الأحد، 19 سبتمبر 2021

مقهى 14 تموز في الموصل


 


مقهى 14 تموز في الموصل
-ابراهيم العلاف
لي كتابات كثيرة عن المقاهي واشرت الى ارتباط الكثير من المقاهي بالسياسة فكان لكل تيار سياسي مقهى خاص فللشيوعيين مقاه خاصة بهم وللقوميين مقاه خاصة بهم وللبعثيين مقاه خاصة بهم وللاخوان المسلمين مقاه خاصة بهم في الموصل وكان هذا امر معروفا حتى بالنسبة لوكلاء الامن ان كان ذلك في العهد الملكي ، أو في العهد الجمهوري وقد أدركنا ذلك ونحن طلبة في المدرسة الثانوية في مطلع الستينات .
واليوم أريد ان اتحدث لكم عن مقهى في الموصل تقع بالقرب من سوق النجارين عند التقاء شارع غازي بشارع نينوى وعلى الطرف الثاني من زقاق سوق النجارين حيث عمارة جردق .
(كازينو 14 تموز ) هذه ، كتب عنها الاخ الاستاذ معن عبد القادر ال زكريا في الجزء الثاني من كتابه (الوجيز الموسوعي في تاريخ اهل الموصل) والذي صدر في دمشق سنة 2011 . كما كتب عنها الحاج عبد الجبار محمد جرجيس. ومما نعرفه عن هذه المقهى انها كانت مكانا لنخبة من المثقفين اليساريين وهو اقرب الى الشيوعيين وكانت المقهى في الطابق الثاني من عمارةتعود في ملكيتها لآل الجادر قرب سوق النجارين في الجانب الايمن من مدينة الموصل . وقد نقل الاستاذ معن عبد القادر ال زكريا من رسالة ارسلها المهندس وليد ابراهيم القهوجي له معقبا على ما ذكره عن (مقهى 14 تموز)
يقول ان والده ابراهيم حسين علي القهوجي (ابو خليل) وكان قهوجيا محترفا له من قبل (مقهى الاخوان ) في شارع غازي ، وقد تحدثت عنها في مقال خاص هو من استأجر المقهى من ال الجادر مع شقيقه شيت حسين علي القهوجي وجهز المبنى ليكون مقهى جديدا وسبب التسمية ان ذلك حدث في سنة 1958 ورافق حدوث ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .
ويبدو ان أحد ابناء المنطقة من مؤيدي الحزب الشيوعي ، هو من اقترح ان تسمى (مقهى 14 تموز ) وجاء الى المقهى عند افتتاحها وهو يحمل لافتة مكتوب عليها (مقهى 14 تموز) ، وهكذا كان الامر وسميت كذلك واستمرت المقهى بالعمل خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مكانا لجلوس المثقفين وكان يوم 30 من اب - اغسطس سنة 1989 آخر يوم للمرحوم ابراهيم حسين القهوجي في ادارة المقهى حيث باع حصته وترك العمل حتى توفي رحمه الله في 15 نيسان سنة 2000 .
ومما اكده الاستاذ المهندس وليد ابراهيم القهوجي ان رواد المقهى - وكان هو على صلة بوالده ويعمل معه - كانوا من وجهاء وتجار واعيان واساتذة ومثقفي وشيوخ الموصل كانوا يجلسون في هذه المقهى وكانت بمثابة منتدى لهم لكن الصبغة العامة عنها انها كانت تضم المثقفين والتقدميين المؤمنين بفكرتي الحرية والتقدم وكانت اقرب الى المنتدى الثقافي منها الى المقهى وكان ممن يجلس فيها في بعض الاحيان كاتب هذه السطور وهذا مما جعل لهذه المقهى مكانة في حياة الموصل السياسية والثقافية المعاصرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"" علي الوردي مابين التاريخ وعلم الاجتماع ""............محاضرة الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ففي مركز يوسف ذنون للدراسات والابحاث التاريخية والفنية

  #العلامة_الدكتور_ابراهيم_العلاف ضمن مسعى مركز يوسف ذنون للدراسات والابحاث التاريخية والفنية لادامة الحراك الفكري والثقافي الموصلي يتفضل ا...