زينب خان - كجه كورد - الشاعرة العراقية الكردية الكبيرة 1900-1963
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقبل قليل كنت والاخ الباحث الكوردي الاستاذ عبد الله زنكنة نتهاتف حول مشروع كتاب جديد له ، وجاء ذكر النشيد الوطني الذي يعتمده الكرد وهو (اي رقيب) وهو يعرف وانا اعرف ان من وضع كلمات هذا النشيد هو الشاعر الكبير يونس رؤوف ، والمعروف بالشاعر (دلدار) ، ومن لحنه هو الاستاذ حسين برزنجي وخلال الحديث قلت ان دلدار من اسرة كتبت الشعر وهم من اهل كويسنجق وان لديه اخت كانت استاذة له هي الشاعرة (زينب خان ) وترون الى جانب هذه السطور صورتها وكانت تكتب الشعر ولديها ديوان .. هي زينب خان بنت الملا رؤوف افندي بن الملا محمود افندي بن ملا سعدي خادم السجادة وان لها ابن عم كان يكتب ايضا وهو محمود جميل ويوقع مقالاته في مجلة (كلاويج) ومجلات اخرى بتوقيع (م.جميل) والرجل اي الاستاذ عبد الله زنكنه اسهب في الحديث عن هذه الاسرة وقال انه كان وراء طبع ديوانها الذي ترون صورته الى جانب هذه السطور مع ان هناك من زعم بأن كثيرا من القصائد المنشورة قد لاتعود لها .
على اية حال اريد ان اعرف القارئ ، وخاصة من غير الكورد بهذه الشاعرة التي كانت تكتب احيانا بإسم مستعار هو ( كجه كورد أي فتاة الكورد ) ووجدت ان الموقع التالي ورابطه :https://jinhaagency1.com/ قد كتب عنها ومما جاء فيه ان الشاعرة والكاتبة الكوردية زينب خان كتبت الكثير من القصائد والمقالات في الدفاع عن قضايا اهلها ، وقضايا المرأة العراقية ، لذلك احتلت مكانة متميزة في المشهد الثقافي والادبي الكوردي وكانت هي الشاعرة والمُدرسة لشقيقها الشاعر المعروف يونس رؤوف دلدار.ولدت سنة 1900 وتوفيت سنة 1963 وكان بين التاريخين ثمة حياة ونشاط ثقافي ثر .كانت من اهالي كويسنجق وكانت اسرتها اسرة مثقفة ووطنية تمت بصلة للشاعر حاجي قادر كوي ووالدها هو الملا رؤوف افندي خادم السجادة وكان هو نفسه شاعرا تعلمت منه ابنته الكثير وقد ادخلها والدها مدرسة للبنات في بغداد ورعاها في بغداد خالها الاستاذ عبدالله خورشيد ، وقد عملت في اذاعة بغداد وكتبت عددا من الاغاني الكردية سجلت بصوت كل من مريم خان ، وألماس خاني. وكان العمل في الإذاعة لها بمثابة مدرسة لغة وفن. بعد ست سنوات من الدراسة، عادت زينب خان إلى كوي.كتبت في الصحف بإسم مستعار هو (فتاة كردية) وتناولت في كتاباتها قضايا اجتماعية منها التأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة .كانت متنورة في تفكيرها ومن المناسب القول انها ربطت في كتاباتها بين الوضع الاجتماعي والوضع السياسي وقالت ان المرأة لايمكن ان تتحرر بدون تحرر الوطن كله وقد اشار لي الاستاذ عبد الله زنكنة الى قصيدتها الرائعة التي كتبتها سنة 1924 بعنوان (1 ايار) وهو عيدالعمال قالت: "ليتني أصبحت عاملة لأبني مدرسة لأطفال كردستان" .وقد تذمرت من الاحتلال البريطاني للعراق ولمنطقتها كردستان وذهبت الى قرية بستان التابعة لمدينة هولير(اربيل) . وتزوجت زينب خان في تلك القرية من سعيد آغا وكان له نفوذ في هذه القرية . كان زوج زينب خان مفكراً مثقفاً ومنفتحاً، لذلك لم يضع أي عوائق أمامها ولم يمنعها من شيء. فكانت عضواً في المجلس التأسيسي في حزبي داركر (الحطابين ) وهيوا ( الامل ) Darker û Hêwa .اتقنت الى جانب لغتها الكردية العربية والفارسية والتركية .كما كانت متمكنة من معرفة الادب الكردي والتراث الانساني ومع هذا خصت مدينتها كوي بسبع قصائد ...كانت تتقن ركوب الخيل كانت فارسة ومناضلة وتجد ان رفع السلاح من اجل حرية شعبها مشروع.
الاستاذة الدكتورة شكرية رسول الاستاذة في جامعة السليمانية ، كتبت عنها واكدت على انها في كل نتاجاتها آمنت دائماً بحمل النساء للسلاح ضد اضطهاد المجتمع واحتلال البلاد من قبل الاجنبي و في جميع قصائدها كانت تدعو الى المساواة بين النساء والرجال، وذلك في ظروف الحياة الحرة. وترى أن حرية البلد والمجتمع تتحقق بالمساواة بين المرأة والرجل. لقد كانت شاعرة ناجحة جداً وشعرت بألم شعبها وأحست به من أعماق روحها".
تحدث أيضاً الاخ الباحث الاستاذ عبدالله زنكين عن حياة زينب خان وعائلتها وأوضح أن والدها كان مثقفاً في المنطقة ، وله تأثير واضح وتابع قائلاً: "أخذ والد زينب ابنته إلى بغداد لتتعلم في مدرسة البنات. وفتح الطريق أمامها بكل السبل المتاحة، كان لهذا تأثير إيجابي على تفكير وآراء زينب وقدرتها على التصرف بثقة والكتابة بحرية. في الواقع، ومن خلال قراءة قصائدها تظهر قوة تحليلاتها الدالة على أنها تمتعت بشخصية قوية، كتبت تحت الاسم المستعار (كجه كورد) في مجلة كلاويج أي ( المصباح ) 1939-1949 والعديد من المجلات والصحف. وقد جذبت هذه الكتابات الغنية المحتوى انتباه أحد الباحثين، فقام بالبحث والتحري عنها ووصل إلى المصدر ووجد أن اسمها زينب خان. قالت الشاعرة التي كتبت دائماً بحب كبير من أجل المرأة: "تستطيع المرأة أن تفعل أشياء كثيرة. وسيكون لها رأي دائم إن سعت وراء اختلاف وتفاوت قوتها وجسارتها. ستصبح رائدة إذا أثارت وعبرت عن أفكارها وذكرياتها الغنية عن طريق المشاعر. يجب أن لا تكتفي بالانشغال بالغزل والنسيج، بل يجب عليها بالإضافة إلى ذلك كتابة آرائها".
توفيت زينت خان في سنة 1963 بعد إصابتها بمرض السرطان. ودفنت في مقبرة ملا محمد في مدينة اربيل بإقليم كردستان العراق . تركت زينب خان وراءها ديوانين للشعر، وعشر قصائد للأطفال، بعض القصص القصيرة والمذكرات.رحم الله الشاعرة العراقية الكردية زينب ملا رؤوف وطيب ثراها وجزاها خيرا على ماقدمت لشعبها ووطنها وامتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق