الدكتور زكي مبارك يدافع عن شعراء العراق 1939
- ابراهيم العلاف
والدكتور ، ويقولون ( الدكاترة زكي مبارك 1892- 1952) ، لانه يحمل اكثر من شهادة دكتوراه.. اكاديمي ، واديب ، وشاعر ، وصحفي مصري عمل استاذا في دار المعلمين العراقية (كلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية الان) سنة 1937 ، ومنحه العراق وسام الرافدين سنة 1947 . له كتب ومؤلفات ودراسات ومقالات كثيرة جدا ، ومنها كتابه عن ليلى المريضة في العراق . وقف كثيرا للدفاع عن العراق والعراقيين ؛ فهو يحب العراق وله عدد كبير من الاصدقاء فيه . وفي مجلة (الرسالة ) القاهرية لصاحبها الاستاذ احمد حسن الزيات ، كتب سلسلة من المقالات بعنوان ( جناية أحمد امين على الادب العربي )
والاستاذ احمد أمين ايضا اكاديمي ، واديب ، ومفكر ، ومؤرخ مصري كبير 1886-1954 وكان من جملة المقالات الني كتبها الدكتور زكي مبارك واعادت نشرها مجلة ( آفاق عربية)عدد تشرين الثاني 1978 مقالة بعنوان (شاعرية العراق) ، وفيها قال ان ليس من حق الاستاذ احمد امين التساؤل عن" أين شعراء العراق ولماذا لم يتغنى الشاعر العراقي بمناظر البلاد الطبيعية واحداثه الاجتماعية ؟ " .
وقال الدكتور زكي مبارك ان كلام احمد امين امين غريب ؛ فشعراء العراق لم يُفرطّوا في الحديث عن انهارهم وبساتينهم ولم يتركوا صغيرة ولا كبيرة من شؤون المجتمع العراقي الا وكان لهم فيها ابياتا من الشعر وضرب مثلا قول الشاعر العراقي :
ياليت ماء الفرات يخبرنا ** اين استقلت بأهلها السفنُ
وقال من الذي قال :
عيون المها بين الرصافة والجسر **جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
واضاف أن شعراء العراق يمتلكون الجرأة في وصف احداث مجتمعهم وفي العراق مئات من الشعراء ماتوا وعانوا بسبب شعرهم وقولهم الحق في وصف الاحداث السياسية والاجتماعية .
ونقطة مهمة اشار اليها الدكتور زكي مبارك هي ان ما بقي من شعر العراقيين هو فقط ما سمح به الحكام ان يعيش ، ويقول : اكاد اجزم ان الثروة الشعرية في العراق ضاعت منها اشياء كثيرة لهذا السبب .
وضرب مثلا عن ذلك شعر الشريف الرضي ، وقال هناك في العراق لونين من الحياة : حياة السر وحياة العلانية واضاف لقد ضاع من شعر الشريف الرضي الكثير بسبب التخوف من عواقب الجهر بالخوف .
ويقينا ان كل القصائد التي تدعو للثورة اختفت او طمست او اتلفت وقال الدكتور زكي مبارك ان قصائدا لابن الرومي في ذم معاصريه من الحكام والوزراء اختفت وبقي منها ما جازت روايته ، وذهب شعره اللاذع وما يقال عن شعر الشريف الرضي يقال عن شعر المتنبي فقد ضاع منها ما ضاع وكذلك اشعار مسلم بن الوليد واخيرا يتسائل الدكتور زكي مبارك هل خطر ببال الاستاذ احمد امين ان لمسلم بن الوليد قصائد تؤرخ لبعض الوقائع الحربية وهل توجع الناس لمصرع المتوكل الا بفضل رائية البحتري ، وهل عرف الناس عزيمة المعتصم يوم عمورية الا بفضل بائية ابي تمام ؟ .
رحم الله الدكتور زكي مبارك ورحم الله الاستاذ احمد امين .انها ايام خير ؛ كان الادباء والكتاب يتناظرون فيما بينهم بكل ادب ، واخلاق ، واريحية .
*صورة الاستاذ احمد أمين وصورة الدكتور زكي مبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق