المؤتمر العربي الاول في باريس 1913
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
قبل 112 سنة ، عقد القوميون العرب في باريس يوم 18 آيار 1913 ، (المؤتمر العربي الاول) ، وكان من مطالبه الادارة اللامركزية ، وجعل التعليم في المدارس باللغة العربية والتمهيد لتقرير مصيرهم وحقهم في اقامة دولتهم القومية .
وقد ترأس المؤتمر المناضل الشهيد عبد الحميد الزهراوي( 1855-1916) ، والذي أُعدم بعد ذلك يوم 6 ايار سنة 1916 في ساحة المرجة بدمشق مع عدد من رفاقه القوميين.
وكما ترون في صورة الغلاف التي ترافق هذا الكلام فإن اللجنة العليا لحزب اللامركزية بمصر اصدر وقائع المؤتمر في هذا الكتاب التاريخي وبعنوان ( المؤتمر العربي الاول المنعقد في القاعة الكبرى للجمعية الجغرافية بشارع سان جرمان في باريس من 18-23 حزيران 1913 .والكتاب طبع في مطبعة البوسفور بشارع عبد العزيز -القاهرة .
كتبتُ عن هذا المؤتمر في كتابي الموسوم ( تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916 ) صدر عن مطبعة جامعة الموصل 1982 ، وقلت في الصفحات 418-423 ان الاتحاديين من الاتراك زادوا من تعسفهم واضطهادهم للحركة القومية العربية الامر الذي دفع قادة هذه الحركة الى نقل نشاطهم الى خارج الدولة العثمانية لغرض تعريف الرأي العام العالي بمطالب العرب القومية ورغبة منهم في توحيد جهود العاملين في الحركة ونضالهم . لذلك انبثقت في ذهن فريق من المثقفين والطلبة العرب الذين يدرسون في باريس ومنهم عبد الغني العريسي وتوفيق فايد من بيروت وعوني عبد الهادي في نابلس بفلسطين ومحمد المحمصاني في بيروت وجميل مردم من دمشق وتوفيق السويدي من بغداد .
كانت فكرة عقد المؤتمر ، تعد محاولة لتوحيد القوى القومية بغية ممارسة ضغط مشترك على الحكومة العثمانبة .كانت ثمة لجنة تحضيرية وكانت اولى خطوات اللجنة التحضيرية اتصالها بحزب اللامركزية في القاهرة واذاعت اللجنة بيانا الى الامة العربية اكد فيه المؤتمرون ، على ان من سيشارك في المؤتمر سيعمل على ان يثبت للعالم ان العرب امة واحدة متماسكة لايمكن ان تضام ، والعرب شركاء حقيقيون في الدولة العثمانية ، ولابد من اصلاح اوضاعهم وقد عقد المؤتمر اربع جلسات رسمية وخرجت مقررات تدعو الى المساواة والاصلاح وقد اعترفت الحكومة العثمانية بمقررات المؤتمر وارسلت جمعية الاتحاد والترقي سكرتيرها العام مدحت شكري بك الى باريس للتفاوض مع رجال المؤتمر في مطالبهم وفتحت ابواب المفاوضات ووقع مدحت شكري بك اتفاقا مع عبد الحميد الزهراوي وافق فيه تقريبا على معظم مقررات المؤتمر ومنها ان تصبح اللغة العربية لغة رسمية في الولايات العربية وان تكون الخدمة العسكرية للعرب ضمن ولاياتهم ولابد من الاعتراف بحقوق العرب السياسية وصادق السلطان محمد رشاد في 8 آب سنة 1913 على نتيجة المفاوضات وصدر مرسوم سلطاني بذلك ولكن اتضح للعرب عدم صدق الاتحاديين والذين سلطوا انصارهم لمهاجمة المؤتمر وعدوه محاولة لتسليم البلاد الى الاجانب والقضاء على الدولة والاسلام واتهموا رجالات المؤتمر بالخيانة والسعي للانفصال فبدأوا بمضايقة القوميين وابعدوا قرابة 500 ضابط عربي عن استانبول وركزوا عملية التتريك وعززوا نفوذ فروع جمعية الاتحاد والترقي التركية في الولايات العربية وطاردوا العرب الذين كانوا يناضلون ضد الاتحاديين .
الشريف حسين شريف مكة اعلن ثورته الكبرى على العثمانيين الاتحاديين سنة 1917 مستندا في بعض مرجعيات ثورته الى مقررات المؤتمر العربي الاول ورفع علمهم وهو نفس علم الثورة العربية وعلم فلسطين اليوم .
*صورة الشهيد الشيخ عبد الحميد الزهراوي (1855-اعدم يوم 6 مايو -ايار 1916)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق