نمرود وبقاياها في ضوء التنقيبات الاثرية العراقية 1985-2002
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بسعادة غامرة ، تلقيت هدية الاخ الاثاري الكبير الاستاذ مزاحم محمود حسين رئيس بعثة تنقيبات الهيئة العامة للاثار والتراث في النمرود نسحخة من كتابه القيم والجميل الموسوم (#نمرود وبقاياها في ضوء التنقيبات الاثرية العراقية 1985-2002 ) والذي كان قد صدر عن دار نون للطباعة والنشر -الموصل 2023 بحلة قشيبة ، واخراج ممتاز ، وبغلاف سميك ، وصور ملونة ، وقطع كبير يقع في (231) صفحة .وكم كنت سعيدا وانا اتسلم هذه الهدية الثمينة والكتاب قد راجعه الاثاري الدكتور اسماعيل حسين حجارة .
الكتاب عرض مفصل عن الاكتشافات التي حققتها بعثات دائرة الاثار العراقية في العاصمة الاشورية كالح اي النمرود عى مدى عقد ونصف من التنقيبات الاثارية والتي تم فيها اكتشاف الكثير من منجزات الحضارة الاشورية ، وخاصة فيما يتعلق بالمصوغات الذهبية .
كما يتناول الكتاب اهم ما تم الكشف عنه في الجزء الجنوبي من قصر الملك آشور ناصر بال الثاني من مبانٍ ادارية ، وسكنية ، وخدمية فيها الكثير من الاضافات على ما سبق اكتشافه من قبل البعثات الاثارية العراقية والاجنبية التي عملت في المواقع الاشورية وخاصة في القصر المركزي ، وقصر الملك ادد نراري الثالث ، واخيرا فالكتاب يتناول ما تم اكتشافه في معبد عشتار ، والاسود في بوابته الشرقية والعجول أو الثيران المجنحة -لاماسو بالحجم الصغير وقد عثر عليها في الاجزاء الغربية من معبد عشتار .
قدم المؤلف الاستاذ مزاحم محمود حسين ، وبالصور الفوتوغرافية الملونة والمخططات الاثارية والخرائط الجغرافية نبذة عن مدينة نمرود(كالخو) وتاريخ ومواضع التنقيب فيها ، والكتاب مؤلف من خمسة فصول هي على التوالي : تنقيبات مجمع إي - زيدا ومعبد نانو - تنقيبات الجزء الجنوبي من قصر الملك آشور ناصر بال ومكتشفاته - تنقيبات القصر المركزية اي البناية الرئيسية المركزية - تنقيبات قصر الملك اداد نراري الثالث - تنقيبات الجزء الشمالي من المصطبة ومعبد عشتار .
اكتشافات مذهلة ، أضافت الكثير الى معلوماتنا عن مدينة نمرود التي عرفناها من خلال كتاب الاثاري ماكس مالوان التي أجراها وضمن بعثة بريطانية اثارية عملت بين 1949-1957 ، وعلى غرار ما قام به مالوان عمل مزاحم محمود حسين بين سنتي 1985 -2002 وجديرة بالاهتمام تلك النتائج التي حققها العراقيون في مجموعات الاقبية والبئر الرابعة وما ضمته تلك المباني من آثار نادرة لا بل نادرة جدا ، وطبيعي القارئ الكريم يجب ان يعرف ان مدينة النمرود -كالح - كلخو تقع جنوب شرقي مدينة الموصل ب(37) كم على الضفة الشرقية لنهر دجلة ، وشأن هذه المدينة كان عظيما كانت تعد العاصمة الثانية بعد اشور وانتقل اليها كرسي الحكم سنة 877 قبل الميلاد ، واهم ما كان فيها قصر الملك آشور ناصر بال الثاني .وجميل جدا من المؤلف ان يقدم لنا تاريخ ومواضع التنقيب في كالخو من سنة 1845الىسنة 2002.
احتاج الى وقت طويل، وجهد كبير ، لكي اضعكم في صورة تلك المكتشفات المثيرة التي تحدث عنها العالم من خلال وسائل الاعلام .. ثيران مجنحة ، وحلي ومصاطب ومعابد وقصور وقبور واقبية ، وعتبات واوان وزخارف وحلي ذهبية متقنة الصنع وثمينة جدا او بالاحرى لاتقدر بثمن وتوابيت ومسارج وقدور من البرونز وجرار فخارية ملونة بالوان زاهية وغرف ولقى مختلفة ذهبية ولوازم جنائزية ولوازم زينة واقراط من الذهب آية في الصنعة واطواق عنق ذهبية وقلادات من الذهب ورسوم وزخارف واسورة ذهبية ثمينة ومعاضد ذهبية باوزان مختلفة ومحاجل من الذهب ومدافن وغير ذلك .كانت بحق اكتشافات مذهلة .
بورك جهد الاثاري الكبير الاستاذ مزاحم محمود حسبن ومن معه ، ومن وقف الى جانبه ، وله الى جانب هذا الكتاب كتابه (نمرود مدينة الكنوز الذهبية ) ، وكتاب (نمرود قبور الملكات ) باللغة الانكليزية ، وهو اثاري متخصص ومتمرس .. خريج قسم الاثار بكلية آداب بغداد سنة 1969 ، وله مشاركات عديدة في بعثات تنقيبية ومؤتمرات داخل وخارج العراق وله دراسات وبحوث منشورة أمد الله بعمره ،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق