الثلاثاء، 15 أبريل 2014

قصيدة : قابيل يبحث عن نفسه شعر : سامي مهدي

قصيدة :
قابيل يبحث عن نفسه
شعر : سامي مهدي

بلا أشرعةٍ بيضٍ ، ولا عينٍ زجاجيّه
ولا أيدي ملائكةٍ ، ولا أجراسِ أغنيّه
ولا فرسٍ من الأبنوسِ ، أو نقشٍ على جندلْ
ولا نبعٍ ، ولا جدولْ
ولا شفقٍ ،
ولا عبقٍ ،
ولا شَفَتَيْ فمٍ يسألْ ،
هناكَ .. هناكَ ..
في أرضٍ بلا شجرٍ ولا ظلٍّ ولا ماءِ ،
ووحدكَ من أشقائي
ظهرتَ فكنتَ أحجيّه .

أفي صحراءَ
يظهرُ مثلُ هذا الفارسِ العجلانْ ،
ويعبرُ صخرةَ الأحزانْ ،
ويمضي دونما خيمه
ولا رمحٍ ، ولا رايه ،
ولا نجمه ،
ولا آيه ،
ليبدأ رحلةَ الرحلاتِ
في ما بعدَ هذا العاثرِ الإنسان ؟!
أإنسانٌ ويرحلُ هذه الرحله ؟
وماذا يفعلُ الإنسانْ
بصاحبهِ وسميِّهِ الإنسانِ كيما يربحَ الجوله ؟
يجندلهُ على ما اعتادتِ الإخوانْ ؟
يحوّلهُ ؟
يبدّلهُ ؟
وكيفَ يكونُ هذا وهو بذرتُه ،
ومنه توارثَ العلَّه ؟

وماذا بعد هذا العاثرِ الإنسانْ
سوى الإنسانْ
وما فيه من الحيوان ؟
فليسَ هناك إلاّهُ
بصورتهِ ومعناهُ
وما لم تفلحِ الأديانُ
في تطبيبِهِ ،
أو يهربِ الشيطانُ
من تأنيبِهِ ،
أو تُهلِكُ الديدان ؟!

ألا يا راحلاً في التيهْ
أما تثنيكَ أجيالٌ من التجديفِ والتمويهْ ؟
أما يكفيكَ أنكَ ، أنتَ نفسَكَ ، ذلكَ الإنسان ،
وأنكَ مكمنُ العلَّه ؟
ففيمَ تواصلُ الرحله ،
وتلعبُ لعبةَ النبلاءِ والفرسان ؟!

27/5/2004
.........................................................................................................
من مجموعة ( مدونات هابيل ) الصادرة عام 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...