أدب الفيسبوك:
بقلم :الاستاذ سامي مهدي
حين أسست صفحتي في الفيسبوك كان هناك عدد قليل جداً ممن ينشرون ما صار يعرف اليوم باسم ( الشذرات ) . أتذكر من هؤلاء : الروائي وارد بدر السالم ، والشاعر وسام هاشم , والشاعر حسين علي يونس ، والشاعر جمال جاسم أمين .
كان ذلك في أيلول عام 2012 . أما اليوم فقد تكاثروا ، وانتقلت العدوى من واحد إلى آخر ، وصار بعضهم يقلد غيره ويحاول أن يباريه حتى زاد العدد عن العشرة بكثير ، ومن المرجح أنه سيزيد ، وهناك من راح يفكر بتجميعها ونشرها في كتاب .
ترى كيف يمكن أن نصف هذه ( الشذرات ) وكيف نصنفها ؟
بعضهم يرى أنها ( شعر ) أو ضرب من أضرابه ، ويشبهها بما يسمى ( قصيدة الومضة ) لما فيها من استعارات وانزياحات لغوية ومفارقات .
وهناك من يرى أنها تقليد مشوه للهايكو الياباني .
بل هناك من شبهها بـ ( أدب الحكمة ) الذي عرفته أوائلنا في وادي الرافدين ووادي النيل .
ويذهب بعضهم إلى القول : إنها ستصبح ( أدب المستقبل ) رابطاً إياها بظهور وسائل النشر الجديدة في عصر الثورة التكنولوجية .
غير أن هناك من يرون أنها ليست من الأدب في شيء ، وما هي إلا وسيلة لاستدرار الإعجاب وتجميع ( اللايكات ) وربما التسلل إلى عالم الأنوثة ، واصطياد القلوب الخاوية والعقول الساذجة ، وما ينطوي عليه ذلك من صبوات المراهقتين : المتقدمة منهما والمتأخرة .
أما أنا فأرى أنها ليست شعراً ولا أدباً ، وأن فيها شيئاً من كل ما ذكرنا من السلبي والإيجابي ، مع إقراري بما ينطوي عليه بعضها ، وهو قليل جداً ، من بلاغة وجمال . وقد يصح أن نطلق عليها إسم ( الأدب الإفتراضي ) . وربما كانت تسمية ( الأدب الإستهلاكي ) أنسب تسمية لها ، لأنها أدب لحظي وعابر وضئيل القيمة ، حتى لو جمّعت ونشرت في كتاب ، وهي لا تبلغ مرتبة الشعر والأدب في أية حال ، وتظل في مرتبة أدنى من مرتبتيهما .
أود ، قبل كل شيء ، أن أوضح أنني لم أقصد شخصاً معيناً قط في ما كتبت أمس حول " ادب الفيسبوك " ، بل قصدت الظاهرة نفسها . ولذا أرجو ألاّ يذهب الظن بأحد أنه هو المستهدف بما كتبت .
هذا وليس كل ما ذكرت من آراء كان من آرائي . فثمة آراء قرأتها ، وآراء سمعتها ، وقمت أنا بتلخيصها وعرضها . أما رأيي أنا فهو الفقرة التي تبدأ بجملة ( أما أنا فأرى .. ) . وقد بدأت الإعراب عن رأيي بهذه الجملة لأميزه عن الآراء الأخرى .
لقد أعرب ( 137 ) صديقاً عن آرائهم ، كان المؤيدون منهم ( 132 ) وقرن أكثر من ( 50 ) من هؤلاء تأييدهم بتعليق . وكان المخالفون ( 3 ) فقط . أحدهم ناقشني ورفض رأيي ضمنياً ، والثاني ناقشني وأعلن رأيه المخالف ، والثالث قال لي ما معناه : دع الخلق للخالق .
وهناك اثنان اكتفيا بالنقاش دون إعلان رأي .
أما أنا فأحترم كل رأي ، معي أو ضدي ، وما هي إلا فكرة نقدية في نهاية الأمر .
تحياتي لكل الأصدقاء .
بقلم :الاستاذ سامي مهدي
حين أسست صفحتي في الفيسبوك كان هناك عدد قليل جداً ممن ينشرون ما صار يعرف اليوم باسم ( الشذرات ) . أتذكر من هؤلاء : الروائي وارد بدر السالم ، والشاعر وسام هاشم , والشاعر حسين علي يونس ، والشاعر جمال جاسم أمين .
كان ذلك في أيلول عام 2012 . أما اليوم فقد تكاثروا ، وانتقلت العدوى من واحد إلى آخر ، وصار بعضهم يقلد غيره ويحاول أن يباريه حتى زاد العدد عن العشرة بكثير ، ومن المرجح أنه سيزيد ، وهناك من راح يفكر بتجميعها ونشرها في كتاب .
ترى كيف يمكن أن نصف هذه ( الشذرات ) وكيف نصنفها ؟
بعضهم يرى أنها ( شعر ) أو ضرب من أضرابه ، ويشبهها بما يسمى ( قصيدة الومضة ) لما فيها من استعارات وانزياحات لغوية ومفارقات .
وهناك من يرى أنها تقليد مشوه للهايكو الياباني .
بل هناك من شبهها بـ ( أدب الحكمة ) الذي عرفته أوائلنا في وادي الرافدين ووادي النيل .
ويذهب بعضهم إلى القول : إنها ستصبح ( أدب المستقبل ) رابطاً إياها بظهور وسائل النشر الجديدة في عصر الثورة التكنولوجية .
غير أن هناك من يرون أنها ليست من الأدب في شيء ، وما هي إلا وسيلة لاستدرار الإعجاب وتجميع ( اللايكات ) وربما التسلل إلى عالم الأنوثة ، واصطياد القلوب الخاوية والعقول الساذجة ، وما ينطوي عليه ذلك من صبوات المراهقتين : المتقدمة منهما والمتأخرة .
أما أنا فأرى أنها ليست شعراً ولا أدباً ، وأن فيها شيئاً من كل ما ذكرنا من السلبي والإيجابي ، مع إقراري بما ينطوي عليه بعضها ، وهو قليل جداً ، من بلاغة وجمال . وقد يصح أن نطلق عليها إسم ( الأدب الإفتراضي ) . وربما كانت تسمية ( الأدب الإستهلاكي ) أنسب تسمية لها ، لأنها أدب لحظي وعابر وضئيل القيمة ، حتى لو جمّعت ونشرت في كتاب ، وهي لا تبلغ مرتبة الشعر والأدب في أية حال ، وتظل في مرتبة أدنى من مرتبتيهما .
أود ، قبل كل شيء ، أن أوضح أنني لم أقصد شخصاً معيناً قط في ما كتبت أمس حول " ادب الفيسبوك " ، بل قصدت الظاهرة نفسها . ولذا أرجو ألاّ يذهب الظن بأحد أنه هو المستهدف بما كتبت .
هذا وليس كل ما ذكرت من آراء كان من آرائي . فثمة آراء قرأتها ، وآراء سمعتها ، وقمت أنا بتلخيصها وعرضها . أما رأيي أنا فهو الفقرة التي تبدأ بجملة ( أما أنا فأرى .. ) . وقد بدأت الإعراب عن رأيي بهذه الجملة لأميزه عن الآراء الأخرى .
لقد أعرب ( 137 ) صديقاً عن آرائهم ، كان المؤيدون منهم ( 132 ) وقرن أكثر من ( 50 ) من هؤلاء تأييدهم بتعليق . وكان المخالفون ( 3 ) فقط . أحدهم ناقشني ورفض رأيي ضمنياً ، والثاني ناقشني وأعلن رأيه المخالف ، والثالث قال لي ما معناه : دع الخلق للخالق .
وهناك اثنان اكتفيا بالنقاش دون إعلان رأي .
أما أنا فأحترم كل رأي ، معي أو ضدي ، وما هي إلا فكرة نقدية في نهاية الأمر .
تحياتي لكل الأصدقاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق