مجلة الاقلام (العراقية ) 1964-2014 *
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
حديثنا الان سيكون عن مجلة عراقية عريقة مضى على اصدارها قرابة النصف قرن ولاتزال تصدر حتى يومنا هذا وهذه المجلة هي مجلة الاقلام وإذا كان اخواننا في مصر يفخرون بأن لديهم مجلة الهلال التي ابتدأ صدورها منذ سنة 1892 وحتى الوقت الحاضر , فأن من حق العراقيين أن يفخروا كذلك بان مجلة الأقلام التي صدر عددها الأول في أيلول-سبتمبر 1964 لاتزال مستمرة على الصدور , واعترف أنا شخصيا بمحبتي لمجلة الأقلام واعتزازي بها واحتفاظي بأعداد كبيرة منها , ويقينا أن سر ديمومتها واستمراريتها في الصدور أمر غير مألوف في بلادنا ولعل رصانتها وتشبثها بالبعد عن الأجواء السياسية قدر الإمكان كان وراء هذا الإصدار على أن تظل الأقلام مشرعة من اجل ثقافة متنوعة وشاملة تلبي احتياجات أذواق الكثير من المثقفين العراقيين وغير العراقيين ..
إن استمرار الأقلام في الصدور أمر يفرح القلب ويجعل المرء يطمئن إلى أن ثمة من يحرص على ديمومة التواصل والحفاظ على كل شئ جميل ومفيد للعراق .. وعن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد صدر عدد جديد من المجلة وهو يحفل بدراسات متنوعة لكتاب وأدباء ومثقفين عرفتهم المجلة منذ سنوات بعيدة أو لم تعرفهم من قبل .
الأستاذ جعفر الكواز، سبق أن اصدر ( فهارس مجلة الأقلام ) للسنوات الواقعة بين 1964 و 1975 وقد طبعت الفهارس في دار الجاحظ للنشر التابعة لوزارة الثقافة والإعلام سنة 1981 وقال إن هذه الفهارس تمثل العقد الأول من عمر المجلة وحبذا لو يتصدى احد من الباحثين والمهتمين بعلم المكتبات لإكمال فهارس المجلة عبر العقود التالية الممتدة من 1976 وحتى 2006 ..
صدر العدد الأول من مجلة الأقلام في شهر أيلول 1964 . وجاء في ترويستها أنها " مجلة فكرية عامة تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد " ( الثقافة والإعلام فيما بعد ثم الثقافة حاليا ).. وكان مقياس المجلة عندما صدرت 17 سم في 22 سم ثم تبدل هذا المقياس اعتبارا من العدد التاسع , السنة السادسة , آب 1970 واصبح22سم في 29سم .. والمجلة مسجلة بمصلحة البريد والبرق والتلفون رقم 73 وخلال العقد الأول من عمر المجلة (1964 - 1975) صدر منها 118 عددا كتب فيها 1123 كاتبا . كما أصدرت خلال هذه المدة أعدادا خاصة احدها صدر سنة 1974 لمناسبة انعقاد مهرجان المربد الشعري الثالث في البصرة (نيسان 1974).
تناوب على رئاسة تحريرها عدد من الكتاب والادباء فعند صدورها كانت هناك هيئة للتحرير مؤلفة من وزير الثقافة والارشاد عبد الكرم فرحان ومن كل من الدكتور عبد الرحمن خالد القيسي والدكتور مصطفى جواد والدكتور جميل سعيد والدكتور فيصل الوائلي والدكتور احمد شاكر شلال والدكتور احمد مطلوب والسيدخالد الشواف والسيد نعمان ماهر الكنعاني وتولى سكرتارية التحرير الاستاذ عامر رشيد السامرائي والذي بقي كما يبدو حتى سنة 1968 .وفي سنة 1969 بدأنا نقرأ اسم الاستاذ عبد الجبار داؤود البصري على انه رئيس التحرير كما قرأنا اسم الاستاذ عبد الحميد العلوجي على انه سكرتير التحرير ودون ان يكون لرئيس التحرير اسم .وقد تولى لفترة الاستاذ سامي مهدي رئاسة تحريرها وفي 1978 ظهر على الصفحة الاولى من المجلة اسم الاستاذ طراد الكبيسي على انه رئيس التحرير والدكتور علي جعفر العلاق على انه سكرتير التحرير وفي سنة 1983 اخذ اسم الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي يبرز على الصفحة الاولى رئيسا للتحرير في كان سكرتير التحرير هو الاستاذ سليم عبد القادر السامرائي . وفي سنة 1989 كان الدكتور علي جعفر العلاق رئيسا لتحريرها والاستاذ حاتم الصكر سكرتيرا للتحرير وكان حسب الله يحيى وخيري منصور واحمد خلف في هيئة التحرير وتولى رئاسة تحريرها في مطلع التسعينات الاستاذ حاتم الصكر كما اصبح الاستاذ رعد عبد القادر نائبا لرئيس التحرير في سنة 1994 وكان في هيئة التحرير احمد خلف وحسب الله يحيى وخضير عبد الامير وعائد خصباك وكان الاستاذ حسب الله يحيى سكرتيرا للتحرير وكان في هيئة التحرير احمد خلف وخضير عبد الامير ورعد عبد القادر وعائد خصباك واصبح للمجلة هيئة استشارية فيها الدكتور جلال الخياط والدكتور سلمان الواسطي والدكتور عبد الاله احمد والدكتور علي عباس علوان والاستاذ حسب الشيخ جعفر والدكتور مالك المطلبي كما تولى رئاسة تحريرها اواخر التسعينات من القرن الماضي الاستاذ ماجد السامرائي وكان رعد عبد القادر مديرا للتحرير وتألفت هيئة التحرير من ابتسام عبد الله واحمد خلف وعبد الخالق الركابي وغيداء علي محمد وتولت نهلة محمد عبد الوهاب الاخراج الفني . وفي سنة 2002 اخذنا نقرأ اسم الاستاذ ماجد السامرائي على انه رئيس التحرير والاستاذ ناطق خلوصي على انه سكرتير التحرير وكان في هيئة التحرير الاستاذ عبد الخالق الركابي والاستاذ عبد الاله عبد الرزاق والاستاذة غيداء علي محمد .
ليس من مهمتنا في هذا الحيز المقتضب أن نؤرخ للمجلة , فهي تحتاج فعلا إلى دراسة أكاديمية علمية , ولكن ما نبتغيه هو أن نلفت النظر إلى أهمية هذه المجلة ودورها ليس في تطور حركة الثقافة العراقية والمعاصرة وحسب بل والثقافة العربية كذلك ..
خلال السنوات الأولى شارك في إدارة هذه المجلة نخبة من الأساتذة والكتاب الكبار نذكر منهم على سبيل المثال , الأساتذة الدكتور جميل سعيد , والدكتور احمد مطلوب , والدكتور عبد الرحمن خالد القيسي والدكتور عبد الهادي محبوبة , والدكتور يوسف عز الدين والشاعر سعدي يوسف , والشاعرة نازك الملائكة والشاعر نعمان ماهر الكنعاني , والقاص عبدالرحمن مجيد الربيعي , والأستاذ الباحث التراثي عبد الحميد العلوجي , والدكتور فيصل الوائلي والشاعر عبد الوهاب البياتي . كما كتب فيها نخبة من المؤرخين والباحثين والكتاب والمبدعين رحل عدد كبير منهم , وهم احمد الصافي ألنجفي وادمون صبري , وحسين مردان , وسميرة عزام , وشاذل طاقة وعلي ألخاقاني , ومصطفى جواد , وهاشم محمد الخطاط , ويوسف السباعي وأم نزار الملائكة , واحمد المهنا , ومحمد جواد علوش رحمهم الله جميعا ..
كانت هناك في المجلة لقاءات مع فنانين كبار أمثال إسماعيل الشيخلي , وأكرم شكري ,وحافظ الدروبي , وشاكر حسن آل سعيد , وعطا صبري وفائق حسن , وفرج عبو , ونزيهة سليم . كما تضمنت أعداد المجلة مناقشة لقضايا وإشكاليات فكرية وأدبية , منها على سبيل المثال " الأدب النسوي في العراق " , و " التراث العربي وطريقة إعادة بنائه " , و " الرواية في العراق " , و " اللغة الأدبية ومسألة تطويرها " وقد أسهم في هذه المناقشات أساتذة وشعراء معروفين منهم لميعة عباس عمارة , وسعدي يوسف , ومحمد جميل شلش وحسين علي محفوظ , وهادي العلوي , وهاشم الطعان , وشفيق الكمالي وصلاح خالص , وفاضل العزاوي ونوري حمودي القيسي , وفيصل السامر , وعناد غزوان , جبرا إبراهيم جبرا .
كما نشرت المجلة نصوص مسرحيات مهمة وجد بعضها طريقه إلى المسرح منها آدابا , والكترا , والسيانكي , والآمر والمأمور , وشهرزاد , و المحارة واللؤلؤة , وميديا , وفوق رصيف الرفض , والبعد , وصرخة العنقاء . وقد تابعت المجلة شؤون المكتبات في العراق . كما دعت إلى إحياء تراث السيرة .. واهتمت بالنقد , وقيمت الاتجاهات النقدية , ونشرت دراسات مهمة في هذا المجال منها : " محاولة نقد القصة " , و" المدرسة الحديثة في النقد " , و " النقد الأدبي بين الحرية والالتزام " و " رأي في المنهج النقدي للتاريخ " و " دفاع عن النقد النفسي " . وفي معرض الرأي وجهت المجلة أسئلة لمجموعة من الأدباء حول قضايا فكرية وثقافية , ومنها " اشتراكية الثقافة " و " في التراث العربي " و " فنون الأدب والمستقبل " و " وتراثنا الموسيقي" أسهم فيها كل من الدكتور صالح احمد العلي والدكتور ياسين خليل والشيخ جلال الحنفي والدكتور احمد شاكر شلال والأستاذ محمد خلف الله احمد والأستاذ عبداللطيف شراره والأستاذ عبد الكريم العلاف ..
وتزخر أعداد المجلة بنصوص لقصص عراقية عديدة منها " الأبدية " و " الأبيض والأصفر " و " الأصوات " و " الآنسة الصغيرة " و " بحثا عن مدينة أخرى " و " بعد حفلة راقصة " و " والبناية رقم 67 " و " البيت الجديد " .
اهتمت المجلة بقضايا اجتماعية , ونشرت مقالات حول " اختلالات البيئة العامة المسببة للسلوك الإجرامي " و " الضمان الاجتماعي في الإسلام " و " هل السجن مدرسة للإجرام " ..
وفي ميدان الدراسات الإسلامية نشرت مقالات حول " اختلاف الناس في فهم القران " و " المخطط العام لسورة البقرة " و " الولاية في الإسلام " . وفي مسائل الاشتراكية نشرت مقالات حول " الاشتراكية العربية " و " مفهوم التطبيق الاشتراكي " و " الاشتراكية والفن والإنسان " . وفي الإعلام نشرت مقالات عن " الإعلام العربي : واقعه ومهامه " و " لغة الإعلام الإذاعي " و " المفاهيم الثلاثة لحرية الصحافة " . وللاقتصاد نصيب كبير من اهتمام المجلة ثمة مقالات عديدة منها " حول التطور اللارأسمالي " و " مسائل نظرية حول النمط العمودي للإنتاج " .
وللتاريخ والجغرافية والرحلات حصة كبيرة من صفحات المجلة فهناك عبر السنوات الطويلة من عمر المجلة مقالات تزيد عن ال (200) مقالة .. واهتمت المجلة كذلك بقضايا التراجم والسير , والتراث , والموسيقى , والقانون , والفنون التشكيلية , وعلم النفس , والعمارة واللغة والأدب والمخطوطات والمعاجم والكتب والقومية والطرق والمذاهب والفهارس والمعاجم ..
أسهم في الكتابة للمجلة أدباء وكتاب ومؤرخون وشعراء وأساتذة متخصصون في علوم مختلفة , وليس من السهولة رصد كل من كتب في مجلة الأقلام فالعدد كما قلنا يزيد على أل (1000) كاتب وباحث ..
كتب الاستاذ سامي مهدي في كتابه :" الموجة الصاخبة " عن مجلة الاقلام وقال انها اول مجلة ادبية تصدرها وزارة الارشاد منذ استحداثها وقد صدر عددها الاول في ايلول سنة 1964 وقال –وهو يؤرخ لجيل الستينات الشعري الثائر على المفاهيم والاساليب القديمة والمحافظة – ان هيئة تحرير المجلة كانت منحازة الى القيم المحافظة في الادب ففرضت انحيازها هذا على المجلة ووثقت منذ البدء في الضد من القيم الجديدة في الادب ولذا كان بينها وبين الجيل الجديد اكثر من سور .
وعلى الرغم من ان الجيل الجديد حاول اختراق اسوارها ونجح في فتح ثغرات فيها ظل دخيلا عليها او اشبه بالدخيل ذلك ان عيون هيئة التحرير كانت ترصده ولم تكن تسمح له بان ينشر شيئا يخرج على مقاييسها سواء كان ذلك مقالة ام قصة ام قصيدة .
وقد قام الاستاذ سامي مهدي بدراسة للمجلة منذ عددها الاول حتى اخر عدد صدر من اعدادها سنة 1966 وهو العدد الرابع من السنة الثالثة وجد ان عدد الادباء الستينيين الذين الذين نشروا فيها بلغ 23 اديبامنهم فاضل العزاوي وضياء خضير وعبد الرحمن مجيد الربيعي وسركو بولص وسامي مهدي وكامل الشرقي
ويلاحظ ان اغلب هؤلاء نشر دراسات ومقالات ولم يجرؤ قاص او شاعر منهم على نشر قصيدته او قصته بل العكس نشر بعضهم قصائد عمودية ومن هؤلاء مثلا حميد سعيد الذي نشر قصيدته العمودية "نداء " التي لم تضمها دواوينه فيما بعد .
كانت لجنة المجلة قد وعدت في كلمة الاقتتاح للعدد الاول بان الاقلام " تفتح صدرها للحركات الجديدة في ادبنا وتعنى بدراستها ونقدها وتوجيهها بحيث تحافظ على جوهرها وما هو اصيل فيها دون ان تسف الى التصنع والابتذال ..."
ولكن بأسم المحافظة على الاصالة والحرص على الروح العربية وبأسم الوقوف ضد التصنع والابتذال كانت المجلة تستبعد الشعر الحر وتضع امام الادب الجديد الذي ينتجه الشباب سدودا واسوارا ومنذ ايلول سنة 1964 حتى كانون الاول سنة 1966 اصدرت المجلة ثمانية وعشرين عددا لم تنشر من الشعر الحر سوى اربع مرات ولم يكن حال القصة الجديدة بأفضل حالا وقد تعرضت المجلة للانتقاد بسبب موقفها هذا ومع هذا فأن المجلة نشرت مقالات مهمة كتبها عدد من ادباء الستينات منهم عبد الرحمن طهمازي الذي كتب مقالته "نكسة الاصوات الاولى " في العدد الرابع من مجلة الاقلام الصادر في كانون الثاني من سنة 1965 وقد اراد ب" الاصوات الاولى " رواد الشعر الحر السياب ونازك الملائكة والبياتي اما النكسة التي عناها فهي "الثبات على الشكل " الشكل الذي لم يتطور قياسا على ماحصل في المضمون .
وعلى اية حال فأن مجلة الاقلام سرعان ما انفتحت على الجديد من الشعر والجديد من القصة والجديد من التشكيل وكان لابد ان تتغير الاقلام ويصبح الحديث فيها عن السياب وغير السياب حرا بلاقيود وقد حدث ذلك اواخر الستينات من القرن الماضي واوائل السبعينات ومما يلفت النظر انها صارت تضع في ترويستها انها "مجل تعنى بالادب الحديث " وصار للادباء والشعراء وكتاب القصة من الشباب مجالا كبيرا في صفحات المجلة وقد تلونت اعمدة وانهر وحقول وصفحات المجلة فثمة صفحات للكتب وللمناقشات وللمسرح وللتشكيل وللسينما وللندوات وللدراسات وللرسائل الجامعية وللمتابعات العالمية وللمسرح وللمسرح وللاراء وصارت هناك وقفات مع الملتقيات القصصية وحفلات تكريم الادباء والشعرا ولمنتديات المرأة وللمختارات التراثي وللاصدارات الجديدة كا اهتمت بالسير الذاتية والنصوص وافردت في بعض صفحاتها للملفات الخاصة ولفصول من روايات قيد النشر وللقصة .ومن الملفات التي اهتمت بها ملف عن عبد الوهاب البياتي وملف عن الرواية العربية وملف عن القصة القصيرة
كتب الصديق الاستاذ الدكتور سعيد عدنان يقول في حق قصيدة لشاعر البداوة المرحوم الاستاذ شفيق الكمالي يقول فيها :" ما زلتُ أحبّ هذه القصيدة منذ قرأتُها سنة 1973 في مجلة الأقلام ؛ أحبُها لغنائها الحزين ، وللوعتها المكتومة :
من الآتي ..
وقد شالت ظعائنهم إلى الخابور والهفي
ولي عام بقاع الصمت مفجوع
أريق وراءهم دمعي
عجاج الظعن ،
ريح المسك ،
طعم الخبز في شفتي
حبال الصمت تخنقني ...فلا همس
ولا وقع الخطى ينساب من حولي
ليؤنس وحدتي
عال
جدار الصمت في أرض النوى عالي
هبوب الريح ما عادت تلامس كفها خدي
ولا يوماً على أرضي
اناخ الركب أو مروا
فوالهفي
وياوجدي
... ...
يقول الاستاذ الدكتور محسن الموسوي في مقال له نشر في مجلة العربي عن المجلات الثقافية العراقية دورها ومكانتها : دائمًا يُختلف بشأن مكانة المجلات الثقافية في تكوين النخب الثقافية، وكذلك في تنشيط المناخ الثقافي ورفده بشتى التيارات والاتجاهات، التي قد لا تتسع لها الكتب، وكلما برز موضوع المجلات الثقافية في البلدان المتطلعة للاستقلال، أو تلك التي نالت استقلالها خلال العقود العشر الأخيرة، بدا هذا الدور أكثر وضوحًا لطبيعة العلاقة الوثيقة بين هذا التطلع وبين الوعي الثقافي الذي تشكل المجلات والصحافة والكتب ملمحه البارز، بالإضافة إلى الركيزة التعليمية، متمثلة بالجامعات ومراكز الأبحاث. ولما كان المثقفون يشكلون واجهة عريضة في البلدان المستقلة حديثًا، لنا أن نتصور الكيفية، التي تتشكل بموجبها الأولويات الثقافية في هذه البلدان، فمَن منا يمكن أن ينسى دور المجلات النهضوية كالمقتطف والجامعة والهلال، والرسالة، والكاتب المصري؟ ومَن منا ينسى الدور اللاحق للأديب، ثم الآداب بسعتها وريادتها، والثقافة الجديدة، والبيان النجفية، قبل أن تحل مجلات أخرى كثيرة، صغيرة وكبيرة، كالمعرفة السورية والطليعة والكاتب وغيرها؟
والأمر الذي يستحق الإشادة قبل الشروع في تقديم المجلات الثقافية العراقية، أن هذه المجلات غالبًا ما شكلت المنابر الفعلية لاستجماع الرأي وتحريك الاتجاهات، أو حتى توليدها ودفعها، كما أن هذه المجلات لا يمكن أن تدرس على أنها ولادات متشابهة، متماثلة الحضور والعلاقة بالجمهور، فما يقال عن الآداب مثلاً، قد لا ينطبق على الأديب، وما يقال عن مجلة (العربي) قد لا يتماشى مع (عالم الفكر) أو (فصول) أو (فكر) التونسية في الثمانينيات. وهناك مجلات صغيرة، أو هامشية، تخرج من التخوم بمجهود شخصي، قد يكتب لها النجاح، ولكنها غالبًا ما تمنى بالإخفاق. أما قيمة المجلة الصغيرة، فتكمن في التدليل على وجود هاجس ما، نبض خفيض لم يكتب له بعد أن يشغل الصدارة، أو لا يراد له أصلاً أن يكون متصدرًا في ظل ثقافة أخرى مهيمنة وقوية. إن ساحة الثقافة ليست أمرًا واحدًا، على الرغم من وجود مجموعة من العوامل المشتركة التي قد تفوق حضورها في مجالات أخرى تعتمد مبادئ المنافسة، وصراع القوة والنفوذ. فما نقوله عن مجلة الكلمة العراقية، التي أخذت بالظهور في النجف قد لا ينطبق على الأقلام، التي سبقتها بعامين، على الرغم من اشتراك بعض الكتّاب في الكتابة للمجلتين. لكن تكرار أسماء بعض الكتّاب لا يعني اختفاء الفوارق، التي تجعل المجلات الثقافية متفاوتة حضورًا وتأثيرًا ونفوذًا على صعيدي الدولة الوطنية والمجتمع.
ومن جانب آخر، لكل مجال ثقافي سلالة نسب لا يمكن تجاهلها: فهل كان ظهور مجلة الأقلام في أيام حكم الأخوين عارف في العراق - مثلاً - مقطوعًا عن سلالة المجلات، التي ظهرت أثناءحكم الزعيم عبدالكريم قاسم، وتحت تأثير اليسار العراقي النشيط حينذاك مثلاً؟ ماذا عن الثقافة الجديدة وكتّابها المبرزين من بين الوسط الجامعي العراقي كالدكتور مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي وصلاح خالص ونزيهة الدليمي وغيرهم؟ وكيف نقارن هذه الأسماء بالأسماء، التي ستشغل مجلة الأقلام - مثلاً - من على شاكلة ناجي معروف وجمال الدين الألوسي وخيري العمري وفيصل الوائلي وجميل سعيد ونعمان ماهر وعبدالله الجبوري والشيخ جلال الحنفي ونوري حمودي القيسي وعبدالوهاب الأمين؟ وهي أسماء قد لا تظهر فيها منذ منتصف السبعينيات!
لقد ظهرت الأقلام عام 1964 عن وزارة الثقافة والإرشاد، ويرأس تحريرها الوزير حينذاك عبدالكريم فرحان. ومن هيئة التحرير: نازك الملائكة ومصطفى جواد وجميل سعيد، وعبدالهادي محبوبة وأحمد شاكر شلال ويوسف عزالدين وخالد الشواف ونعمان ماهر. وعهدت سكرتارية التحرير إلى عامر رشيد السامرائي.
وعندما نريد أن نقرأ حضور الأسماء في ضوء المواقف الفكرية والانتمائية للمثقفين والجامعيين يمكن أن نرى الفرق بين مجموعة الثقافة الجديدة - مثلاً - ومجموعة مجلة الأقلام، وهو فرق كان يمكن أن نتبينه في إصدارين آخرين طيلة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات بين كتّاب مجلة الأديب المعاصر لسان حال الأدباء العراقيين في ظل اليسار العراقي، والشيوعي تحديدًا، ومجلة الكتاب والمؤلفين، التي يرأسها الدكتور يوسف عزالدين، والتي تنطق بلسان الكتّاب القوميين، أو غير المحسوبين على أحد. لكن هذا الفرق الظاهر يخفي فروقًا أخرى تخص مادة الثقافة المنشورة: فالمحافظة أو الاستقرار هي صفة الجناح القومي أو المستقل عن اليسار، والابتكار والثورية والاختلاف والتحزب صفة الطرف اليساري. لكن الأقلام تبقى حلقة في سلالة نسب، وهي سلالة سرعان ما تتوزع في فروع حسب النمو الذي لابد منه لأطراف هذه السلالة.
فالأقلام ورثت عن الثقافة الجديدة، التوجه نحو الجامعة للاستحواذ على الأقلام المؤهلة للكتابة، والتي تدفعها الرغبة والحاجة إلى النشر والتأليف والتأثير. وكان لابد لها أن تؤكد هوية النظام الذي تنتمي إليه، على الرغم من أن سكرتير التحرير كان يتصل بنا، ونحن لم نزل طلبة للتأليف والمشاركة والاتيان بالأفكار والتيارات الجديدة. كما أنها كانت تدرك حجم المنافسة، التي أخذت بالتزايد بعد إطلاق سراح مجموعة من المثقفين الشيوعيين الذين شغلوا الصحافة الأدبية، ونشروا مقالات ومسرحيات وقصصًا لكتّاب لم تتمكن الأقلام من بلوغهم بعد. وبعضهم خاض في مناقشات مهمة تخص الثقافة الثورية ومفاهيم غرامشي وآراء علي الوردي في المجتمع والشخصية العراقيين. ومثل هذا التنافس سيكون له أثره في انفراط السلالة، سلالة النسب، في مجموعة سلالات تبنى على أساس التخصص بديلاً عن انتماءات الكتّاب. وهذه قضية مهمة جدًا عندما نريد البحث في موضوع المجلات الثقافية.
ولكن هل يتم هذا الانفراط في سلالة النسب على نحو عشوائي؟ دعونا نحدد معنى الانفراط على أنه توزع العائلة الأم إلى مجموعة من العوائل حسب التخصص. فإذا كانت الأقلام في بداياتها (1964) تجمع التراث والمعاصرة، المسرح والقوالب القديمة في الشعر، والتاريخ مع الجغرافيا، والعروبة والإسلام، وألفاظ البنان مع دراسة في الفحولة، وتسعى لضمان مشاركة اسم عربي على الأقل في كل عدد تماشيًا مع رايتها القومية، فإن هذا الجمع لا يمكن أن يستمر طويلاً. وحالما حلت 1968، ومعها انقلاب الأفكار والنظام اثر 1967، وظهور الجبهة الوطنية، تغيرت خارطة المجلات، وانبعثت سلالات عدة من داخل السلالة القديمة، أي سلالة الأقلام:
اختصت مجلة " الأقلام" العراقية، القاص والروائي والكاتب الصحافي جمعة اللامي،
بملف خاص وشامل في عددها الثالث ـ سنة 2011، ساهم في تحريره نخبة من الكتاب والشعراء والأكاديميين ومجايلي اللامي وزملائه في رحلة الكتابة الأبداعية والعمل الوطني
** افتتاحية العدد بعنوان : " في فضاء جمعة اللامي" بقلم الشاعر الباحث نوفل ابو رغيف، رئيس مجلس ادارة دار الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة العراقية، رئيس تحيرير " الأقلام" .
** شهادات خاصة في ادب اللامي لكل من :
ـ محمود عبدالوهاب :" مبدع متعدد الرؤى".
ـ محمد خضير :" مونولوج مسترسل".
ـ عبد عون الروضان : " جمعة اللامي ... لقاءان على طرفي خمسة وثلاثين عاما "
ـ حميد المختار :" جمعة اللامي في محنته".
ـ عبد الستار البيضاني :" اللامي : الأنموذج الأكثر إثارة وإنضباطا في مجال التجريب".
ـ رزاق حسن ابراهيم :" جمعة اللامي وخيار الكتابة".
** دراسات في ابداع جمعة اللامي لكل من :
ـ البروفيسور علي حسين الجابري :" الأبعاد الفلسفية والعرفانية في رواية " عيون زينب"، مقامة جابرية .
ـ حسين عبداللطيف :" من قتل حكمة الشامي".
ـ د فائز الشرع :" النص الممغنط : مجنون زينب : نقاء الأتصال وكشكلة النص".
ـ د علاء جبر الموسوي : الميثو ـ عقائدي : قراءة في معادلات ( مجنون زينب) البصرية ".
ـ د مشتاق عباس معن :" جمعة اللامي ... خطاطة سردية فذة".
** محاورات حديقة زينب .
حوار خاص اجراه القاص محمد خضير، مع جمعة اللامي، وزعه على ست حلقات، هو تكثيف لحوارات ونقاشات سجالية مشتركة بين الصديقين الكاتبين جمعة اللامي ومحمد خضير، اجراه محمد خضير على مدى ست ليالي عندما كان ضيفا على الالمي، بمنزله بمدينة الشارقة .
هذا الحوار، نظرة عميقة من الداخل، ومكاشفة اخلاقية راقية، اجراهما الكاتب المتميز محمد خضير، مع تجربة ابداعية متفردة في مجال السرد العراقي، تميز بها الكاتب جمعة اللامي .
** تضمن الملف ايضا، صورا من الاحتفالية التي نظمتها دار الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة العراقية، للقاص جمعة اللامي بدبوان الدار، بعد عودته الى وطنه في صيف سنة 2011، بعد غيبته القسرية عن العراق التي استغرقت اثنتين وثلاثين سنة متصلة .
لكن مما يمكننا قوله في ختام هذه المقالة , ان المجلة تعد مصدرا مهما من مصادر دراسة الثقافة العراقية المعاصرة منذ أواسط الستينات من القرن الماضي وحتى يومنا .. وفوق هذا وذاك فهي مرآة لما كان يدور على الساحة الأدبية والثقافية والفكرية العراقية مما سيبطل كل ادعاء بأن الساحة كانت ضيقة ومحدودة , ومقتصرة على نمط واحد من الإعمال الفكرية والأدبية والسياسية والفكرية .
*مادة حلقة مجلة الاقلام في برنامجي "شذرات " الذي اقدمه من على قناة الغربية االفضائية
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
حديثنا الان سيكون عن مجلة عراقية عريقة مضى على اصدارها قرابة النصف قرن ولاتزال تصدر حتى يومنا هذا وهذه المجلة هي مجلة الاقلام وإذا كان اخواننا في مصر يفخرون بأن لديهم مجلة الهلال التي ابتدأ صدورها منذ سنة 1892 وحتى الوقت الحاضر , فأن من حق العراقيين أن يفخروا كذلك بان مجلة الأقلام التي صدر عددها الأول في أيلول-سبتمبر 1964 لاتزال مستمرة على الصدور , واعترف أنا شخصيا بمحبتي لمجلة الأقلام واعتزازي بها واحتفاظي بأعداد كبيرة منها , ويقينا أن سر ديمومتها واستمراريتها في الصدور أمر غير مألوف في بلادنا ولعل رصانتها وتشبثها بالبعد عن الأجواء السياسية قدر الإمكان كان وراء هذا الإصدار على أن تظل الأقلام مشرعة من اجل ثقافة متنوعة وشاملة تلبي احتياجات أذواق الكثير من المثقفين العراقيين وغير العراقيين ..
إن استمرار الأقلام في الصدور أمر يفرح القلب ويجعل المرء يطمئن إلى أن ثمة من يحرص على ديمومة التواصل والحفاظ على كل شئ جميل ومفيد للعراق .. وعن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد صدر عدد جديد من المجلة وهو يحفل بدراسات متنوعة لكتاب وأدباء ومثقفين عرفتهم المجلة منذ سنوات بعيدة أو لم تعرفهم من قبل .
الأستاذ جعفر الكواز، سبق أن اصدر ( فهارس مجلة الأقلام ) للسنوات الواقعة بين 1964 و 1975 وقد طبعت الفهارس في دار الجاحظ للنشر التابعة لوزارة الثقافة والإعلام سنة 1981 وقال إن هذه الفهارس تمثل العقد الأول من عمر المجلة وحبذا لو يتصدى احد من الباحثين والمهتمين بعلم المكتبات لإكمال فهارس المجلة عبر العقود التالية الممتدة من 1976 وحتى 2006 ..
صدر العدد الأول من مجلة الأقلام في شهر أيلول 1964 . وجاء في ترويستها أنها " مجلة فكرية عامة تصدرها وزارة الثقافة والإرشاد " ( الثقافة والإعلام فيما بعد ثم الثقافة حاليا ).. وكان مقياس المجلة عندما صدرت 17 سم في 22 سم ثم تبدل هذا المقياس اعتبارا من العدد التاسع , السنة السادسة , آب 1970 واصبح22سم في 29سم .. والمجلة مسجلة بمصلحة البريد والبرق والتلفون رقم 73 وخلال العقد الأول من عمر المجلة (1964 - 1975) صدر منها 118 عددا كتب فيها 1123 كاتبا . كما أصدرت خلال هذه المدة أعدادا خاصة احدها صدر سنة 1974 لمناسبة انعقاد مهرجان المربد الشعري الثالث في البصرة (نيسان 1974).
تناوب على رئاسة تحريرها عدد من الكتاب والادباء فعند صدورها كانت هناك هيئة للتحرير مؤلفة من وزير الثقافة والارشاد عبد الكرم فرحان ومن كل من الدكتور عبد الرحمن خالد القيسي والدكتور مصطفى جواد والدكتور جميل سعيد والدكتور فيصل الوائلي والدكتور احمد شاكر شلال والدكتور احمد مطلوب والسيدخالد الشواف والسيد نعمان ماهر الكنعاني وتولى سكرتارية التحرير الاستاذ عامر رشيد السامرائي والذي بقي كما يبدو حتى سنة 1968 .وفي سنة 1969 بدأنا نقرأ اسم الاستاذ عبد الجبار داؤود البصري على انه رئيس التحرير كما قرأنا اسم الاستاذ عبد الحميد العلوجي على انه سكرتير التحرير ودون ان يكون لرئيس التحرير اسم .وقد تولى لفترة الاستاذ سامي مهدي رئاسة تحريرها وفي 1978 ظهر على الصفحة الاولى من المجلة اسم الاستاذ طراد الكبيسي على انه رئيس التحرير والدكتور علي جعفر العلاق على انه سكرتير التحرير وفي سنة 1983 اخذ اسم الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي يبرز على الصفحة الاولى رئيسا للتحرير في كان سكرتير التحرير هو الاستاذ سليم عبد القادر السامرائي . وفي سنة 1989 كان الدكتور علي جعفر العلاق رئيسا لتحريرها والاستاذ حاتم الصكر سكرتيرا للتحرير وكان حسب الله يحيى وخيري منصور واحمد خلف في هيئة التحرير وتولى رئاسة تحريرها في مطلع التسعينات الاستاذ حاتم الصكر كما اصبح الاستاذ رعد عبد القادر نائبا لرئيس التحرير في سنة 1994 وكان في هيئة التحرير احمد خلف وحسب الله يحيى وخضير عبد الامير وعائد خصباك وكان الاستاذ حسب الله يحيى سكرتيرا للتحرير وكان في هيئة التحرير احمد خلف وخضير عبد الامير ورعد عبد القادر وعائد خصباك واصبح للمجلة هيئة استشارية فيها الدكتور جلال الخياط والدكتور سلمان الواسطي والدكتور عبد الاله احمد والدكتور علي عباس علوان والاستاذ حسب الشيخ جعفر والدكتور مالك المطلبي كما تولى رئاسة تحريرها اواخر التسعينات من القرن الماضي الاستاذ ماجد السامرائي وكان رعد عبد القادر مديرا للتحرير وتألفت هيئة التحرير من ابتسام عبد الله واحمد خلف وعبد الخالق الركابي وغيداء علي محمد وتولت نهلة محمد عبد الوهاب الاخراج الفني . وفي سنة 2002 اخذنا نقرأ اسم الاستاذ ماجد السامرائي على انه رئيس التحرير والاستاذ ناطق خلوصي على انه سكرتير التحرير وكان في هيئة التحرير الاستاذ عبد الخالق الركابي والاستاذ عبد الاله عبد الرزاق والاستاذة غيداء علي محمد .
ليس من مهمتنا في هذا الحيز المقتضب أن نؤرخ للمجلة , فهي تحتاج فعلا إلى دراسة أكاديمية علمية , ولكن ما نبتغيه هو أن نلفت النظر إلى أهمية هذه المجلة ودورها ليس في تطور حركة الثقافة العراقية والمعاصرة وحسب بل والثقافة العربية كذلك ..
خلال السنوات الأولى شارك في إدارة هذه المجلة نخبة من الأساتذة والكتاب الكبار نذكر منهم على سبيل المثال , الأساتذة الدكتور جميل سعيد , والدكتور احمد مطلوب , والدكتور عبد الرحمن خالد القيسي والدكتور عبد الهادي محبوبة , والدكتور يوسف عز الدين والشاعر سعدي يوسف , والشاعرة نازك الملائكة والشاعر نعمان ماهر الكنعاني , والقاص عبدالرحمن مجيد الربيعي , والأستاذ الباحث التراثي عبد الحميد العلوجي , والدكتور فيصل الوائلي والشاعر عبد الوهاب البياتي . كما كتب فيها نخبة من المؤرخين والباحثين والكتاب والمبدعين رحل عدد كبير منهم , وهم احمد الصافي ألنجفي وادمون صبري , وحسين مردان , وسميرة عزام , وشاذل طاقة وعلي ألخاقاني , ومصطفى جواد , وهاشم محمد الخطاط , ويوسف السباعي وأم نزار الملائكة , واحمد المهنا , ومحمد جواد علوش رحمهم الله جميعا ..
كانت هناك في المجلة لقاءات مع فنانين كبار أمثال إسماعيل الشيخلي , وأكرم شكري ,وحافظ الدروبي , وشاكر حسن آل سعيد , وعطا صبري وفائق حسن , وفرج عبو , ونزيهة سليم . كما تضمنت أعداد المجلة مناقشة لقضايا وإشكاليات فكرية وأدبية , منها على سبيل المثال " الأدب النسوي في العراق " , و " التراث العربي وطريقة إعادة بنائه " , و " الرواية في العراق " , و " اللغة الأدبية ومسألة تطويرها " وقد أسهم في هذه المناقشات أساتذة وشعراء معروفين منهم لميعة عباس عمارة , وسعدي يوسف , ومحمد جميل شلش وحسين علي محفوظ , وهادي العلوي , وهاشم الطعان , وشفيق الكمالي وصلاح خالص , وفاضل العزاوي ونوري حمودي القيسي , وفيصل السامر , وعناد غزوان , جبرا إبراهيم جبرا .
كما نشرت المجلة نصوص مسرحيات مهمة وجد بعضها طريقه إلى المسرح منها آدابا , والكترا , والسيانكي , والآمر والمأمور , وشهرزاد , و المحارة واللؤلؤة , وميديا , وفوق رصيف الرفض , والبعد , وصرخة العنقاء . وقد تابعت المجلة شؤون المكتبات في العراق . كما دعت إلى إحياء تراث السيرة .. واهتمت بالنقد , وقيمت الاتجاهات النقدية , ونشرت دراسات مهمة في هذا المجال منها : " محاولة نقد القصة " , و" المدرسة الحديثة في النقد " , و " النقد الأدبي بين الحرية والالتزام " و " رأي في المنهج النقدي للتاريخ " و " دفاع عن النقد النفسي " . وفي معرض الرأي وجهت المجلة أسئلة لمجموعة من الأدباء حول قضايا فكرية وثقافية , ومنها " اشتراكية الثقافة " و " في التراث العربي " و " فنون الأدب والمستقبل " و " وتراثنا الموسيقي" أسهم فيها كل من الدكتور صالح احمد العلي والدكتور ياسين خليل والشيخ جلال الحنفي والدكتور احمد شاكر شلال والأستاذ محمد خلف الله احمد والأستاذ عبداللطيف شراره والأستاذ عبد الكريم العلاف ..
وتزخر أعداد المجلة بنصوص لقصص عراقية عديدة منها " الأبدية " و " الأبيض والأصفر " و " الأصوات " و " الآنسة الصغيرة " و " بحثا عن مدينة أخرى " و " بعد حفلة راقصة " و " والبناية رقم 67 " و " البيت الجديد " .
اهتمت المجلة بقضايا اجتماعية , ونشرت مقالات حول " اختلالات البيئة العامة المسببة للسلوك الإجرامي " و " الضمان الاجتماعي في الإسلام " و " هل السجن مدرسة للإجرام " ..
وفي ميدان الدراسات الإسلامية نشرت مقالات حول " اختلاف الناس في فهم القران " و " المخطط العام لسورة البقرة " و " الولاية في الإسلام " . وفي مسائل الاشتراكية نشرت مقالات حول " الاشتراكية العربية " و " مفهوم التطبيق الاشتراكي " و " الاشتراكية والفن والإنسان " . وفي الإعلام نشرت مقالات عن " الإعلام العربي : واقعه ومهامه " و " لغة الإعلام الإذاعي " و " المفاهيم الثلاثة لحرية الصحافة " . وللاقتصاد نصيب كبير من اهتمام المجلة ثمة مقالات عديدة منها " حول التطور اللارأسمالي " و " مسائل نظرية حول النمط العمودي للإنتاج " .
وللتاريخ والجغرافية والرحلات حصة كبيرة من صفحات المجلة فهناك عبر السنوات الطويلة من عمر المجلة مقالات تزيد عن ال (200) مقالة .. واهتمت المجلة كذلك بقضايا التراجم والسير , والتراث , والموسيقى , والقانون , والفنون التشكيلية , وعلم النفس , والعمارة واللغة والأدب والمخطوطات والمعاجم والكتب والقومية والطرق والمذاهب والفهارس والمعاجم ..
أسهم في الكتابة للمجلة أدباء وكتاب ومؤرخون وشعراء وأساتذة متخصصون في علوم مختلفة , وليس من السهولة رصد كل من كتب في مجلة الأقلام فالعدد كما قلنا يزيد على أل (1000) كاتب وباحث ..
كتب الاستاذ سامي مهدي في كتابه :" الموجة الصاخبة " عن مجلة الاقلام وقال انها اول مجلة ادبية تصدرها وزارة الارشاد منذ استحداثها وقد صدر عددها الاول في ايلول سنة 1964 وقال –وهو يؤرخ لجيل الستينات الشعري الثائر على المفاهيم والاساليب القديمة والمحافظة – ان هيئة تحرير المجلة كانت منحازة الى القيم المحافظة في الادب ففرضت انحيازها هذا على المجلة ووثقت منذ البدء في الضد من القيم الجديدة في الادب ولذا كان بينها وبين الجيل الجديد اكثر من سور .
وعلى الرغم من ان الجيل الجديد حاول اختراق اسوارها ونجح في فتح ثغرات فيها ظل دخيلا عليها او اشبه بالدخيل ذلك ان عيون هيئة التحرير كانت ترصده ولم تكن تسمح له بان ينشر شيئا يخرج على مقاييسها سواء كان ذلك مقالة ام قصة ام قصيدة .
وقد قام الاستاذ سامي مهدي بدراسة للمجلة منذ عددها الاول حتى اخر عدد صدر من اعدادها سنة 1966 وهو العدد الرابع من السنة الثالثة وجد ان عدد الادباء الستينيين الذين الذين نشروا فيها بلغ 23 اديبامنهم فاضل العزاوي وضياء خضير وعبد الرحمن مجيد الربيعي وسركو بولص وسامي مهدي وكامل الشرقي
ويلاحظ ان اغلب هؤلاء نشر دراسات ومقالات ولم يجرؤ قاص او شاعر منهم على نشر قصيدته او قصته بل العكس نشر بعضهم قصائد عمودية ومن هؤلاء مثلا حميد سعيد الذي نشر قصيدته العمودية "نداء " التي لم تضمها دواوينه فيما بعد .
كانت لجنة المجلة قد وعدت في كلمة الاقتتاح للعدد الاول بان الاقلام " تفتح صدرها للحركات الجديدة في ادبنا وتعنى بدراستها ونقدها وتوجيهها بحيث تحافظ على جوهرها وما هو اصيل فيها دون ان تسف الى التصنع والابتذال ..."
ولكن بأسم المحافظة على الاصالة والحرص على الروح العربية وبأسم الوقوف ضد التصنع والابتذال كانت المجلة تستبعد الشعر الحر وتضع امام الادب الجديد الذي ينتجه الشباب سدودا واسوارا ومنذ ايلول سنة 1964 حتى كانون الاول سنة 1966 اصدرت المجلة ثمانية وعشرين عددا لم تنشر من الشعر الحر سوى اربع مرات ولم يكن حال القصة الجديدة بأفضل حالا وقد تعرضت المجلة للانتقاد بسبب موقفها هذا ومع هذا فأن المجلة نشرت مقالات مهمة كتبها عدد من ادباء الستينات منهم عبد الرحمن طهمازي الذي كتب مقالته "نكسة الاصوات الاولى " في العدد الرابع من مجلة الاقلام الصادر في كانون الثاني من سنة 1965 وقد اراد ب" الاصوات الاولى " رواد الشعر الحر السياب ونازك الملائكة والبياتي اما النكسة التي عناها فهي "الثبات على الشكل " الشكل الذي لم يتطور قياسا على ماحصل في المضمون .
وعلى اية حال فأن مجلة الاقلام سرعان ما انفتحت على الجديد من الشعر والجديد من القصة والجديد من التشكيل وكان لابد ان تتغير الاقلام ويصبح الحديث فيها عن السياب وغير السياب حرا بلاقيود وقد حدث ذلك اواخر الستينات من القرن الماضي واوائل السبعينات ومما يلفت النظر انها صارت تضع في ترويستها انها "مجل تعنى بالادب الحديث " وصار للادباء والشعراء وكتاب القصة من الشباب مجالا كبيرا في صفحات المجلة وقد تلونت اعمدة وانهر وحقول وصفحات المجلة فثمة صفحات للكتب وللمناقشات وللمسرح وللتشكيل وللسينما وللندوات وللدراسات وللرسائل الجامعية وللمتابعات العالمية وللمسرح وللمسرح وللاراء وصارت هناك وقفات مع الملتقيات القصصية وحفلات تكريم الادباء والشعرا ولمنتديات المرأة وللمختارات التراثي وللاصدارات الجديدة كا اهتمت بالسير الذاتية والنصوص وافردت في بعض صفحاتها للملفات الخاصة ولفصول من روايات قيد النشر وللقصة .ومن الملفات التي اهتمت بها ملف عن عبد الوهاب البياتي وملف عن الرواية العربية وملف عن القصة القصيرة
كتب الصديق الاستاذ الدكتور سعيد عدنان يقول في حق قصيدة لشاعر البداوة المرحوم الاستاذ شفيق الكمالي يقول فيها :" ما زلتُ أحبّ هذه القصيدة منذ قرأتُها سنة 1973 في مجلة الأقلام ؛ أحبُها لغنائها الحزين ، وللوعتها المكتومة :
من الآتي ..
وقد شالت ظعائنهم إلى الخابور والهفي
ولي عام بقاع الصمت مفجوع
أريق وراءهم دمعي
عجاج الظعن ،
ريح المسك ،
طعم الخبز في شفتي
حبال الصمت تخنقني ...فلا همس
ولا وقع الخطى ينساب من حولي
ليؤنس وحدتي
عال
جدار الصمت في أرض النوى عالي
هبوب الريح ما عادت تلامس كفها خدي
ولا يوماً على أرضي
اناخ الركب أو مروا
فوالهفي
وياوجدي
... ...
يقول الاستاذ الدكتور محسن الموسوي في مقال له نشر في مجلة العربي عن المجلات الثقافية العراقية دورها ومكانتها : دائمًا يُختلف بشأن مكانة المجلات الثقافية في تكوين النخب الثقافية، وكذلك في تنشيط المناخ الثقافي ورفده بشتى التيارات والاتجاهات، التي قد لا تتسع لها الكتب، وكلما برز موضوع المجلات الثقافية في البلدان المتطلعة للاستقلال، أو تلك التي نالت استقلالها خلال العقود العشر الأخيرة، بدا هذا الدور أكثر وضوحًا لطبيعة العلاقة الوثيقة بين هذا التطلع وبين الوعي الثقافي الذي تشكل المجلات والصحافة والكتب ملمحه البارز، بالإضافة إلى الركيزة التعليمية، متمثلة بالجامعات ومراكز الأبحاث. ولما كان المثقفون يشكلون واجهة عريضة في البلدان المستقلة حديثًا، لنا أن نتصور الكيفية، التي تتشكل بموجبها الأولويات الثقافية في هذه البلدان، فمَن منا يمكن أن ينسى دور المجلات النهضوية كالمقتطف والجامعة والهلال، والرسالة، والكاتب المصري؟ ومَن منا ينسى الدور اللاحق للأديب، ثم الآداب بسعتها وريادتها، والثقافة الجديدة، والبيان النجفية، قبل أن تحل مجلات أخرى كثيرة، صغيرة وكبيرة، كالمعرفة السورية والطليعة والكاتب وغيرها؟
والأمر الذي يستحق الإشادة قبل الشروع في تقديم المجلات الثقافية العراقية، أن هذه المجلات غالبًا ما شكلت المنابر الفعلية لاستجماع الرأي وتحريك الاتجاهات، أو حتى توليدها ودفعها، كما أن هذه المجلات لا يمكن أن تدرس على أنها ولادات متشابهة، متماثلة الحضور والعلاقة بالجمهور، فما يقال عن الآداب مثلاً، قد لا ينطبق على الأديب، وما يقال عن مجلة (العربي) قد لا يتماشى مع (عالم الفكر) أو (فصول) أو (فكر) التونسية في الثمانينيات. وهناك مجلات صغيرة، أو هامشية، تخرج من التخوم بمجهود شخصي، قد يكتب لها النجاح، ولكنها غالبًا ما تمنى بالإخفاق. أما قيمة المجلة الصغيرة، فتكمن في التدليل على وجود هاجس ما، نبض خفيض لم يكتب له بعد أن يشغل الصدارة، أو لا يراد له أصلاً أن يكون متصدرًا في ظل ثقافة أخرى مهيمنة وقوية. إن ساحة الثقافة ليست أمرًا واحدًا، على الرغم من وجود مجموعة من العوامل المشتركة التي قد تفوق حضورها في مجالات أخرى تعتمد مبادئ المنافسة، وصراع القوة والنفوذ. فما نقوله عن مجلة الكلمة العراقية، التي أخذت بالظهور في النجف قد لا ينطبق على الأقلام، التي سبقتها بعامين، على الرغم من اشتراك بعض الكتّاب في الكتابة للمجلتين. لكن تكرار أسماء بعض الكتّاب لا يعني اختفاء الفوارق، التي تجعل المجلات الثقافية متفاوتة حضورًا وتأثيرًا ونفوذًا على صعيدي الدولة الوطنية والمجتمع.
ومن جانب آخر، لكل مجال ثقافي سلالة نسب لا يمكن تجاهلها: فهل كان ظهور مجلة الأقلام في أيام حكم الأخوين عارف في العراق - مثلاً - مقطوعًا عن سلالة المجلات، التي ظهرت أثناءحكم الزعيم عبدالكريم قاسم، وتحت تأثير اليسار العراقي النشيط حينذاك مثلاً؟ ماذا عن الثقافة الجديدة وكتّابها المبرزين من بين الوسط الجامعي العراقي كالدكتور مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي وصلاح خالص ونزيهة الدليمي وغيرهم؟ وكيف نقارن هذه الأسماء بالأسماء، التي ستشغل مجلة الأقلام - مثلاً - من على شاكلة ناجي معروف وجمال الدين الألوسي وخيري العمري وفيصل الوائلي وجميل سعيد ونعمان ماهر وعبدالله الجبوري والشيخ جلال الحنفي ونوري حمودي القيسي وعبدالوهاب الأمين؟ وهي أسماء قد لا تظهر فيها منذ منتصف السبعينيات!
لقد ظهرت الأقلام عام 1964 عن وزارة الثقافة والإرشاد، ويرأس تحريرها الوزير حينذاك عبدالكريم فرحان. ومن هيئة التحرير: نازك الملائكة ومصطفى جواد وجميل سعيد، وعبدالهادي محبوبة وأحمد شاكر شلال ويوسف عزالدين وخالد الشواف ونعمان ماهر. وعهدت سكرتارية التحرير إلى عامر رشيد السامرائي.
وعندما نريد أن نقرأ حضور الأسماء في ضوء المواقف الفكرية والانتمائية للمثقفين والجامعيين يمكن أن نرى الفرق بين مجموعة الثقافة الجديدة - مثلاً - ومجموعة مجلة الأقلام، وهو فرق كان يمكن أن نتبينه في إصدارين آخرين طيلة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات بين كتّاب مجلة الأديب المعاصر لسان حال الأدباء العراقيين في ظل اليسار العراقي، والشيوعي تحديدًا، ومجلة الكتاب والمؤلفين، التي يرأسها الدكتور يوسف عزالدين، والتي تنطق بلسان الكتّاب القوميين، أو غير المحسوبين على أحد. لكن هذا الفرق الظاهر يخفي فروقًا أخرى تخص مادة الثقافة المنشورة: فالمحافظة أو الاستقرار هي صفة الجناح القومي أو المستقل عن اليسار، والابتكار والثورية والاختلاف والتحزب صفة الطرف اليساري. لكن الأقلام تبقى حلقة في سلالة نسب، وهي سلالة سرعان ما تتوزع في فروع حسب النمو الذي لابد منه لأطراف هذه السلالة.
فالأقلام ورثت عن الثقافة الجديدة، التوجه نحو الجامعة للاستحواذ على الأقلام المؤهلة للكتابة، والتي تدفعها الرغبة والحاجة إلى النشر والتأليف والتأثير. وكان لابد لها أن تؤكد هوية النظام الذي تنتمي إليه، على الرغم من أن سكرتير التحرير كان يتصل بنا، ونحن لم نزل طلبة للتأليف والمشاركة والاتيان بالأفكار والتيارات الجديدة. كما أنها كانت تدرك حجم المنافسة، التي أخذت بالتزايد بعد إطلاق سراح مجموعة من المثقفين الشيوعيين الذين شغلوا الصحافة الأدبية، ونشروا مقالات ومسرحيات وقصصًا لكتّاب لم تتمكن الأقلام من بلوغهم بعد. وبعضهم خاض في مناقشات مهمة تخص الثقافة الثورية ومفاهيم غرامشي وآراء علي الوردي في المجتمع والشخصية العراقيين. ومثل هذا التنافس سيكون له أثره في انفراط السلالة، سلالة النسب، في مجموعة سلالات تبنى على أساس التخصص بديلاً عن انتماءات الكتّاب. وهذه قضية مهمة جدًا عندما نريد البحث في موضوع المجلات الثقافية.
ولكن هل يتم هذا الانفراط في سلالة النسب على نحو عشوائي؟ دعونا نحدد معنى الانفراط على أنه توزع العائلة الأم إلى مجموعة من العوائل حسب التخصص. فإذا كانت الأقلام في بداياتها (1964) تجمع التراث والمعاصرة، المسرح والقوالب القديمة في الشعر، والتاريخ مع الجغرافيا، والعروبة والإسلام، وألفاظ البنان مع دراسة في الفحولة، وتسعى لضمان مشاركة اسم عربي على الأقل في كل عدد تماشيًا مع رايتها القومية، فإن هذا الجمع لا يمكن أن يستمر طويلاً. وحالما حلت 1968، ومعها انقلاب الأفكار والنظام اثر 1967، وظهور الجبهة الوطنية، تغيرت خارطة المجلات، وانبعثت سلالات عدة من داخل السلالة القديمة، أي سلالة الأقلام:
اختصت مجلة " الأقلام" العراقية، القاص والروائي والكاتب الصحافي جمعة اللامي،
بملف خاص وشامل في عددها الثالث ـ سنة 2011، ساهم في تحريره نخبة من الكتاب والشعراء والأكاديميين ومجايلي اللامي وزملائه في رحلة الكتابة الأبداعية والعمل الوطني
** افتتاحية العدد بعنوان : " في فضاء جمعة اللامي" بقلم الشاعر الباحث نوفل ابو رغيف، رئيس مجلس ادارة دار الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة العراقية، رئيس تحيرير " الأقلام" .
** شهادات خاصة في ادب اللامي لكل من :
ـ محمود عبدالوهاب :" مبدع متعدد الرؤى".
ـ محمد خضير :" مونولوج مسترسل".
ـ عبد عون الروضان : " جمعة اللامي ... لقاءان على طرفي خمسة وثلاثين عاما "
ـ حميد المختار :" جمعة اللامي في محنته".
ـ عبد الستار البيضاني :" اللامي : الأنموذج الأكثر إثارة وإنضباطا في مجال التجريب".
ـ رزاق حسن ابراهيم :" جمعة اللامي وخيار الكتابة".
** دراسات في ابداع جمعة اللامي لكل من :
ـ البروفيسور علي حسين الجابري :" الأبعاد الفلسفية والعرفانية في رواية " عيون زينب"، مقامة جابرية .
ـ حسين عبداللطيف :" من قتل حكمة الشامي".
ـ د فائز الشرع :" النص الممغنط : مجنون زينب : نقاء الأتصال وكشكلة النص".
ـ د علاء جبر الموسوي : الميثو ـ عقائدي : قراءة في معادلات ( مجنون زينب) البصرية ".
ـ د مشتاق عباس معن :" جمعة اللامي ... خطاطة سردية فذة".
** محاورات حديقة زينب .
حوار خاص اجراه القاص محمد خضير، مع جمعة اللامي، وزعه على ست حلقات، هو تكثيف لحوارات ونقاشات سجالية مشتركة بين الصديقين الكاتبين جمعة اللامي ومحمد خضير، اجراه محمد خضير على مدى ست ليالي عندما كان ضيفا على الالمي، بمنزله بمدينة الشارقة .
هذا الحوار، نظرة عميقة من الداخل، ومكاشفة اخلاقية راقية، اجراهما الكاتب المتميز محمد خضير، مع تجربة ابداعية متفردة في مجال السرد العراقي، تميز بها الكاتب جمعة اللامي .
** تضمن الملف ايضا، صورا من الاحتفالية التي نظمتها دار الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة العراقية، للقاص جمعة اللامي بدبوان الدار، بعد عودته الى وطنه في صيف سنة 2011، بعد غيبته القسرية عن العراق التي استغرقت اثنتين وثلاثين سنة متصلة .
لكن مما يمكننا قوله في ختام هذه المقالة , ان المجلة تعد مصدرا مهما من مصادر دراسة الثقافة العراقية المعاصرة منذ أواسط الستينات من القرن الماضي وحتى يومنا .. وفوق هذا وذاك فهي مرآة لما كان يدور على الساحة الأدبية والثقافية والفكرية العراقية مما سيبطل كل ادعاء بأن الساحة كانت ضيقة ومحدودة , ومقتصرة على نمط واحد من الإعمال الفكرية والأدبية والسياسية والفكرية .
*مادة حلقة مجلة الاقلام في برنامجي "شذرات " الذي اقدمه من على قناة الغربية االفضائية
من اروع المجلات الادبية علمتني الكثير وعرفتني على الكثير من الادباء في عمر صغير
ردحذفتحياتي أستاذي الفاضل، رشدي من المملكة المغربية.
ردحذف