المسرح الكويتي في مائة عام 1924-2024
-ابراهيم العلاف
في عدد فبراير - شباط 2024 من مجلة ( العربي) الكويتية ملف تاريخي مهم ، وجميل ، وقيم عن تاريخ وواقع ، ومستقبل المسرح الكويتي عبر 100 سنة من وجوده 1924-2024 .
وفي الملف مقالتان الاولى للدكتور سليمان الشطي بعنوان ( المسرح الكويتي في مئة عام) ، والثانية للدكتور أُسامة ابو طالب بعنوان ( المسرح الكويتي من التقاليدي الى الطليعي) .والملف مصور يضم عددا من الصور لرموز المسرح الكويتي وللقطات من مسرحيات عرضت على خشبة المسارح الكويتية ضمن المئة سنة الماضية .
والحديث عن المسرح الكويتي ، لايستقيم بدون الحديث عن الشيخ عبد العزيز الرشيد الرائد النهضوي الكويتي الكبير وهو من ابتدأ المسرح في نهاية العام الدراسي 1924 ، وكان مدرسا في المدرسة الاحمدية بتقديم عرض مسرحي بعنوان ( محاورة اصلاحية) ، وفي الثلاثينات من القرن العشرين استقدمت الكويت بعثة تعليمية فلسطينية كان من بينها مدرس اللغة العربية الاستاذ محمد محمود نجم ، وكان مهتما بالمسرح ، وقدم مسرحية (عمر بن الخطاب) ، ومسرحية( فتح مصر ) 1939-1940 .
وفي الاربعينات من القرن الماضي القرن العشرين ، برز حمد الرجيب وكان له دور محوري في تاريخ المسرح الكويتي تمثيلا واخراجا واتخذت العروض طابعا توعويا يؤكد على تنمية الوعي الوطني ، والاحساس القومي العربي ومن هنا تم التأكيد على النصوص التاريخية، وتشكلت (فرقة الكشاف الوطني المسرحية )1954 وبرز الاستاذ محمد النشمي الذي توجه نحو مسار اللهجة العامية في التمثيل ، وترافق ذلك مع حضور الاستاذ زكي طليمات من مصر سنة 1958 ، وتشكيل (فرقة المسرح العربي) الرسمية ، وأول مسرحياتها 1962 (صقر قريش) ، وتوالى تشكيل الفرق المسرحية ومنها (فرقة المسرح الكويتي) ، و(فرقة المسرح الشعبي) ، و(فرقة مسرح الخليج العربي) .
وركز المسرح الكويتي على التحولات الكبيرة في المجتمع ، وانعكست على المفاهيم ، والسلوك والصراع بين الاجيال ولدينا في هذا التوجه مسرحية ( عشت وشفت) لسعد الفرج ومسرحية (المخلب الكبير) لصقر الرشود ومسرحية (الطين) .
وفي عقد السبعينات من القرن الماضي ، ازدهر المسرح السياسي وبعدها ظهرت الفرق المسرحية الخاصة وظل المسرح الكويتي حاضرا في الساحة الثقافية وله جمهوره الواسع .
مرحلة البدايات كانت مرحلة تقليدية اتباعية ، وكانت ثمة حركة تجديد في المسرح في التسعينات وظهر جيل جديد من المسرحيين الكويتيين يعدون (جيل الطليعيين) ، برزوا بعد تحرير الكويت وتعافي مؤسسة المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب والعودة لممارسة دورها التنويرس في مجالاتها المختلفة ومنها المسرح .المسرحيين الكويتيين استفادوا من البدايات وانطلقوا الى آفاق جديدة ، وشاركوا في مهرجانات مسرحية خارج الكويت وادخلوا التقنيات تقنيات العرض وتقنيات التوصيل الجديدة ، ويعد الكاتب والمخرج المسرحي ناصر كرماني واحدا من الطليعيين في المسرح الكويتي وبرز اسم سليمان البسام كرجل مسرح متميز ولاننسى جهود الكاتبة والمخرجة سعداء الدعاس والتي قدمت في مسرحيتها الشهيرة (هاملتهن ) مايشبه (المعارضة ) لدراما هاملت - شكسبير .
اسماء كثيرة سجلت حضورا طاغيا في حركة المسرح الكويتي خلال ال 100 سنة الماضية ان كان على صعيد الكويت ، او حتى على صعيد الوطن العربي مسرحيات لايمكن ان تغيب عن الذاكرة العربية المعاصرية ورموز مسرحيون كويتيون لايمكن ان ننساهم ابدا منهم خالد النفيسي ، وغانم الصالح ، وحياة الفهد ، وسعاد عبد الله ، وعبد الحسين عبد الرضا ، وابراهيم الصلال ، وعبد الرحمن العقل ، وسعد الفرج ، وداؤد حسين ، وخليل اسماعيل وانتصار الشراح وعبد العزيز النمش ، ومحمد النشمي ، وحمد الرجيب ، ومريم الغضبان ومريم الصالح وعبد الرحمن الضويحي وعبد العزيز الفهد ، وعبد العزيز السريع ، وعلي المفيدي ، ومنصور المنصور ، وبدر محارب ، وشايع الشايع ، وعلي العنزي ، وفيصل العبيد ، وسعداء الدعاس ، وحسين المسلم ، وعبد الله العابر ، وغيرهم خدموا المسرح الكويتي بكل امانة واخلاص ، وقسم منهم مايزالون .. رحم الله من فقدناهم والبركة بمن هم يواصلون المسيرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق