الثلاثاء، 21 مايو 2024

الفنان التشكيلي فيصل لعيبي يكتب عن صديقه الصحفي والشاعر الكبير سامي مهدي



                                                            سامي مهدي في أُخريات أيامه
 

الفنان التشكيلي فيصل لعيبي يكتب عن صديقه الصحفي والشاعر الكبير سامي مهدي* 

وداعا ابا نوار. هذه هي الدنيا والعبرة بما تركنا خلفنا. كانت معرفتي بك مشاجرة مدوية ترددت اصداؤها في اروقة مؤسسة الصحافة والاعلام في بداية السبعينات،عندما جئتنا رئيسا لتحرير مجلة أليف باء، واردت ان تضبط العاملين فيها على طريقتكم المعهودة، فاصطدمت بي لولا تدخل الخيرين من الحاضرين على رأسهم الصحفي والكاتب ماجد السامرائي و الشاعرين صادق الصائغ وفاضل العزاوي من احياء تلك الجلسة لهم العمر الطويل. وانتهت العلاقة بأن تأتيني إلى غرفة القسم الفني لنغني معا " قالت كحلت الجفون بالوسن او همسة حائرة" لمحمد عبد الوهاب الذي نحبه، و لما أصبحت مدير المركز الثقافي العراقي في باريس كان أول عمل قمت به هو إقامة معرض مشترك للفنانين صلاح جياد ، نعمان هادي وكاتب هذه الكلمات ومن ثم اصرارك على دعوة وزارة الثقافة لاستضافته في قاعة گولبنكيان ببغداد مع ضيافة شهر على حساب الوزارة. بعدها تعقدت الأمور وجنحتم للاستفراد بالسلطة والناس فلم يعد هناك مجال للقاء مع علمي بطيبة قلبك لكن الايديولوجيا لدينا معا منعت هذا الود من الظهور للعلن، مع اني اعتقد انه كائن في الحنايا. هل ارثيك يا سامي مهدي والعراق وناسه يترنحون من الاعياء والخوف والمصير المجهول الذي كنتم انتم اول من اذاقه الرعب الأصفر ثم سلمتموه لامريكا عاريا . قد تكون انت اسعد منا لأنك لن ترى القادم من الايام لكني سابقى محتفظا بتلك السويعات النادرة التي تكشف عن معدن الإنسان، عندما يتخلى عن شعاراته السياسية لصالح قلبه. نم يا أبا نوار مستريح. فقد كتبت ما كنت تريد قوله.
ملاحظة : صورة الراحل في أيامه الأخيرة هي من صفحة الأخ أكرم القيسي، فله الشكر سلفا والاعتذار مقدما لعدم اخذ موافقته المسبقة لنشرها .
https://www.facebook.com/faisellaibi.sahi.1/posts/1238236460331358*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....