السحر بين الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي والدكتور قيس كاظم الجنابي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
أخوين عزيزين ، وصديقين فاضلين ولي معهما علاقات طيبة . رحم الله الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي 1937-2024 الناقد والاديب والمؤرخ ، وحفظ الله الاخ الدكتور قيس كاظم الجنابي .كتبا في التراث العربي عامة والتراث العراقي خاصة ، وقبل ست سنوات تابعتُ ما كتبه الاخ الدكتور الجنابي في جريدة ( الصباح ) عدد الاثنين 9 من كانون الاول -ديسمبر سنة 2019 وبعنوان (طبيعة خاصة في التعامل مع الاوقات السعيدة ) قال فيه ان الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي ، له كتاب جميل بعنوان (سحر الحقيقة) ركز في بابه الثاني على ( السحر ) هذا المعتقد الشعبي وقد توافر على مجموعة مهمة من المصادر والمراجع التي تتناول السحر . ومما قاله ان للسحر علاقة بحياة الانسان ، وما زال الناس على مختلف طبقاتهم وتحضرهم يهتمون بالسحر ، ويقرأون ما يُكتب عنه ويخشونه .
السحر موجود وله ذكر في القرآن الكريم وما فعله هاروت وماروت في بابل وتفريقهم بين الرجل وزوجته .والاية الكريمة :بسم الله الرحمن الرحيم :" قل أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق من شر ما خلق ومن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ومن شر حاسد إذا حسد" .
يقول الدكتور قيس كاظم الجنابي :" السحر ثقافة ، وتصور ، وربما اعتقاد وممارسة يتعلق بالعمل ، والخوف ، والرزق ، والغنى ، والفقر ، والامل ، والابداع ، والامل ، والخير ؛ فهو التعبير الحقيقي عن الحضارة والتخلف في آن واحد وما زال العالم الغربي على الرغم من غناه الحضاري يميل الى السحر ويعتقد باطروحاته " .وهنا يجب ان نربط بين السحر وعلم الخوارق (الباراسيكلوجي) ، وما يسمى الاصابة بالعين وما شاكل .
الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي قدم للكتاب بفصل عنوانه (مقدمة في تاريخ السحر قديما وحديثا ) ، واكد فيه ان ( السحر موضوع قادر على التسلل الى حياة الانسان متى شاء ، مشيرا الى قدرة السلطة على تطويع السحر لصالحها .
واشار الدكتورقيس كاظم الجنابي الى ان الكاتب الفولكلوري ( فريزر) له كتاب عن السحر بعنوان ( الغصن الذهبي) ، وفيه قال ان الكتاب يقوم على اساسين هما : السحر الاتصالي والسحر الابيض ويقصد بالاول السحر الاسود اي العدواني ويقصد بالثاني السحر الايجابي المحبب .واضاف ان فكرة العلاقة بين الانسان والسحر ، هي فكرة ازلية لانها تتعلق بحياته الشخصية اي حياة الانسان الشخصية والاجتماعية ومستقبله الذي ينتظره .
كاتب هذا الموضوع في سنة 1964 ، وقبل ان يقدم الى الكلية العسكرية بعد انهاءه الدراسة الثانوية التقى ساحرة في الباب الشرقي ببغداد فاصرت ان تقرأ طالعه وكانت كما يقولون تلعب بالبيضة والحجر ، وقالت له انك تريد ان تصبح ضابطا لكن مستقبلك هو في السلك المدني وانك قادر وعبر حياتك المديدة على مواجهة كل قوى السحر بسبب قوة شخصيتك وايمانك بالله وبالعقل وان لديك ارادة قوية لكن قد يؤثر عليك من يغارون منك ومن نجاحك فيعمدون الى وضع الاحجار امامك وانت قادر على ازاحتها والقول نفسه قاله لي استاذي المشرف على رسالتي للماجستير 1975 المرحوم الاستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف ، وفي وقتها لم اعر هذا الكلام اية اهمية وقدمت الى الكلية العسكرية ولم اقبل فيها وكان آمرها انذاك العقيد الركن عرفان عبد القادر وجدي ولحد الان انا احفظ اسمه .
يقول الدكتور قيس كاظم الجنابي ان الكثير من الناس يلبسون (الخواتم والمحابس) و(الاكسسوارات ) ، ويعتقدون بأنها توفر لهم حظا سعيدا في حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما زال الزواج معلقا عندنا بالحظ والبخت والنصيب والقسمة .
طبيعي في الجاهلية وقبل الاسلام كانوا يعتقدون المعتقدنفسه لهذا قال الشاعر : واذا المنية انشبت اظفارها* الفيت كل تميمة لاتنفع .
الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي رحمه الله حاول في كتابه ان يعود الى جذور السحر وانعكاساته على حياة الناس في وقتنا الحاضر لهذا قال :"فما يعد سحرا خارجا عن المألوف لدينا مجرد جزء من النظام الكوني الذي يحكم البشر في تلك المجتمعات ، والساحر جزء من تلك المجتمعات ، وله دوره المهم وتأثيره الحيوي فيها بوصف السحر جزءا من النظام الديني - الاجتماعي .لكن السحر يتجه الى العمل عموما ضد العدوان الخارجي .واعرف ازواجا فعل السحر فعلته في زرع الكراهية بينهم واعرف بيوتا لم يوفق اصحابها كما يجب بعد انتقالهم اليها واعرف اشخاصا اذكياء قلب السحر حياتهم واعاق تقدمهم .
وللسحر معالجات ومنها الايمان بالله ، والاستمرار في قراءة القرآن داخل البيت ، والاستقامة في الحياة ، والتأكيدعلى إعمال العقل .يقول الدكتور قيس كاظم الجنابي وهو من قرأ كتاب المرحوم الاستاذ باسم عبد الحميد حمودي قراءة واعية : " ان موضوع السحر مادة متجددة قادرة على ترميم وجودها بإستمرار مهما تقدم العلم الذي يضاهيها ويحاول ان يشتت وجودها ومن هنا برزت قدرة الاستاذ حمودي في ترويض (الفكر السحري القديم ) لقراءة واقع معاصر" .
الموصل في 25-7-2025
باسم عبد الحميد حمودي و
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق