قلعة اربيل قبل نصف قرن
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ورحم الله رجل القانون والادارة العراقي الكردي الكبير الاستاذ هادي رشيد الجاوشلي الذي كتبت عنه مرة وقلت انه الف كتابا جميلا بعنوان( تراث اربيل التاريخي) صدر عن الامانة العامة لادارة الثقافة والشباب وطبع بمطابع جامعة الموصل سنة 1985 ، ولدي نسخة منه في مكتبتي الشخصية .
وفي هذا الكتاب تحدث عن تاريخ اربيل وتراثها . ومما تحدث عنه هو (قلعة اربيل) .ومن الطريف والجميل ان قلعة اربيل ادرجت في21 حزيران - يونيو سنة 2014 ضمن لائحة التراث العالمي ، وانها هي اربيل الاصلية اقصد مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق وان القلعة ترتفع (415) مترا فوق مستوى سطح البحر وانها ترتفع عن الارض المحيطة بها بين (26-30) مترا و (قه لاي هه ولير) بالكردية وQelay Hewler بالانكليزية تقع فوق تل ومساحتها (110) مترا مربعا وهي من المدن المأهولة بالسكان منذ القدم وتاريخها يرتقي الى اكثر من 7000 سنة ، وهي معلم تاريخي مهم من معالم مدينة اربيل .
ما يهمني الان في هذا المقال هو ان انقل اليكم ملخصا لما كتبه عنها الاستاذ الجاوشلي قبل اربيعين سنة ومما قاله ان مدينة اربيلكانت مشيدة فوق تل هو القلعة التي تعرفونها وكانت القلعة حصينة وموقعا دفاعيا عسكريا وهي تتألف من ثلاث محلات هي طوبخانة - سراي - تكية وعدد الدور فيها كانت تتجاوز ال ( 700) دار وغالبا ما كانت اكثر من عائلة تسكن الدار ونفوسها كانوا لايقلون عن (8000) نسمة وللقلعة باب واحد يغلق ليلا ولايفتح الا في الصباح وعليه حمايةوبعض الدور مرتفعة في اطراف القلعة الناس كما في الموصل يسمونها (البدن ) والبدن عالي البنيان وتعد خط الدفاع الاخير لوجود خندق وسور متين في اطراف المدينة لحماية السكان القاطنين في القسم السفلي من القلعة .
وفي القلعة آبار وحمامات منها حمام ( حمام القلعة) وغرف لخزن المؤونة وطرق خارجية سرية للقلعة على شكل انفاق .في اواخر العهد العثماني فتح باب آخر للقلعة هو الباب الصغير وبعد تشكيل الدولة العراقية افتتح متصرف اربيل وهو اول متصرف لاربيل بابا ثالثا وكانت اربيل في بعض الفترات قضاءَ تابع للواء كركوك ضمن ولاية الموصل العثمانية .
وفي القلعة جوامع ، ومساجد منها (الجامع الكبير ) .. كما انه هناك (تكايا ) للمتصوفين من اهل الطريقتين النقشبندية والقادرية ، و كانت تقام في القلعة احتفالات المولد النبوي كما في الموصل ويقال ان اربيل كما الموصل هما من اوائل المدن التي اقيمت فيهما احتفالات المولد النبوي في العالم الاسلامي .
وفي القلعة طرز خاص من البناء ، وفي بيوت الاثرياء نقوش وزخارف ، والماء ينقل الى البيوت بواسطة السقائين .وكان في القلعة خلال العهد العثماني بنايات حكومية اهمها بناية ( السراي) التي تضم اكثرية دوائر الدولة والسجن ودار القائمقام ومن ثم المتصرف ودار للضيافة ومدرسة علمية قديمة ودكاكين ومقر لقيادة الجيش ومقر لمديرية الشرطة ودائرة للمالية .
والاسر التي سكنت القلعة معروفة منها اسر سردار - ملا افندي - عبد الله النقيب - الحيدري علي هارواغا - الجاوشلي - الدباغ- دوغرمه جي - بيرقدار - خزندار - حماو - ال جوامير - حاجي الياس - توخمة - اسرة السادة - القاضي - هيدوش - علي زمو - العزيري - سيد احمد ولي - صوفي حسن - ويس اغا - بيربابي - حاجي عمر - اسعدي - الخياط - اسرة الشيخ عبد الكريم البرزنجي - اسرة شيخ صالح البرزنجي - شيوخ خانقاه - عائلة نقشبندي - جيجو - الكورجية - بيت سيد خنجر - اسرة عالم . وقسم كبير من الاسر كردية وهناك اسر تركمانية وعربية وهناك (محلة العرب) . واستقر المسيحيون في عينكاوة وكان هناك يهود ساكنين في بعض دور القلعة وتقاليد اهالي القلعة محافظة ، والحجاب حجاب المرأة هو السائد.
القلعة زارها رحالة وسواح عرب واجانب ، وكتبوا عنها كما انه في السبعينات زارها مسيو بيولو بوتو وهو خبير فرنسي يعمل رئيسا لمهندسي النصب التذكارية في فرنسا ، وكتب تقريرا بشأن إعادة إعمارها وصيانتها تاريخيا واثاريا وسياحيا ، وقال ان تل قلعة اربيل كان بالاصل معبدا لعبادةالالهة عشتار وتاريخها يعود لالاف السنين لهذا اقترح اعادة بناء المداخل والابواب القديمة والاحتفاظ بالدور الموجودة وصيانتها وتعميرها وبناء حديقة ومسرح وقاعة للاحتفالات والعروض وفنادق وكازينوهات سياحية ومتاجر وفتح الشوارع من خارج القلعة اليها وفتح الشوارع الضرورية في الداخل والاحتفاظ بالحمامات وتعميرها وانشاء ورش للصناعات التقليدية اليدوية التراثية وتشجيرراطراف البدن بشكل جميل والبدء بالتنقيب عن الاثار والاحتفاظ بالمساجدىوالجوامع والمعابد الدينية وتعميرها مع المحافظة على الطابع القديم لها وللقلعة كلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق