السبت، 25 مايو 2024

سناط والسناطيون.. من شمال العراق إلى أرجاء العالم ...مقال في جريدة (الزمان) إبراهيم خليل العلاف


 


سناط والسناطيون.. من شمال العراق إلى أرجاء العالم ...مقال في جريدة (الزمان)
إبراهيم خليل العلاف*
وسألني احد الاصدقاء عن سناط Sanat والسناطيون ، فقلت له سأكتب مقالة عن هذه المنطقة الحدودية والتي يرتبط أهلها بالعراق وخاصة في اجزاءه الشمالية اقصد في إقليم كردستان العراق وذكرته بالأخت الصحفية العزيزة الأستاذة مريم السناطي وكانت تكتب في جريدة (الجمهورية) واتذكر انها جاءت الموصل اكثر من مرة ، وأجرت حوارات معي ومع الأستاذ سعيد الديوه جي والأستاذ عبد الباسط يونس رحمهما الله .
ثمة صفحة في الفيسبوك بعنوان (سناط) وهذا رابطها :https://www.facebook.com/ جاء فيها ان قرية سناط تقع في ناحية السندي –قضاء زاخو – محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق ، ومركز ناحية السندي ، قرية شرانش .. موقعها الجغرافي في اقصى شمال العراق ومن ينظر خارطة العراق يدقق في خارطة قضاء زاخو ، يجد مثلثا في اقصى الشمال داخلا في حدود تركيا في قمة هذا المثلث الذي يشبه رقم ثمانية ، تقع سناط ولهذا المثلث حكاية مهمة . وتبعد سناط عن زاخو شمالا بين ( 45 الى 50 ) كيلو مترا تفصلهما مرتفعات ، وسلاسل جبلية ، ووديان عميقة لا يدركوعورتها الا المسافر من زاخو الى سناط بطريق القوافل.
سلسلة طويلة
واهم تلك العوارض الطبيعية ( جبل كيرا ) الذي يمتد سلسله طويلة شمال زاخو تحيط به غابات البلوط والصنوبر وحبة الخضراء والدلب الذي يغطي قعر الوديان الغنية بالمياه الهادرة .ويمكن الوصول الى سناط من زاخو مباشرة عبر ( كيرا ) .كما يمكن الوصول اليها من زاخو الى شرانش ( مركز الناحية ) بواسطة السيارات ثم الى سناط عبر طريق غير معبد وبواسطة الحيوانات لكنه اقل صعوبة اذ يسلك خلال واد جميل يصل ( دشتتاخ ) ثم الى سناط . وهناك طريق ثالث من قريا أمرا ( ديراشيش ) شرق قرية سناط ويستخدم هذا الطريق حين يصعب سلوك الطريق القديم عندما تغمرها الثلوج وكما هو معروف فإن هناك قرية تركية قريبة من سناط ومجاورة لها في الجانب التركي من الجبل اسمها (بيلينBilln .. ) . وسناط ترتبط بكثير من المعالم الدينية والتاريخية المسيحية في الموصل ومنها كنيسة مار يوسف ، كما ترتبط بعدد من رجال الدين المسيحيين المعروفين منهم الخوري روفائيل حبابة . واعرف ان اخي وصديقي المؤرخ والمربي والكاتب الأستاذ بهنام حبابة كتب عن ذلك مقالا منشورا على شبكة المعلومات العالمية – الانترنت .وسناط قرية عراقية حدودية تقع في اقصى الشمال من بلدنا العزيز وهي مشهورة بموقعها الاستراتيجي ، ومناظرها الخلابة ، وبساتينها وينابيعها وشلالاتها .في سناط كنيسة قديمة هي كنيسة مار شمرني . الف إبنها الأستاذ جميل زيتو عبدالاحد السناطي ، رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري كتابا عن بلدتة (سناط ) .. وبلدة سناط تابعة لقضاء زاخو ، وللأسف تعرضت خلال احداث الشمال - كما كانوا يسمونها سنة 1975 - الى كثير من التدمير .في وقتها لم تكن تضم الا قرابة (150) بيتا . ومن المناسب القول ان عددا من سكانها تركوا العيش فيها ، وانتقلوا الى أماكن عديدة منها مدينة الموصل . وقسم من سكانها جاء الموصل وسكن محلة الميدان التابعة لكنيسة مار يوسف وفي منطقةالقلعة وحوش الخان وكانت ثمة اسر أخرى سكنت في محلة الاوس – الساعة قرب كنيسة مسكنتا . .كما ان قسما من سكانها يعيشون في عينكاوا وقسم آخر في خارج العراق.
الكتاب الذي الفه الأستاذ جميل زيتو عبد الاحد السناطي ، طبع اكثر من مرة والطبعة الجديدة صدرت في دهوك عن ( دار المشرق الثقافية ) سنة 2015 بعنوان ( سناط في الذاكرة ) وقد ورد في مقدمة الكتاب قول المؤلف وكما جاء في الموقع التالي ورابطه https://www.ishtartv.com/ :” سأحاول من خلال جهدي هذا أن أُسطر الكثير عن سناط وجغرافية سناط القرية التي تتميز عن مثيلاتها بفوارق شهيرة وعن شعبها الذي تميز بصفات وخصائل مغايرة لما حوله.. كما يحوي مؤلفي هذا أبرز الوجهاء والشخصيات التي كان لها دور بارز في صنع حضارة القرية وسأتطرق الى تاريخ الكنيسة والقرية وموقعها الاستراتيجي والشخصيات التي عملت فيها بحكم مواقعها الوظيفية والمهن والأعمال التي زاولتها والعادات والتقاليد الاجتماعية وتضاريسها والصعوبات والمعوقات المتأتية نتيجة بعدها وموقعها الجغرافي الصعب.. حتى اصبحت القرية قِبلة الانظار لعدة عوامل..... وحرصاً وحفاظاً على أن تحمل الاجيال السناطية القادمة الصورة الحقيقية عن سناط (الحضارة التي سادت ثم بادت) موقعاً وتاريخاً وحضارة ومساهمة منا في الحفاظ على ذلك التراث الثمين من الضياع وعدم إبقائه طي الكتمان رأينا ان من واجبنا تحمل مسؤولية نقل ما استطعنا إليه سبيلا عن واقع تلك المناطق الجبلية الوعرة والتضاريس الصعبة.. إن ما نقلته ووثقته ليس إلا غيضا من فيض، كما وأرجو أن أكون قد وفقت في تقديم ما يشتاق اليه السناطيون المنتشرون في مختلف انحاء العالم، من معلومات بدءا بجذورنا والارض التي أنبتتها وأصالة وجودنا كي لا نذوب ضعفاء في متاهات العالم « .من محطات تاريخها الحديث والمعاصر ان الملك غازي ملك العراق السابق رحمه الله 1933-1939 زارها سنة 1938 ، وكان مخفرها مخفر الشرطة هو من الأماكن المهمة التي جلس فيه الملك غازي وتركت زيارته اليها انطباعا جيدا عنها عن هذه البلدة الجميلة.
ومما يذكره الأستاذ بهنام حبابة ان السيدة حاوا الزوجة الثانية للمرحوم سالم نامق وكان قائمقاما لزاخو ، هي من بلدة سناط . وممن سكن الموصل من اهل سناط اسرة الشماس شمعون ربان (توفي سنة 1946) ، واسرة شمعون بولس حنا ، واسرة الشماس متي السناطي ، واسرة فرمان السناطي ، واسرة موشي ميخائيل السناطي والد البطريارك نجيب ميخائيل . ومن رموز سناط سالمتوما روفائيل السناطي ويوسف جبو كاكو السناطي والشماس اوراها ججو هرمز وبهنام موسى السناطي ونعمانحنا موشي السناطي ويونان لازار وداؤد مرقص وموسى فرنسو وغادة بهنام السناطي وبشار بطرس ايشو وفرنسيس سامي السناطي وأخرين . الرحمة لمن غادرونا والبركة في من هم معنا .
الأستاذ جميل زيتو عبد الاحد السناطي أيضا ، الف كتابا ثانيا بعنوان (الاب الراحل القس متي يعقوب ربان 1878-1970 كاريزما كهنوتية اغنت الحياة السناطية ).الاخ الأستاذ مال الله فرج كتب عن هذا الكتاب في الموقع التالي ورابطه :
حياة سناطية
وقال :” إن القس متي يعقوب ريان 1878-1970 هذه الشخصية الروحية الاجتماعية المتميزة التي اثرت الحياة السناطية بحضورها وبعطائها وبتوجيهاتها وبمشاركاتها في مختلف المناسبات ، امتلكت قوة التأثير الاجتماعي من خلال عمق فهمها لعلاقات المجتمع السناطي وطبيعته وتغلغلها فيه وكأنها ركن مهم من شخصية كل سناطي ، فهي كانت حاضرة في الافراح والاعراس والمسرات وفي الاحزان والاتراح والماسي والويلات وفي النجاحات والاخف اقات وكأنها جسد تمتد شرايينه الى كل زوايا المجتمع ليجعل قريته الوادعة التي احبها واحبته تنبض بالحياة. فإلىجانب مهماته الروحية وحرصه على ممارسة الشعائر الدينية كان من جانب اخر حاضر البديهة يعرف كيف يصوغ الابتسامات على وجوه الاخرين ويبادلهم مزاحهم دون تكلف بل ويصوغ النوادر ليخفف من معاناتهم فضلا عن مكنوناته الثقافية المميزة لاسيما في نظم الابيات الشعرية وقصيدته الشهيرة (عوني يا الاها) التي رددها السناطيون في مختلف المناسبات خير دليل على ذلك.
ولعل من الامور العجيبة في مسيرة هذه الكاريزما الكهنوتية كما يشير السيد المؤلف، انه همس بإذن زوجته عندما توفيت صبيحة يوم 25 ــ 12 ــ 1970 ، امام عدد من ابناء القرية (اذهبي بسلام يا امرأة وسألحق بك بعد صلاة الثالث) وقد توفي فعلا بعد ثلاثة ايام رحمه الله».ينتشر أبناء سناط اليوم في مناطق مختلفة من العالم ومنها سان دييغو San Diego وهي مدينة ساحلية أمريكية تقع في جنوب ولاية كاليفورنيا .وكثيرا ما يقيمون احتفالات في مناسبات دينية مختلفة تنشر اخبارها على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها مثلا عيد انتقال مريم العذراء الى السماء بالروح والجسد عيدا كبيرا ومهما في كنائسنا الشرقية والذي يصادف في 15- 8 في كل سنة .والسناطيون يحتفلون كل سنة بهذه المناسبة ويسمونه (شيرا مريم العذراء )، وهذا تقليد مستمر عندهم ويقول بعضهم لبعض :» شيروخن هاوي بريخا « .اعرف من اهل سناط البروفيسور الدكتور أفرام عيسى يوسف ‏‎Ephrem-Isa Yousif‎‏ ويحمل شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة تولوز الفرنسية وأخرى في الحضارة من جامعة نيس ، وكان – رحمه الله توفي سنة 2018 ، مديرا لدار لامارتان للنشر وهي من اكبر دور النشر في باريس . كما ان له عددا من الكتب في مجال حضارة مابين النهرين – العراق القديم وعن الفلاسفة والمترجمين السريان وهو بالأصل من مواليد قرية سناط ومن كتبه المنشورة كتابه ( عطور الصبا في سناط ) ، وفيه يتحدث عن قريته وذكرياته فيها . ومن اهل سناط المعروفين الأب القس جميل نيسان السناطي الذي خدم في بغداد سنين طويلة و جرجيس شكوري: معلم الإنكليزية في مدرسة النجاح الابتدائية والقس نوئيل فرمان السناطي (مواليد سناط 1952) ، وكان بيته في منطقة الساعة ثم انتقل إلى حي العربي، وكان نوئيل من تلاميذ مدرسة شمعون الصفا، ثم درس في معهد مار يوحنا الحبيب سنوات عديدة وتركه وتزوج ثم عاش في الموصل وبغداد، له دراسات وأبحاث ، وكان نائب رئيس تحرير مجلة (الفكر المسيحي ) .وقد وصل الى درجة الكهنوت يوم 29/12/2004 في دهوك ثم خدم مدة قصيرة فيها وفي دمشق ، ويعيش عند كتابة هذه السطور في احدى المدن الكندية يخدم الرعية الكلدانية .
* أستاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
25-5-2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....