الأربعاء، 30 يوليو 2025

الزعيم الركن صديق مصطفى ........من ضباط الجيش العراقي



                                                             الزعيم الركن صديق مصطفى النعيمي


الزعيم الركن صديق مصطفى ........من ضباط الجيش العراقي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وهو من (كتلة الموصل العسكرية 1937 - 1969) . والتسمية تطلق على عدد من الضباط الموصليين الذي كان لهم دورهم العسكري والسياسي بعد مقتل قائد اول انقلاب عسكري عراقي1936 في الموصل ، وهو الفريق الركن بكر صدقي سنة 1937 .طبعا قسم منهم كان من ضمن الضباط الاحرار ، وقسم منهم كان يدير مؤسسات الجيش الاكاديمية ومنها الكلية العسكرية وكلية الاركان ، وقسم منهم من وقف الى جانب العقيد الركن عبد الوهاب الشواف وهو يتصدى لحكم الزعيم الركن عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 ويحمله مسؤولية الانحراف عن مبادئ واهداف ثورة 14 تموز 1958 ومنهم من شارك في العمليات العسكرية ضد حركات البارزانيين في شمال العراق أي في مناطق إقليم كردستان الحالي . ومنهم من تولى إدارة متصرفيات – محافظات ومنهم من ادار فرق والوية عسكرية وهكذا كان الضباط المحترفين ممن كان لهم دورهم في الحفاظ على وحدة العراق وقوته .
سألني الأخ الأستاذ كاروان رشيد دزه يي عن ضابط عراقي موصلي كان له دوره في قمع بعض ما وقع من حركات مسلحة في السليمانية ويقصد الزعيم الركن صديق مصطفى . وقلت له نعم انه الزعيم –العميد الركن صديق مصطفى النعيمي من الموصل ، كان ينتمي الى ما عرف ب(كتلة الموصل العسكرية ) وكانت ذات توجه قومي عروبي .عمل آمرا للواء الخامس ، وآمرا للواء العشرين في الجيش العراقي بعد انقلاب 8 من شباط –فبراير سنة 1963 .
وقد كلف بمهمة عسكرية في السليمانية ، تحدثت عنها بعض المصادر الكردية ، وأشار اليها الزعيم الكردي السيد مسعود مصطفى البارزاني اكثر من مرة في كتابه عن (البارزاني والحركة التحررية الكردية ) وفي سنة 2019 حين استذكرها وقال :" انه يستذكر لمناسبة مرور 56 سنة مذبحة 9 حزيران 1963 ، وفيها سقط العشرات في السليمانية على يد الزعيم صديق مصطفى وهو احد ضباط الجيش العراقي السابق . وأضاف طالما وصف الكرد ذلك اليوم ب(اليوم الأسود) حيث دفن الضحايا في وادي الموت بعد احتلاله مدينة السليمانية وهذه الحادثة وقعت في عهد الرئيس العراقي السابق المشير الركن عبد السلام محمد عارف 1963-1966 . وقال السيد البارزاني ان عددا من الاحرار في السليمانية رفضوا إهانة رموزهم القومية ، لذلك استشهدوا وسطروا بدمائهم الزكية دروسا في التضحية وعدم الرضوخ " .
قام الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف بإقصاء الزعيم الركن من الجيش بعد انقلابه على حزب البعث في ما سمي بحركة وانقلاب 18 تشرين الثاني –نوفمبر سنة 1963 .
جريدة (كردستان نويي ) أي جريدة كردستان الجديدة في 9-6-2009 نشرت تحقيقا صحفيا عن ما حدث في السليمانية وأشارت الى انه تعرض في مدينة السليمانية وبالقرب من جامع السليمانية الكبير الى محاولة اغتيال كادت تودي بحياته . وهناك من المصادر ما يشير الى ان سبب اقصاءه من الجيش هو تعاونه مع عناصر الحرس القومي ضد الرئيس العراقي السابق عبد السلام محمد عارف
طبعا ما حدث في 9 حزيران – يونيو سنة 1963 لم يكن الا حلقة في سلسلة الحملات العسكرية في الشمال وقد سميت ب( عملية دجلة ) قادها الجيش العراقي يوم9 حزيران بعد فشل المفاوضات بين الحكومة المركزية في بغداد والملا مصطفى البارزاني الزعيم الكردي المعروف وكان من القادة العسكريين الذين تصدوا لهذه الحركة الزعيم الركن صديق مصطفى والى جانبه قادة عسكريين آخرين منهم إبراهيم فيصل الانصاري ، وعبد الجبار شنشل ويونس عطار باشي وسعيد حمو وخليل جاسم الدباغ وعبد الرزاق السيد محمود وقائد عسكري سوري جاء مع مجموعة من القطعات العسكرية السورية المتمثلة ب(لواء اليرموك ) هو العقيد الركن فهد الشاعر .فضلا عن بعض القبائل الكردية الموالية للحكومة في بغداد .
ومن أسباب اندلاع هذه الحركات ، هو رفض الحكومة في بغداد مطلب الملا مصطفى البارزاني إضافة كركوك لمناطق الحكم الذاتي الكردية المزمع تشكيلها بعد حركة 8 شباط 1963 ضمن ما جرى في كردستان العراق من حركات امتدت منذ سنة 1961 الى سنة 1970 .والحملات هذه استمرت حتى شباط سنة 1964 .ومع ان الحملة حققت بعض النجاحات المحدودة ، لكنها توقفت بعد ( معركة جبل متين) حين استعادت البيشمركة، الجبل بعد 45 يوما من القتال مع القوات الحكومية وبعد معركة راوندوز أعلن الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف وقفا لإطلاق النار وافق عليه الملا مصطفى البارزاني لكن الحملة أدت إلى وقوع خلاف بين جماعة الملا مصطفى البارزاني ، وجماعة السيد جلال الطالباني الذين كانوا يريدون استمرار القتال ضد الحكومة المركزية ولهذا الامر شأن آخر يمكننا فيما بعد العودة اليه .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...