فالخليل بن احمد الفراهيدي 100-175 هجرية (719-792 م أول من نهج لدراسة اللغة منهجا لغويا سليما ،وهو أول من درس الاصوات اللغوية وصفاتها ، وراقب تأثير بعضها في بعض فقدم بذلك للعربية دراسة حية لابد من الاعتماد عليها في تفسير كثير من الظواهر اللغوية ،وهو صاحب أول معجم لغوي شامل لا لموضوعات لغوية خاصة ولكن لكل ما يدور على السنة الناطقين بالضاد من مفردات .وهو أول من أملى في مجلس محاضراته موسوعة نحوية كان القدماء ينظرون اليها على انها نموذج كامل ،ثم كان أول من درس موسيقى الشعر في بحوره الستة عشر .وللخليل على الدارسين حق لايعني ان يشيدوا بما له من فضل على الدرس ، ولا أن يملاؤا الصفحات ثناء وتقريظا ولكنه يعني ان يشدوا أزره ، وان يقدموا بين يدي الاجيال ثمرات أعماله ليستأنفوا السير بالدرس من حيث وقف من بعده ... كان الخليل فوق هذا وذاك زاهدا لم يداخله الزهو ، ولابهرته المنزلة التي فرضت احترامه على ذوي السلطان، وساعده ذلك على ان يكون كذلك ما منحه الله من ذكاء نادر ، وذهن ناقد حتى ان ابو محمد التوجي يقول :" اجتمعنا بمكة أدباء كل افق فتذاكرنا أمر العلماء حتى جرى الخليل ،فلم يبق أحد إلا قال :الخليل أذكى العرب وهو مفتاح العلوم " ................الاستاذ الدكتور مهدي المخزومي ،مجلة المعلم الجديد ، المجلد 19 ، الجزء 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق