نجيب ميقاتي ..رجل الوسطية والتسامح والعدل والاستقرار
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل –العراق
ليس كدولة الرئيس نجيب ميقاتي في لبنان، والوطن العربي، والعالم من حمل لواء الوسطية، ودعا إليها وعمل من اجل سيادتها في الفكر والفعل العربيين. ولعل آخر ما وجدناه في هذا الميدان المؤتمر العالمي حول الوسطية ونهج الاستقرار في الشرق الأوسط والذي ينعقد للمدة من 21-22 نيسان-ابريل 2010 في بيروت، ويحضره نخبة من المفكرين والباحثين والمثقفين العرب . ويقينا أن دولة الرئيس نجيب ميقاتي استطاع -عبر كل هذه السنوات الطوال من حياته وأعماله - أن يجمع حوله عددا كبيرا من المؤمنين بأفكاره في العدل والمساواة والتسامح والوسطية في وقت سادت فيه أفكار التطرف، والتشدد، والحقد، والكراهية ،والعنف ، والانتقام. وهذا ما نلحظه ،للأسف الشديد ،في الساحة العربية والإسلامية مع انه بدأ ينحسر شيئا فشيئا بسبب تعاظم دعوات نبذ التكفير، والدعوة إلى الحوار، ومقاومة التعصب، ونشر مفاهيم الفكر الوسطي . فمن هو نجيب ميقاتي ؟ وماهي أبرز نشاطاته ؟ وماهو مفهومه للوسطية ؟ .
ولد محمد نجيب عزمي ميقاتي ، في يوم (24 نوفمبر 1955-) وهو ، سياسي ورجل أعمال لبناني، عربي ، من مواليد مدينة طرابلس. تلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية في بيروت، وتابع دراساته العليا في كل من المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال في فرنسا وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية .
عين رئيسا للوزراء في لبنان من 19 نيسان- ابريل 2005 ولغاية 19 تموز- يوليو 2005 وذلك بعد استقالة حكومة عمر كرامي الثانية. وكانت حكومته حكومة مؤقتة تقوم بإدارة الدولة حتى انتخاب المجلس النيابي الجديد وذلك كي تكون الانتخابات بإدارة حيادية.
• دخل مجلس الوزراء اللبناني خلال المدة ما بين 1998 و2004 كوزير
o من 4 كانون الأول--ديسمبر 1998 لغاية 26 تشرين الأول - أكتوبر 2000 وزيراً للأشغال العامة والنقل وذلك في حكومة الرئيس سليم الحص وفي عهد حكم الرئيس اللبناني إميل لحود.
o من 26 تشرين الأول- أكتوبر 2000 إلى 17 نيسان- أبريل 2003 وزيراً للأشغال العامة والنقل وذلك في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي عهد حكم الرئيس إميل لحود.
o من 17 نيسان -ابريل 2003 لغاية 26 تشرين الثاني - نوفمبر 2004 وزيراً للأشغال العامة والنقل ذلك في حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي عهد حكم الرئيس إميل لحود.
• في عام 2005 كلفه الرئيس إميل لحود برئاسة الحكومة وذلك بعدما سماه النواب لهذا المنصب، وتولى رئاسة الحكومة بالفترة من 19 نيسان-إبريل 2005 ولغاية 19 تموز -يوليو 2005، وكانت مهمة الحكومة ، إدارة العملية الانتخابية. ، فأخذ وعدا على نفسه بعدم الترشح للنيابة ضمانا لحياد حكومته التي قامت بإجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة في موعدها في شهر أيار/مايو من العام 2005، باعتراف كل القوى السياسية اللبنانية والجهات الدولية المعنية. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ لبنان التي يلتزم فيها رئيس حكومة، الحياد في الانتخابات، إلى حد تخليه عن ترشيح نفسه.
• أنتخب نائبا في البرلمان اللبناني بدورة عام 2000 والتي استمرت لغاية 2005، ولم يترشح لانتخابات عام 2005 بسبب تولية منصب رئيس الوزراء والذي كان شرط السياسيين أن من يشغله ومن يشغل مناصب الوزراء بالحكومة لا يترشحون بالانتخابات وذلك كي تكون الحكومة حيادية. ومع هذا أعيد انتخاب الرئيس ميقاتي عام 2009 نائبا" عن دائرة طرابلس.
• أسهم في عام 1982 مع شقيقه الأكبر طه في تأسيس شركة إنفستكوم INVESTCOMالتي أصبحت فيما بعد إحدى أكبر الشركات الخاصة للاتصالات في الشرق الأوسط وإفريقيا وكانت بحق شركة رائدة في عالم الاتصالات وقد اندمجت مؤخرا شركة INVESTCOM في شركة MTN العالمية في صفقة بلغت 5.5 مليار دولار أمريكي بعد أن تم إدراج أسهم INVESTCOM على بورصتي لندن ودبي.
• انتخب عامي 1992 و1996 عضواً في غرفة التجارة والصناعة في بيروت،، وهو الآن عضو في اللجنة التنفيذية لغرفة التجارة العربية – الأمريكية، وعضو في مجلس رجال الأعمال السوري -اللبناني.
• .
• وفي عام 2008 صنفته مجلة فوربس ضمن لائحة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرتها ب2.6 مليار دولار أمريكي.
• يتولى مع عائلته إدارة مجموعة ميقاتي التي تنشط في قطاع الاستثمار والعقار والنقل الجوي والأزياء.
• كما انه عضو في مجلس أمانة الجامعة الأميركية في بيروت،، وفي المجلس الاستشاري لكلية هاريس في جامعة شيكاغو، هذا فضلا عن عضويته في المجلس الاستشاري للمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات "انترناشونال كرايسز غروب".
يشغل دولة الرئيس نجيب ميقاتي حاليا رئاسة منتدى استشراف الشرق الأوسط، فضلا عن رئاسته لمنتدى الوسطية في لبنان. ومنتدىاستشراف الشرق الأوسط The Middle-East Prospects Forum هو مؤسسة خاصة ومستقلة لا تتوخى الربح تكرّس جهودها للبحث في السياسات المتعلقة بلبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
وقد تكونت فكرة المنتدى في العام 2006، وتأسّس المنتدى في العام 2007 متخذاً العاصمة اللبنانية بيروت مقراً له. أما مهمته فتتمثّل في تبادل وتشجيع وتعزيز الأفكار والحلول الآيلة إلى تحسين عملية صياغة السياسات وإحداث التجديد في لبنان والعالم العربي. كما يتصدّى المنتدى للقضايا الملحة في المنطقة العربية عموماً وفي لبنان خصوصاً، هذا فضلا عن أنه يغطي مجموعة واسعة من المسائل بدءاً من الاستراتيجيات والتطورات الماكرو- سياسية على الصعيدين الإقليمي والدّولي، وصولاً إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية والشؤون الثقافية والإيديولوجية.ويقع مقر المنتدى في
فردان ، عين التينة ، شارع نجلا كفوري
بناية سوكام .
أما منتدى الوسطية فقد تأسس في بيروت بلبنان ، بموجب بيان علم وخبر رقم 203 المنشور في الجريدة الرسمية اللبنانية ،العدد (9) في 19 شباط-فبراير 2009 إلى تحقيق ما يأتي :
1- ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال بين أبناء ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني، في المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز قدرات الأمة وتأهيلها للقيام بدور حضاري رائد في مجال الإبداع الفكري والتنوع الثقافي.
2- ترسيخ مفهوم ومبادئ الحوار البناء وسلوكياته في المجتمع ليصبح أسلوباً للحياة ومنهجاً للتعامل مع مختلف القضايا الفكرية والثقافية والاجتماعية.
3- التصدي لمشكلات الأمة الثقافية والفكرية وتقديم التصورات والبرامج والحلول الهادفة إلى تجاوزها، من خلال تعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد.
4- توسيع وتعزيز المشاركة لأفراد المجتمع بكافة فئاته وتعزيز دور هيئات ومؤسسات المجتمع المدني في فرض وترسيخ وتعزيز أسس التلاقي والحوار وتقبل الآخر، بما يحقق العدالة والمساواة ويكفل حرية إبداء الرأي وحرية التعبير في إطار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء.
5- تعزيز القيم الإنسانية ومبادئ الحرية والعدالة والمساواة والدفاع عنها بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتطورها ورقيّها.
6- الدعوة إلى المحبة والتسامح ونبذ العنف بين الأمم والشعوب، عبر توسيع دائرة التواصل والحوار، وترسيخ مبادئ ومفاهيم الوسطية بكافة أشكالها ومضامينها.
7- الدعوة إلى تعزيز وكفالة حقوق وحريات المجموعات الوطنية ذات التمايز الفكري والثقافي والأثني والديني والمذهبي، كما كفلتها وصانتها الشرائع والأديان السماوية وكرستها الشرعة العالمية لحقوق الإنسان والتشريعات الوطنية.
8- تفعيل وتعزيز القواسم والمبادئ الأساسية المشتركة، بين المذاهب والأديان والأمم والحضارات والثقافات المتنوعة، من خلال تعزيز قنوات الإتصال والحوار الفكري مع الأفراد والهيئات والمؤسسات المعنية في الداخل والخارج، وذلك وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء.
وقد يكون من المناسب الإشارة إلى أن عددا من المثقفين اللبنانيين كانوا الى جانب دولة الرئيس نجيب ميقاتي عند تقديمه طلب تأسيس منتدى الوسطية في لبنان هم الدكتور وسيم خليل قلعجية والسيد نيقولا كميل نحاس والدكتور عمر عبد الاله عبد الرزاق ميقاتي والسيد احمد مقبل شاكر ملك .ويقع مقر المنتدى في بيروت –شارع فردان –بناية بانوراما –الطابق الأرضي .
9- الإسهام في صياغة لغة خطابية وإعلامية مبنية على الوسطية والاعتدال والقضايا الفكرية والثقافية كافة.
10- تعزيز وترسيخ منهجية البحث العلمي والتحليل المسند إلى معطيات علمية وثقافية صحيحة وموثوقة.
إن من أولويات الرئيس ميقاتي، مساعدة الناس لتنمية قدراتهم ومهاراتهم ، وكما هو معروف عنه ،فأنه يشجع تبني الوضوح والشفافية في جميع الأفعال والأعمال ، ويسعى لتقوية أواصر الثقة ، وتغليب الإيجابية وإضفاء الحيوية في التعاطي. وتحدد إستراتيجية الرئيس ميقاتي ثوابت بسيطة من المبادئ والمثل. وهو يسعى إلى تسليط الضوء على الشؤون الاجتماعية والسياسية ، آخذاً بعين الاعتبار تقاليدنا وحضارتنا ، وتعددنا الثقافي والديني الذي يشكل ميزة وغنى لبلدنا وامتنا .
لدولة الرئيس نجيب ميقاتي، مشاركات واسعة في مجال نشر مفاهيم الفكر الوسطي ، وترسيخ قيم الاعتدال ،ونهج الإخوة، والعدالة ،والاستقرار .وليس من السهولة رصد كل ما كتب في هذا المجال أو ما ألقى من خطب وكلمات في مناسبات رسمية وشعبية ولعل من ابرز كتاباته ما يأتي :
*La résistance1 culturelle et le changement politique - ٢٩/٠٥/٢٠٠٩
*الوسطيّة: فعلُ إرادة - ٣/٠٢/٢٠٠٩
*مسيرة العطاء والخير - ٢٥/٠٩/٢٠٠٨
*Pour un nouveau modèle de société - ٢٦/٠٣/٢٠٠٧
*لن ننتظر ذكراه كي نتذكره - ١٣/٠٢/٢٠٠٧
*اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري استهدف وحدة اللبنانيين - ١/٠٩/٢٠٠٥
*عَلَّمني لـبـنـان - ٣٠/٠٦/٢٠٠٥
* No Sacrifices are too high for Lebanon - ٣٠/٠٦/٢٠٠٥
*عشرون سنبلة خير - ١٢/١١/٢٠٠٣
*الجامعة الأميركية: مسيرة علم ووفاء ٣٠/٠٦/٢٠٠٣
في مقالته الموسومة : "الوسطية فعل وإرادة " يحدد دولة الرئيس نجيب ميقاتي رؤيته للوسطية فيقول "أن الوسطية فعل إرادة طوعية، وليست مناورة لتجنب الاصطفاف أو الانزلاق في موقع اللالون واللاقرار. إنها عملياً وواقعياً نهج الغالبية التي نطلق عليها تسمية "الأكثرية الصامتة" لأنها لا تتطرف ولا تدعو إلى التطرف، ولا تميل إلى الاصطفاف وإلغاء الرأي الآخر، ولا تقبل بأدبيات من يرفض أن يكون للآخر رأيه... إنها إذن فاعلة ومتفاعلة وحيّة وهي ركيزة كل المجتمعات المتطورة والمسالمة بكل أطيافها، والداعية دوماً إلى احترام الاقتناعات والخيارات ومناقشتها بالحجج والمنطق والموضوعية". ويضيف قائلا " : وإذا كان البعض ... يرى في الوسطية وسطاً بين طرفين، إلا أننا نرى إن الوسطية هي نهج تفكير وسلوك يقومان على ... على رؤية قضايانا ... الوطنية والقومية والإنسانية بعينين اثنتين لتكون الرؤية مكتملة وموحدة. ذلك أن النظر بعين واحدة يفقد الناظر صوابية الرؤية وشموليتها، ويكون حكمه تالياً ناقصاً، وقد تتغلب العاطفة في مساره، ويتراجع تأثير العقل والمنطق مسافات. ويختم رؤيته للوسطية عندما يؤكد بأن الوسطية تصبح أمام الواقع ، إبرة الميزان ومركز الثقل والتوازن التام المرادف للعدالة، والاعتدال، والموضوعية والواقعية… وإذا ما نظرنا إلى ما يجري في العالم نرى أن مجتمعاته المسالمة والديمقراطية عمادها الوسطية. فبين الرأسمالية العشوائية والشيوعية والتوتاليتارية تطور مفهوم الرأسمالية الاجتماعية (Capitalisme Social) القائم على مبدأ ضمان الحرية الاقتصادية المطلقة لأي فرد ،مع توفير المتطلبات الأساسية كالسكن والتعليم والاستشفاء لمن هم في حاجة إليها ويعجزون عن تأمينها. كذلك فان بين التطرف الديني والإلحاد هناك التدين، وهو الإيمان المطلق بالله مع احترام خصوصيات الآخر في ممارسة دينه وقبولها. وبين المعاداة للمحاور أو التموضع فيها، هناك علاقة تفاعل مع الجميع من دون مساومة على المبادئ أو مسايرة على حساب الثوابت التي تحفظ كيان الوطن وديمومته. والوسطية في نظر ميقاتي ليست حياداً، كما حاول البعض تحديدها، وهي قطعاً ليست على مسافة واحدة بين الفساد والإصلاح، أو بين العمالة والمقاومة، أو بين الوصاية والسيادة، بل هي نهج التوازن في انتقاء الصواب من الخطأ، هي الوحدة بين الأجزاء ضمن الوطن الواحد والموحد. وبالنسبة إلينا، فان الوسطية هي خيار نضال نسعى من خلاله إلى تحسين مجتمعنا والبيئة التي نعيش فيها، لأننا على يقين بأن الوسطية في أبعادها النبيلة والسامية راسخة في الإسلام كما في المسيحية، ومدونة في الكتب السماوية ومجسدة في الإنسانية التائقة إلى تخطي ضعفها وصولاً إلى قوة العدالة والصواب.
لقد عقد منتدى الوسطية في لبنان وبتوجيهات مباشرة من دولة الرئيس نجيب ميقاتي اجتماعات وحلقات نقاشية وندوات ومؤتمرات عديدة أكدت أن الوسطية كمفهوم وكمنهج لايزال في حاجة إلى التوضيح والدراسة والمناقشة بغية ترسيخه في مفاصل الفكر العربي المعاصر.وقد أشار إلى ذلك الدكتور عبد الإله ميقاتي في المؤتمر الصحفي للإعلان عن المؤتمر الدولي الأول للوسطية في 2 شباط-فبراير 2008 قائلا : بأن الوسطية منهج فكري أصيل، يُعنى بالبحث عن الحقيقة وتحصيلها حيثما كانت، والاستفادة منها، وهي موقف يتسم بالتوازن في التفكير ويتمسك بالأصول والثوابت ويقبل الاختلاف في الفروع والمتغيرات. والوسطية في السياسة لا تعني حلاً توافقياً بين يمين أو يسار، أو تكتيكاً سياسياً بين موالاة ومعارضة، و هي دعوة إلى اجتناب كل مظاهر الغلوّ والتطرف، وإلى تحرٍّ متواصل للحق والصواب والعدالة الاجتماعية. وحسبنا في ذلك أن الوسطية في الإسلام ليست تشريفاً للأمة بل هي تكليف لها، كما جاء في قوله تعالى:" وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا".
وفي 29 كانون الاول -ديسمبر 2009 ،عاد دولة الرئيس نجيب ميقاتي ليؤكد من خلال حواره مع مجلة الاقتصاد والاعمال (اللبنانية ) استمراره واصراره على الدعوة للوسطية كمنهج حياة وسلوك ايجابي في التعاطي مع قضايا الوطن والامة بالرغم من كل التحديات والعراقيل التي تقف امام هذه الدعوة ،وقال : "
لقد اتخذنا من "الوسطية" نهجاً وبدأنا بسلسلة مؤتمرات حولها بالتعاون مع المنتدى العالمي لـ"الوسطية" الذي كان تعاوناً مثمراً مما شجّعنا على الانطلاق بها. وحرصت على أن تنطلق الوسطية من طرابلس ولاسيما بعد أن اخترنا الدين أول عنوان لها لإظهار وسطية الدين الإسلامي الحنيف ،ونعمل اليوم بأتجاه ثلاث مستويات اجتماعية ،وانمائية ،واستثمارية . وقد حققنا في ذلك نجاحاً كبيراً ما دفعنا للإنطلاق نحو مجالات الحياة المختلفة ،فكان المؤتمر الاول والثاني حول الوسطية وسنعقد المؤتمرالثالث حول الوسطية (21-22 نيسان-ابريل 2010 ).
لقد فسر الدكتور عبد الاله ميقاتي جانبا مما اراده دولة الرئيس نجيب ميقاتي من الوسطية فقال : "
لقد أردنا الوسطية نهجاً ،وأردناها إرادة ،وطبيعة حياة، ونمط سلوك، فهذا النهج لا يمكن أن يدّعيه شخص بالقول أنه وسطي .. بل هو حياة وسلوك، هي وسطية مع صلابة في القرار، إذ أنها لا تعني اللون الرمادي، أي لا أبيض ولا أسود، بل تعني النقطة التي يلتقي الجميع حولها ..." .
كما أكد الدكتور عبد الإله ميقاتي على أن الوسطية ، ليست محصورة في أمة دون غيرها من الأمم، بل هي انفتاح وتلاقي وحوار بين الجميع، ولذلك فهي مشروع الإنسانية الحضاري. وهي تدعو إلى ثقافة الحوار، والتسامح ،وقبول الآخر، واحترام المبادئ الديمقراطية وحق الاختلاف.
وشمولية الوسطية لا تعني على الإطلاق أنها قد تكون وسطا بين الإيمان والكفر، أو بين الحق والباطل، أو بين حب الوطن والخيانة، بل هي وسطية بين الإفراط والتفريط وبين الإسراف والتقتير. وهي وسطية بين أطراف النزاع في الوطن الواحد، تحق الحق بالحجة، وتبطل الباطل بغير عداوة . إنها منهج حياة وطريق نجاة.
إن عقد الندوات والمؤتمرات حول الوسطية، يعد ضرورة ،(علمية) ،و(وطنية )،و(قومية)، و(إنسانية ) ،والبحث في هذا مطلوب من علماء الدين ،والاقتصاد ،والفن ، والاجتماع والسياسة ،والجغرافية،والإعلام . ولابد أن يكون هاجس الجميع هو السعي لترسيخ المبادئ العامة والمرتكزات الأساسية التي تقوم عليها الوسطية ،مع أهمية وضع آليات تسهم في جعل الوسطية منهجا للبحث ومنهجا للتفكير ومنهجا للتحليل ومنهجا للحياة وبالتأكيد فأن المرجعية في كل هذا لابد أن تكون وطنية الإطار ،عربية الهوية ، إسلامية المنطلق ،إنسانية التوجه سمتها التوازن
،والاعتدال ،وهدفها الحياة الهانئة ،والحكم الراشد ،والغد السعيد ، وتأكيد قيم احياء الهمة في الامة ، والعزم والسعادة للانسان .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق