الاثنين، 24 أغسطس 2020

قضاء البعاج ........ حقل العراق الزراعي الكبير في محافظة نينوى

 


قضاء البعاج ........ حقل العراق الزراعي الكبير في محافظة نينوى


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل


وقضاء البعاج من اقضية محافظة نينوى . وتتبع قضاء البعاج ناحية القحطانية ، وأمامي الكراس الجميل الذي اصدرته (هيئة استثمار نينوى) سنة 2010 بعنوان (نينوى حضارة ومستقبل ) في عهد محافظ نينوى السابق الاستاذ أثيل عبد العزيز النجيفي ، وجاء فيه ان قضاء البعاج يقع غرب محافظة نينوى الى الجنوب الغربي من مدينة الموصل في وسط الجزيرة وعلى بعد ( 150 ) كيلومتر عن مركز مدينة الموصل ، ويتبع القضاء ناحية القحطانية ، وقرية رمبوسي .
ويشتهر القضاء بزراعة الحنطة والشعير والثروة الحيوانية وفيه عدة حقول للدواجين قائمة وتنتج حاليا . والقضاء بالنسبة للاستثمار الزراعي واعد من حيث انه يمكن بناء سدود صغيرة على الوديان في الجزيرة لتجميع مياه الامطار والاستفادة منها في ارواء الاراضي في المنطقة لغرض زراعة مختلف المحاصيل الزراعية .
ويمتاز قضاء البعاج بأراضيه الخصبة الصالحة للزراعة الديمية ويؤلف قضاء البعاج بما يعادل 15% من إنتاج محافظة نينوى من الزراعة .هذا فضلا عن ان هناك في المنطقة اراض للزراعة السيحية .
تبلغ مساحة قضاء البعاج (9172) كيلومترا .وخلال العهد العثماني لم اجد تشكيلا اداريا للبعاج .وفي العهد الملكي 1921-1958 والسنوات الاولى من العهد الجمهوري وبالتحديد في (دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960) وجدت وضمن التشكيلات الادارية للعراق ولواء الموصل ان البعاج كان ناحية هو وتل عبطة ويتبعان قضاء الحضر وفيهما (343) قرية من مجموع (2496) قرية كانت تابعة للواء الموصل . وفي قضاء البعاج اكثر من (150) قرية و(6) مجمعات سكنية .
قضاء البعاج تتبعه كثير من المجمعات والقرى ابرزها مجمع الرمبوس ، والجغيفي ، والصكار ، وتل ساقي ، ، والحمدانية ، وام الروس ، والكرعان ، وخوتلة الصغرى ، وابوخويمة ، والمجفا ، وركاب الطير ، وقرية السوجين ، والشمالات ، وفتحي اليوسف ، وجلميد، ، وغير ذلك من القرى .وهنا يجب ان اشير الى ان المجمعات السكنية الكبيرة التي انشأتها الدولة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي واقصد الجنوبية منها تتبع قضاء البعاج اداريا .
وفي انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية وجدت أن قضاء البعاج يتبع محافظة نينوى ويقع الى الغرب من مدينة الموصل جنوبي جبل سنجار على الحدود بين العراق وسوريا ويتجاور قضاء البعاج العراقي مع محافظة الحسكة السورية ويبلغ عدد سكان البعاج حسب تقديرات سنة 2014 (100) الف نسمة ومن حيث المساحة فهو اكبر قضاء في العراق ومركز قضاء البعاج مدينة البعاج .ومنطقة البعاج منطقة ذات تاريخ ثر يرجع الى العصور القديمة وهناك من الاثاريين من يقول ان تاريخ المنطقة يمتد الى العصر الحجري الحديث حيث عرف الانسان الزراعة وتربية المواشي وهناك من الدلائل التاريخية ما يشير الى وجود بقايا مستوطنات بشرية قديمة مارست الزراعة كما هو الشأن في قريتي الاربجية وحسونة في الموصل .
وفي التاريخ الحديث وخاصة في القرن التاسع عشر كان اسم البعاج يتردد على انه من مواطن البدو الرحل بين العراق وبلاد الشام حيث كانت البعاج منطقة استراحة للقوافل بسبب تميز طبيعتها الجغرافية ووجود وديان تجري فيها المياه .
ونظرا لهذا الموقع الجغرافي فقد اقدمت الحكومة العراقية على اقامة مخفر للشرطة سنة 1947 وكانت منطقة البعاج فضلا عن كونها محطة استراحة كانت منطقة للتبادل التجاري بين مدينتي دير الزور السورية والموصل العراقية .
كان من الطبيعي ان تتطور البعاج وتصبح مدينة فيها من السكان وفيها من التجارة ما يستدعي اهتمام الدولة فصدر مرسوم جمهوري سنة 1962 بجعلها (ناحية ) والحقت الناحية – كما سبق ان قلت آنفا – بقضاء الحضر لكن تم الانتباه الى ان البعاج بعيدة عن الحضر لذلك صدر مرسوم جمهوري بالحاقها بقضاء سنجار سنة 1968 .
البعاج منطقة تتركز فيها الزراعة وتعد المنطقة في مقدمة المناطق التي تنتج الحبوب وخاصة الحنطة والشعير في محافظة نينوى لذلك تم تطوير مرتبتها الادارية الى قضاء وكان ذلك في مطلع سنوات السبعينات من القرن الماضي وتتبع القضاء ناحية القحطانية . وفيما يتعلق بحدود قضاء البعاج اقول يحد قضاء البعاج من الشمال والشرق سنجار والقيروان والحضر ومن الغرب الحدود السورية ومن الجنوب محافظة الانبار .
يتداول الناس تفسيرات كثيرة لمعنى كلمة بعاج لكن التفسير الذي اراه مناسبا هو ان البدو يطلقون على المنطقة التي تكثر فيها العواصف الغبارية (به عج ) . والبعاج ليست مدينة حديثة وانما وكما قلت هي مدينة عريقة وفيها تلول آثارية منها تل خليل وقد كان مكانا للتنقيب وعثرت فيه بعثات التنقيب عن آثار تؤرخ لعصرين هما (جمدة نصر ) و( عصر الوركاء ) وهناك تل ابو الحجر وتل ساقي وكل هذه التلال انبئت بوجود سكن وبقايا فخاريات لعصري حاف والعبيد وكان الانسان في هذه المنطقة هو من اقام القرى الزراعية وشق الطرق واعتبارا من فيشخابور الى الحضر وهذا ما وجده الاثاريون واكدته مكتشفات تلول (ابو راسين ) و(تل شيخ) و(ام غزال ) و(تل اغزيل) و(تل صكار ) و(تل الفيل ) ومع هذا فالمنطقة اقصد منطقة البعاج واعدة لما يمكن ان يحصل عليه الاثاريون وبعثات التنقيبات .
عانى قضاء البعاج الكثير من العنت والمصائب خلال سيطرة عناصر داعش 2014-2017 ولاتزال اثار ذلك واضحة ومنذ تحرير القضاء يوم 4 تموز سنة 2017 وخاصة على التركيبة السكانية للقضاء مما يحتاج الى الوقت والجهد لحل كل تلك الاشكالات وخاصة فيما يتعلق بأعداد النازحين من اهل القضاء .
سكان قضاء البعاج منهم من العشائر العربية : شمر والعكيدات والجغايفة والخواتنة والزبيدات والصكور والجبور والراشد في قرية فتحي اليوسف
والحديديين في مركز القضاء وفي قرية الصالحية والحمدانية فضلا عن عشيرة السادة . وهناك عشائر يزيدية كريمة معروفة ايضا تسكن القرى والمجمعات .. والطابع العشائري هو الطابع المميز في هذا القضاء .. وفي القضاء بناية للقائمقامية ومديرية قسم للشرطة ومقر للبلدية واكثر من عشر مدارس ابتدائية وثلاث مدارس ثانوية ومدرستان اعداديتان كما ان فيه قسم داخلي للطلاب لكن اليوم غير مؤهل وهناك اكثر من اربعين مدرسة موزعة في قرى القضاء العديدة ويوجد مستشفيان صغيران كما ان هناك جوامع عديدة منها ( جامع البعاج الكبير ) الذي تأسس سنة 1985 وترون صورة مدخله الى جانب هذا الكلام . فضلا عن عشرة مساجد داخل مدينة البعاج نفسها وخمسة عشر مسجدا في خارج المدينة أي في القرى التابعة له ..كما أن هناك مستشفيان صغيران ايضا وعدد من دوائر الحكومة وسايلو لخزن الحنطة والشعير .
اتمنى لاهلنا في قضاء البعاج بالتقدم والسلام .
*الموصل 23-8-2020

هناك تعليق واحد:

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....