الجمعة، 12 فبراير 2016

مستقبل القصة في العالم ابراهيم العلاف








مستقبل  القصة في العالم 
ابراهيم العلاف
في صيف سنة 1966 شهدت مدينة لينينغراد الروسية حوارا فكريا حول القصة المعاصرة أسهم فيه كل من جان بول سارتر وايليا ايرنبوغ وليونيد ليونيف وناتالي ساروف وبرنار بنجو وجيدو بيوفيني والن روب جرييه .وفد نظم هذا الحوار اتحاد الكتاب السوفييت تحت رعاية جمعية الكتاب الاوربيين التي تضم جميع المشتغلين بالادب من الاحرار والتقدميين من المحيط الاطلسي الى سلسلة جبال الاورال ...يقول الكاتب القصصي الفرنسي برنار بنجو في كلمته التي القاها في الحوار وحسبما نقلت  ذلك مجلة "الهلال " المصرية تموز -يوليو 1966:" ان المشكلة الاساسية التي تستحق المناقشة في هذا الحوار هي مسؤولية الكاتب اقصد كاتب القصة فهل كاتب القصة حر ليعبر عن كل مايجول بذهنه ؟ اليس كاتب القصة او القصاص مسؤولا امام نفسه وضميره ام انه على العكس مسؤول امام جمهور وامام المجتمع الذي يعيش فيه ؟ .
ويضيف :" ان القصة الفرنسية مثلا اتخذت هذين الموقفين المتباينين على التوالي منذ سنة 1945 وكانت الموجة الاولى للكتاب الجدد من جيل سنة 1945 هي موجة الالتزام .وقد غير سارتر في كتابه :"ما الادب ؟ " في سنة 1946 عن ذلك الاتجاه افضل تعبير بقوله :" اننا نريد الاسهام في تغيير المجتمع الذي يحيط بنا كي يكون الادب مرة اخرى كما كان على الدوام (وظيفة اجتماعية ) وهكذا يكون النشاط الادبي شريكا للنشاط السياسي في التطورات التاريخية والاجتماعية " .
ولكن السنوات التي تلت ذلك التاريخ شهدت ارتداد غالبية الاعمال الادبية الى ماكان عليه الحال قبل الحرب العالمية الثانية بسبب نشوب الحرب الباردة منذ سنة 1950 وقد رافق ذلك كله تمزقات وتوترات لانهاية لها جعلت الكثيرين من القصاصين والشعراء يلوذون بالصمت او الابراج العاجية منصرفين الى فكرة (الادب للادب ) متخذين موقفا مناقضا تماما لموقف جان بول سارتر وكانت الثمرة موجة القصة الحديثة كما يسمونها في فرنسا وما في هذه القصة الحديثة من عناية شديدة بالتجديد في الاشكال والاساليب الادبية امتدادا للاتجاهات التي بناها في الماضي القريب رواد مثل بروست وكافكا وفوكنر وجويس وختم حديثه بالقول ان قصص كتاب القصة الحديثة مثل روب جرييه وناتالي ساروت وكلود سيمون لم تستطع الوصول الى مستويات الاربعة الكبار الذين ذكرناهم حتى ان سارتر قال في مقدمة كتاب ناتالي ساروت :"ان منهجها مضاد للقصة " ومهنى هذا ان قصصها وقصص زملاءها خالية من المضمون الاجتماعي ويمكن ان توصف بإنها قصص رجعية وان كان كاتبوها ليسوا برجعيين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور ابراهيم العلاف عند تمثال الشاعر الكبير الحبيب بن اوس الطائي أبي تمام في الموصل

  وصباحكم خير وبركة *عند تمثال الشاعر الكبير ابي تمام الطائي في الموصل