العاب التسلية الشعبية عند الموصليين
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
والعاب التسلية في الموصل ، متنوعة ومختلفة .هناك العاب تسلية للكبار، وهناك العاب تسلية للأولاد من البنين ، وهناك العاب تسلية للبنات وانا حين اتكلم عن العاب التسلية لا اقصد ما هو شائع اليوم ؛ ففي يومنا العاب تسلية تختلف عن ما كان سائدا في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي اي القرن العشرين فاليوم هناك الموبايل والتلفزيون والانترنت والدراجات والالعاب الالكترونية وما شاكل .
في ايام زمان - كما نسميها اليوم - كان الرجل يذهب الى المقهى ، ويمارس لعبة ( الدومينو) و( الطاولي) .ورأيت رجالا في الخمسينات يتسلون بما يسمى ( صراع الديكة ) في المقاهي او برفع الاثقال او حتى الرمي بالمسدس وكان هناك من يتقن ما كان يسمى ( ضرب النيشان) ، وهكذا تمضي الايام والرجال يتوافدون على المقاهي ويسمونها ( جايخانات ) ، يسمعون فيها الاسطوانات اسطوانات الاغاني والمقامات واذكر ( قهوة عبو قديح ) عند مدخل شارع النجفي من جهة شارع نينوى انموذجا لتلك المقاهي .
ونعود الى العاب التسلية عند الاطفال ، واقول انها كانت كثيرة ، فالاولاد كانوا يلعبون في الطرقات والازقة (العجات) وفوق المقابر ، وفي السطوح سطوح البيوت المتلاصقة .
ومن العاب التسلية ( لعبة جقه شبغ ) ، و( لعبة الحجيجية ) و( لعبة المزيغيع) و( لعبة الكعيب) و( لعبة حاح وكطا) ، و( لعبة الخبويي ) و( لعبة اول عبره) ولعبة ( هبابة الهبابا) ولعبة ( من شخطك ياكمر) و( لعبة على قسطك ما اقعد) ولعبة (ايدك ليك ) ، ولعبة ( الطيارة الورقية) ولعبة ( الويل ) ويل الدراجة الهوائية و( عربة البوربرينات) ، وكل هذه الالعاب يمارسها الاطفال من البنين .
وللبنات العاب منها ( الطمي) و( الجولا) و( النكيره) و( الشكله) و( ام الغيث) ، و( حجنجلي بجنجلي) .ومن الطريف ان الاخ اللواء الركن المتقاعد ازهر العبيدي شرح كل هذه الالعاب في كتابه (الموصل ايام زمان ) وطبع في الموصل سنة 1990 .
ومن الطريف ايضا ان بعض هذه الالعاب (لعبات) كانت ترافقها اغانٍ شعبية فمثلا لعبة (كشك وعدس) ترافقها اغنية : كشك وعدس ما احبو ...يويا
يغلي غلي واصبو ..يةويا
اصبوا بالبواطي ...يويا
خواتي ماياكلونو ...يويا
طاف القدح بالمعين ..يويا
واشهدوا يامسلمين ...يويا
حس الجنيجيل بالشط ..يويا
كل من ما يلعب ينبط ..يويا
اطشوا بالبلوعة ..يويا
وايد ججو مقطوعا ...يويا
ولعبة (كشك وعدس ) تقف فيها البنات على شكل قطار خلف من تمثل دور الام واللعبة تُلعب بوضع عدة خرزات في يد بنت والبنت تمثل دور الام وهناك بنت اخرى تمثل الداميي التي تخطف الاطفال من خلف امهم وهي تغني : كشك وعدس ما احبو فتردد البنات يويا وهكذا .
العاب التسلية كثيرة وفي تراث الموصل الكثير مما يحتاج منا الى وقت طويل وجهد عظيم لكي نرصدها ونتحدث عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق