الثلاثاء، 24 مارس 2015

فخ الحياة بقلم : ثبات نايف

قصة قصيرة
فخ الحياة
بقلم : ثبات نايف
يعرف جيدا أنه اتخذ قراراً منذ زمن بأن يبقى عازبا ، يعيش حياته بلا قيود الأسرة . فقد انطبعت في ذاكرته صورة والده متذمراً منزعجاً من ثقل مسؤوليتهم . فهم أسرة كبيرة : ثلاث بنات وخمسة ابناء ، والوالد كان يعمل ليل نهار من أجل إعالتهم . وها هم جميعا قد تزوجوا واستقلوا في بيوتهم ولم يعد في البيت معه سوى أمه ، أما والده فقد رحل قبل أن تتزوج آخر شقيقاته قبل ست سنوا ت .
قالت له أمه : متى تقرر يا ولدي وتتزوج ؟ فأنا كما ترى قد كبرت وصرت أعاني من أمراض الشيخوخة وقد لا أعيش طويلا .
انتبه إلى ملاحظتها ، وتذكر أنه قد بلغ من العمر اربعين عاما ، وكل اشقائه اليوم آباء وشقيقاته امهات ، وكل منهم منهمك في أسرته وحياته ، وهو بلا زوجة ولا أطفال ، ثم تمتم مع نفسه : الزواج فخ كبير للرجل !
عندما جن الليل فكر في الآتي من الزمن وتخيل البيت وقد خلا من أمه وفكر أيضا لابد له من الزواج .
لاحت له صورة جارتهم المعلمة التي كان يساعدها في امتحاناتها عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية وهو الآن استاذ ا في الجامعة وهي تعمل في مدرسة ابتدائية .
في الصباح قال لأمه :
- ما رايك ياامي بفلانة
انبسطت أسارير أمه وقالت :
- احسن عائلة والبنت كتاب أهلها يا ولدي .
تم زواجه من تلميذته . وعندما حمل طفلته الأولى ونظر إلى عينيها شعر بحنان طاغ يملأ نفسه وخيل اليه إنها تبتسم في وجهه وتقول : أحبك يا أبي !
ضحك مع نفسه وهو يقبلها ويقول :
- كم هو جميل فخ الحياة و فيه إبنة جميلة مثلك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...