السبت، 21 مارس 2020

الارادة ا.د.ابراهيم خليل العلاف


الارادة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

والارادة ، واحدة من الصفات التي يجب ان تتوفر في الانسان لكي يستطيع تحقيق أهدافه في الحياة ؛ فبدون الارادة يكون الانسان ضعيفا غير قادر حتى على ان يمارس حياته بشكل طبيعي .

وقد نرى أُناسا  نقول عنهم انهم مسلوبو الارادة ، بمعنى انهم يفتقرون الى الارادة ، وهؤلاء هم عالة على المجتمع .

وكثيرا ما اقول ، بأننا لكي ننجح في حياتنا ، وفي مشاريعنا سواء الفكرية أو السياسية أو الاقتصادية ، نحتاج الى ثلاثة أمور هي   :   الرغبة ، والهمة ، والارادة .وهذه الامور إن اجتمعت ، تجعل الانسان ناجحا في أعماله وتوجهاته .

و(الارادة)  في واحدة من تعريفاتها هي " التصميم الواعي على أداء فعل معين "  .وهذا الفعل المعين يحتاج الى ان يكون هناك (هدف)  يوجهه و( أدوات )  تساعد في تحقيق الهدف .

ويذهب احد الفلاسفة الى القول ان الارادة في جانب من جوانها ( حرية)  و( حرية الارادة)  هي القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة ، والارادة ايضا ليست شيئا طبيعيا عند الانسان  ، بل تحتاج الى تصميم وتدريب من الشخص الذي يريد ان يكون قوي الارادة ، وحر الارادة .

نعم ان الارادة صفة لايصل اليها الانسان إلا بعد ان يتدرب عليها ، وهي شيء مستقل عن الواقع الذي يعيشه ؛ فإن إراد ان يغير هذا الواقع ، فهو بدون شك يحتاج الى الارادة ليقدم على هذا العمل ...الارادة كما يرى بعض الفلاسفة والمفكرين هي نتيجة تدريب ، وتجربة وهي اولا واخرا اساس المعرفة والسلوك ، وهي جهد نفسي وفكري يبذله الانسان ليكون صاحب إرادة قوية .

ومع ان هناك من الفلاسفة والمفكرين من يرى ان الارادة هي فعل غريزي طبيعي الا ان الكثيرين لايرون ذلك ويقولون ان الارادة تكتسب بالتربية ، والاسرة هي من تخلق عند الطفل القدرة على ان تكون لديه إرادة وان يكون لديه إقدام نحو القيام بعمل معين ، وغالبا ما يجب ان يكون هذا العمل خًير ، ومفيد للانسان ، ومنسجم مع أخلاق المجتمع وأعرافه الاجتماعية .

وارادة القوة التي تحدث عنها البعض  من المفكرين  ، تعني ان الانسان لكي يواجه الواقع عليه ان يتعلم مبادئ القوة التي تساعده على ان يتقدم ، وينتج ويفيد المجتمع متى  ما توفرت  له الارادة .

والارادة من فعل اراد وقد وردت الارادة في القرأن الكريم مرات عديدة ،  وكثيرا ما اقترنت بما يريده الله للبشر ومن ذلك قول رب العزة والجلال بسم الله الرحيم الرحيم ( يريدُ الله بكم اليسر ، ولايريد بكم العُسر ) .

كل انسان (يريد)  ان يكون ناجحا في حياته ، لكن النجاح يحتاج الى ارادة ، ويحتاج الى صبر ، ويحتاج الى ارادة قوية .فلا نجاح في الحياة بدون ان تتوفر الارادة ، فمن يمتلك ارادة قوية لايجد امامه  شيئا مستحيلا ؛ فهو يستطيع ان يذلل كل الصعاب ، ويحتوي كل العقبات ، ويجد الحلول المناسبة وعندئذ يكون النجاح حليفه .

اذا الحياة تحتاج الى ما نسميه ( العزيمة ) والعزيمة تحتاج الى ارادة وعمل وجهد وصبر ، فلا حياة مع اليأس ولايأس مع الحياة .

وبدون الامل لايستطيع الانسان ان يستمر في حياته وكما يقال في الاثر ( لولا الامل لبطل العمل ) والعمل يحتاج الى ارادة ومثابرة وصبر .

والله سبحانه وتعالى قد منح الانسان قوة كبيرة بسم الله الرحمن الرحيم ( وفي انفسكم أفلا تبصرون ) .

لكن لكي يمارس الانسان دوره ، عليه ان يؤمن ،  ويعقل ويتوكل وسيجد نفسه وقد وصل الى اهدافه التي يسعى اليها .
اما  اذا جلس الانسان ، واظهر عجزا ، وبدا مسلوب الارادة فسيكون انسانا خائبا فاشلا غير قادر على ان يحقق اي شيئ لا لنفسه ولا لمن حوله .
ومنذ كنا  تلاميذا صغارا في المدرسة الابتدائية نقرأ ما قاله الشاعر :
وما نيل المطالب بالتمني ***  ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

واخيرا فإن قوة الارادة من قوة العزيمة ومن قوة الصبر والمهم ان يكون لك هدف تسعى اليه في الحياة فبدون الهدف يظل الانسان كالريشة في مهب الريح .

الله سبحانه وتعالى خلقنا لكي نعبد ، ولكي نعمل ، ولكي نفيد والعبادة والعمل يحتاجان الى  ارادة وهمة وعزيمة .

وهناك نقطة اود ان اشير اليها وانا اتحدث عن ( الارادة ) ، وهي انه يجب علينا  ان نتخذ لنا قدوة ، قدوة من الناس الناجحين في حياتهم ، وفي سلوكهم . وعندما نتخذ القدوة فإننا نتعلم منهم كيف واجهوا الحياة ، وكيف كافحوا الى ان أصبحوا أُناسا ناجحين في حياتهم ، وسوف نكتشف ان وراء نجاحهم كان شيئا اسميناه قوة الارادة .

اكتفي بهذا القدر رمضانكم مبارك وصيامكم مقبول ودعائكم مستجاب والى حلقة اخرى من برنامج ( ما قل ودل ) .





 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...