الجمعة، 20 مارس 2015

عوجات الموصل









عوجات الموصل و (العوجة ) أي ( الدربونة ) أو (الدرب ) أو ( النهج ) في بعض بلدان المغرب العربي والعوجات في الموصل ؛ إما أن تكون مفتوحة ، وإما أن تكون مغلقة .والعوجة غالبا ما يكون لها بابان وبيوتها اي البيوت التي تكون فيها تكون متلاصقة ومن السهولة الانتقال من بيت الى بيت .
وغالبا ولكل (عوجة ) قصة يعرفها من يسكنها وخاصة من كبار السن وهم يحرصون على نقل تلك القصص والحكايات لابناءهم واحفادهم .. واتذكر في طفولتي قبل اكثر من نصف قرن كنا نسكن محلة رأس الكور شمالي مدينة الموصل وفي الجانب الايمن اقصد الايمن لنهر دجلة الخالد كانت هناك عوجة (العلق ) وعوجة (كمولة ) ؛ ففي عوجة العلق كان العلق يكثر في سواقيها .
أما عوجة كمولة فتروى عنها قصص منها ان (كمولة) جنية بحجم القطة بيضاء اللون تتنقل مثل كرة وكانها من القطن الابيض وغالبا ما تظهر ليلا .. لذلك ينصحنا آهلها ان لانترك البيت بعد غروب الشمس خوفا من ان تظهر لنا كمولة وتعاكسنا .
وثمة قصص تروى عن ان العوجة تنغلق ليلا ومن يدخل اليها ليلا يصطدم بحيطانها المتهالكة لذلك كان اهلها يوصوننا بأن نحمل سكينا ونضعها ونحن نمشي على الحائط لكي يتوضح طريقنا ونخرج من العوجة بأمان.
وكل ما في الامر وفي حالة الظلام الدامس والخوف الذي يسيطر علينا ونحن ندلف في العوجة نصاب بالدوار فنصطدم بحيطان العوجة وحمل السكين ينقذنا من هذا المأزق ...كثيرة هي عوجات الموصل وفي كل محلة من محلات (أحياء ) الموصل عوجات ففي محلة السجن مثلا كان هناك عوجة صفاوي وعوجة الكلوات وهكذا بإستطاعة كل موصلي عريق في المدينة ان يذكر أسماء العوجات التي تضمها محلته انها ايام الزمن الجميل زمن المحبة والتسامح لا الحقد والانتقام للاسف الشديد ..............ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...