عبد اللطيف ثنيان الصحفي العراقي النجدي وجريدة (الرقيب) البغدادية في ذكرى صدورها ال ( 115)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في يوم 28 من كانون الثاني - يناير سنة 1909 اي في مثل هذا اليوم وقبل (115) سنة صدرت في بغداد مركز ولاية بغداد العثمانية جريدة بإسم جريدة (الرقيب) لصاحبها الاستاذ عبد اللطيف ثنيان لتكون صوتا للعروبيين القوميين المناوئين للسيطرة العثمانية ومنبرا لهم وقد اكتسبت شعبية طاغية وقد تصدت لها السلطة الاتحادية الحاكمة واغلقتها واصدرت قرارا باعتقال صاحبها فهرب الرجل الى مصر ولم يعد الا بعد سقوط حكم العثمانيين اثر انتهاء الحرب العظمى 1914 -1918 .
ومن الطريف ان الاخوة السعوديين يعدون جريدة (الرقيب) لصاحبها الاستاذ عبد اللطيف ثنيان من ( الصحافة السعودية المهاجرة ) ، وقد قرأتُ مقالا للاستاذ بدر الخريف في جريدة ( الشرق الاوسط) اللندنية العدد الصادر في 10 كانون الاول - ديسمبر سنة 2018 يعدها من الصحافة السعودية المهاجرة . ويقصد ان الاستاذ عبد اللطيف ثنيان ( نجدي) سكن العراق واصدر فيها جريدة وهذا شيء طبيعي كان مقبولا في هاتيك الايام فبلاد العرب اوطاني من الشام الى بغداد ، ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان .
كتب الاستاذ حميد المطبعي في الجزء الثاني من (موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين) وطبعت في دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1996 عن الاستاذ عبد اللطيف ثنيان وقال انه صحفي رائد واديب ومن مواليد بغداد سنة 1867 وان من اساتذته محمود شكري الالوسي وقد مارس التجارة بين البصرة واقطار الخليج العربي وكان اجداده قد فعلوا هذا الشيئ لكنه اهتم بالثقافة والسياسة والصحافة فكتب المقال والتعليق منذ سنة 1890 واسس مكتبة لبيع الكتب وكان يستوردها من مصر والشام واستانبول واصدر جريدة (الرقيب ) بقصد تنوير القارئ بمفاهيم الحرية والقومية والاستقلال واصدر جريدة (الرقيب) سنة 1909 ورحل الى الهند ومن ثم الحجاز وعاد الى بغداد سنة 1915 وتعرض للاعتقال والنفي من السلطة العثمانية وعاد سنة 1916 وعارض الاحتلال البريطاني وابعده المحتلون الى الفاو واعادوه وعينوه سنة 1918 اي بعد احتلال بغداد 1917 امينا عاما للمكتبة العامة 1932-1924 وانتخب نائبا عن ديالى 1934-1935 وبعدها نائبا عن بغداد 1929-1943 .
من مؤلفاته :
1. قاموس العوام في دار السلام
2.امثال العوام في دار السلام
3. فهارس لحية الحيوان للدميري
4. فهارس لكتاب الاغاني
5. فهارس لرسالة الغفران
كتب عنه الاستاذ عباس العزاوي والاستاذ روفائيل بطي والاستاذ كوركيس عواد .
كان له مجلس (صالون ادبي) في داره في الاعظمية يحضره عدد كبير من الادباء والشعراء والعلماء والصحفيين منهم الشاعر معروف الرصافي .
في (موسوعة اعلام الصحافة في الوطن العربي) المجلد الاول ، وصدرت ضمن ( الموسوعة الصحفية العربية ) ، تونس 1997 ورد ذكره ومما جاء في سيرته انه من الوجوه الادبية المرموقة اصدر جريدة (الرقيب) في 28 كانون الثاني 1909 باللغتين العربية والتركية وكانت من اجرأ الصحف في سياستها ومواقفها وتميزت بسلامة لغتها واساوبها السلسوعالجت فضلا عن القضايا السياسية ،شؤون التربية والتعليم والاجتماع وشؤون الالوية وكانت تؤكد على ضرورة الالتزام بأحكام الدستور واستمرت الرقيب سنتين ثم توقفت بعد ان سافر صاحبها في رحلة الى دمشق والقاهرة وكان والي بغداد ناظم باشا يخافه فنفاه الى الموصل ولكنه تمكن من الافلات قاصدا سوريا ومصر ومنها الى استانبول واستطاع ان يتصل بوزير الداخلية هناك والصدر الاعظم العثماني اي رئيس الوزراء ويتحدث لهم عن فضائح الوالي والي بغداد ناظم باشا وسلوكياته وتسعفه .
توفي الاستاذ عبد اللطيف ثنيان سنة 1944 رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم ، وسيرته وجهاده السياسي والصحفي يصلح ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير في التاريخ وفي الصحافة والاعلام .
رحم الله عبد اللطيف ثنيان وطيب ثراه كان اديبا وكاتبا وصحفيا متميزا ذو قلم وفكر وموقف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق