قصة قصيرة
فخ الحياة
بقلم : ثبات نايف
يعرف جيدا أنه اتخذ قراراً منذ زمن بأن يبقى عازبا ، يعيش حياته بلا قيود الأسرة . فقد انطبعت في ذاكرته صورة والده متذمراً منزعجاً من ثقل مسؤوليتهم . فهم أسرة كبيرة : ثلاث بنات وخمسة ابناء ، والوالد كان يعمل ليل نهار من أجل إعالتهم . وها هم جميعا قد تزوجوا واستقلوا في بيوتهم ولم يعد في البيت معه سوى أمه ، أما والده فقد رحل قبل أن تتزوج آخر شقيقاته قبل ست سنوا ت .
قالت له أمه : متى تقرر يا ولدي وتتزوج ؟ فأنا كما ترى قد كبرت وصرت أعاني من أمراض الشيخوخة وقد لا أعيش طويلا .
انتبه إلى ملاحظتها ، وتذكر أنه قد بلغ من العمر اربعين عاما ، وكل اشقائه اليوم آباء وشقيقاته امهات ، وكل منهم منهمك في أسرته وحياته ، وهو بلا زوجة ولا أطفال ، ثم تمتم مع نفسه : الزواج فخ كبير للرجل !
عندما جن الليل فكر في الآتي من الزمن وتخيل البيت وقد خلا من أمه وفكر أيضا لابد له من الزواج .
لاحت له صورة جارتهم المعلمة التي كان يساعدها في امتحاناتها عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية وهو الآن استاذ ا في الجامعة وهي تعمل في مدرسة ابتدائية .
في الصباح قال لأمه :
- ما رايك ياامي بفلانة
انبسطت أسارير أمه وقالت :
- احسن عائلة والبنت كتاب أهلها يا ولدي .
- ما رايك ياامي بفلانة
انبسطت أسارير أمه وقالت :
- احسن عائلة والبنت كتاب أهلها يا ولدي .
تم زواجه من تلميذته . وعندما حمل طفلته الأولى ونظر إلى عينيها شعر بحنان طاغ يملأ نفسه وخيل اليه إنها تبتسم في وجهه وتقول : أحبك يا أبي !
ضحك مع نفسه وهو يقبلها ويقول :
ضحك مع نفسه وهو يقبلها ويقول :
- كم هو جميل فخ الحياة و فيه إبنة جميلة مثلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق