الثلاثاء، 31 مايو 2022

كان هناك بيت ...............رواية


 

كان هناك بيت ...............رواية
-ابراهيم العلاف
شكرا للاخ والصديق الاستاذ محمد سامي عبد الكريم وهو يضع بين يدي روايته الجديدة ( كان هناك بيت) وقد صدرت عن مطبعة نركال -الموصل 2022 ومن صمم الغلاف الجميل هو الفنان الاستاذ بيات مرعي . رواية جميلة وممتعة وانا قد كتبت عن معظم انتاجه ومنها روايته ( المفتش) كما كتبت عن مجاميعه القصصية (احلى السنين ) و(مقهى المغنى العربي ) و(السير تحت المطر ) واقول لقد ترك الاخ القاص والروائي محمد سامي عبد الكريم بصمة في مسيرة القصة والرواية العراقية في الموصل واصبح معروفا في اوساط المثقفين والمهتمين . وروايته هذه الجديدة ( كان هناك بيت) كما اعماله الاخرى كلها تنطق من فكرة او مبدأ مهم يتبعه منذ ان بدأ الكتابة وهو بالمناسبة مهندس تخرج في كلية الهندسة بجامعة الموصل 1978 هذه الفكرة هي ان ينطلق دوما من مدينته الموصل ومن تجربته مما يراه او يسمع به من مكابدات الحياة ومنغصاتها وملابساتها فيسجلها في حبكة قصصية اصبح يمتلكها ويعبر عنها اما قصصيا او روائيا .
(كان هناك بيت) تقوم على ان ثمة بيت كبير هو بيت الجد هو الاصل وهو المبتدأ يعيش الجميع بين جدرانه في جو من المحبة والصدق والتفاني والاخلاص وتجاوز المنغصات بفضل وجود الاب الكبير او الجد الكبير الذي يحتضن اولاده مع زوجاتهم واولادهم وبناتهم ولكن ما ان يموت الاب او يموت الجد الا وتبدأ الحكاية ويبدأ الجميع بالحديث عن (الارث) وكيف يُقتسم وهل ثمة وصية ومن ينفذ الوصية وكيف ؟ .
الحاج بكر توفي فاجتمع اولاده الستة وبناته الاربع مع زوجاته الثلاث اجتمعوا في البيت الكبير البيت المبارك ومحور الاجتماع تقاسم الممتلكات الواسعة من بيوت ومصالح وكان لابد من حضور الشيخ الجليل عبد الباري فهو من كانوا يلجأون اليهم كلما اتستعصت عليهم قضية واشكل امر يتعلق بالشريعة والجميع متلهف لأخذ حصته والتصرف بها بما يطور ويحسن حياته وينتهي الامر ويتراضى الجميع وتبدأ الرواية بمتابعة ام جميل محور الرواية وهي قد ورثت الدار الكبيرة بغرفه العديدة ونصحها من يعرفها بأن تؤجر الغرف وتستفيد من عائداتها وهكذا فعلت والرواية تدور حول من سكن كل تلك الغرف .
قد يقرأ الرواية ناقد ادبي ليقول لنا عن بناء الرواية وتقنيات منهج الروائي ومدرسته ولكن تبقى رواية (كان هناك بيت ) تجربة في ما يؤول اليه البيت الكبير وكيف يتشظى الى بيوت عدة وتلك واحدة من سنن الحياة واعتقد ان الكاتب استطاع ان يمسك بتلابيت شخوصه ويخرج بهم من معمعة الحياة ومشاكلها وملابساتها وما تفرضه العلاقات الاجتماعية بين كل شخوص الرواية .انا شخصيا لا ابتغي تناول الجوانب الفنية للرواية وهل استطاعت ان تجد لها مكانا بين الروايات العراقية المعاصرة لكن اقول انني إزاء راو نجح ايما نجاح في وضعنا في اطار مشكلة نحسها ونواجهها يوميا وهي مشكلة البيت الواحد وتشظيه بعد وفاة صاحبه ومن كان سببا في وجوده .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق