السبت، 21 مارس 2015

مقاهي الموصل وقصتها

مقاهي الموصل وقصتها :
*********************
كانت استراحة للمتعبين ... كما كانت نافذة لاصحاف المهن والحرف والموظفين والعسكريين . فضلا عن ان بعضها صار منتدى للمثقفين وقد تكون بؤرا علنية للاحزاب السرية ... انها مقاهي الموصل والتي ادركتها منذ طفولتي في الاربعينيات من القرن الماضي ... هذه مقهى الخضراء ومقهى البلدية ومقهى الثوب ومقهى الكمرك ومقهى يحيى ومقهى عبو اقديح ومقهى السويدية ومقهى حامد حياوي .
وجاءت الاحزاب والسياسة لنرى مقاه خاصة بكل حزب ؛ فثمة مقهى العروبة ومقهى المهداوي ومقهى الشرق ومقهى الجزائر ومقهى مصطفى الاعرج ... هذه مقهى للاخوان المسلمين وتلك للبعثيين واخرى للقوميين ورابعة للشيوعيين . 
وهناك مفاه شتوية واخرى صيفية ومن الصيفية مقهى الباب الجديد وابتدع المثقفون الموصليون لهم طقوسا من حيث الالتقاء في مقاه خاصة في الستينات والسبعينات فصارت مقهى اطلس ومقهى حديقة الشعب ومقهى كيت كات ومقهى اشور ومقهى النهر ومقهى الكرم تحتضن الشعراء والكتاب والمؤرخين الصحفيين والتشكيليين .بعض المقاهي في الاربعينات مثل مقهى عبد الله باباني تحولت الى مسارح للغناء والموسيقى والتمثيل .
ادركت خلال ال70 سنة الماضية اكثر من 50 مقهى وبعد تأميم النفط والعمران والاعمال والازدهار الاقتصادي في اواسط السبعينات اغلفت معظم المقاهي انشغل الناس بالعمل والربح وتحسين اوضاعهم ولم يعد هناك في مدينة الموصل بين مقهى ومقهى مقهى ..
ولكن سرعان ماعادت المقاهي للازدهار ابان الحروب والحصار والاحتلال لكثرة العاطلين عن العمل .دخل الراديو بعد الفونغراف الى المقاهي كما دخل التلفزيون .كانت بعض المقاهي تمنع النرد والدومينو وبعضها تسمح بذلك .. وللمقاهي الموصلية قصة أكثر تفصيليا وقد نعود اليها ثانية ........................................ابراهيم العلاف
* الصورة مقهى الثوب ومقابلها مقهى مصطفى الاعرج في الميدان قرب الجسر القديم (جسر نينوى )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...