السلطان العثماني سليمان القانوني ليدخل بغداد في ر30 كانون الاول -ديسمبر سنة 1534 وعندئذ بسط العثمانيون سيطرتهم على كل ما كان يسمى ( الخطة العراقية) .
* صورة اسماعيل الصفوي من اليمين وسليم الاول من اليسار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...