الاثنين، 7 أبريل 2014

أدب الفيسبوك بقلم الاستاذ سامي مهدي

 أدب الفيسبوك:
بقلم :الاستاذ سامي مهدي 

حين أسست صفحتي في الفيسبوك كان هناك عدد قليل جداً ممن ينشرون ما صار يعرف اليوم باسم ( الشذرات ) . أتذكر من هؤلاء : الروائي وارد بدر السالم ، والشاعر وسام هاشم , والشاعر حسين علي يونس ، والشاعر جمال جاسم أمين .
كان ذلك في أيلول عام 2012 . أما اليوم فقد تكاثروا ، وانتقلت العدوى من واحد إلى آخر ، وصار بعضهم يقلد غيره ويحاول أن يباريه حتى زاد العدد عن العشرة بكثير ، ومن المرجح أنه سيزيد ، وهناك من راح يفكر بتجميعها ونشرها في كتاب .
ترى كيف يمكن أن نصف هذه ( الشذرات ) وكيف نصنفها ؟
بعضهم يرى أنها ( شعر ) أو ضرب من أضرابه ، ويشبهها بما يسمى ( قصيدة الومضة ) لما فيها من استعارات وانزياحات لغوية ومفارقات .
وهناك من يرى أنها تقليد مشوه للهايكو الياباني .
بل هناك من شبهها بـ ( أدب الحكمة ) الذي عرفته أوائلنا في وادي الرافدين ووادي النيل .
ويذهب بعضهم إلى القول : إنها ستصبح ( أدب المستقبل ) رابطاً إياها بظهور وسائل النشر الجديدة في عصر الثورة التكنولوجية .
غير أن هناك من يرون أنها ليست من الأدب في شيء ، وما هي إلا وسيلة لاستدرار الإعجاب وتجميع ( اللايكات ) وربما التسلل إلى عالم الأنوثة ، واصطياد القلوب الخاوية والعقول الساذجة ، وما ينطوي عليه ذلك من صبوات المراهقتين : المتقدمة منهما والمتأخرة .
أما أنا فأرى أنها ليست شعراً ولا أدباً ، وأن فيها شيئاً من كل ما ذكرنا من السلبي والإيجابي ، مع إقراري بما ينطوي عليه بعضها ، وهو قليل جداً ، من بلاغة وجمال . وقد يصح أن نطلق عليها إسم ( الأدب الإفتراضي ) . وربما كانت تسمية ( الأدب الإستهلاكي ) أنسب تسمية لها ، لأنها أدب لحظي وعابر وضئيل القيمة ، حتى لو جمّعت ونشرت في كتاب ، وهي لا تبلغ مرتبة الشعر والأدب في أية حال ، وتظل في مرتبة أدنى من مرتبتيهما .

أود ، قبل كل شيء ، أن أوضح أنني لم أقصد شخصاً معيناً قط في ما كتبت أمس حول " ادب الفيسبوك " ، بل قصدت الظاهرة نفسها . ولذا أرجو ألاّ يذهب الظن بأحد أنه هو المستهدف بما كتبت .
هذا وليس كل ما ذكرت من آراء كان من آرائي . فثمة آراء قرأتها ، وآراء سمعتها ، وقمت أنا بتلخيصها وعرضها . أما رأيي أنا فهو الفقرة التي تبدأ بجملة ( أما أنا فأرى .. ) . وقد بدأت الإعراب عن رأيي بهذه الجملة لأميزه عن الآراء الأخرى .
لقد أعرب ( 137 ) صديقاً عن آرائهم ، كان المؤيدون منهم ( 132 ) وقرن أكثر من ( 50 ) من هؤلاء تأييدهم بتعليق . وكان المخالفون ( 3 ) فقط . أحدهم ناقشني ورفض رأيي ضمنياً ، والثاني ناقشني وأعلن رأيه المخالف ، والثالث قال لي ما معناه : دع الخلق للخالق .
وهناك اثنان اكتفيا بالنقاش دون إعلان رأي .
أما أنا فأحترم كل رأي ، معي أو ضدي ، وما هي إلا فكرة نقدية في نهاية الأمر .
تحياتي لكل الأصدقاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور علاء بشير الطبيب العراقي الذي جمع بين الطب والفن التشكيلي

  الدكتور علاء بشير  الطبيب العراقي الذي جمع بين الطب والفن التشكيلي ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل في س...