كوفاديس
نماذج من أعمال كوفاديس
ابراهيم خليل العلاف بعدسة كوفاديس 1965
كوفاديس ...المصور الفوتوغرافي الموصلي الكبير
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
منذ سنوات ، وانا اكتب عنه ، وانشر بعض صوره . كان صديقي وقد التقط لي صورة في سنة 1965 لازلت اعتز بها .وكوفاديس كان صديقنا.كان تلميذا لمراد الداغستاني المصور الفوتوغرافي العراقي الموصلي العالمي ولي ايضا عنده صورة مع عمي تعود الى سنة 1946 . وقبل ايام ارسل لي الاخ الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة من العاصمة الاردنية عمان كتابه الجديد عن مراد الداغستاني وبعنوان ( مراد الداغستاني بين الفن البصري والتشكيل الفوتوغرافي ) صدر عن مطابع دار الاديب بعمان 2020 ، وفيه اشارة الى كوفاديس والى انه كان من تلاميذ الاستاذ مراد الداغستاني . كما ان الكتاب يضم صورة لكوفاديس وبعضا من اعماله والتي كان يحلو له ان يضع قسما منها – مقلدا استاذه مراد الداغستاني – في واجهة الاستديو الخاص (استديو كوفاديس) في شارع الجمهورية في الجانب الايمن من مدينة الموصل .
وكوفاديس ليس هذا اسمه وانما اسمه الحقيقي هو (أواديس ماركاريان ) وهو موصلي ارمني . ويقول الاستاذ هيثم فتح الله ان ماقدمه الاستاذ مراد الداغستاني ، يعتبر مدرسة ، وثقافة بصرية نهل منها العديد من الفوتوغرافيين ومنهم على وجه التحديد المصور الفوتوغرافي اواديس ماركاريان المعروف ب(كوفاديس) صاحب استوديو كوفاديس والذي تتلمذ على يد مراد الداغستاني ، وتعلم منه فنون التصوير وطبع الصور حيث لازمه لفترة طويلة قبل ان يفتتح استوديو خاص به اشتهر باسم كوفاديس لاحقا .
كان كوفاديس مهتما بتصوير الآثار والقطع التراثية . وبالرغم من ذلك فقد كان ينحو في التصوير منحى استاذه وخاصة من حيث توزيع الانارة والطبع ، وتكبير الصور وخاصة صور الشخصيات .
ولد الاستاذ أواديس ماركاريان في مدينة الموصل سنة 1938 وكان والده ووالدته قد نجيا من مذابح الارمن المعروفة سنة 1915 وقد جاءا الموصل التي احتضنتهما كما احتضنت الافا من الارمن
أكل دراسته الابتدائية في مدرسة الارمن الاهلية في الموصل .أما الثانوية فأكملها في الاعدادية الشرقية في الموصل وهي من المدارس الاعدادية العريقة في العراق . وكاتب هذه السطور من خريجيها .
ويقينا ان كوفاديس استطاع ان يحفر لنفسه موقعا في عالم التصوير الفوتوغرافي ؛ فذاع صيته ، واشتهر وحظي استوديو كوفاديس بسمعة وشهرة طيبة وكثيرا ما كان يستخدم تقنيات مراد الداغستاني ويحرص على دمج الفلم السالب مع الفيلم الموجب للحصول على صورة مغايرة للواقع لكن فيها لمسات غنية تشكيلية قريبة من اعمال الداغستاني وكان بارعا في تصوير الشخصيات وكان يحرص ان يضع نماذج من صور الشخصيات داخل الواجهة الزجاجية للاستديو . وقد كان لي شرف ان تظل صورتي لفترة ضمن واجهة الاستديو .
مرة نشر الصحفي والفنان المسرحي المرحوم الاستاذ صبحي صبري حوارا مع الاستاذ اواديس ماركاريان في جريدة (الثورة ) البغدادية في العدد الصادر بتاريخ 10-11-1987 ، وفيه أكد ان (كوفاديس ) وطبعا لم يشر الى اسمه الحقيقي واغلب الظن انه كان لايعرفه انذاك ان كوفاديس تتلمذ على يد الفوتوغرافي الكبير الاستاذ مراد الداغستاني .وقال انك تراه يجتهد في تصوير مبنى آثاريا ، أو زقاقا شعبيا ويحرص على اظهار أدق التفاصيل في الاثار ومنها مثلا آثار النمرود وآثار نينوى وينقل عن المصور الفوتوغرافي اواديس ماركاريان قوله انه قد بدأ التصوير وعمره (12) عاما . وكان ذلك في بداية الخمسينات ومعنى هذا انه من مواليد سنة 1939 ، وحينها كان استاذه هو مراد الداغستاني منه تعلم الشئ الكثير في أصول المهنة التي كان يعشقها الى حد الهيام .
وعن سبب اهتمامه بتصوير الاثار الاشورية وغير الاشورية ، قال انه يعتقد ان الاثار هي الحضارة ، وعندما كان يصور الاثار فمعنى ذلك انه يؤرخ فوتوغرافيا لحضارة العراق .
ويقول انه كلما زار الاثار في اشور والنمرود ونينوى وجد شيئا جديدا .وهو يركز دوما ومن زوايا مختلفة على ابراز معالم الجمال والدقة والاناقة في هذه الاثار وكثيرا ما يستخدم الضوء والظل في التقاط ما يريد من صور كما يصور التفاصيل الصغيرة في هذه الاثار حتى ان كثيرا من المتخصصين في الاثار يقولون له انه حول الاشياء الجامدة في هذه الاثار الى حالية حية تنبض بالحركة .
وفيما يتعلق بالازقة ، والخانات ، والقيصريات ، والشوارع ، والبيوت القديمة ، والابواب المزخرفة في الموصل، فانه يميل الى تصويرها ويحاول ان يظهرها تنبض بالحركة من خلال التركيز على الناس وحركتهم ، والاطفال وألعابهم ، والنساء وملابسهم .
كان المصور الفوتوغرافي أواديس ماركاريان ، واقصد كوفاديس ولا أعرف اين هو الان ، منغمسا في النشاطات الثقافية والفنية التي تقام في الموصل وقد اقام أربعة معارض شخصية فضلا عن مشاركاته في المعارض الجماعية مع زملاءه المصورين الفوتوغرافيين المتميزين المعروفين داخل العراق وخارجه . وقد ضم معرضه الاخير في اواخر السبعينات من القرن الماضي كثيرا من الصور التي تتناول جوانبا ليس فقط من حضارة العراق ، وانما ايضا من حضارة مصر ومعنى هذا ان كوفاديس عبر من خلال أعماله حدود بلاده نحو الوطن العربي والعالم .
كتب المهندس الاستاذ هامبرسوم اغباشيان من لوس انجلس في كاليفورنيا مقالا عن المصور الفوتوغرافي كوفاديس وبعنوان : (ستوديو كوفاديس - مصور الاثار العراقي آفيديس ماركاريان ) في موقع مجلة كاردينيا الالكتروني . كما اتصل به هاتفيا في مايس- أيار الماضي 2020 ورابط مقالته هو
https://www.algardenia.com/m…/44429-2020-05-21-06-22-41.html
مرة نشر الصحفي والفنان المسرحي المرحوم الاستاذ صبحي صبري حوارا مع الاستاذ اواديس ماركاريان في جريدة (الثورة ) البغدادية في العدد الصادر بتاريخ 10-11-1987 ، وفيه أكد ان (كوفاديس ) وطبعا لم يشر الى اسمه الحقيقي واغلب الظن انه كان لايعرفه انذاك ان كوفاديس تتلمذ على يد الفوتوغرافي الكبير الاستاذ مراد الداغستاني .وقال انك تراه يجتهد في تصوير مبنى آثاريا ، أو زقاقا شعبيا ويحرص على اظهار أدق التفاصيل في الاثار ومنها مثلا آثار النمرود وآثار نينوى وينقل عن المصور الفوتوغرافي اواديس ماركاريان قوله انه قد بدأ التصوير وعمره (12) عاما . وكان ذلك في بداية الخمسينات ومعنى هذا انه من مواليد سنة 1939 ، وحينها كان استاذه هو مراد الداغستاني منه تعلم الشئ الكثير في أصول المهنة التي كان يعشقها الى حد الهيام .
وعن سبب اهتمامه بتصوير الاثار الاشورية وغير الاشورية ، قال انه يعتقد ان الاثار هي الحضارة ، وعندما كان يصور الاثار فمعنى ذلك انه يؤرخ فوتوغرافيا لحضارة العراق .
ويقول انه كلما زار الاثار في اشور والنمرود ونينوى وجد شيئا جديدا .وهو يركز دوما ومن زوايا مختلفة على ابراز معالم الجمال والدقة والاناقة في هذه الاثار وكثيرا ما يستخدم الضوء والظل في التقاط ما يريد من صور كما يصور التفاصيل الصغيرة في هذه الاثار حتى ان كثيرا من المتخصصين في الاثار يقولون له انه حول الاشياء الجامدة في هذه الاثار الى حالية حية تنبض بالحركة .
وفيما يتعلق بالازقة ، والخانات ، والقيصريات ، والشوارع ، والبيوت القديمة ، والابواب المزخرفة في الموصل، فانه يميل الى تصويرها ويحاول ان يظهرها تنبض بالحركة من خلال التركيز على الناس وحركتهم ، والاطفال وألعابهم ، والنساء وملابسهم .
كان المصور الفوتوغرافي أواديس ماركاريان ، واقصد كوفاديس ولا أعرف اين هو الان ، منغمسا في النشاطات الثقافية والفنية التي تقام في الموصل وقد اقام أربعة معارض شخصية فضلا عن مشاركاته في المعارض الجماعية مع زملاءه المصورين الفوتوغرافيين المتميزين المعروفين داخل العراق وخارجه . وقد ضم معرضه الاخير في اواخر السبعينات من القرن الماضي كثيرا من الصور التي تتناول جوانبا ليس فقط من حضارة العراق ، وانما ايضا من حضارة مصر ومعنى هذا ان كوفاديس عبر من خلال أعماله حدود بلاده نحو الوطن العربي والعالم .
كتب المهندس الاستاذ هامبرسوم اغباشيان من لوس انجلس في كاليفورنيا مقالا عن المصور الفوتوغرافي كوفاديس وبعنوان : (ستوديو كوفاديس - مصور الاثار العراقي آفيديس ماركاريان ) في موقع مجلة كاردينيا الالكتروني . كما اتصل به هاتفيا في مايس- أيار الماضي 2020 ورابط مقالته هو
https://www.algardenia.com/m…/44429-2020-05-21-06-22-41.html
وقال ان الاستاذ سامر الياس سعيد كتب عنه في (موقع عينكاوة ) ، وعده رائد التصوير الآثاري في الموصل ونقل عن الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي قوله : " المصور كوفاديس يصور ويكون المدينة كمثيولوجيا خالصة"
كما كتب عنه الاستاذ فؤاد كلو في (بيروت تايمس ) في صفحة (المغترب العربي) وقال : " كان ولا يزال الارمن العراقيون عنصرا فنيا غزير العطاء لبلادهم وللإنسانية جمعاء. وهذه الصفة اكسبتهم احترام وتقدير الاوساط الشعبية والحكومية على مدى سنوات. ومن بين هؤلاء الفنانين الذين رفعوا اسم العراق والفن عاليا الفنان الفوتوغرافي الكبير كوفاديس ماركاريان . وفي 5 نيسان 1989 نشرت جريدة العراق لقاء معه تحت عنوان (اعمال الفنان العراقي القديم تعطي وتبعث حياة) ذكرت فيه بأنه ( اقام اكثر من عشرة معارض مشتركة واربعة معارض خاصة. اقام معرضه الاول سنة 1959 في بغداد ثم توالت بين بغداد والموصل" . وكوفاديس كان يقوم بتصور الاثار المكتشفة ويوثق مراحل الاكتشاف لحين العرض في المتحف وذلك بطلب من دائرة الاثار في نينوى وحسب تعليماتهم، ثم يعود لتصوير القطع الاثرية بعد العرض في المتحف حسب رؤيته الخاصة ،بالاضافة الى كونه فنانا في تصوير الاثار، له العديد من الصور واللقطات الفنية التي تعبر عن واقع الحياة والمجتمع.
كما كتب عنه الاستاذ فؤاد كلو في (بيروت تايمس ) في صفحة (المغترب العربي) وقال : " كان ولا يزال الارمن العراقيون عنصرا فنيا غزير العطاء لبلادهم وللإنسانية جمعاء. وهذه الصفة اكسبتهم احترام وتقدير الاوساط الشعبية والحكومية على مدى سنوات. ومن بين هؤلاء الفنانين الذين رفعوا اسم العراق والفن عاليا الفنان الفوتوغرافي الكبير كوفاديس ماركاريان . وفي 5 نيسان 1989 نشرت جريدة العراق لقاء معه تحت عنوان (اعمال الفنان العراقي القديم تعطي وتبعث حياة) ذكرت فيه بأنه ( اقام اكثر من عشرة معارض مشتركة واربعة معارض خاصة. اقام معرضه الاول سنة 1959 في بغداد ثم توالت بين بغداد والموصل" . وكوفاديس كان يقوم بتصور الاثار المكتشفة ويوثق مراحل الاكتشاف لحين العرض في المتحف وذلك بطلب من دائرة الاثار في نينوى وحسب تعليماتهم، ثم يعود لتصوير القطع الاثرية بعد العرض في المتحف حسب رؤيته الخاصة ،بالاضافة الى كونه فنانا في تصوير الاثار، له العديد من الصور واللقطات الفنية التي تعبر عن واقع الحياة والمجتمع.
ابدى منذ صغره ميلا لفن التصوير الفوتوغرافي واستطاع التقاط اول صورة سنة 1951 بكاميرا تعود لوالده ويبدو ان والده ايضا مهتما بالتصوير حاله حال عدد من الارمن . تعلم مهنة التصوير من المصور الفنان مراد الداغستاني، واصبح بدوره مصورا فوتوغرافيا معروفا ويتذكر دائما فضل استاذه الداغستاني في تعليمة المهنة.
أسس اول ستوديو خاص به (ستوديو كوفاديس) في الموصل في شارع الجمهورية تحت فندق لبنان في عمارة العبادي ثم انتقل الى محل مجاور لبناية المتحف الحضاري في مدينة الموصل.
ثمة مقالات وتحقيقات ومقابلات معه في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية منها جريدة (العراق) البغدادية ، و( بيروت تايمز) ، و(موقع عين كاوه ) الالكتروني ، وصحيفة ماسيس – كانون الثاني 1994) و(مولوراك- 2009) باللغة الارمنية ، وجريدة (Baghdad Observer ) البغدادية باللغة الانكليزية .
غادر بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية(1980-1988 ) الى الولايات المتحدة الامريكية في زيارة للمعارف والاطلاع على المعارض الفنية بعد فترة من الانقطاع كما يقول المهندس الاستاذ هامبرسوم اغباشيان ، وترك الاستوديو في عهدة مساعديه لكن الظروف لم تساعده للعودة الى العراق بسبب حرب الخليج الثانية 1990-1991 ومن ثم الحصار المفروض على العراق والاحتلال الامريكي 2003 واخيرا الاوضاع الامنية فاضطر للإقامة في الولايات المتحدة الامريكية على امل ان تتحسن الظروف ويرجع الى مدينته الموصل ، وكان قد حصل على النسخ السالبة لبعض اعماله واعاد طبعها في امريكا واقام معرضان شخصيان احدهما في مدينة باسادينا في بناية الجمعية الخيرية الارمنية العمومية هناك والاخر في بناية معرض للفنون في وسط لوس انجلس بعد سنة 2010 .
وللأسف دمر ستوديو كوفاديس خلال سيطرة عناصر داعش ومعارك تحرير الموصل 2014-2017 وضاع الكثير من الارث الفني لهذا المصور الكبير .
تحياتي للصديق الاستاذ كوفاديس اواديس ماركاريان وتمنياتي له بالتوفيق والعمر المديد والعافية والبركة .
أسس اول ستوديو خاص به (ستوديو كوفاديس) في الموصل في شارع الجمهورية تحت فندق لبنان في عمارة العبادي ثم انتقل الى محل مجاور لبناية المتحف الحضاري في مدينة الموصل.
ثمة مقالات وتحقيقات ومقابلات معه في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية منها جريدة (العراق) البغدادية ، و( بيروت تايمز) ، و(موقع عين كاوه ) الالكتروني ، وصحيفة ماسيس – كانون الثاني 1994) و(مولوراك- 2009) باللغة الارمنية ، وجريدة (Baghdad Observer ) البغدادية باللغة الانكليزية .
غادر بعد انتهاء الحرب العراقية – الايرانية(1980-1988 ) الى الولايات المتحدة الامريكية في زيارة للمعارف والاطلاع على المعارض الفنية بعد فترة من الانقطاع كما يقول المهندس الاستاذ هامبرسوم اغباشيان ، وترك الاستوديو في عهدة مساعديه لكن الظروف لم تساعده للعودة الى العراق بسبب حرب الخليج الثانية 1990-1991 ومن ثم الحصار المفروض على العراق والاحتلال الامريكي 2003 واخيرا الاوضاع الامنية فاضطر للإقامة في الولايات المتحدة الامريكية على امل ان تتحسن الظروف ويرجع الى مدينته الموصل ، وكان قد حصل على النسخ السالبة لبعض اعماله واعاد طبعها في امريكا واقام معرضان شخصيان احدهما في مدينة باسادينا في بناية الجمعية الخيرية الارمنية العمومية هناك والاخر في بناية معرض للفنون في وسط لوس انجلس بعد سنة 2010 .
وللأسف دمر ستوديو كوفاديس خلال سيطرة عناصر داعش ومعارك تحرير الموصل 2014-2017 وضاع الكثير من الارث الفني لهذا المصور الكبير .
تحياتي للصديق الاستاذ كوفاديس اواديس ماركاريان وتمنياتي له بالتوفيق والعمر المديد والعافية والبركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق