الجمعة، 27 مارس 2015

الشاعر اليمني عبد الله البردوني في الموصل 1971

الشاعر اليمني عبد الله البردوني في الموصل 1971
****************************************
أتيحت لعدد من طلبة كلية الاداب -جامعة الموصل واثناء انعقاد مهرجان أبي تمام الكبير في الموصل في كانون الاول -ديسمبر 1971 فرصة اللقاء بالشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني والطلبة هم : ناطق يوسف وعدنان ياس الصباغ وأميرة علي حسين فرصة اللقاء بالشاعر اليمني عبد الله البردوني الذي ملك احساس ومشاعر كل من سمعه وهو يلقي قصيدته في مهرجان أبي تمام، وفي زحمة المقابلات التي كان يعقدها مع مراسلي الصحف والأدباء استطاعوا ان يجروا معه هذا التحقيق الذي استغرق دقائق معدودة سلط لهم الأضواء على مراحل حياته واهم الأحداث التي مر بها، وقد ارتأينا أن ننقل نص اللقاء عن لسانه مباشرة والذي نشر على صفحات مجلة الجامعة (الموصلية ) وساعدهم في ذلك الاستاذ لؤي الزهيري ومما قاله الطلبة :" لنضع هذا التحقيق بين يديك- عزيزي القارئ – لتستطيع أن تتعرف على تجربة الشاعر البردوني الشعرية ومعاناته الذاتية.
كان سؤالنا الأول عن حياته الخاصة فأفاض في حديثة عنها وقال:-
اسمي عبد الله البردوني. ولدت في الريف وليس هناك تواريخ ميلاد وتقريبا أن عمري بلغ الخامسة والأربعين ألان(1971 ). وأنا متزوج غير أب.
ثم انتقل الشاعر إلى الحديث عن مبادئ ثقافته فقال:-
- بدأت الدراسة في قرية البردون من لواء صنعاء وبدأت التعليم فيها ثم انتقلت إلى مدينة ذمار حيث واصلت تعليمي وكان منهاج التعليم يومئذ مقتصرا على العلوم الدينية من تفسير للقران الكريم ومن صرف ونحو وعلم بلاغة ثم ثقة وأصوله والى جانب هذا تثقف شخصي من التاريخ القديم ثم انتقلت إلى صنعاء عام 1949 وهناك أكملت تعليمي الذي بدأته في ذمار ألا أن حياتي فيها توسعت بالثقافات المتعددة وقرأت كل ما وقعت عليه يدي من كتب الأدب الحديث .واستطرد الأديب اليمنى في عرض مصادر ثقافته إلى أن قال:- ثم واصلت التثقف حتى سايرت كل قوافل الفكر المعاصر والفنون المعاصرة ثم بدأ اليمن يتصل بالعالم شيئا فشيئا وكلما زاد اليمن صلة بالعالم زادت ثقافته وبعد أن أنهيت المنهج المقرر تحولت إلى أستاذ في مدرسة دار العلوم أدرس الأدب بالإضافة إلى عملي الإضافي بالإذاعة وعمل كصحفي لصحيفتي سبأ والنصر ثم تخصصت عند قيام الثورة اليمنية عام 1962 بالعمل الإذاعي كمدير للبرامج ومن عام 1971 أضيفت إلي عضوية تحرير مجلة الحكمة بعدن وعضوية تحرير مجلة الجيش بصنعاء.
وانتقل إلى الحديث عن حياته السياسية قال:-
نزلت ضيفا على السجون ثلاث مرات نتيجة نشاط سياسي قمت به: الأولى عام 1949 والثانية عام 1954 والثالثة عام 1957 وكانت فترات من ستة أشهر إلى سنة واحدة دون تحديد في البداية.
وعندما سئل البردوني عن سبب ميله إلى الشعر أجاب:-
ملت إلى الشعر بفطرة محبة للشعر ثم زاد حب الشعر عندي لأني كنت حزينا ثم تحول حزني إلى قلق اجتماعي وسياسي وكنت في أول أمري أشعر لحزني ألان اشعر لقلقي.
وأما عن مدى تأثير الثورة اليمنية في اتجاهه الشعري والفكري فأجاب بإيجاز:
من المعلوم انه لايحدث جديد في الأدب الأبعد أن يحدث جديد في المجتمع ولقد أثرت علي الثورة في التفكير والتعبير . ويتضح هذا الفرق من ديوان إلى ديوان .
من آثاره الأدبية فقد صدر له إلى ألان ثلاثة دواوين:-
الأول: من ارض البلقيس عام 1961.
الثاني: في طريق الفجر عام 1967.
الثالث: مدينة الغد عام 1971
الرابع تحت الطبع وهو بعنوان " صنعاء والموت والميلاد" .
وله مجموعة كبيرة من المقالات الأدبية والسياسية وكتاب يبحث في الشعر اليمني قديما وحديثا. وقد اخترنا هذه القصيدة من ديوان " مدينة الغد" بعنوان " لص في منزل شاعر " جاء في مطلعها :
شـكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غراره
لـما أغـرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضاءَ الإغاره!!
لـم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم ترعْ نومَ الحجاره !!
كالطيفِ جئتَ بلا خُطى ، وبلا صدى ، وبلا إشارة
أرأيـتَ هـذا الـبيتَ قـزماً ، لا يـكلفكَ iالمهارة!!
فـأتيته ، تـرجو الـغنائم ، وهو أعرى من مغاره!!
مـاذا وجـدت سـوى الـفراغ ، وهرّة تَشْتَمُّ iفاره!!
ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ من دمه العباره!!
يُـطفي الـتوقّدَ بـاللظى ، ينسى المرارةَ iبالمراره!!
لـم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ، حَسَاهُ إالى قراره !!
مـاذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنى الإماره !!
يـا لـصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون ربحٍ أوiخساره !!
لـم تـلقَ إلاّ خـيبة ، ونـسيت صندوق السجاره!!
شـكراً ، أتـنوي أن تُـشرفنا ، بـتكرارِ الزياره
................................................................ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...