الجمعة، 3 مايو 2024

تلفزيون العراق في الذكرى ال (68) لتأسيسه






 



تلفزيون العراق في الذكرى ال (68) لتأسيسه
- ابراهيم العلاف
من الحقائق المهمة في تاريخ التلفزيون العربي ان محطة تلفزيون العراق كانت اول محطة تلفزيون في الوطن العربي .وقد بدأ الارسال في صيف سنة 1957، وبدأت القصة قبل ذلك بسنة (1956) حين حضرت إحدى الشركات الانكليزية وهي شركة (بايPay ) للمشاركة في معرض تجاري للأجهزة الالكترونية في منطقة كرادة مريم في بغداد ، وصادف أن كان من بين معروضاتها (مرسلة للبث التلفزيوني) باللونين .. الاسود والابيض مع استوديو صغير مجهز بلوازم التصوير وعدد من الاجهزة التي اثارت انتباه المسؤولين عن الاعلام في العراق ويقال ان الملك فيصل الثاني هو اول من انتبه الى الموضوع . وبعد انتهاء المعرض قررت الشركة إهداء تلك المعروضات إلى الحكومة العراقية وكان ان تعاقدت الحكومة مع الشركة شركة (باي) تدريب ثلاثة من المهندسين في بريطانيا هم خالد عبد الحكيم و فالح حسن الصوفي و مهدي حسين.
ايضا من الحقائق الاساسية التي يجب ان نعرفها ان أول مدير لقناة (التلفزيون ) العراقي هو ( الاستاذ عدنان أحمد راسم النعيمي ) . وهو اعلامي متخصص شغل المنصب هذا بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية وحصوله على شهادة (الدبلوم) في الوسائل السمعيةوالبصرية وكذلك شهادة الماجستير في التربية الفنية من جامعة انديانا الأمريكية.
ايضا من الحقائق الاساسية في تاريخ التلفزيون العراقي ان الاستاذ مؤيد البدري وهواستاذ في كلية التربية الرياضية في جامعة بغداد كان من الشخصيات الأولى الذين قدموا البرامج في تلفزيون العراق (تلفزيون بغداد) وكان عنوان برنامجه (الرياضة في اسبوع) وحظي بنسبة كبيرة من المشاهدين في العراق ومن ثم في الوطن العربي .كما كان الاستاذ كامل الدباغ وهو من قدم برنامج (العلم للجميع) من الشخصيات المهمة الذين ارتبطت اسمائهم بتاريخ التلفزيون العراقي ولمدة تزيد عن (30) سنة . ايضا المذيعة والاعلامية ابتسام عبد الله قدمت برنامج ( سيرة وذكريات) وكذلك الاعلامية اعتقال الطائي قدمت برامجا منها (السينما للناس) .
ومن المذيعين البارزين الذين عملوا في محطة (تلفزيون العراق)
إبراهيم الزبيدي
أمل المدرس
رشدي عبدالصاحب
مقداد مراد
نهاد نجيب
شمعون متي
مديحة معارج
حنان عبد اللطيف
زكيةالعطار
أكرم محسن
خيريه حبيب
لمى سعيد
تزينت سماء بغداد في هذا اليوم ببرج كهربائي جديد ارتفع في الفضاء الى علو ( 140) قدما وهوبرمج التلفزيون وافتتح الملك فيصل الثاني المحطة محطة تلفزيون العراق بإحتفال رسمي .كان ذلك في اليوم الثاني من شهر ايار -مايو في ذكرى ميلاده .
وتذكر المصادر التاريخية انه قد جرت حفلة الافتتاح في ساحة رحبة من ساحات دار الاذاعة العراقية وقد تولت مديرية حديثة تأسست مهمة الاشراف على امور المحطة واعداد البرامج . وكان من نقل حفلة الافتتاح المذيع محمد علي كريم و المذيعة صبيحة المدرس.
وفي سنة 1976م تم افتتاح التلفزيون الملون وافتتاح الاستوديوهات الجديدة
وترون الى جانب هذه السطور الملك فيصل الثاني ملك العراق السابق رحمة الله عليه وهو يفتتح المحطة
كما ترون في الصورة الاخرى ستديو تلفزيون العراق عند تأسيسه سنة 1956 ...ويبدو المذيع الاستاذ عبد الكريم عباس والمصور شكر محمود وكاظم مساعد المصور وهذه صورة من ارشيفي سبق لها ان نشرت ورقيا في مجلة الاذاعة والتلفزيون 4 ايلول -سبتمبر سنة 1977 .. واعدت نشرها الكترونيا ويمكن ملاحظة بساطة الاستديو والديكور والمنضدة امام المذيع والوسائل التكنيكية .
*راجع ايضا الرابط التالي وفيه تفصيلات مهمة :https://rac-iq.org/
الاستاذ محمد اسماعيل الصحفي المعروف كتب مقالة في جريدة (الصباح) البغدادية عدد 2-5-2020 بعنوان ( تلفزيون جمهورية العراق ..تاريخ وابداع) نقل فيه ما قاله المرحوم المخرج الكبير الاستاذ فيصل الياسري عن نشأة تلفزيون العراق ومما قال :" عند قبولي طالبا لفن التلفزيون، في جامعة نمساوية السنة 1957، قال أحد الاساتذة: “أنت العراقي، آت لتدرس التلفزيون، ماذا ستفعل بالشهادة عند التخرج عائدا الى وطنك الذي لن يفكر بالتلفزيون بعد عقود” فصححت له: “العراقيون يفوقون معلوماتك القاصرة عنهم؛ لأن البث التلفزيوني إنطلق منذ عام في العراق.. أيها الاكاديمي” . واضاف :
عمل التلفزيونيون العراقيون.. حال بدء البث، بجدية لكنها بسيطة" .
ويعقب الاستاذ محمد اسماعيل على ماقاله الاستاذ فيصل الياسري فيقول :"تعاقب على العمل تلفزيون العراق ، إداريو إعلام ومخرجون ومدراء استديوهات ومذيعون ومقدمو برامج ومراسلون وملاكات تقنية، من طراز رفيع، حافظوا.. حتى في عقود التفرد السياسي من 1968 حتى 2003 .. على مستوى مقبول، برغم شدة الاشتراطات، التي يحتوونها بمهنية لا تمتلك القدرة على مواجهة سلطة الإملاءات، لكنها لم تفرط بذوق المشاهد، ولم تدعه ينفرط منها.. متابعا مشدودا بذكاء القائمين على صناعة التلفزيون جملة وتفصيلا...." .
نأمل في نهاية هذا المقال ان يكون العاملون في قناة (العراقية) وفي شبكة الاعلام العراقي خير خلف لخير سلف وارى انهم يحرصون على ذلك ويعملون على ان تكون قنوات العراقية الفضائية مكملة لمسيرة تلفزيون العراق وفقهم الله وبارك بجهودهم الطيبة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...