الثلاثاء، 17 مايو 2022

عبد القادر مصطفى محمد حسن آل علوش الموصلي من رموز مدينة الناصرية








 

عبد القادر مصطفى محمد حسن آل علوش الموصلي من رموز مدينة الناصرية

بقلم عبد الحليم احمد الحصيني
كاتب ومؤرخ عراقي

ولد عبد القادر مصطفى محمد حسن العلوش الموصلي في مدينة الموصل بمحلة باب السراي عام 1898م وعاش فيها خمسة سنوات قبل أن تنتقل العائلة الى مدينة الناصرية مطلع القرن الماضي حيث انتقلت خلال تلك الفترة كل من عائلة مصطفى محمد حسن العلوش وعائلة ابن عمه بدري بك (جد زوجة عبد القادر مصطفى الموصلي) بسبب انتقال بدري بك كبير هذه الاسرة من الموصل الى الناصرية في زمن الدولة العثمانية بصفة مدير طابو الناصرية (دائرة التسجيل العقاري في الوقت الحاضر) حيث كانت تسكن الاسرة في محلة باب السراي بمدينة الموصل ومن اقرباءهم حاليا في الموصل ، عائلة عبد الكريم ، وعبد الله الأطرقجي ، وعبد العزيز الصًفاوي وابناءه محمد عبد العزيز وخالد عبد العزيز الصفاوي وهم تجار معروفين في الموصل في باب الطوب.
يقول الدكتور سناء عبد القادر مصطفى الموصلي عن اسرته عند انتقالها للناصرية: (اشترى بدري بيك قطعة أرض كبيرة في بداية القرن العشرين في مركز مدينة الناصرية وبنى عليها دارا كبيرة للعائلة (تتكون العائلة من أولاد العم التي ضمت عائلة بدري بيك الذي هو جد امي وعائلة مصطفى محمد حسن آل علوش الموصلي الذي هو جدي. كما أن أمي هي بنت عمة أبي). تكون بيتنا من قسمين الأول كان يسمى بيت العمة التي هي عمة أمي واسمها منيرة توفيق والقسم الثاني هو بيت أمي نظيمة محمد توفيق، بالإضافة الى اسطبل الخيول الذي كان مدخله من زقاق (دربونة) آخر. بمرور الزمن قامت العائلة ببيع قطعة أرض الاسطبل الى أسطة حبي الذي بنى عليها معمل لانتاج النامليت وكان يسمى في بداية خمسينيات القرن العشرين بمعمل نامليت اسطة حبي)
أكمل عبد القادر مصطفى دراسته في المدرسة الرشدية العثمانية التي كانت موجودة في عدد من المدن العراقية ومنها الناصرية والموصل. عمل بعدها في متصرفية لواء المنتفك موظفاً في (ديوان العشائر) منذ بداية تأسيس الدولة العراقية في العام 1921م. وكان يتنقل بين الأقضية والنواحي مثل سوق الشيوخ والعكيكية وكرمة بني سعيد والدواية والشطرة والرفاعي وقلعة سكر وغيرها من المدن والقصبات التابعة الى لواء المتنفك لأداء أعمال الديوان، استمر يعمل في متصرفية لواء المنتفك حتى عام 1956م حيث تم احالته على التقاعد بعد خدمة وظيفية دامت (35) سنة انهاها بكل حرص ونزاهة.
وقد كان حب عبد القادر لمدينته الناصرية حب لا يضاهيه حب، حتى أنه قام في أحصاء نفوس العراق الذي أجري في العام 1957م بتسجيل مكان ولادته في الناصرية سنة 1900م. مثلما اصر على البقاء في الناصرية مفضلا العيش فيها ما تبقى من حياته على الانتقال الى العاصمة بغداد على الرغم من الحاح أبناءه الكبار طارق وناطق وسهيل. ويذكر في هذا الصدد الابن الاصغر الدكتور سناء عبد القادر قائلا: (انه في صيف العام 1961 قدم من بغداد أخواني طارق الذي كان يعمل مدرسا في دار المعلمين في أبو غريب آنذاك وسهيل الذي كان يعمل مدرسا في الكلية العسكرية العراقية، واقترحوا عليه بيع بيتنا في الناصرية وشراء بيت في بغداد في أية منطقة تعجبه أو شراء قطعة أرض في شارع المغرب بالأعظمية وبناء دار للسكن فيه، حيث كان في حينها سعر المتر المربع الواحد رخيص جدا قياسا للاسعار الحالية، رفض اقتراحهم رفضاً قاطعاً وقال انه سوف يبقى الى آخر يوم من عمره في المدينة التي يحبها وفيها أصدقائه ومعارفه وخصوصا أن مقهى المتقاعدين تبعد عن بيتنا عدة أمتار حيث يلتقي مع أصدقائه المتقاعدين وهي مقهى زاير حميدي كما كانت تسمى وقتذاك. ويضيف الدكتور سناء: زارنا في صيف عام 1962م المرحوم عمي عبد الجبار مصطفى مع زوجته وأبناء عمي الكبار عبد الكريم وعبد الحليم وكذلك لم يفلحوا في اقناعه بالانتقال الى مدينة العمارة التي كان يسكن فيها عمي وعائلته. بقي الوالد في مدينته الحبيبة ـ الناصرية ـ الى يوم وفاته في 17/10/1967م. كان بيتنا يقع أمام مدخل سراي الحكومة من جهة بداية السوق الكبير والذي أطلق عليه اسم شارع الجمهورية بعد ثورة 14 تموز العام 1958م. كان يجاور بيتنا من الجهة اليسرى بناية فندق وجنة الشارع الذي يملكه الحاج مديح الدوري وكان يعمل فيه تامول أبو مكي. كانت مقهى المتقاعدين المارة الذكر آنفاً يملكها زاير حميدي تقع بجوار الفندق. ومن جهة اليمين كان بيتنا يحادد مكتب هادي عجام وعدد من الدكانين التابعة له كانت تشغلها مقهى كذلك).
تكونت عائلة عبد القادر مصطفى الموصلي من الأب والأم وستة اولاد وبنت واحدة. أكبر الاولاد هو المرحوم طارق من مواليد 1929م وأصغرهم الدكتور سناء تولد عام1950م. وكأي عائلة في المجتمع العراقي بحكم العامل الثقافي والسياسي والاجتماعي ينتمي أبنائها الى مختلف الاتجاهات السياسية والدينية والفلسفية.
ولد الابن الاكبر طارق عبد القادر في مدينة الناصرية عام 1929م وبعد أن أكمل الدراسة في ثانوية الناصرية للبنين الفرع العلمي تم قبوله في كلية الطيران في بغداد وداوم فيها لمدة شهر ولكن بإلحاح من والدته التي كانت تخاف أن يصبح ابنها البكر طيارا لأنها مهنة خطرة في رأيها ولذلك وبإلحاح منها ترك طارق كلية الطيران وبالكاد تم قبوله في دار المعلمين العالية في قسم اللغة العربية بعد أن تدخل والده لدى عميد دار المعلمين لان الدراسة كانت قد بدأت في جميع الأقسام العلمية ولم يبقى سوى قسم اللغة العربية مفتوحا. تخرج طارق من دار المعلمين العالية وحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها في صيف العام 1952م، عمل بعد تخرجه مدرسا في ثانوية سوق الشيوخ للبنين لمدة ثلاثة سنوات، انتقل بعدها الى ثانوية الناصرية في العام 1956م ليصبح مديرا فيها ومن ثم انتقل الى دار المعلمين الابتدائية في الناصرية ليعمل مديرا هناك كذلك. انتقل في العام 1959م الى بغداد للعمل في دار المعلمين بناحية أبو غريب لمدة ثلاثة سنوات حيث قام في العام 1959م مع اثنين من مدرسي اللغة العربية في بغداد بتكليف من وزارة التربية بتأليف كتاب في قواعد النحو في اللغة العربية لطلبة دور المعلمين الابتدائية. يشتمل الكتاب على اهمية طرق تدريس اللغة والنحو في المدارس الابتدائية واستمر العمل به في العراق حتى العام الدراسي 1972 ـ 1973م. ثم انتقل في العام 1962م الى ثانوية الكرخ للبنين في بغداد للعمل فيها كمدرس للغة العربية ومن ثم معاونا لمديرها في الفترة 1962ـ 1965م
وفي العام الدراسي 1965 ـ 1966م تم استحداث الثانوية العربية للبنين في جانب الكرخ في منطقة العطيفية الثانية بالقرب من جسر الصرافية لتضم الفرع الأدبي فقط (بقي الفرع العلمي في ثانوية الكرخ للبنين) مع بقية المراحل الدراسية من الصف الأول متوسط الى الخامس اعدادي وأختير طارق ليصبح مديرا لها مع ثلاثة معاونين له. كانت الثانوية العربية تضم حوالي 500 طالب ولذلك كان الدوام فيها صباحا وبعد الظهر.
وبسبب العمل الإداري المضني في الثانوية العربية تعرض المربي طارق الى جلطة أدت الى وفاته في مستشفى اليرموك ببغداد بعد أربعة ساعات من اصابته في يوم الثلاثاء الموفق 20/ 2 / 1968م عن عمر يناهز 39 سنة وترك خلفه زوجة وأربعة أطفال بنات اكبرهن في السنة التاسعة من عمرها. كان المربي طارق (ابو لمياء) مهنيا في عمله وفي علاقته مع زملائه المدرسين اللذين عمل معهم خلال سنوات خدمته في المجال التربوي.
أما الابن الثاني هو ناطق عبد القادر وهو من مواليد مدينة الناصرية عام 1932م عمل في عدة أعمال في الناصرية منها موظفا في بلدية الناصرية وبعدها كاتبا على ملاك وزارة الدفاع العراقية. توفي في مدينة المسيب بتاريخ 12/6/1994م عن عمر يناهز 62 عام متزوج وعنده ولد اسمه هيثم وبنت وهم لا يزالون في مدينة المسيب. كان رحمه الله من أتباع مدارس التصوف الاسلامي في العراق التي هي القادرية (نسبة الى الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره) والرفاعية (نسبة الى سيد أحمد الرفاعي قدس الله سره) في بغداد والنقشبندية في كركوك التي كانت تحت اشراف شيخ محمد البرزنجي رحمه الله. كانت علاقته قوية ومستمرة بزوايا أو تكايا التصوف كما تسمى في العراق المنتشرة في أنحاء بغداد المختلفة، في محلة الفضل (التكية القادرية نسبة الى الشيخ عبد القادر الكيلاني بإدارة الشيخ جمال الشيخ كمر رحمه الله) ومحلة الشيخ عمر (تكية النعيمية القادرية الرفاعية نسبة الى سيد أحمد الرفاعي) وجامع الشيخ عبد القادر الكيلاني. وكذلك تكية بيت الشيخ صفر (القادرية الرفاعية) في مدينة الفلوجة. علما انه من أتباع الشيخ محمد البرزنجي أيضا حيث سافر الى مدينة كركوك وأخذ العهد منه في أواسط العام 1965م.
الأبن الثالث هو سهيل عبد القادر من مواليد مدينة الناصرية عام 1935م. حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من دار المعلمين العالية في العام 1956م، عمل مدرسا للكيمياء في ثانوية الشطرة للبنين الى صيف العام 1959م حيث قدم استقالته من التدريس وانتقل الى بغداد للإقامة فيها. وهنا لابد من الإشارة الى سبب استقالة المرحوم سهيل من التدريس. انتمى المرحوم سهيل الى حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق حينما كان طالبا في دار المعلمين العالية في بغداد. وكان من رفاقه في الحزب فؤاد الركابي ومعاذ عبد الرحيم. تعرض سهيل الى اصابة شديدة في بطنه اثناء المظاهرات التي اقيمت في 14 تموز 1959م في مركز مدينة الناصرية وكانت تضم مختلف التيارات السياسية حيث حدثت اصطدامات بين تلك الاحزاب وبسبب تلك الاصابة ساءت حالته الصحية مما اضطره الى مراجعة الطبيب الذي نصحه بالراحة بالبيت واجراء تحليل دم مع تناول العلاج ولكن يجب أخذ الأشعة للكليتين في بغداد. اضطر سهيل الى تقديم استقالته من التعليم والانتقال الى بغداد للسكن فيها بشكل سري. سجل اسمه في مكتب التشغيل المركزي في بغداد وحصل على هوية عاطل عن العمل وتحصيله الدراسي الابتدائية على الرغم من حصوله على درجة البكالوريوس في علم الكيمياء حتى يتوارى عن أنظار الأمن في بغداد. وكان يلتقي سرا في الأعظمية مع عبد الله سلوم السامرائي وعبد الخالق السامرائي وغيرهم من أعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي. أكمل في العام 1960م فترة الدراسة والتدريب في كلية الاحتياط العسكرية ببغداد وتطوع في الجيش العراقي برتبة ملازم ثاني وعمل معيدا في قسم الكيمياء في الكلية العسكرية العراقية. اصيب بمرض تليف الكليتين وسافر الى لندن للعلاج في صيف العام 1961م ولكن لم يتمكن الأطباء من علاجه على الرغم من اقتراح أخيه الكبير طارق بأن يتبرع له بإحدى كليتيه ولكن كان جواب الأطباء الانكليز بأنهم لا يتمكنوا من اجراء عملية من هذا النوع. رجع الى العراق ورقد في مستشفى الرشيد العسكري الى أن توفي في المستشفى ببغداد ليلة 11/12 من شهر نيسان 1961م.
ولدت البنت الوحيدة فريال عبد القادر في مدينة الناصرية عام 1939م اكملت دراستها الابتدائية في مدرسة الهدى الابتدائية للبنات، التحقت بعدها بمتوسطة الناصرية للبنات وبعد ان تخرجت منها تم قبولها في دار المعلمات الابتدائية في الناصرية بتاريخ 19 / 10 / 1957م واستمرت في الدراسة حتى تخرجها من دار المعلمات في العام الدراسي 1959 / 1960م. عينت معلمة بالأمر الاداري المرقم 12987 في 29 / 9 / 1960م ونسبت الى مدرسة الهدى الابتدائية للبنات وباشرت فيها بتاريخ 1 / 10 / 1960م نقلت بعدها وكيلة مديرة في مدرسة الزوراء بالأمر المرقم 13858 في 6 / 10 / 1963م وبتاريخ 24 / 10 / 1964م نقلت الى مدرسة الزهراء الابتدائية للبنات بالأمر المرقم 19481 ثم نقلت الى مديرة في مدرسة آمنه الابتدائية. سافرت في رحلة نقابة المعلمين الى القاهرة بمصر في صيف العام 1966م. تمرضت هناك على أثر تناول معلبات غذائية واتضح بعد مراجعة الطبيب أن محتوى المعلبة الغذائية غير صحي مما أدى الى تسممها وتعطيل عمل الكليتين بسبب هذا التسمم. بعد رجوعها الى بغداد نقلت الى مستشفى المعلمين في بغداد على الفور ولكن لم يتمكن الأطباء من انقاذ حياتها بسبب تعاظم المرض. انتقلت بعد يومين من رقودها في المستشفى الى رحمة الله تعالى في 26 تموز 1966م وهي في سن السابعة والعشرين.
سمير عبد القادر هو الابن الرابع من حيث العمر فقد ولد في الناصرية عام 1942م. ويوم كان المرحوم سمير طالبا في الدراسة الإعدادية عرف عنه ناشطا وفعالا في مجال عمل الحزب الشيوعي العراقي في الأوساط الطلابية في مدينة الناصرية، ولكن بعد انقلاب 8 شباط العام 1963م اضطر للاختفاء والعمل السري. كان يقوم بسبب الضربة القوية التي وجهت الى تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في عموم العراق بنقل البريد الحزبي بين البصرة والناصرية وذلك بوضعه في اوعية نقل التمر (الكواصر) وإيصاله الى اللجنة المحلية للحزب في الناصرية، كان مراقباً من قبل الحرس القومي في الناصرية لكونه من عائلة عريقة معروفة في المدينة منذ بداية القرن العشرين. تضاعف نشاط المرحوم سمير في المدينة خلال تلك المرحلة واستمر هذا حتى فشل حركة الشهيد العريف حسن سريع في شهر تموز العام 1963م في معسكر الرشيد في بغداد. ونتيجة لذلك تصاعدت حدة الاعتقالات في المدينة مما اضطره للاختفاء ولكن هذا لم يثن عزم الحرس القومي في الناصرية من اعتقاله. وفي أحد أيام شهر تموز 1963م قامت ثلة من الحرس القومي بمداهمة بيته ومن ثم اعتقاله حيث تعرض خلال الاعتراض الى شتى أصناف التعذيب الجسدي في بناية الحرس القومي الكائنة في شارع الجمهورية في وسط مدينة الناصرية (السوق الكبير) وذلك بربطه الى كرسي وتنقيط الماء البارد فوق رأسه الأصلع وقلع أظافر يديه وأرجله بأدوات تعذيب مختلفة أعدت لهذا الغرض وضربه على رأسه بشدة وتعليقه في المروحة السقفية. قضى المرحوم سمير بضعة أشهر في سجن الخيالة في مدينة الناصرية مع المئات من الرفاق ومن ضمنهم الشرطي حسين منخي صحن ومحمد الجنابي ورياض حبش وعقيل حبش وعبد الله رزوقي وغيرهم من أبناء المدينة. نقل بعدها الى بغداد للمحاكمة في المجلس العرفي العسكري الأول في معسكر الوشاش الذي كان يرأسه رشيد مصلح فحكم عليه ومجموعة من رفاقه بالسجن المؤبد والأشغال الشاقة لمدة عشرة سنوات بسبب هتافهم في المحكمة بحياة الحزب الشيوعي والشعب العراقي ، نقل بعدها الى سجن الحلة ومن ثم الى سجن نقرة السلمان الصحراوي السيء الصيت. استمر في السجن الى أن أطلق سراحه في صيف عام 1966م.
خرج من السجن وهو مصاب بمرض انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا من الدرجة الثالثة) بسبب التعذيب الجسدي وصب الماء البارد فوق رأسه. توفيت أخته الوحيدة في 26 / 7 / 1966م بعد خروجه من السجن بشهر واحد مما زاد من حدة مرضه. لم يستطع سمير من تكملة دراسته بسبب ظروف الاعتقال والسجن والمرض مما اضطره للعمل في اعمال عضلية مرهقة لا تناسب وضعه الصحي وكان بين فترة وأخرى يعالج في المستشفيات الحكومية. تحسن وضعه الصحي بعد معالجته من قبل طبيب مختص في نهاية سبعينيات القرن الماضي. تزوج وانجب ولدين (عمر ومضر) وبنت واحدة. توفي في 2 / 6 / 2008م وعمره 66 سنة.
ولد الابن الخامس سعد عبد القادر في مدينة الناصرية بتاريخ 22 / 5 / 1947م وبعد اكماله الدراسة المتوسطة في الثانوية العربية ببغداد التحق بدورة ميكانيك وسياقة الحفارات الضخمة (البلدوزرات) السوفيتية التي أقامها مشروع المصب العام في سنة1970م في بغداد. ويتلخص مشروع المصب العام بشق نهر أطلق عليه اسم النهر الثالث من قبل لجنة اعمار العراق أيام العهد الملكي وقبل ثورة 14 تموز 1958م يبدأ من جنوب بغداد الى مدينة الكوت ويستمر بمحاذاة نهر الغراف الى هور الحمار في جنوب العراق وتتلخص وظيفته في تجميع مياه بزل الأراضي الزراعية لتخليص التربة من الأملاح التي تضر المزروعات. استمر في عمله هذا الى بلوغه سن التقاعد في العام 1995م. تزوج ولم ينجب أطفال. تعرض الى جلطة في الدماغ، بالإضافة الى مرض تصلب الشرايين في أواسط شهر كانون الأول 2019م ولم تمهله طويلا إذ انتقل الى رحمة الله تعالى في 28 / 12 / 2019م
أما الابن السادس هو الدكتور سناء عبد القادر ولد في مدينة الناصرية بتاريخ 28 / 4 / 1950م، أكمل المدرسة الابتدائية والمتوسطة والرابع الإعدادي فيها، انتقل الى بغداد بعد وفاة والده في 17/10/1967م أكمل الإعدادية في الثانوية العربية للبنين حيث كان أخيه المرحوم طارق مديرا لها.
حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الاقتصادية من كلية الادارة والاقتصاد بجامعة بغداد سنة 1972م بتفوق ومن ثم عمل فيها معيداً سنة 1974م (بعد خدمة العلم لمدة سنة) مع الدكتور خيري الدين حسيب ـ المدير التنفيذي لمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت وكذلك مع المرحوم الدكتور محمد سلمان حسن.
حصل على شهادة الماجستير سنة 1976م في التخطيط الصناعي من جامعة الاقتصاد في مدينة أوديسا بأوكرانيا والدكتوراه في العلوم الاقتصادية (الاقتصاد الصناعي) سنة 1982م من أكاديمية العلوم الاوكرانية في الاتحاد السوفيتي سابقاً.
عمل محاضراً متفرغاً في كلية الاقتصاد بجامعة عدن ـ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً في الفترة الزمنية 1983 ـ 1985م. ومن ثم عمل خبيرا اقتصاديا في المكتب الاقتصادي في الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية في دمشق- سوريا في الفترة 1986 ـ 1987م حيث قام بعمل دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع الصناعية والنقل والطرق والجسور.
في الفترة 1988 ـ 1992م عمل مديرا لمشروع العلاقات الثقافية مع الدول العربية في جامعة بيرغن في النرويج (Bergen University) وفي الفترة 1993 ـ 1994م عمل باحثا اقتصاديا في مركز دراسات البيئة التابع لجامعة أوسلو (Oslo University) .
في 1994 ـ 1995م عمل مديرا لمشروع العلاقات الثقافية مع الدول العربية في متحف فنون الأطفال الدولي في أوسلو بالنرويج. في سنة 1997م عمل مراقبا دوليا في التواجد الدولي في مدينة الخليل في فلسطين (TIPH). وفي العام 1998م أسس متحف الفنون الشرقية في النرويج مع زوجته آلاء بوغدانوفا.
منذ العام 2006م ولحد الآن يعمل أستاذا في الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك حيث قام بالتدريس والاشراف على طلبة الماجستير والدكتوراه.
وفي الفترة الزمنية 2010 ـ 2014م عمل استاذاً في كلية العلوم الادارية والمالية، قسم اقتصاد الأعمال، في جامعة الطفيلة التقنية في الأردن حيث قام بتدريس المواد التالية:
النظرية الاقتصادية الجزئية، النظرية الاقتصادية الكلية، اقتصاد الأعمال التطبيقي، الاقتصاد الصناعي، التسويق المصرفي، المالية الدولية، الاقتصاد الدولي، الاقتصاد المالي، دراسات الجدوى الاقتصادية وتقييم المشاريع، التنمية الاقتصادية، سلوك المستهلك.
نشر العديد من البحوث باللغات الروسية والنرويجية والانكليزية والعربية في شبكة الاقتصاديين العراقيين وموقع الحوار المتمدن ومجلات علمية مختلفة في النرويج والدول العربية. قام بتأليف كتاب باللغة النرويجية مع زوجته آلا بوغدانوفا حول تطور الفنون التشكيلية في العراق في الفترة 1916 ـ 2003م. ترجم كتاب النومينكلاتورا ـ الطبقة الحاكمة في الاتحاد السوفيتي لمؤلفه الاستاذ الدكتور فاسيلي فوسلينسكي من الروسية الى العربية، نشر تحت عنوان سقوط الامبراطورية الحمراء (المغرب، الرباط، دار الزمن ـ 2001م) وقدم له الدكتور اسماعيل العلوي، وزير التربية الوطنية في المغرب آنذاك.(1)
المصادر
1 ــ تاريخ عائلة عبد القادر مصطفى الموصلي في الناصرية، بحث مخطوط. للدكتور سناء عبد القادر مصطفى الموصلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق