السبت، 27 يناير 2024

گوگجلي.................من قرى شرقي الموصل


 


گوگجلي.................من قرى شرقي الموصل
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وفي اطار اهتمامي بالتاريخ المحلي ،وكتاباتي عن القرى ، والقصبات ، والمدن ، والنواحي ، والاقضية في العراق ، وفي محافظة نينوى وصدور كتابي الأخير الموسوم (قرى وأقضية ونواح وقصبات في محافظة نينوى) عن دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل 2022 ، وجدت انني لابد ان اكتب عن قرية مهمة من قرى شرقي الموصل واقصد (قرية كوكجلي) ، خاصة ، وان احد ابناءها ، وهو صديقي الأخ علي إسماعيل يونس ان اكتب عن قريته ووعدته خيرا واردت منه ان يجيب عن بعض الأسئلة ومنها ما يتعلق بواقع القرية حاليا .
قرية كوكجلي من القرى المهمة في محافظة نينوى ، وتقع في جوار مدينة الموصل مركز محافظة نينوى لابل هي تعد من ضواحي الموصل مثلها مثل الرشيدية والبو سيف .فضلا عن ذلك ؛ فقرية كوكجلي تعد من القرى ذات الأهمية الاقتصادية في الموصل ، ففيها تتركز تربية وتجارة المواشي ، كما تتركز فيها أيضا حركة النقل بالشاحنات فمعظم شاحنات الموصل يمتلكها رجال من قرية كوكجلي . ويذهب البعض الى ان قرية كوكجلي مصدر تربية المواشي وتصدير اللحوم في العراق .
وقرية كوكجلي من الناحية الإدارية تتبع قضاء بعشيقة . ومما قد لايعرفه كثيرون ان قرية كوكجلي قديمة ذكرها المؤرخون ؛ مؤرخو الموصل ومنهم المؤرخان محمد امين العمري وياسين العمري في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .قال المؤرخ ياسين العمري (توفي 1821) في الصفحة (55) من كتابه (منية الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) وقد حققه شيخنا المرحوم الأستاذ سعيد الديوه جي ان قرية گوگجلي " قرية عامرة تبعد عن الموصل ثلاث ساعات وهي وقف على جامع نبي الله يونس عليه السلام " .وكانت القرية خارج مدينة الموصل وتقع في الطرف الشرقي للمدينة في جانبها الايسر من نهر دجلة الخالد لكنها اليوم أصبحت ضمن مدينة الموصل .
ويتداول البعض قصة أو رواية تقول ان مؤسس القرية وواضع اول لبنة فيها قبل 498 سنة رجل أي في سنة 1556 ميلادية اسمه يونس كوجي وما يهمنا هنا القول ان قرية كوكجلي ، قرية تاريخية قديمة وهي من آلاف القرى التي كانت وماتزال محافظة نينوى تضمها .
وابتداء لابدان يعرف القارئ ان كلمة ( كوكجلي) كلمة تركية تعني (الوادي الأخضر) وتبعد عن مركز مدينة الموصل قرابة (10) ) كيلومترات ، وسكانها من أهلنا (الشبك ) حتى ان هناك من يسميها (عاصمة الشبك) ، وأيضا يسكن فيها من ينتمي الى عشائر البيات ، والجحيش ، وطي ، والباجلان ، و الروژبيان ، ويعيش الجميع متآخين محبين لبعضهم ويظهرون امام الجميع وكأنهم من عشيرة واحدة ولي تلاميذ درستهم في جامعة الموصل من اهل قرية كوكجلي كما ان لي فيها أصدقاء .
في القرية اكثر من مستوصف طبي ؛ ففيها مستوصف كوكجلي ، ومستوصف السماح وهناك مستوصف بيطري أيضا .
وكوكجلي من اقدم القرى التي شهدت تأسيس المدرسة الحديثة ، ففي مطلع القرن العشرين وفي حدود سنة 1905 ، كان يوجد فيها مدرسة ابتدائية رسمية تدرس باللغة التركية القديمة أي بالحروف العربية . ومن مدارسها اليوم (مدرسة كوكجلي الابتدائية للبنين ) ، ومدرسة البحتري الابتدائية ومدرسة الخوارزمي وفي البناية ايضا متوسطة للبنات وابتدائية مختلطة ومدرسة ابتدائية للبنات ، ومتوسطة الوركاء للبنين وثانوية الوركاء للبنين وثانوية القوارير للبنات في حي السماح
وفيها ملعب لكرة القدم وفرق رياضية . ويعتز أبناء القرية بمدرسهم الذي أسس الرياضة في قريتهم وهو الأستاذ رقيب الدباغ ، ولهم صورة فوتوغرافية جميلة معه تعود الى 30 اذار 1983 .
في قريه كوكجلي حاليا اربع مخاتير هم السيد وسيم آل حجي و المختار فراح مزعل اغا ابو طيف والمختار محمد جارالله والمختار ادريس جاسم اسعد وكذلك زياد وايضا مختار لمنطقه الدوانم عدنان فيصل بين بازوايا وكوكجلي.
ويقينا انها - ومنذ سنين طويلة - ضمت و تضم شخصيات معروفة ، ولها دورها في الحياة العامة واذكر من بين هذه الشخصيات الملا شاحوذ رجب ، والملا هاشم والملا غازي حسن والملا شريف والملا جمعة والملا يوسف نايف والملا صباح والملا حبش .
ومن رجالات القرية المرحوم الطبيب الدكتور خليل إبراهيم الناصر الروژبياني المولى1952-2015 . والمرحوم سالم علي ميكائيل حارس مرمى فريق العودة. والسادة خالد الكرحه ، ونزار السعدون ، ويونس سبعاوي ، وحجي زبير ، وحجي ادريس يوسف ، وقاسم حاج اسماعيل ، واحمد ملا شريف ، ومحمود ملا امين ، واحمد خشفه ، ويونس كوجي ، ومحمود أغا ، وابراهيم ناصر واذكر اشهر (مطهرجي في كوكجلي) المرحوم الحاج بشير عبد الهادي حسن (بشير بربر )1941-2008 واخي وصديقي الاعلامي الاستاذ مهند بشير . والحاج عطوان وصبحي الشيت واحمد الحجي وبيت احمد ومحمد العزو وبيت الحاج ابراهيم آل اسعد وطه محمدالكرحه ومجيد الفرحان وعزيز غزال واخوه شاكر وكاظم محمد علي وعزيز داؤد . والمرحوم الحاج عيسى محمد حسن آل ولي 1937-2009 وهو موظف عمل في التعليم وبعد تقاعده عمل في تجارة الاعلاف .ولاننسى الاستاذ اسماعيل يونس سبعاوي من مواليد 1945 امد الله بعمره وكان مديرا لمدرسة كوكجلي 1988-1990 وهوقارئ مجيد للقرآن الكريم . وهناك الحاج محمود فريق عبد الله ال كدو والمرحوم الحاج خطاب ابو خزعل وهما من بنيا جامع الرحمن في القرية والاستاذ نجاح وادي ال قنبر والسيد عطاش اغا ، والمرحوم الحاج حسن محمد حسن البو خلف علي 1918-1993 والطبيب الدكتور خليل ابراهيم ناصر 1952-2015 والحاج طلعت عبد الله حسن آل ولي 1941-2022 والحاج علي حسن ال رجب 1938- 2014 والحاج سليمان ناصر ال رجب 1918 -2006 والاستاذ
مسعود الحاج محمد آل خطاب وغيرهم كثير واعتذر عن عدم تمكني من ذكر كل الاسماء المحترمين الاعزاء .
وضع القرية الاقتصادي - ومنذ زمن بعيد - جيد جدا فهي مشهورة بتربية وتجارة الأغنام والعجول .كما ان فيها مئات المعامل ، منها معامل المواد الانشائية ومنها معامل البلوك ، ومعامل الحلان، ومعامل لكاشي . وفيها سوق عامرة للعجول والاغنام .وفيها أيضا مسلخ ، وكان فيها مطحنة كبيرة . كما ان فيها علوة خضار كبيرة جدا ، وتعتبر من القرى التي يتبضع فيها تجار المفرد فهي مركز من مراكز تجارة الجملة بسبب موقعها بين مدينتي أربيل والموصل وما يتصل بهما من قرى ونواح وقصبات واقضية .
انجبت القرية مدرسين وأساتذة جامعات وأطباء ومهندسين ومحامين وتجارا وضباطا في الجيش وعدد سكانها اليوم اكثر من (50) الفا وتعتبر من القرى الكبيرة في العراق من حيث المساحة والسكان .
الحياة الأدبية فيها مزدهرة ، ففيها شعراء معروفون وادباء وكتاب قصة ومؤرخون واعرف من بين شعراءها الشاعر المرحوم صبحي خالد ومن الشعراء الذين عرفتهم المرحوم الشاعر الأستاذ أبو جمال صبحي البيجواني .ومن أساتذة اللغة الإنكليزية الذين زاملوني عندما كنت طالبا في جامعة بغداد 1964-1968 هوالمرحوم المربي الأخ الأستاذ دهام عبد العزيز ولي عنه مقال منشور . وفيها عدد من الزملاء الكتاب والإعلاميين منهم الكاتب الأستاذ علي إسماعيل يونس والاعلامي الأستاذ أنس شاكر .ولا انس الاخ الاستاذ علي اسماعيل ابو عمار الذي عودنا ان يكتب سيرا لبعض من رموز وشخصيات قرية كوكجلي . كما اذكر الاخ الطبيب الدكتور ارشد خالد الكرحة وما قام به خلال معركة تحرير نينوى من سيطرة عناصر داعش وخاصة في مجال تهيئة الظروف لمعالجة الجرحى والمرضى من ابناء الموصل والمناطق المجاورة لها . ومن اهالي كوكجلي الاخ الاستاذ جواد كاظم الاسعد مدرس الرياضيات السابق .
في قرية كوكجلي اكثر من (15) مسجد وجامع ومن معالمها قبر سيد قلندر وقبر صوزي وكوبري زينل عطو وفيها قبة عثمانية على قبر محمود اغا ومحلات (احياء القرية ) كثيرة منها (الحويز) ، ومنطقة سيد قلندر ، وطمبرلي ، و چلاوي كونه ، ومنطقة الرواشد ومن معالمها أيضا (تبه سياو ) أي التل الأسود ووادي الشور .ومما يجب اشير اليه ان الملا حسين اغا آل ولي وكان مهتما بكتابة القرآن الكريم بخط يده فضلا عن تلاوته للقرآن الكريم كان قد نال الوسام المجيدي في اواخر القرن التاسع عشر وهو من اهل قرية كوكجلي .
يتداول الناس ايضا انه في اواخر العهد الثماني كان حسين اغا وابنه محمود اغا هما من كان يدير شؤون القرية وحتى بعض القرى المحيطة بها وبعد سقوط العثمانيين وتأسيس الدولة العراقية الحديثة قام ابنه سعيد وكان مختارا بالدور نفسه ولما توفي جاء ابن عمه عطاش اغا . واذكر ان السجلات التاريخية تقول ان من (مختاركية كوكجلي القدماء ) سعيد اغا وسلمان صالح والحاج خطاب ابو خزعل وعامر عطوان بكر ومحمد شواف .
تحياتي لأهلي في قرية كوكجلي ولاانسى الدور الذي قام به أهلها خلال حرب تحرير الموصل ومحافظة نينوى من سيطرة عناصر داعش 2014-2017 من حركة تجارية وتزويد أهالي المحافظة بما يحتاجون اليه من مؤن ومستلزمات حياتية واقدام تجار الموصل على التبضع من محلاتها وما تزال هذه الحركة التجارية مزدهرة حتى يومنا هذا والحمد لله .
وترتبط قرية كوكجلي بمدينة الموصل بطريق مبلط ممتاز يتألف من سايدين وقد تم تأثيث هذا الشارع من قبل بلدية الموصل تأثيثا جيدا وعبر بوابة الموصل الجميلة من جهة الشرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...