أغاني المطر في التراث الشعبي الموصل مقال جميل كتبه الباحث والكاتب التراثي الموصلي الاستاذ مثري طه العاني

أغاني المطر في التراث الشعبي الموصل مقال جميل كتبه الباحث والكاتب التراثي الموصلي الاستاذ مثري طه العاني شافاه الله في جريدة :"مدينتي " العدد 3 الصادر في 3مايس سنة 2012 واشار فيه الى اعتماد الموصل على المطر الذي يهطل في فصلي الربيع والشتاء وضمن مايسمى بالزراعة الديمية وعندما لاتسقط كان الموصليون يخرجون الى ظاهر المدينة ويصلون صلاة الاستسقاء عسى ان يرحمهم الله ويسقيهم الغيث .وحتى الاطفال فلهم لعبة خاصة بالمطر عندما يتخذون لعبة كبيرة ويلبسونها ثيانا ويسمونها :"أم الغيث " ويحملها احدهم ويدورون فيها في الازقة بعد صلاة المغرب وهم يقولون :
أم الغيث غيثينا
لولا المطر ماجينا
صبو النا بالطبشي
يصبح ولدكم يمشي
والطبشي اناء من نحاس
وقد اعتاد الاطفال ان يقفوا عند باب كل بيت فيقوم اهل البيت بسكب الماء عليهم وعلى ام الغيث نفسها وهكذا ينتقلون الى بيت آخر .
واذا ما تأخر سقوط المطر وامطرت قليلا يندفع الاطفال الى الشارع يهللون فرحين ويقولون :
"يارب مطرها اسبوع
نحن اولاد مانطيق انجوع
وفي بعض ايام الربيع يهطل المطر بزخات وسرعان ما ترسل الشمس اشعتها من بين الغمام فيندفع الاطفال الى الشارع يصفقون ويغنون :
شمس ومطر عل غبيع
غزالة تغزل وتبيع
وتقول غزلي غفيع
وتنتلي الكواره
وتصير الوزنة اباره
والغبيع اي الربيع وغفيع اي رفيع والكوارة اناء من طين مفخور تستخدم لخزن الحنطة وتنتلي اي تمتلآ والبارة اصغر عملة نقدية عثمانية ووزنة حنطة الموصل 13 كيلو غرام ونصف الكيلو .
وعنما تتكاثر مزن الموصل في الربيع يندفع الاطفال ايضا ليغنون :
يا الله مطر ياالله خير
تتزحزح الخواتين
وتصير وزنة ابارة
وتتنتلي الكوارة
ونخبز خبز الابيض
ونطلع عل سياغة
والسياغة السفرة الى ظاهر المدينة وبرارايها الخضراء الجميلة .

هكذا هي حياة الموصليين مع المطر في مدينتهم التي تسمى ام الربيعين ولاتزال هذه التقاليد قائمة حتى يومنا هذا ...بوركت اخي الاستاذ مثري العاني على هذه الالتفاتة الجميلة الى هذا الموروث الموصلي الجميل .............ابراهيم العلاف