الدكتور جلال الخياط وحركة الثقافة العراقية المعاصرة*
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
في يوم 20 من كانون الثاني - يناير سنة 2005 سمعت وقرأت خبر رحيل الاستاذ الجامعي والمربي والكاتب والناقد والباحث العراقي الموصلي المرحوم جلال ايوب صبري الخياط عن عمر يناهز الـ (73) سنة. ولكنه كان يعيش في لندن قبل سنوات خاصة وانه كان يعاني من مرض مزمن، فقد دفن في مقبرة غرينغورد غرب العاصمة لندن.
والدكتور الخياط ناقد ادبي معروف وكثيرا ما رأيت طلبته عندما كنا طلابا بجامعة بغداد ابان الستينات من القرن الماضي، يمدحونه ويضعونه في مكانة متميزة بين اساتذتهم آنذاك وبعدها اطلعت على بعض كتاباته فاعجبت بها وادركت قيمة ودور هذا الاستاذ الجليل وازدادت معرفتي به في السنوات التالية..
تألمت لرحيله والدكتور الخياط رحمه الله من مواليد الموصل 1932 وابوه هو المربي والكاتب المعروف (ايوب صبري الخياط). اكمل جلال ايوب الخياط دراسته في مدارس الموصل ثم دخل دار المعلمين العالية (كلية التربية) ببغداد وتخرج فيها سنة 1955 وعين مدرسا لمادة اللغة العربية في بعض المدارس الثانوية وفي سنة 1961 التحق بالبعثة العلمية لوزارة التربية وسافر الى بريطانيا حيث التحق بجامعة كمبردج الشهيرة وهناك قدم اطروحته للدكتوراه بعنوان: ((مفهوم الحداثة في الشعر العراقي)) وقد تتلمذ على نخبة من المستشرقين امثال (اربري) و(سرجنت) عاد الى العراق سنة 1965 وعين مدرسا في قسم اللغة العربية بكلية الاداب، جامعة بغداد ومن المواد الدراسية التي اهتم بها (النقد الادبي)، لذلك انجز مجموعة كبيرة من الكتب في هذا المجال منها:
1. الشعر العراقي الحديث: مرحلة وتطور 1970
2. التكسب بالشعر 1970
3. الشعر والزمن 1975
4. المثال والتحول في شعر المتنبي وحياته 1977
5. الاصول الدرامية في الشعر العربي1982
6. احمد الصافي النجفي دراسة ومختارات 1987
وقبيل وفاته كان يعمل في كتاب لم ير النور بعد، عنوانه: (الجنون في الشعر) ويعد عملا موسوعيا نأمل ان ينشر قريبا.
لم يكن الخياط منشغلا بالتدريس والتأليف وانما ارتبط بالمحيط واسهم في تشكيل الحياة الثقافية العربية المعاصرة.
وقد كتب مئات المقالات والدراسات والبحوث. نشرت في مجلات موصلية وعراقية وعربية واجنبية. وقد استطاع بحق ان يكون كاتبا وباحثا متميزا يقف بكل جرأة وكفاءة امام اساتذة وباحثين امثال الدكتور ابراهيم السامرائي والدكتور علي جواد الطاهر والدكتور مهدي المخزومي. في كتابه (المنفى والملكوت) دعا الى عدم اعتماد منهج نقدي محدد في دراسة الالوان الادبية، واكد اهمية الاستفادة من المناهج النقدية مؤكدا اهمية البحث عن قيمة المنهج مرتبطا بجوهر النص.الرحمة للدكتور الخياط وجزاه الله خيرا عما قدم لوطنه وامته.
*جريدة المدى (البغدادية ) والرابطhttp://almadasupplements.com/news.php?action=view&id=10783
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق