قرية بازوايا في ضواحي مدينة الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
من القرى الجميلة التي تقع في ضواحي الموصل اذ تبعد عن مركز مدينة الموصل شرقا بحدود ( 10) كيلومترا . وتعتبر وكأنها جزء من مدينة الموصل وهي في الضواحي الشرقية من المدينة اعرف عددا من الاصدقاء من هذه القرية منذ عقود خمسة والقرية بالرغم من انها في ضواحي الموصل لكنها وقرية كوكجلي المجاورة لها وقريتي بازوايا وكوكجلي تقعان على الطريق الذي يربط مدينة الموصل بمدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق .
اما لماذا سميت بازوايا هكذا ؛ فهناك من يقول ان الاصل في الشبكية (لهجة ماجو) ومكون من كلمتين (باز) أي طير و(وايا ) تجمع فيكون الاسم بازوايا أي مكان تجمع الطيور .
من الناحية فان قرية بازوايا وقرية كوكجلي يتبعان ناحية بعشيقة وناحية بعشيقة تتبع قضاء الموصل وقضاء الموصل استحدث بموجب ارادة صدرت في العهد الملكي سنة 1921 أي بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة .ويسكن قرية بازوايا ( الشبك ) وهم يتحدثون بلهجة خاصة تسمى اللهجة الشبكية ويقال انها تنحدر من اللهجة الهورمانية الكردية . والشبك في قرية بازوايا مسلمون على المذهب الشيعي الاثني عشري وهناك من يشير في بعض المدونات التاريخية انهم يشكلون ثلثي سكان القرية والثلث الاخر من اهل السنة والجماعة من الكورد والعرب . ويذكر الاستاذ عباس العزاوي في كتابه (الكاكائية في التاريخ ) ان اغلب سكان قرية بازوايا شبك وهناك عرب الجحيش ومن الكرد والتركمان واقلية من العرب والعرب الذين يسكنونها هم من عرب الراشد والزهيرية ، وهذا الكلام يعود الى مطلع الخمسينات واواخر الاربعينات من القرن الماضي
في القرية مدارس وجوامع ومركز للرعاية الصحية ومشروع للماء . فضلا عن ان فيها اسواق زاخرة قسم منها قديم والقسم الاخر حديث . وقد ورد ذكر القرية في ( انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية) ، ومما جاء في هذه الانسكلوبيديا ان القرية تضم خمسة جوامع ثلاثة منها للسنة واثنتان منها للشيعة .كما يوجد فيها ايضا مقام الامام العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام .من المساجد الكبيرة في قرية بازوايا مسجد الامام علي، وجامع اهل البيت الذي بني منذ زمن الامام محسن الحكيم رحمه الله والمسجد اليوم بإمامة السيد علي ولي الحيدري وهناك جامع الرواس وجامع التوابين . ويؤكد السيد علي ولي الحيدري دوما في خطبه ووعظه على اهمية تعزيز مفهوم التسامح والتعايش بين كافة ابناء القرية ومحافظة نينوى والعراق ، ويؤكد على دور المرأة في المجتمع وضرورة الإهتمام بها.
قرية بازوايا ، ككل قرى سهل نينوى ، قرية زراعية يشتهر اهلها بممارسة زراعة الحنطة والشعير ارضها خصبة وتعمد في الزراعة على الامطار أي الزراعة الديمية وطبيعي هناك اختلاف وتباين بين كل سنة واخرى في معدل سقوط الامطار وقد جرب اهل القرية حفر آبار ارتوازية لكنهم فوجئوا بأن مياه المنطقة كبريتية وفيها املاح لاتصلح للري ولا للشرب . كما يتميز اهل بازوايا بتربية المواشي وهم معروفون بالربط أي برط الابقار والمواشي وتربيتها والتجارة فيها وهم نشيطون في ذلك وتعتمد الموصل عليهم في توفير الابقار
ونفوس قرية بازوايا الان يزيدون على (17000) سبعة عشر الف نسمة ومعنى هذا انها قرية كبيرة وتعتبر من اكبر القرى في منطقة سهل نينوى حتى ان اهالي القرية قدموا مقترحا الى وزارة التخطيط يطلبون فيه تحويل قريتهم الى (ناحية ) مستقلة لأهميتها علما انها كانت وبموجب المرسوم الجمهوري رقم 342 في 2 آب سنة 1972 (ناحية ) ناحية ترتبط بقضاء مركز الموصل لكن الناحية ناحية بازوايا الغيت سنة 1976 . وقد نص المرسوم على ان تضم ناحية بازوايا (11) قرية ابوجربوعه و(12) ابوجربوعه و13 قرية الدراويش و(14) الدراويش و(16) شبك و(17) قره تبه شبك و(18) كورى غريبان و(19) كوكجلي و(20) قولان تبة و(44) الحشمية و(46) اولمش و(47) اورطة خراب و(51) اربجية و(52) تلياره و(53) بايبوخت و(53) تل بايزيد و(54) بازايا و(55) يدرك و(56) جنجي و(57) وادي السماق و(58) عمر قابجي و(60) الفاضلية و(61) ورسيباط و(63) باريمة و(72) طويزاوة و(122) بلدية اورطة خراب و(123) بلدية الفاضلية / ناحية بعشيقة
و(29) جليوخان و(32) اللك و(33) علي رش و(34) يكيجة و(35) طوبراق زيارة و(55) طهراوة و(56) خربة تبه و(70) منارة شبك و(71) باشبيتة / ناحية الحمدانية
وتكون حدودها الادارية الحدود الخارجية للمقاطعات المرقمة (63) و(61) و(60) و(58) و(14) و(12) و(72) و(56) و(71)و(710) و(33) و(34) و(33) مرة ثانية و(32) و(29) و(32) مرة ثانية و(35) و(19) و(51) و(44) و(46) و(47) و(53) و(55) و61 مرة ثانية وهي من المقاطعات الوارد ذكرها اعلاه
الوضع الاقتصادي لسكان بازوايا جيد جدا واهاليها وضعهم الاقتصادي جيد وهم من كان يدير اقتصاد الموصل في جانبين اولهما امتلاك المواشي وتربيتها وثانيهما امتلاك الشاحنات ووسائط النقل التجاري في داخل العراق وخارجه فكما هو معروف ان عددا من ابنائها كانوا يعملون في قيادة وامتلاك الشاحنات (التريلات ) والخزانات الحوضية التي تنقل المنتجات النفطية بشكل كبير وثمة من يقدر عدد تلك الشاحنات ب(2000) شاحنة ومركبة كبيرة ويقال ان امام المنازل ال (2000) هناك (2000) شاحنة (تريلة ) .كما ان البعض من سكان القرية وككل ابناء القرى الاخرى في محافظة نينوى اتجهوا الى الوظيفة الحكومية وهذا مما ادى الى اهمال الزراعة . وهناك من يشير الى " ان اهالي قرية بازوايا يمتلكون اكبر اسطول بري من الشاحنات ( تريلات ) التى تنقل المواد الغذائية والنفط ومشتاقاتها عبر الصهاريج النفطية والحاويات" .
وقد يكون من المناسب ان اشير الى ان التوسع العمراني في السنوات الاخيرة ادى الى زحف العمران على الاراضي الزراعية وتعرضت القرية الى قطع مياه السلامية عنها وهذا كله اضعف الوضع الزراعي في هذه القرية التي كانت متميزة في زراعة الحبوب .
نقطة مهمة اخرى لابد ان اشير اليها وهي طغيان الجوانب السياسية على الوضع الاجتماعي في القرية واتذكر انه منذ السبعينات اتجه عدد من شباب القرية للانضمام الى الحركة الكردية المسلحة وتوجه البعض الى ممارسة نشاطات سياسية مناوئة للدولة في ظل نظام الحكم السابق لذلك تعرضت القرية الى عمليات تهجير ونوح في اواخر سنوات الثمانينات من القرن الماضي وخاصة بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 مع العلم ان السلطة في النظام السابق أي قبل الاحتلال الامريكي 2003 اصدرت عفوا عاما عن سكان القرية .
وخلال سيطرة عناصر داعش على الموصل في حزيران 2014 وحتى تحرير القرية في 31 من تشرين الأول سنة 2016 ، واجهت القرية مشاكل ونزوح بعد ان سيطرت عناصر داعش على محافظة نينوى وعلى قرية بازوايا في اب سنة 2014 وقد وجدنا على جدرانها مايشير الى ان عناصر داعش غيروا اسمها الى (قرية ذو النورين ) .سيطرة عناصر داعش عليها ادى الى نزوح عدد كبير من سكانها باتجاه اقليم كردستان العراق من جهة والى المحافظات الجنوبية من جهة اخرى لكنهم وبعد التحرير ودخول قوات مكافحة الارهاب القرية عادوا الى قريتهم وهم اليوم يمارسون نشاطاتهم والحمد لله بكل امان واستقرار .
في قرية بازوايا مدرسة بازوايا الابتدائية للبنين واخرى للبنات وثانوية بازوايا للبنين ومدرسة بازوايا الابتدائية المتخلطة والان هناك مدرستان قد الانشاء .
في القرية ( مركز للرعاية الصحية الاولية في بازوايا ) تابع لدائرة صحة نينوى – القطاع الايسر فيه طبابة للاسنان وهو لايفي باحتياجات السكان الطبية والصحة وهم بحاجة الى مستشفى متكامل .
كما ان في القرية حسينية وثلاث جوامع هي جامع الغفران وتأسس سنة 1952 وجامع الرواس وتأسس سنة 1986 وجامع المحسنين وتأسس سنة 2000 .
وفي القرية نشاط رياضي ملفت للنظر ففيها نادي بازوايا الرياضي وفيها بحدود (15) فريق لكرة القدم واهم هذه الفرق منتخب بازوايا ، وفريق المستقبل ، والنهرين ، والحرية ، والنوارس ، والنفط ، والسلام .
مختار القرية هو الاخ حازم محمد ابو لازم وقد تقاعد ومختار القرية اليوم هوالاخ يونس شريف غريب ، والقرية بالتأكيد انجبت العديد من الرموز والشخصيات التي خدمت البلد واذكر من هذه الشخصيات السيد علي ولي الحيدري والطبيب والاكاديمي والاستاذ الجامعي الدكتور اسماعيل داود والحاج علي حميد والاستاذ سعد سالم التدريسي في جامعة الموصل والاستاذ عدنان جعفر عضو مجلس محافظة نينوى السابق والعقيد حسين علي في محافظة نينوى والدكتور رياض عكاب الرياضي والتربوي المعروف والاخ الدكتور ادهام فاضل استاذ التاريخ بكلية الاداب – جامعة الموصل والاخ الدكتور محمد حمزة رئيس قسم اللغة الانكليزية في جامعة الحمدانية والتدريسي السابق في جامعة الموصل والاخ الدكتور خزعل ياسين التدريسي في جامعة الحمدانية حاليا والاستاذ مجيد محمد مدرس مادة التاريخ في ثانوية بازوايا للبنين والاستاذ ايوب مختار مدرس اللغة الانكليزية فيها والمهندس الاخ والصديق الاستاذ علاء عدنان الزهيري والذي افادني بالكثير من المعلومات القيمة عن القرية .
أدعو المسؤولين في محافظة نينوى الى الاهتمام بهذه القرية الحيوية والمهمة وتلبية كل احتياجاتها وابرزها السعي باتجاه تحويلها الى ناحية وتبليط طرقها وشوارعها وانشاء مستشفى فيها يضم كل الاجنحة والتخصصات فضلا عن الاهتمام باقامة مراكز اجتماعية وبيطرية تهتم بالثروة الزراعية والحيوانية في القرية . كما اجدد دعوة اهل القرية الى الاسراع في اكمال واعداد مشروع تمليك الاراضي المتجاوز عليها والتي تدخل ضمن حدود التصميم الاساسي للمدن.
تحياتي لاهلي في قرية بازوايا وتمنياتي لهم بالتقدم والنجاح وانتظر ملاحظاتهم واضافاتهم .
*https://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/.../blog-post_14...
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
السبت، 27 يناير 2024
قرية بازوايا في ضواحي مدينة الموصل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل
الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق