الاستاذ سالم حسين الطائي الثاني من اليمين مع نخبة من الادباء والشعراء الموصليين وهم يحيطون بشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري عند زيارته الموصل واستضافة جامعة الموصل له سنة 1980
سالم حسين الطائي الاعلامي الموصلي المتميز
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
عرفته منذ أن كنا طلابا في كلية التربية –جامعة بغداد أوائل الستينات من القرن الماضي إنسانا وديعا، هادئا ،لطيفا ، محبوبا من زملائه وأساتذته .كنت أنا في قسم التاريخ وكان هو في قسم اللغة العربية ،وعندما عدنا إلى الموصل وجدته قد اتجه - بعد فترة قصيرة عمل فيها في التعليم - نحو الإعلام وانتقل إلى شعبة الإعلام في محافظة نينوى .كان الرجل ميالا للعمل الإذاعي والتلفزيوني ، وبحكم إتقانه للغة العربية، وتميزه فيها فقد أبدع وأجاد . وللأسف فأن المرض –مرض السكري اللعين لم يمهله طويلا فهوى ،ورحل عن دنيانا بعد الاحتلال بوقت قصير .
ولد سالم حسين الطائي سنة 1948 في الموصل، ودرس الابتدائية في مدرسة الجمهورية ،والمتوسطة في المثنى ،والإعدادية في الشرقية .وقد سافر إلى بغداد ،وأكمل البكالوريوس في قسم اللغة العربية بكلية التربية سنة 1971 ، وعين مدرسا في ثانوية راوندوز ،وبعدها في ثانوية بيرمام ،ثم في ثانوية زراعة أسكي كلك وكل هذه المدارس في محافظة اربيل .وفي سنة 1975 نقل إلى ثانوية سنجار في محافظة نينوى ومنها نسب للعمل مسؤولا عن شعبة الإعلام في المديرية العامة للتربية –محافظة نينوى ومديرا لها .اشتغل لفترة مشرفا فنيا تربويا ،وقد اختارته المحافظة ليكون مسؤولا للإعلام فيها ،
تشرب الطائي حب الإعلام والعمل الإعلامي منذ فترة مبكرة من حياته فقبل تخرجه من جامعة بغداد عمل مذيعا في إذاعة صوت الجماهير وقدم برامج عديدة منها- كما يقول الأستاذ عبد الجبار محمد الجرجيس في مقالة عنه - برنامج "دقائق مع " وبرنامج "مراة للمناقشة " وبرنامج "أرقام " وبرنامج " مسابقة رمضان " .
برز الطائي فضلا عن نشاطه الإعلامي كاتبا للتحقيقات الصحفية .كما كانت له إسهامات على صعيد الأدب والقصة ولعل إسهامه مع مجموعة قصص 69 تعد من أبرز وأولى إسهاماته الأدبية. إذ شارك مع عدد من أدباء الموصل في إصدار المجموعة سنة 1969 .وقد كتبنا عنها مقالا منشورا على الشبكة العالمية للمعلومات .وكانت له كذلك ميول على صعيد التصوير الفوتوغرافي حتى انه شارك في عدة معارض وقد تميزت صوره بالدقة ،وإبراز الجوانب الحياتية في الموصل وقد امتلك عضوية الجمعية العراقية للتصوير في نينوى. كما كان عضوا في الاتحاد العام للأدباء والكتاب ،وفي نقابة الصحفيين العراقيين .وفي جريدة الحدباء (الموصلية ) كانت محطته الأخيرة حيث عمل مسؤولا عن صفحة الأخبار المحلية والتقارير الصحفية . ولعل أحدا من طلابنا النجباء يقوم بجمع نتاجاته الأدبية ،والصحفية من الصحف والمجلات الموصلية والعراقية والعربية .
كان الأستاذ سالم حسين الطائي متمكنا من عمله ، دؤوبا ، صبورا. وكنا تلتقي بأستمرار ، ونتبادل الآراء بصدد العمل الإعلامي والثقافي وقد شعرت بأن لديه مشاريع عديدة إلا أن المرض داهمه فقدم على التقاعد وعاش لوحده يعاني من هم المرض والاحتلال حتى جاءه الموت ليأخذه من بيننا بغتة تاركا الكثير من الذكريات .رحمك الله ياسالم وعزاءنا انك تركت بيننا الولد الصالح والعلم الذي ينتفع به .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق