آنا مارى شيمل Annemarie Schimmel 1922-2003 المستشرقة الالمانية المنصفة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وسجلات التاريخ اليوم 26 من كانون الثاني - يناير 2025 تخبرنا ان المستشرقة الالمانية المنصفة للاسلام وللعرب البروفيسورة الدكتورة آنا ماري شيمل قدتوفيت في مثل هذا اليوم .نوفيت يوم 26-1-2003 وهي التي قالت اكثر من مرة انها تحب العرب وستظل تحبهم حتى وفاتها . ويقينا ان تاريخها اقصد سيرتها تنبئ بالكثير مما يجعلنا نقول انها اعطت للاستشراق صورته الايجابية الموضوعية فهي مستشرقة المانية معروفة دوليا ومما ذكر في سيرتها انها كانت تقرأ القرآن الكريم وانها طلبت ان يتلى على قبرها القرآن الكريم وان علىقبرها عبارة قالها الامام علي بن ابي طالب عليه السلامورضي الله عنه تقول : "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" .
درست اللغة العربية واتقنتها فضلا عن اهتمامها بالتاريخ والعقائد وكانت لها معرفة ببعض اللغات الشرقية وكان عنوان اطروحتها للدكتوراه هو( مكانة
علماء الدين في المجتمع المملوكي بمصر ) ومشرفها هو البروفيسور الدكتور ريشارد هارتمان انجزتها سنة 1941 وقد ظهرت مطبوعة سنة 1943 بعنوان (الخليفة والقاضي في مصر اواخر العصور الوسطى ) .ومن محطات حياتها انها عملت في وزارةالخارجية الالمانية خلال الحرب العالمية الثانية .كما عملت استاذة للتاريخ في جامعة ماربورغ .وفي سنة 1951 عملت اطروحة دكتوراه ثانية عن الحب العذري في الاسلام وكان مشرفها البروفيسور هيلر وبعد ذلكبثلاث سنوات زارت تركيا وعملت استاذة في كلية الالهيات بجامعةانقرة .وكانت مولعة بدراسة مقدمة ابن خلدونحتى انها ترجمت الكثير من صفخاتها الى الالمانية .في سنة 1959 اشرفت على مجلة (فكر وفن) التي كانت تصدرها وزارة الخارجية الالمانية ومن الطريف انها كانت مهتمة بحركة الشعر العربي الحديث وترجمت الكثير من القصائد العربية للغة الالمانية ونشرتها في مجلة (فكر وفن) . كما اهتمت بالتراث الفارسي وبالشاعر عمر الخيام .
وفي سنة 1967 عملت في جامعة هارفرد الامريكية.وكما ترون الى جانب هذه السطور فإنها اصدرت كتابا عن رحلاتها بعنوان (Morgenland und Abendland. Mein west-östliches Leben). وقد ترجمه الى اللغة العربية الدكتور عبد السلام حيدر ونشره ضمن المشروع القومي للترجمة بالقاهرة بعنوان ( شرق وغرب: حياتي الغرب - شرقية) وصدر سنة (2004) ولها دراسات وكتب وكرمت كثيرا رحم الله البروفيسورة الدكتورة آنا ماري شيمل وطيب ثراها وجزاها خيرا على ما قدمت وتستحق الاستذكار والكتابة والاهتمام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق