سامي عبد الحافظ القيسي المؤرخ العراقي الكبير
.د. ابراهيم خليل العلاف
في يوم الجمعة 12 تموز -يوليو سنة 2019 علمتُ بوفاة رفيق عمري وزميلي ومجايلي الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي (1944-2019 ) عن عمر ناهز ال (75) عاما ...والفقيد الكبير من زملائي في الدراسات العليا بكلية الاداب - جامعة بغداد .. عملنا مع مشرفنا المشترك المرحوم الاستاذ الدكتور فاضل حسين .
ولد الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي سنة 1944 ، وهو من ال القيسي الكرام في البصرة وابن عمه الدكتور فوزي عبد الله القيسي الذي عمل في الستينات محافظا للبنك المركزي ووزيرا للمالية . وفقيدنا من مواليد البصرة 1944 .. حصل على شهادة الماجستير في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة بغداد وقد كتب عن السياسي العراقي الكبير (ياسين الهاشمي ) والمشرف هو الدكتور فاضل حسين وقد طبعت الرسالة مرتان وارسل لي رحمة الله عليه الكتاب بطبعتيه ، والكتاب بعنوان ( ياسين الهاشمي ودوره في السياسة العراقية 1922-1936 ) .وفي حينها
أي في سنة صدور الكتاب سنة 1975 كتبت عنه في جريدة الجمهورية ( البغدادية ) وقلت انه جهد طيب وانه كتاب وثائقي .
اكمل دراسته في جامعة مانجستر بالمملكة المتحدة سنة 1983 وبعد عودته عين مديرا لمركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة . انتقل الى جامعة بغداد وعمل في كلية التربية للبنات -جامعة بغداد واصدر عددا من الكتب وكلها ارسلها لي وكتبت عنها في الصحف وفي شبكة المعلومات العالمية - الانترنت وبيني وبينه مراسلات نشرت جانبا منها .
كما نشر عددا من الدراسات والبحوث والمقالات وهو عضو جمعية المؤرخين والاثاريين وعضو اتحاد المؤرخين العراقيين .وعضو نقابة المعلمين .
عندما اصدر كتابه ( العراق وفلسطين في الوثائق البريطانية ) سنة 2011 ارسل لي نسخة فكتبت عنه في النت وقلت " كتاب جديد وصلني على سبيل الاهداء من صديقي القديم وزميلي منذ ايام الجامعة الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي وهو صادر عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 2011.والكتاب يضم مجموعة من الدراسات والبحوث التي تتناول علاقة العراق بفلسطين ..ولعل من ابرز ما تضمنه الكتاب مبحث بعنوان : " الاوراق الشخصية مصدرا لدراسة القضية الفلسطينية ومبحث بعنوان : " وثيقة بريطانية تكشف عن حادثة محاكمة شفيق عدس واعدامه في البصرة. ومبحث بعنوان : " هجرة يهود العراق عام 1951 " .موضوعات تستحق الوقوف عندها لاهميتها في ادراك جوانب خطيرة من تاريخ العراق المعاصر وانا اعرف اسلوب الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي وحرصه في تطبيق المنهج التاريخي بحذافيره شأنه في ذلك شأن كل ممثلي المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة وقد ظهر ذلك واضحا في الكتاب الجديد" .
اشرف على عدد من رسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه كما انه نشيط من حيث المشاركة في الندوات والمؤتمرات وهو معروف بحزمه وانضباطه العلمي ورصانته واحتاج الى وقت طويل وجهد كبير لكي اكتب عنه المقال الذي اتمنى ان اكتبه عنه لكن ما يدرك كله لايترك جله . الفقيد مرض في السنوات الاربع الماضية مرضا شديد بحيث احتاج الى ان يتحرك بالكرسي كما علمت وقد توفي خارج العراق وللاسف انقطعت اخباره عني منذ عدة سنوات .
رحم الله رفيق عمري ودربي وزميلي واخي الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي وصبر اهله ومحبيه وطلبته وأعزي أولاده وخاصة الاخ المهندس حاتم سامي القيسي في كالكاري- كندا ، وانا لله وانا اليه راجعون . كتب لي ولده المهندس الاستاذ حاتم بعد أن علمت بخبر وفاة والده ونشرت شيئا عنه يقول :" كان للوالد أثر كبير في حياتنا، ولم يقصر معنا بشيء فالحمد لله انا مهندس استشاري هنا في كندا، اخي محمد طبيب في نيويورك، اختي سمية أكملت الدراسات العليا في الأدب الإنكليزي والآن مدرسه في كندا، وأخي الأصغر حيدر يعمل في مجال الإلكترونيات في أمريكا. هذا كله بفضل الله وجهد وحرص الوالد والوالده" .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق