باب المذبح في كنيسة مار حوديني
كنيسة مار حوديني في محلة شهر سوق في الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقد يعترض أحد على هذا الاسم واسارع لاقول اننا في الموصل وفي محلة ( شهر سوق ) نسميها هكذا وكنيسة مار حوديني أو الكنيسة العتيقة تقع في محلة شهر سوق وقد شيدت على اسم مار احودامة مفريان تكريت الذي استشهد سنة 575 ميلادية . ويقول المطران سليمان صائغ في كتابه (تاريخ الموصل) انها تقع في محلة القنطرة ومحلة القنطرة مجاورة لمحلة شهر سوق ولما كنا نسميه باب البيض التحتاني والكنيسة تعاصر كنيسة القديس بطرس اي شمعون الصفا وكنيسة او دير مار يشوعياب برقوسري في الحصن العبوري ولدينا صورة رائعة وتاريخية لباب المذبح فيها وهي منخفضة كثيرا عن مستوى ما يجاورها من الابنية ننزل اليها بدرج وبنيف وثمانية امتار الا ان تجديدها اكثر من مرة اضاع الكثير من معالمهما العمرانية والفنية التاريخية وتنسب هذه الكنيسة وتسمى ايضا ما احودامة الى التكارتة الذين نزحوا الى الموصل بسبب الكوارث التي لحقتهم والجأتهم الى ان يتفرقوا في المدن الكبرى ومنها مدينة الموصل فأقاموا لهم الكنائس ومن الطريف انهم انشأوا هذه الكنيسة في الموصل كما انشأوا لهم كنيسة مماثلة في مدينة حوران للاسف ضاع اثرها .
كنيسة مار حوديني او احودامة اي القديس احودامة يرتقي تاريخها الى ماقبل القرن العاشر الميلادي لان المفريان اغناطيوس برقيقي ذكرها كثيرا في كتابه (تاريخ كنيسة المشرق ) . وقد اقام فيها كثير من المفارنة منهم المفريان اغناطيوس لعازر والحمد لله وبالرغم مما تعرضت له الموصل من صروف الدهر والخراب والتدمير لازالت هذه الكنيسة موجودة لكنها تحتاج الى اعادة بناء وعمران وصيانة وتأهيل باعتبارها من معالم مدينة الموصل ولازلت اتذكر ان الكنيسة كان تعج بالزوار في الستينات وما بعدها يأتيها الناس من كل حدب وصوب للتبرك وفيها بئر مبارك وقد اطلعت على الكثير من الكتابات عنها ومن ذلك مقال منشور في مجلة (المشرق) الموصلية العدان 8و9 للسنة 1949 والكنيسة فيها كتابات وزخارف ونقوش واشكال جميلة على باب المذبح والصورة المرفقة التقطتها المس لوثيان كيرترود بل Bell الاثارية والعاملة في المخابرات البريطانية والتي اصبحت السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني بعد الاحتلال والانتداب البريطاني وتاريخ الصورة يرجع الى سنة 1909 .الكنيسة رممت عدة مرات منها انها رممت على نفقة الدولة بتوسط جرجيس سرسم سنة 1896 وارخت بكتابة عربية موجودة تحت الرواق في الباحة وكان ذلك في عهد المطران بهنام سمرجي كما رممت سنة 1929 بتوجيه من البطريارك الياس الثالث واجريت عليها بعض الترميمات سنة 1971 بسبب تسرب المياه اليها واقيمت لها دعامات جديدة كما هدم سقفها وصب بالكونكريت المسلح وشيدت عليها كنيسة حديثة نقل اليها الباب الملوكي والمذبح وللاسف الكنيسة كما جاء في موقع (ديوان اوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية ) ورابطه التالي :http://www.cese.iq/churchesAndConvents/ChristanCon/SyriacOrthodox/MarAhodene-Nenawa-AlMousel/MarAhodene-Nenawa-AlMousel.html تعرضت لكثير من التخريب ومرت بظروف قاسية واليمة تركت بعض آثار التدمير والتكسير كالصليب المنقوش على الباب الملوكي والمكسور بضربة مطرقة وما الى ذلك لذلك هي اليوم بحاجة الى اعادة بناء وترميم .وكما ترون في الصور المرفقة من موقع عينكاوة الالكتروني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق