في ذكرى اختطاف عزيز السيد جاسم:
********************************
كتب البروفسير عباس السيد جاسم الحسيني المقيم في الولايات المتحدة جاء فيه:
إحتضن عبد الخالق السامرائي عدداً من الكوادر اليسارية المثقفة منهم عزيز السيد جاسم الذي عمل محرراً في صفحة(آراء) بجريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عمل بشكل دؤوب على نشر الافكار التقدمية الانسانية وتقوية الوعي الوطني التقدمي.
وحين كتب طارق عزيز مقالاً إفتتاحياً في جريدة الثورة جرّد فيه ثورة العشرين من محتواها الجماهيري والثوري،هدد عزيز السيد جاسم المدعوم من قبل عبد الخالق السامرائي وصلاح عمر العلي بالاستقالة إذا لم ينشر هو مقالاً يرد فيه على مقال طارق عزيز، وقد تدخل الرئيس أحمد حسن البكر،وخرج طارق عزيز من رئاسة تحرير جريدة الثورة الذي عمل في مكتب صدام حسين وتولى عزيز السيد جاسم مسؤولية تحرير جريدة الثورة الذي إستطاع إقناع أعضاء سابقين في الحزب الشيوعي وكتاب عرب تقدميين بالانضمام إلى هيئة تحرير جريدة الثورةامثال بيتر يوسف القيادي السابق في الحزب الشيوعي وآخرين. إلا ان الأمر لم يستقر طويلاً إذ عاد طارق عزيز إلى جريدة الثورة من جديد .
وبعد عدة أشهر من هذه الحادثة طلب عبد الخالق السامرائي من عزيز السيد جاسم تأهيل الملاكات الثقافية العمالية في حزب البعث وإطلاعهم على الفكر الاشتراكي. بعد أن تسلم عزيز السيد جاسم مسؤولية رئاسة تحرير مجلة" وعي العمال" قام باعداد دورات تثقيفية مركزة للملاكات العمالية حيث إنصبّت إهتمامات عزيز السيد جاسم على محورين رئيسيين إعتبرهما أساسيين لخلق عراق المستقبل الديمقراطي.
المحور الاول يركّز على بناء أرضية ثقافية متماسكة وتقوية العمل الجبهوي ذي المضمون الوطني الديمقراطي.والانفتاح على الحزب الشيوعي والقوى القومية التقدمية وممثلي الحركة الكردية
يقول البروفسير عباس السيد جاسم الحسيني ان عزيز السيد جاسم أخبره انه كان وعبد الخالق السامرائي حتى الساعة الرابعة والنصف صباحاً يكتبان مشروعاً للقوى التقدمية للاتفاق على تأسيس حركة تقدمية تكون ركيزة لتعزيز الفكر التقدمي العربي والانطلاق بالعمل الجماهيري بالشكل الذي يخدم تطلعات الجماهير في العراق والمنطقة العربية.
وألمح عزيز السيد جاسم أن هناك من كان يخشى الخط التقدمي الذي يمثله عبد الخالق السامرائي وأن مسرحية المؤامرة يقصد منها تصفية العناصر التقدمية والرجوع بالعراق إلى مرحلة 1963. ومنذ ذلك الحين شعر عزيز السيد جاسم بمرارة الغدر ورغبة الانتقام والبطش لدى هؤلاء
وفي عام 1978 قام صدام حسين بتأسيس لجنة لتقييم الاعلام وقد تولى رئاستها علي العبيدي مدير مكتب صدام وقامت اللجنة باستدعاء عزيز السيد جاسم للادلاء بآرائه وعند إستجوابه حدث شجار بينه وبين علي العبيدي بعد ان شرح عزيز السيد جاسم أسباب تردي مستوى الاعلام إلى عدم فهم مهام وأهمية الاعلام الحر.
وعلى أثر هذه الحادثة منع عزيز السيد جاسم من السفر إلى خارج العراق ومن ثم تقييد حركته ومراقبته ووضع لفترة تحت الاقامة الجبرية في بيته. وهنا قرر عزيز السيد جاسم الاهتمام بكتابة التاريخ الاسلامي إبتعاداً عن السياسة وليقوم بتوثيق التصور الانساني والتقدمي في التراثين العربي والاسلامي، فأصدر كتبه عن شخصيات إسلامية وعربية. وعند طبع كتاب " محمد الحقيقة العظمى" ثم كتاب" علي وسلطة الحق" فإشتد غضب السلطة التي أمرت باعتقاله ووضع هو وشقيقه الدكتور محسن الموسوي في السجن. وقد حاول عزيز الانتحار بابتلاع حبوب خاصة قام أحد أصدقائه الاطباء بتجهيزه بها لاخذها عند تعرض حياته للخطر من قبل السلطة. وفي حينها نقل عزيز إلى المستشفى وتم إنقاذ حياته. وعند إعادته للسجن وجد شقيقه محسن قد انهار نفسياً وصحياً. وأجبر عزيز السيد جاسم على اصدار ثلاثة كتب عن الخلفاء ابي بكر الصديق وعمر وعثمان .
وحينما جاء غزو قوات صدام للكويت عام 1990 كتب عزيز السيد جاسم رسالة موجهة إلى صدام حسين يطلب فيها الانسحاب الفوري من الكويت وتجنيب العراق كوارث جديدة. وقبل أن يبدأ قصف العراق من قبل قوى التحالف في شهر كانون الثاني/يناير 1991 سافر عزيز السيد جاسم إلى كربلاء وحينما هبّت الانتفاضة ضد النظام عاد عزيز السيد جاسم إلى بغداد حيث طُلب منه الكتابة عن " أم المعارك" وقد إعتذر عن ذلك.
وفي يوم 25/4/1991 قامت عناصر المخابرات باختطافه ومن ثم تصفيته بعد فترة وجيزة.
كتب البروفسير عباس السيد جاسم الحسيني المقيم في الولايات المتحدة جاء فيه:
إحتضن عبد الخالق السامرائي عدداً من الكوادر اليسارية المثقفة منهم عزيز السيد جاسم الذي عمل محرراً في صفحة(آراء) بجريدة الثورة الناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عمل بشكل دؤوب على نشر الافكار التقدمية الانسانية وتقوية الوعي الوطني التقدمي.
وحين كتب طارق عزيز مقالاً إفتتاحياً في جريدة الثورة جرّد فيه ثورة العشرين من محتواها الجماهيري والثوري،هدد عزيز السيد جاسم المدعوم من قبل عبد الخالق السامرائي وصلاح عمر العلي بالاستقالة إذا لم ينشر هو مقالاً يرد فيه على مقال طارق عزيز، وقد تدخل الرئيس أحمد حسن البكر،وخرج طارق عزيز من رئاسة تحرير جريدة الثورة الذي عمل في مكتب صدام حسين وتولى عزيز السيد جاسم مسؤولية تحرير جريدة الثورة الذي إستطاع إقناع أعضاء سابقين في الحزب الشيوعي وكتاب عرب تقدميين بالانضمام إلى هيئة تحرير جريدة الثورةامثال بيتر يوسف القيادي السابق في الحزب الشيوعي وآخرين. إلا ان الأمر لم يستقر طويلاً إذ عاد طارق عزيز إلى جريدة الثورة من جديد .
وبعد عدة أشهر من هذه الحادثة طلب عبد الخالق السامرائي من عزيز السيد جاسم تأهيل الملاكات الثقافية العمالية في حزب البعث وإطلاعهم على الفكر الاشتراكي. بعد أن تسلم عزيز السيد جاسم مسؤولية رئاسة تحرير مجلة" وعي العمال" قام باعداد دورات تثقيفية مركزة للملاكات العمالية حيث إنصبّت إهتمامات عزيز السيد جاسم على محورين رئيسيين إعتبرهما أساسيين لخلق عراق المستقبل الديمقراطي.
المحور الاول يركّز على بناء أرضية ثقافية متماسكة وتقوية العمل الجبهوي ذي المضمون الوطني الديمقراطي.والانفتاح على الحزب الشيوعي والقوى القومية التقدمية وممثلي الحركة الكردية
يقول البروفسير عباس السيد جاسم الحسيني ان عزيز السيد جاسم أخبره انه كان وعبد الخالق السامرائي حتى الساعة الرابعة والنصف صباحاً يكتبان مشروعاً للقوى التقدمية للاتفاق على تأسيس حركة تقدمية تكون ركيزة لتعزيز الفكر التقدمي العربي والانطلاق بالعمل الجماهيري بالشكل الذي يخدم تطلعات الجماهير في العراق والمنطقة العربية.
وألمح عزيز السيد جاسم أن هناك من كان يخشى الخط التقدمي الذي يمثله عبد الخالق السامرائي وأن مسرحية المؤامرة يقصد منها تصفية العناصر التقدمية والرجوع بالعراق إلى مرحلة 1963. ومنذ ذلك الحين شعر عزيز السيد جاسم بمرارة الغدر ورغبة الانتقام والبطش لدى هؤلاء
وفي عام 1978 قام صدام حسين بتأسيس لجنة لتقييم الاعلام وقد تولى رئاستها علي العبيدي مدير مكتب صدام وقامت اللجنة باستدعاء عزيز السيد جاسم للادلاء بآرائه وعند إستجوابه حدث شجار بينه وبين علي العبيدي بعد ان شرح عزيز السيد جاسم أسباب تردي مستوى الاعلام إلى عدم فهم مهام وأهمية الاعلام الحر.
وعلى أثر هذه الحادثة منع عزيز السيد جاسم من السفر إلى خارج العراق ومن ثم تقييد حركته ومراقبته ووضع لفترة تحت الاقامة الجبرية في بيته. وهنا قرر عزيز السيد جاسم الاهتمام بكتابة التاريخ الاسلامي إبتعاداً عن السياسة وليقوم بتوثيق التصور الانساني والتقدمي في التراثين العربي والاسلامي، فأصدر كتبه عن شخصيات إسلامية وعربية. وعند طبع كتاب " محمد الحقيقة العظمى" ثم كتاب" علي وسلطة الحق" فإشتد غضب السلطة التي أمرت باعتقاله ووضع هو وشقيقه الدكتور محسن الموسوي في السجن. وقد حاول عزيز الانتحار بابتلاع حبوب خاصة قام أحد أصدقائه الاطباء بتجهيزه بها لاخذها عند تعرض حياته للخطر من قبل السلطة. وفي حينها نقل عزيز إلى المستشفى وتم إنقاذ حياته. وعند إعادته للسجن وجد شقيقه محسن قد انهار نفسياً وصحياً. وأجبر عزيز السيد جاسم على اصدار ثلاثة كتب عن الخلفاء ابي بكر الصديق وعمر وعثمان .
وحينما جاء غزو قوات صدام للكويت عام 1990 كتب عزيز السيد جاسم رسالة موجهة إلى صدام حسين يطلب فيها الانسحاب الفوري من الكويت وتجنيب العراق كوارث جديدة. وقبل أن يبدأ قصف العراق من قبل قوى التحالف في شهر كانون الثاني/يناير 1991 سافر عزيز السيد جاسم إلى كربلاء وحينما هبّت الانتفاضة ضد النظام عاد عزيز السيد جاسم إلى بغداد حيث طُلب منه الكتابة عن " أم المعارك" وقد إعتذر عن ذلك.
وفي يوم 25/4/1991 قامت عناصر المخابرات باختطافه ومن ثم تصفيته بعد فترة وجيزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق