الأربعاء، 1 سبتمبر 2021

منطقة الكَلوات في مدينة الموصل ............. ا.د. ابراهيم خليل العلاف






 



منطقة الكَلوات في مدينة الموصل 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وفي سجلات مدينة الموصل القديمة ، والجديدة ،  لم أجد اسم محلة الكلوات او محلة السجن  بشكل رسمي ، مع انني اعرف بوجود هكذا منطقة في الجانب الايمن من مدينة الموصل ، وقسم من هذه المنطقة  أقصد منطقة الَكلوات ، يتداخل مع محلة الباب الجديد ،، وحدودها باتجاه محلة الغزلاني جنوبا ، ومحلة الباب الجديد شمالا ، ومحلة العكيدات غربا  ومحلة النبي شيت شرقا .

وقد سميت المنطقة ب(منطقة الَكلوات)  نسبة الى الكلوات . والكلوات هم من اعطى المنطقة اسمها  الحالي ، فهم أقرب الى ( العشيرة)  منها الى ( الاسرة ) ، وقد كتب عنهم كثيرون منهم الاخ الاستاذ عماد غانم الربيعي ، والاخ الاستاذ ازهر سعد الله العبيدي . كتب عنهم الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه ( بيوتات موصلية ) الصادر سنة 2013 بطبعته الموسعة ، وقال ان الكلوات يسكنون في (محلة الغزلاني) جنوبي مدينة الموصل ، والمحلة التي يسكنونها تسمى ( محلة الكلوات ) والكلوات ( سادة حياليين )  ، وهم اعقاب الجد سيد علي بن صالح بن كلو بن سيد خليفة بن فارس بن زرو ...الذي اعقب من الابناء جرجيس ولقب ب (الكلو ) وذلك لقصر قامته ، كما خلف زيدان وصالح ، وقد نزل الكلوات ولنقل عشيرة الكلوات الحيالية مدينة الموصل قبل قرابة (400) سنة ، واول جد عرفته الموصل من الكلوات هو (سيد خليفة الكلو ) الذي أعقب ابراهيم وصالح ومن ابراهيم محمد بن زيدان بن ابراهيم .. أما صالح  فيعتبر الجد القريب جدا للكلوات وبه اي سيد صالح الكلو لقبت الاسرة ، وقد اعقب صالح الكلو ، علي ، وحسين ، وشيت ، واحمد .

الكلوات سكنوا ، أول الأمر في محلة حمام المنقوشة ، ومحلة المشاهدة في شمال مدينة الموصل ، ولكنهم ولأسباب تتعلق ببعض المشاكل العائلية انتقلوا الى منطقتهم الان التي تسمى (منطقة الكلوات في محلة الغزلاني) . كانوا تجارا مع حلب والشام اي دمشق ، حالهم حال كثير من الاسر الموصلية ، فالعلاقات بين الموصل وحلب كانت قوية ، وقد كتبت مرة مقالا عن ( البراخين وتجارة الاغنام) ،  بين العراق والشام وكان الكلوات من الأُسر التي قادت تلك البراخين        وكانت تمتلك الكثير من الجمال التي تحتاجها عملية التجارة مع الام وبسبب تلك التجارة حدثت فتنة بين الكلوات وابناء عمومتهم الكشاملة او ال كشمولة ، فتم الانفصال بين الاسرتين ، وانتقل الكلوات من اسرة ال فارس من المحلة الاولى حمام المنقوشة في شمال مدينة الموصل الى محلة الغزلاني في جنوبي مدينة الموصل ، وبعد انتقالهم سميت المنطقة التي سكنوها ، ومنذ سنة 1936 ب(محلة الكلوات)  .

برز من الكلوات سيد جاسم الكلو ، وقد شارك في الحرب العظمى 1914-1918 ، عندما كان جنديا مكلفا في الجيش العثماني في الحملة التي سميت (سفر برلك ) اي (النفير العام ) أوالتعبئة العامة ، وقد فُقد في تلك الحرب ولم يعد الى مدينته . ومن الكلوات سيد فتحي الكلو وكان مختارا للمحلة  . ونعرف من الكلوات الاستاذ حكمت ذنون محمد الكلو 1946 – 1987 ، خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد 1963 عمل تدريسيا في مدارس الموصل ، كما تولى مسؤولية الاشراف الفني في المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى وانتقل للعمل في تلفزيون نينوى مخرجا ، وكان من مؤسسي فرقة مسرح الرواد واخرج الكثير من الاعمال الدرامية والمنوعات التلفزيونية وانتخب نقيبا للفنانين في الموصل 1985-1986 .

كما عرفنا الاستاذ ميسر حمدون الكلو رئيس مؤسسة البرق والبريد والهاتف –الاتصالات والبريد حاليا ، وقدمت الاسرة عددا كبيرا من رجالات التعليم، والتجارة ، والزراعة ، والدين ،  والثقافة والفكر والجيش ومنهم الشيخ مؤيد حامد الكلو امام وخطيب جامع الحبيطي ، والدكتور الطبيب باسم ادريس الكلو ، والمربي الاستاذ حسين الكلو وهو من تلاميذي  في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل ، ولدى الكلوات شجرة نسب محفوظة لدى سيد محمد سليمان الكلو وهو من يمتلك الكثير من المعلومات عن الكلوات في الموصل .

انحصرت مختارية محلة الغزلاني بهم ، ومنذ عشرات السنين وكان فيهم المختار كما كانت فيهم هيئة المختارية للمنطقة .. ومن المختارين المشهورين سيد محمد سليمان عبد الله  ،  وسيد فتحي ذنون زيدان ، وسيد زهير حامد عبد الله الكلو ، وسيد خليل ابراهيم الكلو ، وهو المختار الحالي  لمنطقة الكلوات ومحلة الغزلاني عند كتابة هذه السطور ( 30-8-2021) .  

ومن الكلوات ايضا العقيد الملاح عبد الرحيم بشير الكلو ، والاستاذ مؤيد حامد الكلو والاستاذ عامر الكلو المدير المفوض  ل( شركة ركن ضيوف الرحمن العرقية للحج والعمرة والسياحة والسفر ) في الموصل .  

كتب عن الكلوات ايضا اللواء الركن ازهر سعد الله العبيدي في (موسوعة الاسر الموصلية في القرن العشرين ) ، ولدي طبعة 2015 الموسعة وفيها يقول ان الكلوات ، او آل  كلو من السادة  الحياليين  ، وهم ابناء صالح بن خليفة كلو من محلتي حمام المنقوشة والمشاهدة ثم انتقلوا الى محلة السجن منهم ( محمد بن كلو ) والمربي الفنان (حكمت ذنون الكلو ) و(ميسر حمدون الكلو ) مدير مؤسسة البريد والبرق والهاتف و(محمد سليمان عبد الله الكلو ) مختار محلة السجن ومن بعده ( فتحي ذنون زيدان الكلو ) ، و(زهير حامد عبد الله الكلو ) ،  و(ذنون عزيز الكلو ) و(اراهيم الكلو ) ،  و(خليل الكلو ) و(الحاج سعدون الكلو ) و(الحاج نافع عبد الله الكلو ) و(الدكتور باسم ادريس الكلو ) ، و(العقيد ميسر محمد الكلو ) و(العقيد عبد الرحيم بشير الكلو )،  و(الدكتور هشام عبد الوهاب الكلو )  ، والشهيد ريان عبد الجبار الكلو الحيالي ،  والمهندس الاستاذ زياد نافع عبد الله الكلو الحيالي.  

كما قلت في مطلع الحديث عن منطقة الكلوات ، فإننا لا نجد في سجلات البلدية محلة باسم محلة الكلوات،  لكن الناس تتعارف على هذا الاسم  وتوجد  اليوم لافتة تحمل اسم ( محلة الكلوات )  ، ومنطقة الكلوات  ، جزء من محلة الغزلاني ،  ومحلة الغزلاني كانت خارج سور مدينة الموصل ، وتعتبر ، كما يقول الاستاذ عبد الله محمد خضر وقد عمل في شعبة الهندسة مساحا بمديرية التسجيل العقاري لسنوات في كتابه (التوسع العمراني لمدينة الموصل في القرن العشرين ) ونشره مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل سنة 2011 ، تعتبر ضمن  محلة الغزلاني وهي واحدة من (المحلات المستحدثة ) في الجانب الايمن من مدينة الموصل وخلال السنوات 1950-1960 . وهذه المنطقة تقع ضمن عقار مقاطعة رقم (23) السجن ويشمل العقار منطقة السجن وما جاورها من الحي السكني وتحدها غربا   (جوبة العكيدات ) ومن الغرب (وادي حجر ومنطقة الطوافة من ضمن المحطة) .

من معالم منطقة الكلوات  ، بناية السجن القديم ، وسوق الكلوات ودكاكينهم وهناك صيدليات ، وعيادات للأطباء ، ومدارس ،  ومجمع الوليد للمستلزمات المنزلية  في شارع  السجن ..وكانت هناك مدرسة المثنى الابتدائية والمزدوجة مع مدرسة الرافدين ، ومدرسة الرشاد .

طبعا منطقة الكلوات يسكنها الكلوات ، ويسكنها غيرهم وكلهم أُناس طيبون محترمون يمتون لأسر وعوائل معروفة في الموصل  يعيشون  بمحبة وسلام مع بعضهم البعض ولاتزال – والحمد لله – القيم النبيلة هي التي تسود بينهم من حيث احترام الكبير والعطف على الصغير والطيبة والمحبة والتزاور وافشاء السلام واماطة الاذى عن طريق الناس وهذا ما عرفهم عنه كاتب هذه السطور ولعقود طويلة .

تحدثت مع الاخ والصديق الاستاذ اسعد يحيى الحمداني ، وقال ان بيتهم كان في منطقة الكلوات .. كما ان لآل النعمة بيوت هناك ، وهناك ( جامع الحبيطي)  يعتبر من معالم منطقة الكلوات  وآل الحبيطي من الاسر الموصلية العريقة والمعروفة وجامع الحبيطي انشأته بلدية الموصل سنة 1953 تعويضا لال الحبيطي  عن مسجدهم (مسجد ملا حسن الحبيطي ) الواقع في محلة شهر سوق وكتب عنه شيخنا الاستاذ سعيد الديوه جي في كتابه (جوامع الموصل )1963 والذي هدمته البلدية وادخلته الى شارع الفاروق عند انشائه .

 وكانت هناك بالقرب من الجامع ، (شركة الدامرجي)   ودكاكين لبيع الالمنيوم ومقابل الجامع كان هناك مطعم فتحه الفنان الممثل والمخرج المسرحي الاستاذ شفاء العمري  في بيت يعود لإبراهيم حلمي محضر باشي مقابل بيت نجيب عبد الرحمن (نجيب بحزاني ) ، والد الدكتور اكرم نجيب والاستاذ حكمت نجيب وهناك حلاق قديم اسمه مولود الحلاق ، وكان هناك عبد الله أبو سعدي الوايرمن يبيع السندويج مقابل بناية سجن الموصل ، وفي منطقة الكلوات بيوت منها  بيت سعد الله الدباغ وبيت في زقاق (عوجة ) صلاح البقال يعود لصديقي واخي المؤرخ الاستاذ الدكتور غانم الحفو ، ووراء زقاق (عوجة ) صلاح (عوجة المختار ) مقابل افران محمد ابو الكيك ، ومقابل اسواق مال الله ، وفرن ناظم الكردي .وثمة بيوت في هذه المنطقة منها بيت حسين علي بابان وكان ضابطا في الجيش ابنه الاستاذ علي اصبح وزيرا بعد 2003 ، وكان من بيوت المنطقة بيت الاستاذ محي الدين العشائري مدرس الاجتماعيات  المعروف ، وبيت حازم الشريف وكان يعمل في البلدية ، وبيت نعمت هاجر الذي اجرته شركة استشارات عملت في سد الموصل هي (شركة قولجيان) ،  وبيت العقيد الركن سعيد قطان وبيت  الحاج الأستاذ يحيى الحمداني ، وبيت سلطان الدليمي ، وبيت رجب العكيدي،  وبيت محمود البزاز ، وبين شاكر الشكرجي، وبيت حازم يونس القدو   وبيت سليمان فؤاد ،وبيت سامي الخطيب المحامي بالقرب من بيوت ال النعمة وبيت عبد الكريم الخزرجي والد الفريق الركن نزار الخزرجي وبيت العقيد عادل محمود الدليمي وبيت يونس الطويل والد استاذنا الاستاذ غانم الطويل وبيت الدكتور سعدي مهدي وبيت الخطاط  الاستاذ يوسف ذنون  وهناك بناية او عمارة  الحاج حامد قبع وكان هناك ساحة لبيع الحمير يوم الجمعة ، وساحة اخرى للتنس في هذه المنطقة تعود لبيت نعمت هاجر .

منطقة الكلوات ، بحاجة الى كثير من الخدمات البلدية والتعليمية والصحية وتبليط الطرق والازقة ومتابعة تنظيف شبكة  المجاري وقضية الكهرباء  وخاصة اعمدة الانارة العمومية  والمحولات الكهربائية،  وتحتاج الى مركز صحي ومركز بلدي فهي من المناطق الكثيفة بالسكان وبيوتها قديمة وقسم منها يحتاج الى اعادة ترميم وادعو اهل المنطقة الى ان تكون لديهم هيئة استشارية تتخطط لتفعيل النشاط الخدمي والصحي والرياضي والثقافي . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"" علي الوردي مابين التاريخ وعلم الاجتماع ""............محاضرة الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ففي مركز يوسف ذنون للدراسات والابحاث التاريخية والفنية

  #العلامة_الدكتور_ابراهيم_العلاف ضمن مسعى مركز يوسف ذنون للدراسات والابحاث التاريخية والفنية لادامة الحراك الفكري والثقافي الموصلي يتفضل ا...