الاثنين، 24 فبراير 2020

قاعة الملك فيصل الثاني (قاعة الشعب) والذكرى ال 60 لتأسيس منظمة اوبك في بغداد









قاعة الملك فيصل الثاني (قاعة الشعب) والذكرى ال 60 لتأسيس منظمة اوبك في بغداد

ا.د.ابراهيم خليل العلاف 
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل

أعلنت وزارة النفط انها ستعمل على ترميم قاعة الملك فيصل الثاني والتي سميت بعد ثورة 14 من تموز 1958 لان هذه القاعة شهدت تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك ) Organization of the Petroleum Exporting Countries) واختصارا أوبك OPEC في بغداد 10-14 من ايلول - سبتمبر 1960 .قاعة الملك فيصل الثاني تقع ضمن قلعة وزارة الدفاع في الباب المعظم وقد شيدت سنة 1947 ولانعرف من مهو مصممها ومهندسها المعماري وفي اي سنة بالضبك انشئت وقد اقر بذلك الاخ الدكتور خالد السلطاني الباحث والمهندس المعماري الكبير وانا قد حضرت محاضرة للاستاذ ساطع الحصري فيها بعنوان (نظرية الرسوس وسياسة التمييز العنصري ) يوم 19-12-1967 والقاعة شهدت اختباء الزعيم عبد الكريم قاسم فيها حين حوصر في انقلاب 8 من شباط 1963 وبقي الى يوم 9 من شباط 1963 حين القي القبض عليه واعدم . وشهدت القاعة ايضا عرض مسرحيات ( فرقة الزبانية ) 1947 التي اسسها الحاج نوري الراوي وقدمت عليها مسرحيات منها مسرحية (اصحاب العقول ) ومسرحية ( فتح باب المقدس) وكثيرا ما القيت على مسرحها محاضرات لاساتذة ومبدعون عراقيون عرب واجانب .وايضا عقدت فيها احدى جلسات مجلس النواب سنة 1957 .



...كل ما استطيع ان اقوله انها  قاعة لها تاريخ.
كتب الاخ  المهندس الاستاذ رائد جعفر مطر في مدونته يقول عن قاعة الملك فيصل الثاني وسماها ايضا صالة الملك فيصل الثاني يقول : 
يقال انها صورة مصغرة من اوبرا باريس ..الصالة الأولى  والوحيدة في بغداد آنذاك وبقيت كذلك لسنوات طويلة تحتضن الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية...
صالة الملك فيصل الثاني .. او ما يسمى قاعة الشعب الحالية .كانت ايقونة من ايقونات البناء في العراق....  يقع مبنى القاعة ، كما هو معروف ضمن بناية  القلعة ... وزارة الدفاع السابقة ..في مدخل شارع الرشيد من جهة الباب المعظم... المرجح ان واضع تصاميم البناية  مدير دائرة الأشغال العموميـة الميجر ويلسون ومساعده الميجر ميسن واللذان لهما الفضل الكبير  في تصميم وتنفيذ مبان عديدة اعتبرت آنذاك محطات مهمة في بناء وتأسيس عمارة الحداثة في بغداد..
 المدخل الرئيس للقاعة، عبارة عن  سقيفة خرسانية تمتد نحو الخارج، على شكل تطليعة (كابوليه) تُحمل بزوجين من الاعمدة و تتسع لحوالي 500 شخص  وتم افتتاحها في النصف الأول من الاربعينات بعرض مسرحي  لطلاب معهد الفنون الجميلة يحمل عنوان ( شهداء الوطنية) من اعداد واخراج حقي الشبلي، وبطولة ابراهيم جلال. 
أهم العروض الموسيقية والاوبرا والباليه  وعروض الازياء الراقية في العهد الملكي... وكانت تنقل حفلاتها مباشرة عبر التلفزيون العراقي  لتكون مادة للسهرة .. تواصل هذا النشاط حتى الاطاحة بالنظام الملكي في 14 تموز 1958، فانتكست القاعة .. واصبحت منبرا للاحتفالات السياسية والخطب الحماسية للضباط الجمهوريين ..وتم  تغيير اسمها من قاعة الملك فيصل الثاني  الى قاعة الشعب في 12 آب 1958...
شهدت الصالة بعدها احداثا مهمة ففيها القي القبض على  الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم  ومنها نقل الى مقر الاذاعة والتلفزيون في 9 شباط (فبراير) 1963، ليتم اعدامه هناك ..ثم تحولت القاعة بعدها لتكون  معتقلاً ومركزاً للتعذيب على أيدي الانقلابيين الجدد...
في نهاية  الستينات وبداية السبعينات من  القرن الماضي عاد للقاعة جزء من  ألقها القديم.. حيث اصبحت مركزا لتدريبات  الفرق  المسرحية والموسيقية فضلا عن استضافتها لأحداث فنية عربية ودولية بارزة منها مهرجان بغداد الدولي للافلام الوثائقية.. ثم اتخذتها الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية مقرا لها  ومكانا  لتقديم عروضها الراقصة ..
بعد عام 2003 اصبحت القاعة  ملجأً لعشرات العائلات العراقية التي كانت تعيش في أحياء الصفيح، لتجد في مؤسسات الدولة المنهارة ملاذاً آمناً لها. نجحت المؤسسات الحكومية لاحقاً في اقناع هذه العائلات بمغادرة المكان عبر تقديم إغراءات مالية، وبدأت أعمال إعادة إعمارها وصيانتها،وشهدت عامي 2009-2010 إحياء عدد من عروض الفرقة السيمفونية العراقية و فرقة منير بشير لآلة العود و فرقة الرافدين الموسيقية و فرقة ناظم الغزالي.

استهداف وزارة الدفاع الملاصقة لها وقطع الطرق المؤدية اليها بسبب عمليات حفر نفق باب المعظّم المقابل لها وغلق الشارع الذي تطل عليه  دفع القاعة مرة اخرى  لاطفاء انوارها  وغلق ابوابها لتصبح صالة للغبار ..يرثى لها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي محمد 1941-2000

                                                                   المرحوم الاستاذ سامي محمد  الكاتب والمترجم والاعلامي الكبير الاستاذ سامي ...