الأربعاء، 12 يناير 2011

غانم محمد الحيو ومجلة الموصل التراثية

غانم محمد الحيو ومجلة الموصل التراثية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
لمجلة الموصل التراثية، قصة تعود  الى كانون الثاني سنة 2004 .ففي ذلك الشهر جاءني الصديق غانم محمد الحيو بفكرة مفادها انه يريد ان يصدر مجلة تراثية بنفسه، فأكبرت فيه هذه الروح الاقتحامية ،وشددت على يده وقلت له انا معك امض في المشروع فأجابني وكيف؟ ومن يعمل معنا ؟ قلت له انهم كثيرون اولئك الذين يعشقون الموصل وتراثها..المهم ان تبدأ ..وبدأ الرجل وأتى بعد مدة وهو يحمل بين يديه مسودات العدد الاول .وقرأت المسودات وصححت ما رأيته بحاجة الى التصحيح والتعديل والاضافة ،وصدر العدد الاول في نيسان 2004 وهو يحمل في ترويسته عبارة : "مجلة الموصل التراثية مجلة شهرية تعنى بالتراث التاريخي والحضاري والموروث الشعبي "صاحب الامتياز ورئيس التحرير غانم محمد الحيو .وقد خط الغلاف الاستاذ الفنان يوسف ذنون، وكانت لوحة العدد للخطاط الشيخ علي حامد الراوي، وأشرف لغويا على العدد الاستاذ ادريس ياسين حمدون  مدرس اللغة العربية المعروف ،وصورة الغلاف من ارشيف الاستاذ ابراهيم سليمان نادر .وقد جند الاستاذ الحيو اولاده ومنهم صهيب في التصميم، والادارة، والتوزيع .وكانت هيئة التحرير- كما وردذلك  في العدد الاول -مؤلفة من الاساتذة  ازهر سعد الله  العبيدي ،ود.عبد الرافع جاسم، وعبد القهار سليمان المحامي  وذاكر العلي المحامي،  وخلف الجميلي واسامة غاندي .ومن بحوث العدد الاول : "حول التراث " للاستاذ الدكتور عماد الدين خليل، ومحمد امين العمري حياته وادبه للاستاذ الدكتور عمر الطالب ،و"محمد حديد.. سيرته وجهاده الوطني " للاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف، و"عشائر الموصل " للاستاذ ازهر العبيدي، و"اللهجة الموصلية للاستاذ عبد الوهاب النعيمي، ومن الالعاب الشعبية للاستاذ مثري العاني ،والدبكة في الريف الموصلي للاستاذ عبد الباري عبد الرزاق النجم ،و"حياة عبد الله الفاضل " للاستاذ خلف راوي عبيد الجميلي، ومقالات اخرى لايتسع المجال لذكرها جميعا .كان العدد مليئا بالصور الفوتوغرافية ووقع العدد الاول في  138  صفحة .
صدر العدد الثاني من المجلة في ايلول 2004 ،وفي العدد الثاني ظهرت اسماء الهيئة الاستشارية الجديدة  للمجلة وهم اعضاء الهيئة السابقة مضافا اليهم الاستاذ الدكتور عمر الطالب ،والاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف، والاستاذ الدكتور عماد الدين خليل .والاستاذ يوسف  ذنون .وفي تشرين الثاني 2004 صدر العدد الثالث من المجلة .وفي نيسان 2005 صدر العدد الرابع من المجلة . وكنت على صلة وثيقة بالمجلة ،وخاصة من الناحية العلمية. فضلا عن الاسهام  بالمقالات فيها .وبين نيسان 2005 وكانون الاول 2010 توقفت المجلة عن الصدور للاسف. وقد اتصلت بالاخ الاستاذ غانم محمد الحيو وسألته عن السبب في التوقف فقال ان ثمة ظروف مادية وفنية وراء ذلك ،ووعدني بأن تعاود المجلة الصدور .وفي كانون الاول 2010 جاء الاستاذ الحيو الي في مكتبي بمركز الدراسات الاقليمية ، وهو مصر على معاودة اصدار المجلة ،وبالفعل اتفقنا على بعض الامور ومنها التصحيح العلمي واللغوي، واتصلت هاتفيا  بالاستاذ عبد الوهاب الحساوي استاذ اللغة العربية المعروف ، وتبرع الرجل بجهده وخبرته فقرأ مسودات العدد الخامس وقرأت العدد  وصححته ، واتفقنا ان تتشكل الهيئة الاستشارية الجديدة من الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف، والاستاذ يوسف ذنون ،والاستاذ ازهر سعد الله العبيدي .وصدر العدد الخامس في كانون الثاني 2011 وهو يحفل بالعديد من المقالات الممتعة ومنها مقالي عن "احمد سامي الجلبي ووحدة الخدمات الاجتماعية في الموصل " ومقال الدكتورة ازهار هاشم شيت عن "حرفة الغزل والنسيج في التراث الشعبي الموصلي " ومقال الاستاذ ازهر العبيدي عن "الحج العراقي " ومقال الاستاذ انور عبد العزيز "تل قوينجق " ومقال غانم الحيو "مسجد ومدرسة الشيخ الرضواني " ومقال الاستاذ طلال صفاوي " الاصطياف في حمام العليل | ومقال الحاج عبد الجبار الجرجيس "تقاليد الختان " ومقال الاستاذ ذاكر العلي " في التاريخ الشعري :محمود النحاس انموذجا " ومقال الاستاذ غانم البجاري " السقا " .
في العدد الجديد كتب  رئيس التحرير كلمة  أكد فيها عودة المجلة واصرارها على حث الخطى لتحقيق اهدافها في نشر الوعي بأهمية التراث الموصلي والحفاظ عليه .كما تم استذكار ثلاثة من رموز الموصل في مجالات ابداعية رحلوا عن دنيانا -عندما كانت المجلة متوقفة عن الصدور- وهم الاستاذ الدكتور عمر الطالب ،والاستاذ احمد سامي الجلبي ،والاستاذ عبد الوهاب النعيمي .أجمل ما في المجلة عنايتها بالصور التاريخية والامثال والحكايات الموصلية .انها مجلة تراثية تحمل عبق الموصل ،ونكهتها الطيبة والمتميزة ونأمل في ان يتواصل الكتاب والباحثون المهتمون بالموصل تاريخا وتراثا وعمارة وفنا وفولكلوريا ، العمل مع المجلة ويعودوا ليقدموا ما تدبجه اقلامهم من دراسات ومقالات مشكورين  .والشيئ اللطيف في المجلة أن الكل فيها ،متبرعون، متطوعون لايبغون من وراء ما يقدمونه الا ان تعكس المجلة تراث الموصل ، وتاريخها الغني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ومساؤكم خير وعز

  ومساؤكم خير وعز والصورة في الشارع المؤدي الى دورة البكر وجامع محمد طاهر زيناوة-الجانب الايسر من مدينة الموصل التقطتها لكم ظهر اليوم الاثن...