الاثنين، 15 يناير 2024

مؤيد نعمة 1951-2005 الكاريكاتيرست العراقي الكبير ا.د.ابراهيم خليل العلاف






                 في الوسط الاستاذ مؤيد نعمة وعلى اليمين الاستاذ ضياء الحجار وعلى اليسار الاستاذ اسماعيل فتاح الترك 
 


مؤيد نعمة 1951-2005 الكاريكاتيرست العراقي الكبير
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في يوم 27 تشرين الثاني - نوفمبر سنة 2005 ، توفي الكاريكاتيرست العراقي الاستاذ مؤيد نعمة رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم . وقد سبق ان كتبت عنه مقالة نشرتها في مدونتي مدونة الدكتور ابراهيم العلاف والرابط هو :https://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/ ومما قلته في مقالتي :
لا اعتقد ان أحدا من الذين كانوا يتابعون الصحافة العراقية منذ اواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي يجهل من هو الرسام الكاركاتيري الاستاذ مؤيد نعمة 1951-2005 .فلقد كانت رسومه الكاريكاتيرية تملا الصحف وخاصة جريدة الجمهورية .والأستاذ مؤيد نعمة - رحمه الله - يحمل شهادة البكالوريوس من قسم الفنون التشكيلية باكاديمية الفنون الجميلة العراقية ببغداد –وكان تخصصه الخزف ..اقام معارض كثيرة داخل العراق ، وأسهم في معارض اخرى خارج العراق وكان يحرص في رسوماته الكاريكاتيرية على المباشرة والدقة في تشكيل اللوحة ..
كتب عنه الاستاذ علي ابراهيم الدليمي مقالة جميلة بعنوان : " مؤيد نعمة.. أول من وظف الكاريكاتير في فن النحت الخزفي" قال فيها ان بدايات الفنان الكاريكاتيري مؤيد نعمة كانت مع مجلة المتفرج (الساخرة ) سنة 1967. وفي سنة 1969 دعي الفنان مؤيد نعمة ومجموعة من الفنانين الشباب للعمل في مجلة (مجلتي) للأطفال ثم (المزمار) في بداية اصدارهما،سنة 1972 بدأ مؤيد نعمة يرسم لمجلة (الف باء) بشكل اسبوعي ومتواصل بالإضافة الى رسومه للأطفال والصحافة أليومية ومنها (جريدة طريق الشعب) الذي انتمى لكادرها سنة 1973 لحين توقفها سنة 1979. وفي سنة 1973 أسهم مع كل من الفنانين بسام فرج وأديب مكي في رسم وتصميم أول فيلم كارتوني عراقي بعنوان :" لعبة القدم الاميركية" الذي أنتجته مؤسسة السينما والمسرح ومن اخراج الفنان فكتور حداد، وقد حاز هذا الفيلم على الجائزة التقديرية في مهرجان أفلام فلسطين الثاني في بغداد. وكانت لمؤيد نعمة أول مشاركة دولية له في مسابقة (بينالة كابروفو) البلغارية سنة 1972 الذي أقيم تحت عنوان : " العالم ما زال يحيا، لانه يضحك" ، وقد حصد الجائزة الثالثة سنة 1979 في المسابقة نفسها ، وعلى اثر ذلك أصبح للعراق جناح خاص في هذه ألمسابقة مشاركة مع زميله الفنان المبدع بسام فرج، فضلا عن مشاركاته الدولية العديدة في كوبا ويوغسلافيا وبلجيكا واليابان وتركيا.. وفي سنة 1991 انتخب من قبل زملائه رسامي ألصحف لرئاسة جمعية الكاريكاتير في نقابة الصحفيين العراقيين.
أما الاستاذ مازن لطيف فقد كتب عنه مقالة بعنوان :" رحلة في عالم فنان الكاريكاتير مؤيد نعمة" قال فيها :" عرف فنان الكاريكاتير مؤيد نعمة بجرأته الفنية عبر رسوماته في مجلة الف باء وجريدة الجمهورية ومجلة حراس الوطن ومجلتي والمزمار في فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين" . زوجته هي الصحفية المعروفة مها البياتي وقد عملا سوية .كان يساريا تقدميا لهذا تعرض للاعتقال والعنت من السلطة الحاكمة وقد هجر العراق لفترة من الزمن . وقيل انه كان شيوعيا وقد ٌعرف بثقافته الواسعة ومتابعته للمستجدات وكان قارئا نهما .. كتب للأطفال وأدخل فن الخزف في الرسوم الكاريكاتيرية ، وانجز العديد من الاعمال في هذا الميدان منها تمثالين للشاعرين العظيمين الجواهري والسياب . وصفه الاستاذ فارس كمال نظمي حيث قال: لقد خطا مؤيد نعمة بوعيه الجمالي التنويري أبعدَ من وعي اللحظة التاريخية المظلمة التي طوقته، إذ رغم غيابه الفيزيقي المبكر عن هواء العراق، إلا أنه أفلح بالالتحاق الأبدي بذاكرة الثقافة العراقية ومنغصاتها المؤلمة والحزينة . اما الاستاذ خالد خضير الصالحي فيقول في مقالته :"مؤيد نعمة رسام الكاريكاتير " :" لقد تجسدت أهمية الرسام الراحل مؤيد نعمة في كونه شكّل البوابة الأهم لتحوّل الرسم الكاريكاتيري العراقي نحو الحداثة، فمن خلال توظيفه أساليب المدرسة السوفيتية والأوروبية الاشتراكية ألسابقة في تناول ألموضوعات كما يقرر رسام الكاريكاتير ضياء الحجار،استطاع مؤيد نعمة الارتقاء بموضوعاته تلك لجعلها تلامس أدق الجوانب الإنسانية ..." .
صديقه الاستاذ ضياء الحجار كتب عنه مقالا قال فيه ان الاستاذ مؤيد نعمة كان انيقا ، انيق الشكل واليد واللسان .كان وسيما معطرا حريصا على مسايرة الموضة الرجالية .واضاف انه ينتمي الى الجيل الخامس من رسامي الكاريكاتير في العراق . وانه بدأ خطواته الاولى في نشر اعماله المبكرة سنة 1967 في مجلة (الفكاهة ) لصاحبها ورئيس تحريرها الاستاذ حميد المحل احد اساتذة معهد الفنون . وان الاستاذ مؤيد نعمة كان ينتمي الى ما كان يعرف بمدرسة اوربا الشرقية والتي ظهرت في اعقاب الحرب العالمية الثانية وكان من ابرز ملامحها الغاء التعليق او اختصاره وتجريد الاشكال واختزالها وعدم الاهتمام بملامح الهويات المحلية سعياً الى ترميز عالمى للانسانية . كما تميزت بعمق الفكرة والمضمون وتحميلهما أكثر من تفسير وتأويل واحد .كان مؤيد نعمة يساريا تقدميا وكثير من رسومه كانت تظهر في جريدة الحزب الشيوعي (طريق الشعب) . وقد واجه كثيرا من العنت والاعتقال وعندما غادر العراق وعاش في العاصمة الاردنية عمان كانت رسوماته مقتصرة على القضية الفلسطينية والقضايا العالمية الساخنة
رحم الله الفنان الكبير مؤيد نعمة وجزاه خيرا على ماقدم لفنه ووطنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مع ولدي حبيبي الدكتور هشام ابراهيم العلاف

  وصباحكم خير وسعادة ونعود لنتواصل من جديد وسبيلنا الكلمة الطيبةوالصورة الجميلة والمعلومة المفيدة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسه...