مجلة الثقافة الجديدة ..عدد مزدوج جديد 333-334
صدر العدد المشترك الجديد من مجلة الثقافة الجديدة (صدر العدد الاول 1953 ) وهي تحفل بالموضوعات السياسية
والتاريخية والثقافية،
ويستهل العدد الجديد من هذه المجلة بكلمة لرئيس تحرير الثقافة الجديدة الدكتور صالح ياسر وتضمن العدد ملفا عن الاقتصادي العراقي العربي الكبير المرحوم الدكتور إبراهيم كبة اول وزير للاقتصاد في العراق بعد ثورة 14 تموز-يوليو 1958 والاستاذ في جامعة بغداد بمناسبة الذكرى التسعين لميلاده، شارك فيه ولده الاستاذ سلام إبراهيم كبة بمادة عنوانها “إبراهيم كبة غني عن التعريف” قال فيها إن كبة “تشرب بالحس الوطني وتأثر بأفكار جعفر أبو التمن (سياسي عراقي بارز في عهد الاستعمار البريطاني للعراق والعهد الملكي عرف بمواقفه الوطنية المضادة للهيمنة الاستعمارية والمطالبة بحرية العراق وشعبه) والحزب الوطني قبل سفره خارج العراق إلى حد كبير واكتسب منه دور الجماهير كصانعة للتاريخ وأهمية الدفاع عن النقابات المهنية ورعاية مصالحها المختلفة وأهمية الحياة الحزبية التي كانت قد ألغيت عام 1934″.
ويضم الملف شهادة للدكتور عبد العزيز وطبان بعنوان “الأستاذ إبراهيم كبة لازال حياً” جاء فيها “عندما أقول إن إبراهيم كبة لا يزال حيا فهذه حقيقة واقعة وليس حلما أو مجرد خيال فحياة الإنسان تبقى مستمرة عندما يترك أثرا أو معلما أو ثروة في حياته”، مضيفا أن “المقصود بالثروة هنا ليس ثروة مادية حسب بل أن الثروة العلمية والثروة الفكرية استمرارية وديمومة في الحياة”.
وقدم الدكتور حسن بدر شهادة أخرى بعنوان “رمز كبير للأستاذ أو للمعلم في العراق”، في حين كتب د.عصام حافظ موضوعا عنوانه “إبراهيم كبة… قد تنفع الذكرى” بين من خلالها موقفا طريفا عن الراحل مفاده أنه في أحد الأيام “وجدنا كبة يقلب كتابا في إحدى مكتبات الباب الشرقي أقرب إلى ساحة النصر (وسط بغداد) وبادرناه بالتحية فأجابنا بسرعة وظل مشغولا بالكتاب الذي بين يديه وعندما غادر توجهنا إلى صاحب المكتبة الذي كان على معرفة بنا وقال له أحد الزملاء ينبغي أن لا تدع الأستاذ كبة يقلب الكتاب لأنه بذلك يكون قد قرأه وعند ذلك لن يشتريه لأنه قارئ سريع يجيد ما يُعرف بالقراءة العمودية”.
وتضمن الملف أيضا مجموعة من النصوص المختارة للراحل إبراهيم كبة منها “نصيحة للحكام الجدد من أجل حل سلمي لأزمة الحكم في العراق”، “حول تحليل كارل ماركس لنمو المتناقضات داخل الظواهر الاقتصادية” عرض وتلخيص ونقد، كما قدم عباس الفياض قراءة في كتاب دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي لإبراهيم كبة”.
أما في باب مقالات فنقرأ للدكتور سليم الوردي مقالة بعنوان “لعنة موضوعة فترة الانتقال”، ومقالا آخر لعالم التاريخ الاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث ومدير مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل بعنوان”جماعة الصحيفة 1924-1932: فصل من تاريخ حركة الفكر والثقافة العراقية المعاصرة”، وهناك أيضا مقالة د.عبد الكاظم ما جود عون “العلاقة بين النظام الكمومي والنظام الاجتماعي”، ومقالة مصباح كمال بعنوان “السياسات الاقتصادية في العراق والخيارات البديلة ـ قطاع التأمين أنموذجا”.
وكتب الدكتور أكرم حسن مقالته بعنوان”جهود جمهورية العراق للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية”، في حين عنون رئيس التحرير د.صالح ياسر مقالته بـ”منظمة التجارة العالمية بين خطاب الوعود وأسئلة الواقع”.
وبعد مقال سياسي طويل للاستاذ الدكتور كينت ياتون بترجمة د.هاشم نعمة، نشرت المجلة حوارا مع المفكر المصري نصر حامد أبو زيد، الذي حاوره ياسين النصير وهاشم نعمة، ويكتب إبراهيم الحريري (حول الحوار مع عزيز سباهي)، وفي الأدب والفنون يكتب الناقد فاضل ثامر عن “المثقف العراقي التابع والخائن والعضوي”.
وقدمت الثقافة الجديدة باقة من القصص القصيرة أحداها لفليحة حسن بعنوان “سندريلا الرمل”، وأخرى لأحمد ضحية بعنوان “تأملات شتوية”، وثالثة ليوسف عز الدين بعنوان “صفحة 215″.
ولم تستغن “الثقافة الجديدة” عن القراءات إذ قدم ياسين النصير قراءة عن “الحديقة الانجليزية/ الجزء الثاني”، وعبد الهادي الفرطوسي عن “حكايات شهرزاد الجديدة”، في حين جاءت قراءة أمجد نجم الزيدي عن “المثيرات الكتابية وافتراضية القراءة”، ومؤيد عليوي عن “تباين الوزن وعلاقته بالمدلول في نص انشودة المطر (لرائد الشعر الحديث بدر شاكر السياب)”.
وفي الشعر نشرت المجلة قصيدة عن فقيد الثقافة العراقية كامل شياع جاء في مطلعها:
(النعش هودجه…
لقد عقد القران على الشهادة
قلبه كان المقدم..
والمؤخر؟
لا مؤخرَ..
إن كامل لا يفكر بالطلاقِ
ولا بآجلْ!
للحب في فقه الفتى الأممي كاملْ:
فرض الوجوب
وليس فرض المستحب أو النوافل)
ثم للشاعر مهدي القريشي قصيدة بعنوان “شؤون صغيرة”، قبل أن نقرأ الجزء الثاني من مسرحية قاسم مطرود “سيادتكم”، والجزء الثاني من تقرير قاسم الساعدي عن أمسية فنية، تشكيلية، سمعية، بصرية في هولندا بعنوان “أحلام ستار كاووش”، ثم تختتم مواد المجلة بقراءة ـ وهذه المرة ـ لستار كاووش عن لوحات قاسم الساعدي.
وزينت المجلة غلافها الأول بلوحة الفنان مهدي الأسدي، أما لوحة الغلاف الأخير فبلوحة للفنانة أنغام محمد جواد أموري.
وقدمت المجلة ملخصا لسيرة كل كاتب في مستهل مقالته أو نتاجه الأدبي، ولكن لاحظنا أكثر من مادة لكاتب واحد بالرغم من أن هناك إبداعات في بريد “الثقافة الجديدة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق