الاثنين، 11 يونيو 2012

لن أقول وداعاً يا زهير رسام بقلم الاستاذ طلال حسن


لن أقول وداعاً يا زهير رسام


طلال حسن :  بقلم
 صباح يوم الثاني عشر من آذار 12 الجاري ، رحل صديقي ، رحل رفيقي ، رحل أخي ..
زهير رسام ، الذي تربطنا معاً وشائج عديدة منها ، أننا ولدنا في الموصل ، وفي نفس العام " 1939 " ، وأننا معنا ، وبحب عميق ، كتبنا أدب الأطفال ، وفي نفس الصحف والمجلات تقريباً داخل العراق وخارجه .
والحقيقة أنني ، ومنذ أن كتبت الكلمة الأولى في سِفر أدب الأطفال عام " 1971 " وحتى الآن ، لم أرَ كاتباً عشق قصة الأطفال ، وكرس حياته وكلّ جهده لها  ، كما عشقها حدّ الهوس ، ابن مدينتي ، الكاتب المبدع .. زهير رسام .       
بدأ زهير رسام الكتابة للأطفال في أواخر عام " 1979 " ونشر قصصه الأولى في مجلتي والمزمار وصفحة " مرحباً يا أطفال " في جريدة طريق الشعب . ويذكر في أحد لقاءاته الصحفية ، أنه كتب قصته الأولى عام " 1979 " ، وكانت بعنوان " عندما يصافح الثعلب ذئباً " ، ونشرها عام " 1980 " ، وسرعان ما راحت قصصه وسيناريوهاته تظهر في الصحف والمجلات العراقية والعربية  ومنها : مجلتي ، المزمار ، تموز ، مرحباً يا أطفال ـ في العراق ، مجلة أسامة ـ سوريا ، العربي الصغير ـ الكويت ، وأذيعت الكثير من قصصه من إذاعة بغداد   .
نال زهير رسام أربع جوائز داخل العراق على كتاباته المتميزة ، وكتب عنه الدارسون والنقاد العديد من البحوث والمقالات في الصحف والمجلات العراقية ، كما دُرس في عدة رسائل ماجستير وأطروحات دكتوراه منها : أطروحة الدكتور جعفر صادق محمد بعنوان " قصص الأطفال في العراق " 1969 ـ 1979، وأطروحة الدكتورة طاهرة داخل بعنوان " قصص الأطفال في العراق 1980 ـ 1990 ، ورسالة رائدة عباس من الموصل بعنوان " قصص الأطفال في الموصل 1968 ـ 2000 ، وأطروحة إياد عبد علي بعنوان " العجائبية في قصص الأطفال في العراق 1980 ـ 1990 .
صدر للراحل أكثر من عشرة كتب منها :
1 ـ الشجرة الطيبة ـ دار ثقافة الأطفال
2 ـ الأرنب الحالم ـ دار ثقافة الأطفال ـ بغداد ـ 1997 
3 ـ الحديقة الأجمل ـ اتحاد الكتاب العرب ـ 2001
4 ـ حينما غنى الكناري ـ دار ثقافة الأطفال 2010
5 ـ  الأصدقاء الطيبون ـ دار صديقي للأطفال ـ بغداد
6 ـ العش الجديد ـ دار ثقافة الأطفال ـ 2008
7 ـ السنجاب الطيب ـ دار صديقي للأطفال ـ بغداد
ومن المؤسف أن زهير رسام ، الذي عانى الكثير من شحة النشر ، رغم كل ما نشره ، رحل عن هذا العالم الذي عانى فيه الأمرين ، وهو في ذروة نشاطه ونجاحه ، فقد أصدر في الأعوام الأخيرة ـ بعد التغيير ـ أكثر مما صدر له طوال حياته الإبداعية ، كما صار رئيس تحري مجلة للأطفال هي مجلة " صديقي " .
ولعل البعض لا يعرف ، أن زهير رسام ، الذي رحل إلى بغداد مكرهاً ، في بداية الستينيات ، كان يحلم دائماً أن يعود إلى مسقط رأسه الموصل ، وإلى المحلة التي عاش فيها طفولته ، وإلى البيت المطل على دجلة الخالد ، الذي ولد فيه .
ولتعلقه الشديد بالموصل ، كان يأتي إليها صيف كلّ عام ، فيزور مرابع طفولته ، ويلتقي أصدقاءه وأحباءه ، وهم كثر ، من بينهم صديقه الحميم القاص أنور عبد العزيز ، وفي إحدى زياراته ، إلتقيته مساء ، وسألته : أين قضيت صباح اليوم ؟
فقال : ذهبت اليوم إلى " عين كبريت وشط الحصى " ، ولم أستطع أن أحبس دموعي ، فبكيت .
ضحكت ، وقلت : إن من يسمعك ، يا أبا هشام ، يظن أنك عجوز تجاوز السبعين ، ماذا في " عين كبريت وشط الحصى " لتقف عندهما باكياً ؟
لا شك أن زهير رأى في " عين كبريت وشط الحصى " ما لا أراه فيهما ، لقد رأى طفولته ، ورأى تغربه مكرهاً عن تلك الطفولة الرائعة .
ومنذ فترة ليست قصيرة ، والعراق ما رأيناه وما نراه ، هاجر العديد من القريبين منه إلى الشتات ، بينهم أخوه وأبنه وربما ابنته ، وقد ألحوا عليه كثيراً ، أن يترك كلّ شيء ، ويلحق بهم ، وهذا ما لم يفعله زهير ، وها هو اليوم ، يجمع أيامه وأشواقه وأحلامه ، ويرحل ، ولكن ليس عن العراق الذي أحبه ، لن أقول وداعاً ، يا أخي زهير ، فأنت باق ما بقيت قصصك الجميلة
 . https://www.facebook.com/samir.reyad.9
سما الموصل ..سما الوان 

هناك تعليقان (2):

  1. شكرا د. ابراهيم ..واتمنى لك التوفيق في مدونتك .. وشكرا لطلال حسن الذي يحمل وداعة الحمام ..وعذوبة النبع الموصلي .. ياطلال .. زهير رسام وكل من كتب للأطفال ..سيخلّد في ذاكرة الزمن وفي ذاكرتنا .. وفي ذاكرة الطفولة .. تحياتي وتقديري .. د. طاهرة داخل طاهر

    ردحذف
  2. شكرا د. ابراهيم ..واتمنى لك التوفيق في مدونتك .. وشكرا لطلال حسن الذي يحمل وداعة الحمام ..وعذوبة النبع الموصلي .. ياطلال .. زهير رسام وكل من كتب للأطفال ..سيخلّد في ذاكرة الزمن وفي ذاكرتنا .. وفي ذاكرة الطفولة .. تحياتي وتقديري .. د. طاهرة داخل طاهر

    ردحذف

يحيى شاهين الممثل المصري الكبير ..........................في العراق

  يحيى شاهين الممثل المصري الكبير ..........................في العراق -ابراهيم العلاف في يوم 18 من آذار - مارس سنة 1994 أي في مثل هذا اليوم...