السبت، 8 يناير 2011

الشاعر العراقي أمجد محمد سعيد ينال شهادة الماجستير بتقدير امتياز في علم المخطوطات

الشاعر العراقي أمجد محمد سعيد ينال شهادة الماجستير بتقدير امتياز في علم المخطوطات




بقلم د. إبراهيم خليل العلاف



حصل الشاعر العراقي المقيم في القاهرة الأستاذ امجد محمد سعيد على شهادة الماجستير بتقدير امتياز في (علم المخطوطات وتحقيق النصوص) ، من معهد البحوث والدراسات العربية - قسم البحوث والدراسات التراثية التابع لجامعة الدول العربية، وذلك عن تحقيق ،ودراسة المخطوطة الموسومة : )) منادح الممادح ،وروضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر(( لمؤلفها الشاعر الكاتب الطبيب عبد المنعم بن عمرالجلياني الاندلسي المتوفى في دمشق سنة 602 هـ-1206 م . وقد تكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور مدحت الجيار أستاذ النقد الأدبي والبلاغة في جامعة الزقازيق، والأستاذ الدكتور عوض الغباري أستاذ الأدب العربي ونقده في جامعة القاهرة .فضلا عن المشرف الأستاذ الدكتور فيصل الحفيان منسق برامج معهد المخطوطات العربية بالقاهرة . وقد استمرت جلسة المناقشة العلنية التي عقدت يوم الخميس 6/1/2011 ثلاث ساعات , أعلن بعدها رئيس اللجنة، منح الطالب شهادة الماجستير بتقدير امتياز .وكان الطالب الشاعر المرشح للشهادة قدم رسالته بكلمة قال فيها :إن فكرة إكمال دراسته العليا كانت حلُماً عزيزاً " ظلَّ يطوفُ بخاطري سنينََ عدَدا ، وكنتُ أؤجلهُ مرّةًَ , ويؤجلنُي مرّةً , حتى بدأَ يخبو يوما بعد يوم , فإذا بي , على حينِِ غِِرةٍ , وقد وهنََ العظمُ مني , واشتعلَ الرأسُ شيبا . وحينَ نسيتهُ تَماما فيما نسيتُ من أحلام اليَقَظةِ , إذا بهِ يُصادفني بغتةً في معاهدِ القاهرةِ ومكتباتِها , فأعادني إلى مقاعدِ الدرس والتحصيل ، وإنا أتخطى الستيَنََ بقليل" .وأضاف يقول إن مسألة اختيارِ مخطوطةِ مناسبةِ لتسجيلِها موضوعاً للماجستير ظلت " هاجساً راودني منذ أن التحقتُ بمعهدِ البحوثِ والدراساتِ العربية ، قسمِ البحوثِ والدراساتِ التراثية ، فعكفتُ على تصفحِ فهارسِِ المخطوطاتِِ حتى اخترتُ مخطوطةًٍ أدبيةً ، للشاعرِ الطبيبِ عبدِ المنعمِ الجِِلياني الأندلسي في مدحِِ الملكِ الناصرِ صلاحِ الدين الايوبي ، تُشيدُ بهِ لمواجهتهِِ أعداءَ العروبةِ والإسلامِ منَ الصليبيينَ الغزاةِ , وتحريرِهِ مدينةَ القدس، التي تختزنُ حمُولةً دينيةً ، بوصفِها مدينةً مقدسةً ومباركةً بنصِّ القرآنِ الكريم . كما تختزنُ شخصيةُ صلاحِ الدينِ حمولةً دينيةً وتاريخيةً صارت الأمةُ على مرِّ عصورِها تتغنى به، وتُمنِّي النفسََ بأنْ يدورَ التاريخُ دورتَهُ ، وتتكررَ ملحمةُ فتحِ بيتِ المقدسِ في زمانِنا هذا." ثم عدد الطالب أسباب اختياره المخطوطة ومنها :أهميةُ القدس ، وشخصيةِ صلاحِ الدين الأيوبي، وقيمة المخطوطة الأدبية والفنية، فقد جمعت بين النثر والنظم ، وقد اعتنى مؤلفها ببيانِِ فضلِ الأندلسِ ،والمغربِ، ومصرَ، والقاهرةِ، والإسكندريةِ ومكةَ ودمشقَ وبغداد . ولم ينس الطالب الإشارة إلى مكانة المؤلِّفِ العلمية، فهو أحدُ الأطباءِ الشعراء. أنَّه أحدُ المختصينَ في مدح صلاح الدين . أنَّه شاعرٌ أندلسيٌ يمثلُ مظهراً من مظاهرِ الترابطِ بين المشرق العربي الإسلامي ومغربهِ كما أن قيمة النسخةِ الخطيةِ للكتاب كبيرة ، وما ابتكرهُ المؤلفُ من لوحاتٍ تشجيريةً، ورسومٍ ،وأشكالَ فنيةٍ .ثم صادفَ أن كانت القدسُ عاصمةً للثقافة العربية عام 2009م، فرغب الطالب الإسهام في هذا الاحتفاء العربي الإسلامي بالقدس. وأخيرا كان اختيار المخطوطة من منطلقِ اهتمام الطالب الشاعر بالأدبِ بوصفه شاعرا والنص المحقق نص إبداعي بالغ الفتنة والجمال .ووقف الطالب الشاعر عند هدف دراسته وقال انه يسعى لإضاءته بما يأتي:


• التعريفُ بالمؤلف الجِِلياني، و بشعره ونثره .


• بيانُ مدى حب الجلياني للملك الناصر صلاح الدين.


• بيانُ مدى مكانة القدس في الأدب العربي.


• التعريفُ بأدب الحروب الصليبية.


• دراسةُ الخصائص الفنية لشعر الجلياني.


• دراسةُ آليات اشتغال الجلياني في كتابته النثرية .


• إبرازُ مدى الترابط الحاصل بين المغرب والمشرق.


• بيانُ بعضِِ مظاهرِ حياةِ الإنسانِ العربي العادي في شذراتِ الجلياني .


• استنهاضُ همم أبناء الأمة للسير على خطى صلاح الدين .


• استنهاضُ همم الأدباء العرب للتعبير عن هموم الأمة العربية .


وقال انه اتبع في إجراء الدراسة ما يأتي:


• استقراءُ الأعمال التي قامت حول بيت المقدس عموما، وصلاحِ الدين على وجه الخصوص ، في المصادر القديمة.


• الوصفُ التحليلي والفني لنثر الجِلياني ونظمِه، ثم المناقشةُ والاستنتاجُ . وقد قام بجمع المادة العلمية من أبرز المصادر المهمة المعتنية بالأدب العربي عموماً، وأدب الحروب الصليبية.ثم عرض وشرحِِ الآليات الفنية في النثر والشعر وأخيرا عمد إلى توثيق النصوصِ وعزوِِها إلى مظانِّها.


لقد أجابت الدراسة عن بعض الأسئلة مثل طبيعة المنهج الذي اتبعه الجلياني في تأليفه الكتاب ،وسمات الشذرات النثرية،ومقاربتها مع المقامات والخطب والرسائل ومدى التزام الجلياني بعمود الشعر العربي وغير ذلك .


وتوزع العمل في الرسالة إلى مقدمةٍ وقسمين؛ قسمِِ الدراسةِ , وقسمِِ التحقيق.وكان عنوان الفصل الأول: الجلياني والناصر.أما الفصل الثاني فقد عنون ب" منادح الممادح (تقديم عام)، وفيه ثلاثةُ مباحث هي تحقيقُ العنوان وتوثيقُ النسبة وترتيبُ الكتاب ومنهجُه ومنهجُ التحقيق ووصفُ النسخ . وفي الفصل الثالث: «منادح الممادح: دراسة فنية» مبحثان الأول: دراسة فنية للنثر والثاني : دراسة فنية للشعر .وأخيراً كانت الخاتمة التي أشارت إلى اعتناء الأدباء والشعراء في المشرق والمغرب ببيت المقدس ، مشيدين بالقادة والزعماء الذين ذادوا عنه في الحروب الصليبية ، حيث تفاعل الشعراء والكتاب مع حالات الانتصار والهزيمة التي تعرَّض لها المسلمون، فنظموا شعرا وكتبوا نثرا في كل حال من الأحوال . ومنهم الشاعر عبدالمنعم الجِلياني 531- 602هـ، صاحبُ هذا الكتاب .ومن النتائج التي تم التوصل إليها من خلال التحقيق والدراسة :


• اتفاق الشعراء والكتاب على قيمة القدس العظيمة. ومنزلة محررها صلاح الدين الايوبي .


• اختلاط الأغراض الشعرية في قصائد القدس،


• تعد الزخرفة في شعر الجلياني زخرفة شكلية خارجية استعراضية .


• الشعر داخل الشذرات كان خادما للنثر، باستثناء القصائد الطوال التي كانت لها وحدة موضوعية.


• تم توظيف التكرار في القصائد لخدمة التشجيروالزخرفة .


• مقاربة شذرات الجلياني من فنون المقامامات والرسائل والخطب .


حقا أن تحقيق هذه المخطوطة النادرة والمفيدة، وتقديم دراسة وافية عنها يعد انجازا علميا يشار اليه بالبنان ،خاصة وان من قام بهذا العمل شاعر معروف له دواوين عديدة منشورة، وله تجربة شعرية مهمة قدمت عنها دراسات متميزة .










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...