السلطان العثماني مصطفى الثالث 1757-1774 السلطان الشاعر
-ابراهيم العلاف
والمدونات العثمانية اليوم تتحدث عن وفاته يوم 21 من كانون الثاني - يناير سنة 1774 ميلادية في مثل هذا اليوم أي قبل (250) سنة . وهو ابن السلطان (السلطان احمد الثالث ) ، وابو السلطان سليم الثالث ، ومن وزراءه الصدر الاعظم اي رئيس الوزراء قوجه راغب محمد باشا وامه آمنة مهر شاه سلطان تولى الحكم وعمره (17) سنة وانتهى حكمه وعمره (57) سنة وكان شاعرا وعندما يكتب القصائد كان يوقعها بإسم مستعار هو (جيهانكير) . كان محبا للادب تلقى تعليما جيدا وكان مهتما بالفلك كما كان خطاطا . وقد تسلم العرش بعد ابن عمه السلطان عثمان الثالث 1754-1757 .تزوج من (6) نساء وله منهن (ولدان و7 بنات ) وقد تمتعت الامبراطورية العثمانية في عهده بنوع من الامن والاستقرار والفضل يعود في هذا لسياسة صدره الاعظم اي رئيس وزراءه قوجة راغب محمد باشا ومع هذا فقد اضطرت الدولة الى اعلان الحرب على روسيا التي ما انفكت تتدخل في شؤون العثمانيين في 8 تشرين الاول سنة 1768 وكانت بولونيا وراء هذه الحرب اذ استعانت بالعثمانيين للتدخل وقد نجم عن هذه الحرب احتلال الروس للقفقاس واوكرانيا وجورجيا (بلاد الكرج) وتقدم الروس نحو بلاد القرم وهزم الجيش العثماني سنة 1770 في سهل قارتال في بوغدان وفي البحر المتوسط اصطدم الاسطول العثماني بالاسطول الروسي لكن القابودان حسن باشا الجزائري قائد الاسطول البحري العثماني دحر الروس من بحر ايجه وفي البر احتل الروس بلاد القرم واوقعوا هزيمة منكرة بالعثمانيينوارتكبوا مجزرة فظيعة وقد انزعج السلطان مصطفى الثالث من هذه الهزائم وحاول ان يتولى قيادة الجيش بنفسه سنة 1773 لكن الهزائم المتتابة اضعفت عزيمته كما جاء في (البوم السلاطين العثمانيين) والذي الفه مجموعة من المؤلفين وصدر في اسطنبول سنة 2013 وترجمه الى العربية الاستاذ غزوان الاحمد .مرض السلطان مصطفى الثالث بسبب ما حدث وتوفي يوم 21 كانون الثاني - يناير سنة 1774 ودفن في مقبرة جامع لاله لي . من اولاده الذكور محمد والسلطان سليم الثالث ومن وزراءه سلحدار محمد باشا ومحسن زاده محمد باشا وعيواظ زاده خليل باشا وتولى الحكم بعده اخوه الكبير السلطان عبد الحميد الاول 1774-1789 .
ايضا من اعمال السلطان مصطفى الثالث القضاء على (علي بك الكبير) قائد المماليك في مصر الذي تآمر مع روسيا وأعلن الثورة على الدولة العثمانية، وحقق انتصارات كبيرة عليهم، ولكن خيانة محمد أبو الذهب لقائده اسهم في قلب الموازين لصالح العثمانيين .
قال الاستاذ محمد فريد في كتابه (تاريخ الدولة العلية العثمانية ) ، ان السلطان مصطفى الثالث ، كان ميالا للاصلاح محبا لتقدم بلاده اسس مستشفيات للحجر (كرنتينات ) اذ كانت الاوبئة منتشرة في الخارج وانشأ مكتبة عمومية (عامة) من جيبه الخاص وفكر في طريقة لتسهيل المواصلات داخل الدولة منعا لحصول الغلاء والمجاعات في احدى الولايات ومن افكاره ان يصل بين نهر دجلة وبوغاز اسطنبول بخليج عظيم تستعمل الانهار الطبيعية مجرى له قدر الامكان ولو امهله الموت لاتمه وسبق دي لسبس في ايصال البحر المتوسط بالخليج العربي فالمحيط الهندي .كان السلطان مصطفى الثالث محبا للخير وله عدة مآثر خيرية كالمدارس والتكايا ومن آثاره انه بنى جامعا في اسكدار على قبر والدته ووقف عليه خيرات واصلح وعمر جامع السلطان محمد الفاتح الذي تعرض لزلزال خرب جزءا منه .
وللسلطان مصطفى الثالث اصلاحات في الجانب العسكري وقد استعان بالخبير العسكري المجري فرنسوا دي توت وكُلفه بإنشاء فرقة مدفعية سريعة الطلقات تضم 250 جندياً وضابطاً، على أن يدرب هذه الفرقة على الأساليب الحديثة.وقد بنى (دي توت) القلاع والحصون على ضفتي مضيق الدردنيل؛ لصدّ أي هجومٍ مُحتَمَل.كما اسس مدرسة لتخريج ضباط المدفعية وأركان الحرب وتدريب ضباط البحرية على وسائل الحرب الحديثة. ويعرف المركز التعليمي الخاص بتخريج ضباط البحرية حالياً بجامعة إسطنبول التقنية İstanbul Teknik Üniversitesi، وما تزال هذه الجامعة كما جاء في موقع Ottomans.org قائمة حتى يومنا هذا . وقد ادخلت عليها تغييرات كثيرة حسب تطورات الزمن وصارت جامعة هندسية مدنية مهمة من جامعات الشرق الاوسط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق